اذهب إلى المحتوى

سنتناول في هذا المقال "أساسيات الوزن البصري لمُصمّمي الجرافيك والمُصورين"، وهي الطريقة الصّحيحة والأكثر دقة لتوزيع التصميم أو الصّورة أو شكل المُنتج، ويُعدّ هذا المُصطلح مُهمًّا ويعلب دورًا أساسيّا في أي شكل من أشكال الفنون.

يعني ذلك تسليط الضوء على المحاور الرّئيسية لأي عمل بهدف مُطابقة ذوق ومزاج النّاظر من جهة وتحقيق التّناغم والانسجام من جهة أخرى.
ما أطلقنا عليه الوزن البصري أو التّشكيل Composition هو المُصطلح اللاتيني الأصل compositio والذي يعتمد على فكرة تآلف العناصر فيما بينها.

لنخرج عن جانب التشويق قليلًا ونتحدث عن المضمون


1.thumb.jpg.6a479dac1cbcf3dd010c6a71b2a5

ما هو الوزن البصري في التصميم؟

الوزن البصري بمفهومه العام موجود في كل فردٍ منّا وبدرجات مُختلفة مُتفاوتة. وبطريقة أخرى يُمكن التّعبير عن هذا المفهوم بأن الأشخاص بالعموم لهم ذات التناغم، الاستقامة، الانسجام...

الوزن البصري في التّصميم، في الصور، في اللوحات المرسومة وأيضًا في التّصوير الفوتوغرافي تحمل ذات المفهوم.
مثلما هو عليه الحال مع الوزن في الموسيقى والأدب والشّعر فإنها تحمل المفهوم ذاته من التّناغم والانسجام لكن بأشكال أخرى.

من يعمل في المجال الفنّي خُصوصًا فإنّه يسعى في العادة إلى التّوصل إلى أقصى نتيجة من الوزن المُتناغم المُنسجم ليُعبّر أفضل تعبير عن عمله.
من المُلفت ذكره بأن عموم الناس وخلال القرون السّابقة قاموا بإبداع العديد من الأعمال الموزونة (أعمال مُتضمنة العمل الفني) دون أن تكون لديهم علم مُسبق بذلك.

سنحدثكم في هذا المقال عن أساسيات الوزن البصري مُستخدمين أبسط التعابير المُمكنة لإيضاح الفكرة والابتعاد عن أي تعقيد. من الطبيعي أن أي جسم في الطبيعة يُلائم أحد الأشكال الأساسية الثلاث: المُستطيل، المثلث والدائرة، لذلك سنركّز حديثنا وعملنا عليها. بالإمكان اعتبار الوزن البصري على أنه بمثابة التّرتيب الصحيح لعناصر الصورة وذلك بالاستناد إلى دراسة الإدراك البشري للمعلومات البصرية.

سنناقش أساسيات الوزن البصري في التّصميم، الفنون الجميلة والتصوير الفوتوغرافي.
 

المراكز الهندسية والوزنية، أهم الأدوات في مركزيّة الوزن البصري، تنظيم وترتيب الوزن

سنبدأ مُباشرة بالتطبيق على سطح عمل (بالإمكان استخدام صورة أو ورقة أو بالرسم مُباشرة عبر الحاسوب). نقوم برسم قُطرين مُتقاطعين ونُحدّد نقطة التقاطع الهندسية كما هو واضح في الصورة.

2.thumb.jpg.15c07ec41d4aebd211a36a74c707
 

سوف نُلاحظ بما لا يدع مجالًا للشّك بأن أي جسم سيتم وضعه في المركز سيكون واضحًا منذ الوهلة الأولى. يُستعمل المركز الوزني ببساطة لتركيز انتباه المُشاهد على تفاصيل مُعيّنة في البُنية.
في التصوير الفوتوغرافي واللوحات الزيتيّة والرسم كقاعدة، نُخصّص على الدوام مراكز عينيّة واضحة للفت الانتباه.
في الإعلان على سبيل المثال فإن ما دعوناه بمركزية الوزن يكون مُفيدًا بشكل كبير للفت انتباه المُشتري المُحتمل إلى معلومات مُثيرة قد تكون على هيئة نصّ أو صورة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن مركز الوزن قد لا يكون مُتناسقًا (أي قد لا يتطابق المركز الوزني مع المركز الهندسي)، فقد تكون لدينا عدة نقاط وزنية ومركز هندسي واحد.

مركز الوزن يظهر بشكل واضح في الحالات التّالية:

  • مُقارنة بين الفاتح والغامق (الضوء والظل).

  • مُقارنة بين الألوان

  • الحجم

  • الشكل

     

3.thumb.jpg.d62e895f43705ae4b894578e7067
 

في الفنّ الكلاسيكي، وكقاعدة عامّة، تتعلّق مركزية تشكيل الأجسام بالخلفيّة، وتعمل الواجهة الأمامية كمُقدّمة لإلقاء نظرة على الحدث الرئيسي (يُقصد بالحدث الرئيسي الأمر الأساسي المُركّز عليه) حيث يأخذ العمل مجراه.
إذاً فالمُحتويات الكليّة للعمل في الخلفية وقاعدة الأثلاث (التي سنشرحها بالتفصيل لاحقًا في سياق المقال) تُتمّم الموضوع.

مُلاحظة: يجب أن تكون الخلفيّة مُتمّمة للعمل بالكامل، فلو أخذنا على سبيل المثال صورة قطة ودمجناها مع خلفية مُتمثّلة في صورة بركان، فإنما ينتج هو -بكل تأكيد- خلل بصري واضح.


 

المفاهيم الأساسية وقواعد الوزن البصري؟

الخطوط المائلة في الوزن البصري:

4.thumb.jpg.aca23a93a197a3316faff4c9f62b
 

كما سنلاحظ أعلاه فإن الرّسم البياني على اليسار صاعد، والرّسم البياني على اليمين هابط، هل تعتقد بأن هذا التّموضع حدث بالصُدفة؟
بحسب الوزن البصري فإن بداية الخط المائل (السهم المائل) من الزّاوية السُفلى على اليسار إلى الأعلى نحو اليمين يُقدِّم مُلاحظة وإدراكًا أفضل من الحالة الثّانية التي انطلق فيها السّهم من الزّاوية العُليا اليُسرى مُتّجهًا نحو الأسفل كما هو الحال في الرسم الأيمن.


 

الوزن البصري المُغلق والوزن البصري المفتوح

في الوزن البصري المُغلق يتّجه تمركز الخطوط نحو الدّاخل، وهذا النوع مُناسب لتصوير الأشياء الثّابتة (المُستقرة – غير المُتحركة). فالعناصر هُنا لا تبتعد عن السّطح إنما تسعى إلى مركز الوزن البصري، وتحقيق ذلك بسهولة يتم باستخدام التّأطير وعبر تنسيق العناصر فيما بينها (الأشكال الهندسية في الصّورة) بحيث تُشير جميع النّقاط إلى مركز الوزن البصري.

أما في حالة الوزن البصري المفتوح يكون العكس بحيث أن اتّجاهات الخطوط تكون قادمة من المركز، الأمر الذي يُعطينا فرصة الاستمرار (عقليًا) إلى ما هو أبعد من ذلك ولذلك دُعيّ بالمفتوح، وهذا النّوع مُناسب لمساحات العمل المفتوحة والأشياء المُتحركة.

5.thumb.jpg.10c38ac6658092790ae57b16afdc
 

النّسبة الذّهبية

التوزيع المُختلف للعناصر في أي مُستوي قادر على خلق أحد احتمالين: إمّا صورة مُنسجمة أو مُتنافرة.
التّناغم مفهوم يُعبّر عن شعور حسّي بأن موقع العناصر مُريح للناظر، ومع ذلك هُناك العديد من القواعد التي بإمكاننا دعوتها بأنها غير حسيّة.

6.thumb.jpg.313b36fa9394b3ed57c2425d3357
 

عند ملاحظتك للصّور السّابقة سوف تجد بأن مكان تموضُع الأشكال الهندسية في الصّورة التي على اليمين تبدو أكثر انسجاماً من تلك الموجودة في الصورة التي على اليسار... ولكن لماذا؟

التناغم هو أن تكون جميع العناصر مُتمّمة لبعضها البعض بشكل مُنسجم فيما بينها، مثالنا الأكبر حول هذا المفهوم هو العالم الذي نعيش فيه، وكيف أن جميع العناصر مُترابطة فيما بينها، فالحيوانات تتنفس الهواء مُستنشقة الأوكسجين ومُطلقة غاز ثاني أكسيد الكربون وتقوم النباتات بدورها باستهلاك هذا الغاز وبمُساعدة الشمس تقوم بعملية التركيب الضوئي وتُعيد الأوكسجين إلى الطبيعة.. على السياق أيضًا تتغذّى بعض الحيوانات على هذه النباتات وتُطلق بدورها السّماد التي يحتاجها النبات في غذائه وبالتّالي المُحافظة على النباتات. يتبخر الماء أيضًا لسقوط المطر وإعادة امتلاء الأنهار والمحيطات وهكذا.

لا شيء في هذا العالم أكثر انسجامًا من الطّبيعة نفسها فهي مليئة بالصّور البصرية الخاضعة لقاعدتين التناسق والنسبة الذهبية.

من المُحتمل أن تكون على دراية بالتناسق، لكن ما هي النّسبة الذّهبية؟

يُمكن الحصول على النسبة الذهبية لأي شكل ببساطة عبر تقسيمه إلى جُزأين غير مُتساويين تكون فيهما نسبة الطّول الكامل (c) إلى جزء منه (b) مُساويًا لنسبة نفس الجزء (b) إلى الجزء الآخر (a) (أي ناتج قسمة الطول الكلّي للخط على الضّلع الأكبر منه = ناتج قسمة الضلع الأكبر على الأصغر). الشّكل التّالي يوضّح الأمر:

7.thumb.jpg.a0985cf84ba5f9f5b65c3ba29011


أجزاء هذه القطعة تُساوي تقريبًا 5/8 و 3/8 من القطعة الكُلّيّة، ووفقًا لقاعدة النّسبة الذّهبية فإن المراكز البصرية ستكون واقعة وفق الشّكل التّالي:
 

8.thumb.jpg.c3d7b1142d040109b6703ac909a7
 

قاعدة الأثلاث
 

إذا أخذنا مساحة عمل وقسّمناها إلى تسعة أجزاء مُتساوية سوف نجد بأن العناصر المُتناسقة تتموضع في نقاط تقاطع الخطوط كما في الشكل أدناه، وتُعدّ هذه الطريقة من أبسط أشكال قاعدة النسبة الذهبية.

10.thumb.jpg.0498239474cb47970b3acf7856d
 

ترجمة -وبتصرّف- للمقال: Basics of composition in graphic design لصاحبه Andrey Prikaznov

 


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...