لوحة التحكم Dashboard هي عبارة عن واجهة تعرض البيانات المهمة والقابلة للتنفيذ على نحو واضح ومنظم. بحيث تتيح للأشخاص الذين لديهم إمكانية الوصول إليها إتخاذ القرارات وتنفيذ المهام الأساسية بناءً على المعلومات المقدمة لهم على لوحة التحكم. لذلك يصبح من الضروري عرض لوحة التحكم لبيانات دقيقة بأنسب طريقة ممكنة لدعم المستخدم في اتخاذ الإجراء الصحيح في الوقت المناسب، غير أنّ المساحة الموجودة في لوحة التحكم لا تتناسب مع الشكل المعقد للبيانات التي تحتاج إلى عرضها.
هناك العديد من الدروس التعليمية على شبكة الإنترنت لمساعدتك على فهم كيفية تصميم لوحات التحكم على نحو صحيح، لكن من المهم أيضًا فهم ما يجب عليك تجنبه عند تصميمها. وإليك مجموعةً من الأخطاء الشائعة التي يجب عليك تجنبها أثناء تصميم لوحات التحكم.
1. تخطي تصميم لوحات العمل أثناء عملية التصميم
أهم جانب في تصميم لوحات التحكم هو تصميم لوحات العمل بأسلوب التصميم القصصي Storyboarding وهو رسم أولي لما سوف تكون عليه لوحة التحكم عند الانتهاء من تصميمها والذي يساعد في إنشاء أساس قوي للوحة التحكم. لكن قد يبدو الأمر صعبًا، وقد يكون من المغري للغاية تجنب هذه الخطوة تمامًا. هنا تحتاج إلى وضع جميع عناصر التصميم في صفحة واحد، على الأقل كل ما يتعلق بالقرارات الإستراتيجية المتعلقة بالتصميم. أي أنك بحاجة إلى تحديد ما تحاول تحقيقه بلوحة التحكم هذه، ومن الذي ستصمم من أجله، وما هي أهدافه ومسؤولياته، وما المهام التي ستُستخدم من أجلها لوحة التحكم؟
إذا تخطيت هذه الخطوة الحيوية، فسيكون أساس لوحة التحكم ضعيفًا. مع عدم وضوح الغاية من لوحة التحكم واستراتيجية عملها وسيصبح تصميم نظامك أمرًا مكلفًا عديم النفع وبلا دفة لتقوده.
2. محاولة إرضاء جميع المستخدمين
مهما حاولت، فلا يمكنك إرضاء الجميع. هذه حكمة قديمة تمس حياة الإنسان وتتجاوز أيضًا موضوع تصميم لوحة التحكم. تميل العلامات التجارية أو الشركات عمومًا إلى وضع سقف عال من الطموحات وغير قابلة للتحقيق عند تصميم لوحات التحكم بهدف جعل كل فرد في المؤسسة راضيًا عن لوحة التحكم المصممة.
عادةً ما يكون لدى كل مستخدم محتمل للوحة التحكم أهدافًا مختلفة من استخدامه لها، لذلك فستكون أفضل حالًا إذا حددت لوحة التحكم بتقييدها لتلبية متطلبات محدَّدة للمستخدِمين النهائيين، حيث سيساعدك فعل ذلك على تصميم تجربة سهلة وسريعة ومريحة للمستخدِمين. فعندما تحاول إرضاء الجميع، فستزداد فرص فشل التصميم بشدة، كما سيكون عندها الجميع غير راضٍ.
3. سؤال المستخدمين النهائيين عن رغباتهم
قد يبدو هذا غريبًا، لكن نعم، لا يُنصح بالاعتماد على المستخدمين النهائيين لفهم ما يريدونه. ففي حالة تصميم لوحات التحكم، فهم لا يعرفون ماذا يريدون. وتقع على عاتقك مهمة فهم وتقديم ما يريدون. فحتى لو كان لدى المستخدمين النهائيين أفكارًا معينةً حول ما يريدون، فهذا ليس ما يحتاجون إليه ولن يحل مشاكلهم. ويمكن معرفة ما يرغبون به عبر جلسات قصيرة مع منتجات أخرى قد لا تقدم الحل الأمثل لمشكلة منتجهم.
4. عرض البيانات بدون سياق
تُعَدّ الأرقام بدون سياق مجرد محارف محتلة لمساحة التصميم. إذ ليس لها قيمة أكثر من ذلك. لكنها قد تعني أشياءً مختلفةً لمستخدمين مختلفين. حيث يمكن القول مثلًا بأن أرقام مبيعات الأسبوع الماضي سيكون لها صلة في السياق بما أن محللي العمليات يجتمعون أسبوعيًا لمناقشة هذه المواضيع؛ أمّا بيانات المبيعات أو القيم العددية، فليس لها أهمية بالنسبة لفريق التسويق، إذ أنها لا تشير إلى تأثير حملتهم التسويقية على أرقام المبيعات.
وبالمثل، لن يكون مفيدًا لمديري التخطيط أيضًا، فهي لا تشير إلى وجود نمو أو إذا كانوا لا يزالون متأخرين عن منافسيهم. حيث يُعَدّ عرض السياق المناسب من البيانات للجمهور المناسب أمرً هامًا جدًا. ولذلك فعرض البيانات بدون سياق يُعَدّ أمرًا مرفوضًا في تصميم لوحة التحكم.
5. التصميم بأكثر من ثلاثة ألوان
بغض النظر عن عدد عناصر التصميم التي لديك، فلا تستخدم أكثر من ثلاثة ألوان (تدرجات) أثناء تصميمك للوحة التحكم. من السهل جدًا أن تميل إلى الرغبة في استخدام المزيد من الألوان، لكن ذلك قد يتسبب في الكثير من التضارب المرئي جاعلًا لوحة التحكم معقدةً. إذ يجب ألا تشتت جميع عناصر واجهة المستخدم UI -مثل: وسائل الشرح، والمربعات، ومربعات الاختيار- تركيز المستخدِم عن التنبيهات، والتمثيل المرئي للبيانات، والرؤى المهمة الأخرى. أي أن كل لون يجب أن يخدم غرضًا معينًا.
6. إظهار جميع المعلومات للمستخدم بنفس الوقت
يجب أن يكون من السهل على مستخدِم لوحة التحكم إلقاء نظرة على البيانات وفهمها بأسرع ما يمكن وبكفاءة عالية. إذ لو عرضت الكثير من المعلومات له، فقد يعيق ذلك قدرته على التركيز على الأمور الأكثر أهمية، وهذا الأمر يحدّ من قدرته على التفكير. فقد يكون المستخدِم النهائي مسؤولًا تنفيذيًا مخضرمًا، أو مجرد محلل بيانات. ويأتي دورك من خلال تزويدهم فقط بالمعلومات اللازمة لاتخاذ قراراتهم، أي يجب عليك عرض البيانات مع قابلية تخصيص عرضها بسهولة، بحيث لا تتطلب أكثر من نظرة سريعة لفهمها. فإذا احتاج صانع القرار مثلًا لمعرفة المنتجات الأفضل أداءً، فلن يحتاج إلى قائمة بجميع المنتجات التي يتعامل معها، بل سيكون بحاجة إلى أفضل 5 أو 10 منتجات فقط. أي يجب أن تكون جميع التفاصيل التي تعرضها لوحة التحكم متعلقةً بشكل أو بآخر بالمستخدم النهائي.
7. تجاهل تقييمات المستخدم ومدى تقبله
يتجاهل معظم المصممون هذا الجزء من تصميم لوحة التحكم لأنهم لا يشعرون بأن عليهم فعل ذلك، ولكن سواءً كنت تستطيع أو لا تستطيع فعل هذا الأمر لسبب أو لآخر، فإن معرفة مدى تقبل المستخدم لتصميم لوحة التحكم يُعَدّ أمرًا ضروريًا من حيث تقديم الملاحظات للمصممين، إذ يساعد ذلك في تحديد نجاح المشروع، وكذا التأكد من توافق رؤيتك مع متطلبات المستخدمين النهائيين.
8. أن تسأل المستخدمين عن أنماط تمثيل البيانات
يُعَدّ التمثيل المرئي للبيانات Visualization في لوحات التحكم أمرًا بالغ الأهمية، فهو يحدد مدى جودة تقديم المعلومات وسهولة فهمها للمستخدِم النهائي، لكن معظم المصممين يتعاملون معه على أنه جزء من المعلومات التي يجب جمعها من المستخدِمين النهائيين. في الواقع، يُمفترض أن يكون التمثيل المرئي حلًا تقدمه أنت للمستخدم وليس العكس، لأن المستخدمين النهائيين ليسوا أفضل الحكام لاختيار التمثيل المرئي المناسب، فقد يطلبون بعض المخططات المبهرجة على نحو زائد والتي رأوها في مكان ما معتقدين أنها مناسبة. لذا فمن واجبك معرفة مزايا وعيوب كل خيار من خيارات التمثيل المرئي. وبناءً على هذه المعلومات، فستحتاج إلى اتخاذ قرارات تتناسب مع متطلبات المستخدمين بطريقة أفضل.
9. استخدام الألوان وتنسيقات في المخطط الشبكي
يتعرض المصممون دائمًا لضغوطات لعرض النماذج الأولية لتصاميمهم بألوان مختلفة بهدف إقناع المستخدمين. ولكن عندما يتعلق الأمر بالمخطط الشبكي Wireframe، فليس من المفترض أن يكون ملونًا، لأن الأولوية هي تمثيل المتطلبات الاستراتيجية والهدف من المشروع بصورة مرئية. أي يجب استخدام الألوان فقط لجعل التخطيط أكثر شموليةً أو لتمييز العناصر عن بعضها البعض، فإذا أضفت ألوانًا مختلفة في المخطط الشبكي للتصميم، فقد يؤدي ذلك إلى نقاشات غير ضرورية بسبب التفضيلات الشخصية للمستخدمين.
10. المقاييس التناظرية
تتمتع أجهزة القياس التناظرية بطابع أصيل وعتيق للغاية، حيث اعتاد الناس على حبها ورؤيتها في لوحات التحكم. ولكن حان وقت توديعها، إذ تميل اليوم معظم توجهات التصاميم نحو المقاييس المسطَّحة البعيدة عن المقاييس التناظرية.
11. وضع محتوى ثابت على لوحة التحكم
لا توجد أي فائدة من وضع محتوى ثابت على لوحة التحكم، لأنها المكان المناسب للمحتوى الحركي فقط. أي لن يكون للمحتوى الثابت أيّ غرض على لوحة التحكم، لأنك ستحتاج إلى تحديث البيانات على نحو متكرر ومنتظم. وإذا لم تحتج إلى فعل ذلك، فلا فائدة أصلًا للمستخدم من فتح التطبيق الذي يحوي لوحة التحكم بإمكان المستخدمين توقع محتواها. أي بما أنه ثابت المحتوى، فلا يوجد غاية من إعادة التفاعل مع التطبيق.
12. تفضيل التنويع عن سهولة الاستخدام
لوحة التحكم هي عبارة عن مساحة صغيرة تحتوي على الكثير من المعلومات الهامة، لذلك يعمل المصمم على محاولة تصميم هذه الشاشة لتبدو ممتعةً مرئيًا ومثيرةً قدر الإمكان. ولكن في بعض الأحيان يميل المصممون إلى التغاضي عن سهولة الاستخدام مقابل الحصول على الجمالية، وغالبًا ما يترددون في التمسك بشكل واحد من الأشكال التي تمثل البيانات مرئيًا، بمعنى استخدام الرسم البياني فقط لتمثيل جميع البيانات أو المخطط الدائري فقط أو أي تنسيق آخر. ويعود هذا إلى افتراضهم بأن المستخدِم سيصاب بالملل من نوع واحد من الأشكال المرئية، بحيث سيصبح التصميم رتيبًا إذا عُرِضَت جميع البيانات في الرسوم البيانية أو المخططات الدائرية.
وكونك مصمم، تقع على عاتقك مسؤولية اختيار سهولة وقابلية الاستخدام على الجمالية، وعدم المساومة على تمثيل البيانات بأكثر الطرق دقةً. لأنه إذا كان بإمكانك تزويد المستخدم بالبيانات التي يحتاجها بشدة لحل مشكلة ما وحل هذه المشكلة بسرعة، فلن يشعر بالملل عند النظر إلى جميع الرسوم البيانية أو المخططات الدائرية.
13. ترتيب البيانات على نحو غير فعال
تُعَدّ لوحة التحكم الأداة الأساسية للعديد من المستخدمين للحصول على أقصى استفادة من بياناتهم في أقصر فترة ممكنة، حيث يجب الإبتعاد عن احتواء البيانات بطريقة عشوائية عندما تصمم لوحة تحكم، كما يجب تنظيم لوحة التحكم ورصف البيانات على نحو صحيح ومناسب بناءً على عوامل مختلفة. أي يجب أن تأخذ بالحسبان التسلسل في عرض البيانات حسب الطلب والأهمية، والتصميم المرئي الذي يميز البيانات إلى مجموعات ذات معنى مفهوم للمستخدم دون التسبب في ارتباك لا داعي له. وإذا لم تضع لاعتبارات السابقة بالحسبان، فغالبًا ما ستكون النتيجة فوضى مشتتةً للناظر.
لا يقتصر هدفك على تصميم لوحة تحكم جيدة الشكل فحسب، بل أيضًا ترتيب البيانات بالطريقة التي تجعلها قابلة للفهم والاستخدام. بحيث تعطي أولويةً للبيانات الأبرز والأهم، كما يجب عليك إعطاء أولوية العرض للبيانات التي تتطلب اهتمامًا ومعالجةً سريعةً، مع وضع البيانات التي يجب أو تحتاج إلى موازنتها مع أخرى جنبًا إلى جنب مع تلك البيانات.
14. إبراز البيانات المهمة على نحو سيء
لوحة التحكم هي المكان الذي تُعرض فيه جميع البيانات المهمة، ولكن يجب أن يكون هناك تسلسل هرمي للبيانات الأساسية التي توضَع في قوائم مختصرة وتعرض على الشاشة، فقد يبدو كل شيء على لوحة التحكم مهمًا من الناحية المرئية. لذا عندما يتطلب الأمر الانتباه لشيء معيّن، فلا شيء عندئذ سيلفت انتباهك؛ وإذا كان هذا هو حال تصميمك للوحة التحكم، فهذا يعني أنّ التصميم قد فشل. عندما ينظر المستخدِم إلى لوحة التحكم، فلابد أن يستطيع تحديد المعلومات الأكثر أهميةً على الفور. وللتوسع في الحديث أكثر، تحتوي تصميمات لوحة التحكم على الشعار وعناصر التحكم في التنقل والتي تكون في الزاوية العلوية اليسرى من لوحة التحكم، وهم في موضع مرئي يلفت الانتباه الفوري. لذا يمكن وضعهم في مكان آخر لأنهم لا يقدِّمون فائدةً عظيمةً موازنةً مع عناصر أخرى يجب أن توضع في مثل هذه النقطة المرئية.
15. التفاصيل الزائدة أو الدقة المفرطة في العرض
أحد أهداف لوحات التحكم، هي عرض البيانات الملائمة بأكثر قدر ممكن من الوضوح في التنسيق. لكن معظم المصممين يخطؤون في فهم هذا على أنه عرض البيانات حتى آخر فاصلة عشرية من أجل تحري الدقة. وفي هذه الحالة، فإنك تربك المستخدِمين بمعلومات غير ضرورية لقراءتها والتعامل معها، وهذا لن ينفعهم. فعلى سبيل المثال، يمكن تمثيل البيانات المدخَلة ذات القيمة 2345.67890 دولارًا أمريكيًا على أنها 2346 دولارًا أمريكيًا، أو 2.3K بدون فواصل عشرية زائدة.
16. استخدام إجراءات متأخرة على لوحة التحكم
غالبًا ما يرتكب العديد من المصممين هذا الخطأ، إذ يملؤون لوحات التحكم بالبيانات المُمثلة بالمقاييس والمعلومات بعد فوات أوان التغيير، أو التصحيح. حيث لن تساعدك هذه التقارير السابقة في التأثير على المستقبل ويجب ألا تشغل مساحة في لوحة التحكم، لذا يجب عليك التركيز على عرض البيانات التي قد تُخبِر المستخدِم بالتغييرات التي يجب إجراؤها لتغيير مسار عمل الغد، كما يجب أن تركِّز على توفير تدابير واجراءات فعالة وليس تدابير متأخرة. بحيث قد تمنح لوحة التحكم المفيدة الشركة فرصةً في مقاومة انهيارها، عبر تصحيح المشكلات أو نقاط البيانات التي يمكن تصحيحها بسرعة.
كانت هذه هي الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها أثناء تصميم لوحات التحكم. حيث تُعَدّ لوحة التحكم أداةً أساسيةً ومرئيةً يجب تصميمها، لتراعي الجمالية وسهولة الاستخدام. كما يجب ألا تساوم أبدًا على مدى ملاءمة المظهر الجمالي، كما أن هناك العديد من الاعتبارات التي يجب أخذها في الحسبان للتأكد من أداء لوحة التحكم للغرض منها كما يُفترض أن تفعل.
راجع النقاط السابقة مرارًا وتكرارًا عند تصميم لوحة تحكم، حتى تعرف ما يجب تجنبه.
ترجمة وبتصرّف للمقال 16 Things Not to Do While Designing Dashboards لصاحبه Harsh Raval.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.