البحث في الموقع
المحتوى عن 'quit job'.
-
إذا كنت تقرأ هذا المقال الآن، على الأرجح أنت تفكّر في الاستقالة من عملك. إنّ اتخاذ قرار الاستقالة أمر مثير، ولكنّه في نفس الوقت يسبب التوتر، الخوف، ويشغل البال كثيرا. وبما أنّه يعتبر من القرارات الصعبة، أعتقد أنّه يستحق النظر والتفكّر السليم. ولذلك قمت بجمع قائمة من خمسة أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك قبل أن تقدم خطاب الاستقالة إلى رئيسك. 1. ما مقدار المال الذي أجنيه من عملي كمستقل؟ أو بالأحرى، هل يُمكنني التّنبّؤ به؟ لقد بدأتُ عملي المستقل كعمل إضافي، وهذا ما أنصحك أن تقوم بفعله. ابدأ ببناء عملك كمستقل أثناء عملك بدوام كامل إن كان ذلك ممكنا، فبذلك ستتمكن من التأكّد من أنّ هذا الأمر قابل للتطبيق. استخدم الدخل الذي تحصل عليه من العمل الحر لتسديد القروض/الديون، أو وفّره، وتأكّد من أنّه عمل تستمتع به. وكذلك يجب أن تعرف أرقامك وتجري حساباتك. فإذا كنت لا تعرف كم حققت من الدخل خلال الشهر الماضي (الدخل الإجمالي)، كم أنفقت (المصروفات)، وما هو الفرق بين الدخل والمصروفات (أي صافي الدخل، أو الربح)، هذا يعني أنّك لست مستعدا للاستقالة من وظيفتك بعد. الحسابات مهمة لعملك، حتى لو كانت الرياضيات لا تستهويك. يجب أن يكون عملك مُربحا وتجني منه القدر الذي يمكن أن يحل محل دخلك من وظيفتك اليومية قبل أن تُقدم على ترك تلك الوظيفة. وإن كنت لا تعرف مقدار دخلك الشهري، ابدأ بتعقّبه. سجّل الدخل عند استلامه (والمصروفات عن دفعها)، وتعقّب صافي الربح خلال الشهر. وفي نهاية الشهر، قم بتصنيف الدخل الإجمالي، المصروفات، وصافي الربح إلى بيان بالربح أو الخسارة، بإضافة النتائج لكل شهر ينقضي. عندما تقوم بذلك ستشاهد اتجاهات في عملك، وستتمكن من مراقبة نفقات العمل المصروفة كل شهر. من الرائع أن تجني المال، لكن لا يعتبر عملك مربحا إذا كنت تصرف كل ذلك المال. 2. ما طبيعة ميزانيتي؟ إنّ معرفة شؤونك المالية الشخصية لا تقل أهمية عن معرفة الشؤون المالية لعملك. هل أنت مصدر الدخل الوحيد للعائلة؟ أو هل لديك زوجة تعمل وتحصل على دخل يمكنك التنبّؤ به؟ وفي كلا الحالتين من المنطقي أن تقلل من مصروفاتك أقل قدر ممكن قبل أن تترك عملك. قم بتسجيل مصاريفك المنتظمة والضرورية (مثل التأمينات، الخدمات، الطعام، النقل، إلخ)، بالإضافة إلى مصاريفك غير المنتظمة أو غير الضرورية (مثل تناول الطعام خارجا، اشتراكات الإنترنت والتلفاز، الأمور الكماليّة، إلخ). ثم حدّد أي النفقات التي يمكن تقليلها أو التخلص منها. هذه الطريقة ستساعدك على تخفيف التوتر الزائد عندما تقوم بالتحوّل من الدخل المنتظم والقابل للتنبؤ، إلى الدخل غير المنتظم من عملك الحر. كما أنّها تقلل من كمية المال الذي ينبغي أن تجنيه لتواكب التحوّل. من الرائع أن تعيش لفترة على ميزانيتك الجديدة قبل أن تقوم بإجراء التغيير. لقد اعتدت أن أنصح عملائي الذين كانوا على وشك التقاعد بالقيام بذلك (كنت أشغل منصب المستشار المالي في وظيفتي السابقة). بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تخصيص أي فائض لتسديد ديونك/قروضك أو زيادة مدخراتك لتسهيل عملية الانتقال عندما تترك عملك. 3. ما مقدار المدخرات التي قمت بتوفيرها؟ عندما تقوم بتوفير المال والاحتفاظ به لوقت الحاجة، أوقات الطوارئ، أو لسد الفجوة في أيام عملك المستقل التي لا تحصل فيها على العدد الكافي من العملاء ستتمكن من مواصلة تنمية عملك المستقل ببال مرتاح. يوصي معظم الخبراء الماليين بتوفير مقدار من المال مساوٍ لمصاريف من 3-6 أشهر في احتياطي نقدي أو في حساب توفير. وبالنسبة للمستقل يساوي هذا المقدار دخل من 6-12 شهر. وهذا يرجع إلى عدم القدرة على التنبؤ بالأجور ولغرض التخطيط لما هو غير متوقّع، مثل تأخر العميل عن الدفع. هل تتذكر عندما تحدّثتُ في بداية المقال عن بدء العمل المستقل كعمل إضافي بجانب وظيفتك الحالية؟ فإن لم تكن تملك في الوقت الحالي بعض المدخرات لوقت الحاجة، وفّر هذا الدخل للمستقبل بينما تستمر في عملك بدوام كامل. كما أنّها طريقة رائعة لممارسة الانضباط الذاتي. 4. ما هي الفوائد والمزايا التي سيتوجب عليك التعويض عنها؟ عندما تستقيل من وظيفتك، لن تكون مستحقا للفوائد والمزايا التي يوفّرها صاحب العمل والتي قد تكون اعتدت عليها، أو معتمدا عليها. وسيكون عليك الاهتمام بأمور التأمين الصحي، واستحقاقات التقاعد وغيرها بنفسك. إذا كانت زوجتك تعمل، يمكنك الاعتماد على خطتها للرعاية الصحية. وهذا بالطبع يعتمد على البلد الذي تعيش فيه أيضا، إذ أنّ بعض البلدان توفّر مخصصات للرعاية صحية مقابل تكلفة رمزية. فإذا كنت تعتمد على المخصصات التي يوفرّها صاحب العمل في وظيفتك الحالية، حدّد التغطية التأمينية التي تملكها، وما الذي يتطلبه الأمر للتعويض عنها. ابحث عن معلومات عن تأمينات الصحة، والعجر لمعرفة ما الذي تحتاجه وكم سيكلفك الحصول على هذه التأمينات. وكذلك، عليك معرفة كيفية مواصلة التوفير لمستقبلك. ربما كانت لديك مدخرات تقاعدية، راتبا تقاعديا، أو خطة لمشاركة الأرباح. كيف يمكنك تعويضها، ومتى؟ فقد لا تتمكن من التوفير لمستقبلك في نفس وقت الانتقال من كونك موظفا إلى صاحب عمل، لكن أيضا يجب ألّا يغيب ذلك تماما عن بالك. 5. ما هي خطتي للظروف الطارئة؟ يجب عليك أن تضع خطة للطوارئ في حال ساءت أمورك في العمل. إلى أي مدى يمكن للمدخرات المذكورة آنفا أن تدعمك عندما لا تحصل على الدخل المتوقع من عملك المستقل؟ كيف ستتمكن من تغطية التكاليف المعيشية في أوقات ندرة الدخل/العملاء؟ هل أنت على استعداد للعمل بوظيفة بدوام جزئي؟ هل ستقوم ببيع بعض الأغراض؟ أم هل ستقلل نفقاتك المعيشية أكثر؟ إذا كنت متزوجا، يجب أن تناقش هذا الأمر مع زوجتك، إذ يجب أن تتفقا على الخطوات التالية التي يجب اتخاذها في حال لم تسر الأمور كما يجب. إلى أي مدى ستصل قبل أن تبحث عن وظيفة أخرى "حقيقية"؟ نأمل ألا تصل إلى هذا الحد، لكن من الأفضل التخطيط لكل الاحتمالات بدلا من تجاهلها تماما. خاتمة إنّ ترك العمل يمكن أن يكون من الاحتمالات المشوّقة، وربما أنت تقرأ هذا المقال الآن لأنّك لا تحب عملك الحالي وترغب في تجربة شيء مختلف، شيء أنت شغوف به، وهذا الأمر رائع. لكن قبل أن تُقدم على الاستقالة، يجب أن تسأل نفسك الأسئلة الخمسة المذكورة أعلاه. تعرّف على قابلية الربح من عملك، ميزانيتك الشخصية، مقدار المال الذي وفّرته للمستقبل (وكم سيكفيك)، ما هي المخصصات التي يجب عليك تعويضها عندما تعمل كمستقل، وما هي خطتك للطوارئ في حال لم تجرِ الأمور كما هو متوقّع. وأود أن أنوّه إلى أنّه يمكنك اتخاذ هذه الخطوة وترك العمل حتى إن لم تقم بالتخطيط الشامل لكافة الأمور المتعلّقة بالانتقال من عملك الحالي إلى عملك المستقل. فقد فعلها الكثير من الناس وقاموا بتدبير أمورهم بالتزامن مع انتقالهم. لكن إذا كنت من الشخصيات ذات الحس الإداري (شخصية أ)، قد يناسبك التخطيط المسبق أكثر. استخدم المعلومات الواردة في هذا المقال لتحقيق ذلك. ما هي العوائق الحالية التي تمنعك من ترك وظيفتك والانتقال إلى العمل المستقل؟ ترجمة -وبتصرّف- للمقال Want to Quit Your Day Job? Here Are the 5 Questions You Must Ask Yourself First لصاحبته: Gina Horkey. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.