تطورت عملية التسوق في العقود الثلاث الأخيرة نظرًا لظهور ونمو شبكة الإنترنت والتي جعلت من عالمنا مكانًا أصغر يسهل فيه التواصل، إضافة إلى تطور الأساليب اللوجستية والخدمية بدءًا من البنية التحتية وحتى الشحن ونقل البضائع والتحويلات المالية والذي كان له بالغ الأثر في تطوير التجارة التقليدية عمومًا والتجارة الإلكترونية خصوصًا.
ساعدت الكثير من العوامل -منها ما أشرنا إليه سريعًا آنفًا- في تغيير أساليب التسوق وبيع المنتجات فكان في المعتاد سابقًا ذهاب الزبون للمتجر لشراء ما يلزمه من بضائع ومنتجات يريدها ولذلك الكثير من المحدوديات والمعوقات فيجب أن يجتمع التاجر والزبون في مكان واحد وأن يتقابلا وجهًا لوجه عدا عن أهمية موقع المتجر الفيزيائي وسمعته في المنطقة وغيرها من العوامل. أما الآن ومع تطور التجارة وتحولها إلى الإلكترونية واحتلالها مركزًا مرموقعًا على شبكة الإنترنت، أصبحت الحكاية معكوسة فالتاجر هو من يأتي إلى الزبون ويعرض عليه منتجاته ليبيعها إليه متوسعًا في الرقعة الجغرافية التي يستهدفها ومقدمًا جميع التسهيلات والمغريات لتشجيع الزبون على الشراء وهنا ظهرت المتاجر الإلكترونية.
منصات المتاجر الإلكترونية
سابقًا كان يجب لبدء أي تجارة توفر رأس المال وشراء أو استئجار مكان لوضع المنتجات ضمنه والترويج لهذا المكان ومنتجاته واقتصر الأمر على ميسوري الحال أو بعض المغامرين الذين اقترضوا المال من المصارف بشروط صعبة حيث كان احتمال الفشل أكبر من احتمال النجاح. أما اليوم، اختلفت التجارة اختلافًا كبيرًا عما سبق وأصبح بالإمكان فتح متجر إلكتروني بسهولة بدون وجود مكان فيزيائي وهنا تكمن قوة العالم الافتراضي وشبكة الإنترنت في العصر الرقمي الذي تتمتع بمزاياه اليوم.
هنالك الكثير من التجار الذين يطلبون بناء متاجرهم الإلكترونية وضبطها وضبط وسائل الدفع فيها أي اختراع العجلة نفسها في كل مرة وكانت تلك مشكلة مشتركة بين التجار وعمل كل ذلك يتطلب فريقًا مختصًا من المبرمجين والمصممين الأمر الذي يتطلب وقتًا وكلفةً كبيرة، فكان الحل البديهي بإنشاء منصات تحوي كل الخدمات والميزات الأساسية لأي متجر (عرض المنتجات والتسويق لها وبيعها) تسهّل على المستخدم ببضعة خطوات إنشاء متجره الخاص وإطلاقه للعموم مع ربطه بكل الخدمات اللازمة الأمر الذي يوفر الوقت والكلفة ولا يتطلب الخبرة التقنية ليصب المستخدم تركيزه على المتجر والتسويق له.
أي باختصار، فتح متجر إلكتروني أسهل بكثير من فتح متجر فيزيائي على أرض الواقع ولكن ذلك قد يتطلب منك امتلاك خبرة تقنية وبرمجية كبيرة لبرمجة متجرك الإلكتروني ونشره على شبكة الإنترنت قد لا تمتلكها وهنا جاءت فكرة منصات التجارة الإلكترونية e-commerce platforms.
هنالك نوعان من أنواع منصات التجارة الإلكترونية هما: المنصات المقدمة كخدمة، والمنصات المدارة ذاتيًا.
منصات التجارة المقدمة كخدمة
هذا النوع من المنصات هو الذي يوفر للتاجر أو من يريد إنشاء متجره كل شيء حرفيًا لإطلاق متجره ويوفر عليه عناء ربط متجره بخدمات الدفع والشحن والاستضافة والنطاق مع توفير واجهة ولوحة تحكم كاملة بالمتجر بالإضافة إلى حل أي مشاكل تقنية تواجهه وغيرها الكثير من الخدمات التي تختلف من منصة إلى أخرى.
أي تقدم هذه المنصات تسهيلات كبيرة لتصميم متاجر إلكترونية جاهزة وتخصيصها بمجرد الاشتراك فيها فهي توفر لك اتصالًا مباشرًا مع بوابات الدفع وتُساعدك في عملية إنشاء حساب عليها وما تحتاجه من أوراق لذلك، الأمر ذاته بالنسبة لشركات الشحن والتوصيل، ولن تحتاج مع هذه المنصات إلى مبرمج أو استضافة أو مبلغ نقدي إضافي تدفعه هنا وهناك لبناء متجرك الإلكتروني من الصفر وتخديمه، فكل ما عليك فقط امتلاك حساب بنكي وتفكير مميز لتسويق ما تريد تسويقه على هذا المتجر.
بناء المتجر عبر هذا النوع من المنصات هو الأكثر راحة للبال ولكنه قد يكون الخيار الأغلى بعض الأحيان فهنالك قاعدة عامة تقول أن راحة البال لا تأتي بالمجان! من مساوئ هذا النوع أنه أقل قابلية للتخصيص فستضطر للالتزام بما توفره المنصة لك فقط من قوالب وإضافات وخدمات فقط وقد تبدو كل المتاجر المنشأة بالاعتماد على منصة ما شبيهة ببعضها بعضًا إلا إن كانت هنالك قوالب متعددة وخيارات واسعة لتخصيص واجهة المستخدم يمكن عبرها إضفاء سمة خاصة على متجرك.
في كل الأحوال وباختصار، يمكن عد هذا النوع من المنصات بأنه الشريك التقني الذي يبني لك متجرك الإلكتروني ويتكفل بالجانب التقني والبرمجي للمتجر لتركز أنت على تجارتك الإلكترونية والتسويق للمتجر وزيادة المبيعات.
منصات التجارة المدارة ذاتيا (المستضافة)
هذا النوع من منصات التجارة الإلكترونية هو الأقل راحة للبال ولكن الأفضل من ناحية التخصيص وتوسيع ميزات وخدمات المتجر، إذ توفر لك المنصات نسخة من المتجر ولوحة تحكمه وتترك لك خيار تثبيتها على استضافة أو خادم وربطها بنطاق وإدارتها إدارةً تقنيةً كاملةً، ونستشف بناءً على ذلك الخبرة التقنية الكبيرة المطلوبة لإدارة هذا النوع من المنصات، وقد تضطر إن لم تملكها إلى توظيف مبرمج متخصص لإدارتها وتخصيصها وبناء متجرك عبرها.
إن امتلكت الخبرة، فستوفر خبرتك التقنية والبرمجية عليك الكثير من المال والوقت وينصح عمومًا مع وجود خبرة برمجية التوجه إلى هذا النوع من المنصات واستعماله لبناء المتاجر الإلكترونية. أما إن لم تملك الخبرة، فقد تضطر إلى دفع مبلغ من المال لقاء توظيف مبرمج لتهيئة المتجر وربطه مع خدمات المتجر الأساسية مثل الدفع والشحن وحل أي مشاكل تقنية تواجهك فلن يكون هنالك غالبًا فريق دعم فني من طرف المنصة لتساعدك وتدعمك، الأمر الذي قد تفضل فيه اللجوء إلى النوع الأول من المنصات إن كان متجرك بسيطًا ولا يحتاج إلى الكثير من التخصيص.
سهل أيضًا ظهور البرمجيات مفتوحة المصدر والحرة فكرة التحرر من قيود الاحتكار واحتلال سوق منصات التجارة الإلكترونية ورخص أيضًا من أسعار بناء المتاجر الإلكترونية وساهمت في انتشار الفكرة أيما انتشار ونذكر من تلك المنصات ووكومرس WooCommerce وأوبن كارت OpenCart وماجينتو Magento وهنا لن تحتاج بناء الموقع من الصفر فهذه المنصات تهدف لمساعدة أي شخص يرغب في بناء متجره الإلكتروني بالقيام بذلك دون الحاجة لمبرمج ولكن مع ذلك فيجب عليك امتلاك خبرة تقنية بسيطة كما ذكرنا تخولك التعامل معها لوحدك وهذه هي ضريبة الخدمات المجانية على عكس المنصات والخدمات المدفوعة التي تختصر عليك الخبرة والوقت مقابل دفع مبلغ من المال. وبالإضافة إلى أن أغلب منصات هذا النوع مجانية ومفتوحة المصدر، تجد لكل منصة منها مجتمعًا داعمًا كبيرًا يحاول توسيع قدرة عمل المنصة وتوفير الكثير من الحلول والأدوات المساعدة ولا يتوانى عن الإجابة والمساعدة في حل أي مشكلة تعترضك.
منصات تجارة إلكترونية عربية
سنذكر ما يلي أشهر منصات التجارة الإلكترونية العربية والتي تنحصر كلها في النوع الأول من منصات التجارة الإلكترونية التي ذكرناها آنفًا.
زد
تأسست منصة زد عام 2017 بهدف مساعدة أصحاب الأعمال في منطقة الخليج العربي على تنمية تجارتهم الإلكترونية بطرق سهلة وسريعة ليتوسع عملهم بشكل أفضل حتى اليوم. خدَمت منصة زد منذ تأسيسها وإلى حين كتابة هذا المقال أكثر من 4000 تاجر تجزئة فعال وذلك من خلال التشبيك مع أكثر من 26 مزود خدمة وشريك لتقديم خدماتهم لهذه المتاجر عبر منصة زد، تعمل هذه المتاجر في أكثر من 16 قطاع مختلف من قطاعات البيع بالتجزئة وبأحجام عمل مختلفة.
ساعد ظهور منصة زد العديد من تجار التجزئة على اتخاذ خطوة جريئة نحو العالم الرقمي لإطلاق تجارتهم إلكترونيًا أيضًا وحتى الآن تجاوزت قيمة مبيعات المتاجر على منصة زد 3 مليارات ريال سعودي وهو رقم ضخم ويُعطي فكرة عن أهمية التجارة الإلكترونية وضرورة المسارعة في نقل المتاجر إلى نسختها الإلكترونية في العالم الرقمي.
سلة
تعتبر منصة سلة -والتي يمثلها تطبيق سلة في المملكة العربية السعودية- إحدى أبرز المنصات التي يعتمد عليها التجار في إنشاء وتصميم متاجر الكترونية جاهزة وهي تملك ثلاث باقات متنوعة للاشتراك فيما بينها بميزات مختلفة، مع إتاحة طرق دفع وشحن وتوصيل سهلة الإعداد ضمن المنصة.
يمكن ربط النطاق الخاص بك مع المتجر الإلكتروني على منصة سلة بسرعة وبخيار بسيط ضمن الإعدادات، إلا أنَّ بعض ميزاتها الأخرى المتعلقة بالتسويق والتحسين لمحركات البحث تكون محدودة وحصرية للباقة الأعلى.
تذكر منصة سلة عبر موقعها الرسمي أن عدد المتاجر المنشأة عبرها وصل إلى 10 آلاف متجر وصلت مبيعاتها أجمع إلى 3 مليار ريال سعودي لحظة كتابة هذا المقال.
متاجر
منصة متاجر هي منصة تجارة إلكترونية أخرى مقرها المملكة العربية السعودية ميزتها أنها توفر خيار إنشاء متجر إلكترونية مع تطبيق للهاتف الجوال بنسختيها آندرويد و iOS خاصة بالمتجر وبه شعار المتجر وهويته التجارية. يمكنك إنشاء متجرك خلال دقائق بينما تحتاج إلى 7 أيام عمل لتفعيل تطبيقات الجوال.
توفر المنصة خيارات عدة لخدمات الشحن وخدمات الدفع الإلكترونية عبر بوابات الدفع كما أنها توفر ميزة فتح حساب خاص بالمتجر في تلك الخدمات دون الحاجة إلى تكبد عناء فتحها بشكل خاص ثم ربطها بالمتجر.
إكسباند كارت
تبدو منصة اكسباند كارت ExpandCart الأقدم من بين منصات التجارة الإلكترونية العربية وذلك ظاهر من الإحصائيات التي تعرضها المنصة عبر موقعها إذ أنشئ عبرها أكثر من 20 ألف متجر إلكتروني تجاوزت مبيعات تلك المتاجر 700 مليون دولار.
توفر المنصة لوحة تحكم شاملة تحوي على أكثر من 6000 ميزة وخدمة وخاصية لمتجرك الإلكتروني كما أنها تدعم اللغة العربية في الأساس بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية وجميع اللغات الأوروبية، فهي لا تستهدف السوق العربية فقط، بل تستهدف السوق العالمي بتلك الخطوة ويمكن لمتجرك الاستفادة من خاصية تعدد اللغات تلك إن كان بحاجة إليها.
منصات التجارة الإلكترونية الأجنبية
سنذكر الآن أشهر منصات التجارة الإلكترونية الأجنبية والتي تكون بين النوع الأول والثاني بل أغلبها هو من النوع الثاني صراحةً النوع المدار ذاتيًا والقابل للتخصيص.
أوبن كارت
منصة أوبن كارت opencart هي منصة تجارة إلكترونية حرة ومفتوحة المصدر تنتمي إلى النوع الثاني من أنواع منصات التجارة الإلكترونية التي ذكرناها في الأعلى. المنصة مجانية ولكن بعض الإضافات والتوسيعات التي قد تضيفها إلى متجرك غير مجانية وتحتاج إلى شراء، وتذكر الإحصائيات في موقعها الرسمي أنها شغَّلت ما يزيد عن 342 ألف متجر إلكتروني حول العالم.
تحوي المنصة على خدمات ضمنية لتحسين الظهور في محركات البحث SEO كما تتيح آلية سهلة في إدارة المنتجات والعملاء والطلبيات والضرائب وغيرها من الأمور. تضم المنصة سوقًا كبيرًا من الإضافات والقوالب يزيد عددها عن 13 ألف الأمر الذي يساعد في توسيع عمل متجرك ودعم تجارتك وتحسينها بربطه بالكثير من الخدمات الخارجية التي لا توفرها المنصة نفسها بالإضافة إلى تخصيص واجهة المتجر بقالب مميز، وأهم ما نذكر من تلك الإضافات والتوسيعات توفر إضافة اللغة العربية الكاملة للمتجر ولوحة التحكم.
توفر المنصة ميزة تعدد المتاجر أي يمكن بلوحة تحكم واحدة إدارة أكثر من متجر كل منها يبدو وكأنه متجر منفصل ومستقل عن الآخر كما أنها توفر خيارات النسخ الاحتياطي والاستعادة في حال حصل أي طارئ أو خلل للمتجر. وفيما يخص خدمات الدفع والشحن، فستحتاج إلى الدخول إلى سوق الإضافات الخاص بتلك الخدمات والبحث عن الخدمة الأنسب لربطها بمتجرك.
ماجنتو
منصة ماجنتو Magento هي منصة أخرى من منصات التجارة الإلكترونية المفتوحة المصدر المندرجة تحت النوع الثاني، وهي منصة عريقة انطلقت عام 2008 ثم حازت عليها شركة أدوبي عام 2018 لتضيف إليها اسم Adobe Commerce تدريجيًا مع اسم ماجنتو ولا شك أن هذا الاستحواذ من شركة كبيرة مثل أدوبي سيعزز المنصة ويحسنها ويأخذها نحو الازدهار.
واجهة ماجنتو سهلة الاستخدام بالإضافة إلى توفير خيار السحب والإفلات لبناء واجهة المتجر بسهولة وسلاسة مع الحرص على تحسين تجربة المستخدم والتفاعل مع المتجر. كما توفر أداة مميزة لعرض الإحصائيات حول المتجر وتحليل أدائه لاتخاذ القرار المناسب فيما يخص المتجر والعملاء والمنتجات. تعد المنصة أيضًا خيارًا جيدًا لمتاجر الجملة B2B ومتاجر البيع بالتجزئة B2C.
أما فيما يخص الربط بوسائل الدفع والشحن والتسويق وغيرها من الخدمات، فهي متوفرة ضمن سوق التطبيقات مثل العادة في هذا النوع من المنصات والتي بعضها قد يكون مجانيًا والآخر مدفوعًا. وأما فيما يخص دعم اللغة العربية، فهنالك إضافة واحدة قد لا تكون بالجودة المطلوبة (بحسب ما يبدو من تقييم تلك الإضافة والصور الظاهرة)، لذا ستضر حينها فقط لاستعمال النسخة الأجنبية فقط أو البحث عن قوالب عربية خارجية، هذا وقت كتابة المقال وقد يضاف دعمًا أساسيًا للغة العربية لاحقًا فتأكد من الأمر.
ووكومرس
ووكومرس هي إضافة تجارة إلكترونية مفتوحة المصدر لمنصة ووردبريس الشهيرة، انطلقت عام 2011 وما لبثت أن حصلت على شهرة كبيرة نظرًا لشهرة منصة ووردبريس المبنية عليها أولًا وبساطة تثبيتها وضبطها وتخصيصها، بالإضافة إلى المجتمع الكبير الذي يقف وراءها ويدعمها ناهيك عن قوة مجتمع ووردبريس. تندرج هذه الإضافة طبعًا ضمن النوع الثاني من أنواع منصات التجارة الإلكترونية.
تتوفر نسخة عربية من إضافة ووكومرس يسهل معها إنشاء متاجر عربية، بالإضافة إلى سوق كبير من التطبيقات والخدمات المتنوعة التي توسع من عمل متجرك وتساعد على تحسينه.
وفرنا سلسلة مقالات كاملة بعنوان متجر ووكومرس كما يمكنك الاطلاع على قسم ووكومرس في الأكاديمية ففيه مقالات عديدة مفيدة.
شوبيفاي
شوبيفاي shopify هي منصة تجارة إلكترونية تنتمي إلى النوع الأول من نوعي منصات التجارة الإلكترونية، أي يمكنك بمجرد الاشتراك فيها بناء متجرك الإلكتروني بدقائق معدودة وإطلاقه على الإنترنت كما توفر لك الدعم وكل الحلول التي يحتاج إليها متجرك.
انطلقت شركة شوبيفاي من كندا عام 2006 واليوم هي من أشهر الشركات العالمية التي تقدم حلول التجارة الإلكترونية إلى العالم أجمع، فوفقًا لإحصائية موقع Build with، وصل عدد المواقع والمتاجر التي تخدِّمها شوبيفاي إلى 1.869 مليون موقع على الإنترنت لحظة كتابة المقال وهو رقم كبير يدعو إلى النظر في أمرهذه المنصة.
توفر المنصة واجهتها بعدة لغات ليست العربية من بينها وهذا يدعو للتأكد من دعم اللغة العربية للمنصة أو البحث عن قوالب تدعم اللغة العربية دعمًا كاملًا.
مقارنة بين منصة زد ووكومرس
حتى نعرف الفرق الذي أشرنا إليه سابقًا بين منصات التجارة الإلكترونية العربية والأجنبية، وترجيح العربية على الأجنبية منها، كان لزامًا علينا توضيح السبب وبما أن الأشياء بضدها تُعرف، أردنا إجراء موازنة بين أشهر منصة تجارة إلكترونية عربية وأجنبية لنختار منصة زد للأولى وإضافة ووكومرس للثانية فلا يتسع المقام في هذا المقال إلى الموازنة بين منصات التجارة الإلكترونية كلها العربية والأجنبية.
سنعرض منصة التجارة الإلكترونية العربية زد بموازنة الميزات والخدمات التي تقدمها مع منصة ووكومرس العالمية للتجارة الإلكترونية.
نطاق الاستخدام والمنطقة المستهدفة
منصة زد حاليًا تُخدِّم فقط التجار المتواجدين في السعودية ودول الخليج العربي فقط بغض النظر عن جنسية التاجر مع العمل على التوسع مستقبلًا لتخديم جميع الدول العربية. لا تخدم هذه الميزة التجار أو المتاجر المتواجدة خارج دول الخليج وهنا يتفوق ووكومرس على منصة زد من ناحية المساحة الجغرافية التي يغطيها ولكن تتميز منصة زد بنوعية وتوافق الخدمة التي تُقدمها حاليًا لتجار الخليج العربي مقارنة مع ووكومرس.
تحيط منصة زد بجميع الصعوبات والعقبات التي يمكن أن يواجهها التاجر في منطقة الخليج العربي وبناءً على ذلك هذه المنصة مبنية لتُساعد هؤلاء التُجار على تجاوز المشاكل المحلية بينما منصة ووكومرس هي منصة عالمية ولا تستطيع تقديم حلول خاصة بكل منطقة جغرافية فالحلول التي تُقدمها هي عامة ومرتبطة بالمتطلبات العامة للتاجر وليست مخصصة لمنطقة ما.
الوقت اللازم لبناء متجرك الإلكتروني
يستغرق إنشاء حساب على منصة زد عدة دقائق فقط لتحصل على متجر إلكتروني جاهز يحتاج فقط إدخال المعلومات الخاصة بك إضافة إلى تخصيص المتجر من ناحية التصميم والشعار أما بناء متجر على منصة ووكومرس فيتطلب حجز استضافة وتثبيت ووردبريس ثم إضافة ووكومرس وقالب مناسب لما تريد عرضه على متجرك الإلكتروني وهذا يتطلب ساعة على أقل تقدير إن كنت خبيرًا بالتعامل مع منصة ووردبريس وحجزت مسبقًا النطاق Domain والاستضافة أو قد تضطر للاستعانة بمطور ووردبريس لإكمال ما سبق (انظر سلسلة متجر ووكومرس التي شرحنا فيها كيفية إنشاء متجر إلكتروني خطوة بخطوة عبر ووكومرس).
بوابات الدفع المدعومة
لا شك أن منصات التجارة الإلكترونية العربية تدعم المنطقة العربية، فنجد أن منصة زد موجهة لتجار الخليج العربي لذلك جميع البوابات الموجودة حاليًا وهي Tap وMOYASAR وPayTabs وHyperPay وPayFort تدعم قسمًا كبيرًا من البنوك الموجودة في منطقة الخليج العربي.
وعند المقارنة مع ووكومرس فجميع البوابات السابقة تُقدم إضافات لها ضمن مخزن ووردبريس إضافة إلى دعم بوابات عالمية أخرى مثل بايبال وسترايب وهي غير موجودة حتى الآن في منصة زد. لكن توفر شراكة منصة زد مع بعض بوابات الدفع السابقة تكاليف مُخفضة (سواء تكاليف التأسيس أو التكاليف الشهرية) وهي ميزة أخرى تُحسب لمنصة زد.
خيارات الشحن والتوصيل المدعومة
تُقدم منصة زد حاليًا خدمة جديدة تُدعى زد شب لتسهيل إدارة شركات الشحن حسب مستويات الخدمة والتي تتضمن عقدًا إلكترونيًا واحدًا يضم أكثر من 15 شركة شحن وتحتاج لضغطة زر واحدة لتفعيل الخدمة أو تستطيع استخدام خيارات شحن مستقلة مثل SMSA وFastlo وطرد وسلس وارامكس وأي مكان وهي خيارات مختلفة تُغطي مدن ودول مختلفة ضمن الخليج العربي بتكاليف وأزمنة توصيل مُختلفة.
بينما يتوفر في ووكومرس إضافات مجانية لربط الموقع مع شركة الشحن ولكن هذا ليس مُتاح لجميع الشركات وفي بعض الأحيان تكون الإضافة مخصصة للشحن ضمن نطاق جغرافي مُحدد قد لا يُناسب الفئة التي تستهدفها وهنا أيضًا تتفوق منصة زد على ووكومرس من ناحية مراعاتها لهذا الأمر وربط جميع شركات الشحن المتواجدة ضمن منطقة الخليج العربي.
كلفة تشغيل المتجر الإلكتروني
حقيقة إن التكاليف متقاربة جدًا بين منصة زد ومنصة ووكومرس وترجح كفة الميزان لمنصة زد بفضل ما تقدمه من تخفيضات بشراكتها مع عدد من المنصات المساعدة مثل بوابات الدفع وشركات الشحن والتوصيل والفرق أن منصة زد تستهدف جمهور الخليج العربي بينما ووكومرس تستهدف العالم أجمع.
لا ننسى أيضًا أن ووكومرس مجاني ومفتوح المصدر وقد يتطلب بعض الخبرة لإدارة المتجر وضبطه وتطويره الأمر أو حتى حل المشكلات التي تعترضك أو إضافة ميزات وربط خدمات الأمر الذي يدفعك إلى توظيف أحدهم إن لم يكن لديك الخبرة اللازمة وهي كلفة تؤخذ في الحسبان على عكس منصة زد التي توفر لك خدمة دعم فني لحل أي مشاكل تعترضك وتوفير أي حلول تريدها.
إمكانية التخصيص
نجد أن هذا الخيار تربح فيه المنصات التي تنتمي عمومًا إلى النوع الثاني من أنواع منصات التجارة الإلكترونية أي المنصات المدارة ذاتيًا، ولمَّا كانت ووكومرس تتبع لهذا النوع الثاني، فهي تتفوق على زد التابعة للنوع الأول من ناحية قابلية التخصيص فهنالك مرونة كبيرة في التعامل مع المنصة وتخصيصها وضبطها كما أن المجتمع الذي يقف وراء يساعد على توفير الكثير من الخدمات والخيارات ويقدم الدعم والمساعدة فيما يخص عملية التخصيص، أما على الصعيد الآخر، فإن منصة زد تلزمك باستعمال الخدمات والخيارت التي تتيحها فقط وليس هنالك حرية كبيرة في موضوع التخصيص.
أي منصة تضمن لي راحة البال لأركز أكثر على تنمية تجارتي وتطويرها؟
مما رأينا وجدنا أن المنصات العربية تتوفق في بعض النواحي والميزات على المنصات الأجنبية خصوصًا في المنطقة العربية ودعم اللغة العربية، بالإضافة إلى نوعية الخدمة المقدمة للمستخدم العربي والدعم الفني العربي، فنجد أن منصة زد تقدم دعمًا على مدار الساعة وباللغة العربية وهناك فريق عمل متأهب لضمان عمل المنصة بمتاجرها على أكمل وجه بأقل زمن أعطال ممكن، أيضًا تمتلك المنصة فريق تطوير يعمل باستمرار لمواكبة التحديثات التي تطرأ في شركات التوصيل أو التطبيقات المتوفرة على المنصة.
أما عند استخدام ووكومرس، فستحتاج إلى آلية تواصل باللغة الأجنبية للتواصل مع الدعم الفني أو المجتمع الداعم إن حصلت أي مشكلة أو طارئ أو قد تضطر إلى توظيف مبرمج لمتابعة الموقع وحل المشاكل أو لمتابعة الاستضافة في حال توقفها، كما أنَّ منصة ووردبريس مفتوحة المصدر والإضافات المجانية الموجودة في مخزن ووردبريس هي نتاج مجهود شخصي لمبرمجين دون أي عائد مادي لذلك لا يوجد ضمان لاستمرارية تحديث هذه الإضافات أو السرعة في عمل تحديث في حال وجود ثغرات أمنية، وهو الأمر الذي لا يًغتفر في أي متجر إلكتروني أو موقع إلكتروني يتضمن تعاملات مالية.
ما سبق لا يُقصد به التبخيس بمنصة ووكومرس بل على العكس تمامًا فهي منصة عالمية وتتطور باستمرار وتسيطر على نسبة كبيرة من المتاجر الإلكترونية على شبكة الإنترنت، ولكن منصة زد هي منصة عربية مصنوعة بأيادي عربية تستهدف العرب على عكس ووكومرس، كما أنها تدعم اللغة الإنجليزية الأمر الذي يُساعد على استهداف السياح والموظفين الأجانب ضمن المنطقة لذلك فهي تُعتبر الحل الأفضل للتجارة الإلكترونية والذي يخدم الخليج العربي حاليًا وضمن أهدافها المستقبلية التوسع إلى بقية دول العالم العربي.
خاتمة
ذكرنا في المقال أبرز منصات التجارة الإلكترونية العالمية والعربية مع مقارنة سريعة فيما بينهم وشرح أسباب تفوق المنصات العربية على العالمية للتاجر العربي كونها تركز على منطقتنا العربية وتقدم حلولًا لمشاكلنا التي نواجهها في الدفع والشحن والتوصيل والإدارة والتسويق ناهيك عن دعم اللغة العربية الأساسي. والآن أصبحت جاهزًا لبدء تجارتك الإلكترونية وفتح متجرك الإلكتروني ودخول العالم الرقمي من أوسع أبوابه.
سنكمل في المقال التالي إنشاء متجر إلكتروني على منصة زد من سلسلتنا هذه شرح كيفية إنشاء متجر إلكتروني على إحدى أشهر منصات التجارة الإلكترونية العربية.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.