البحث في الموقع
المحتوى عن 'كيف تُصبح مُستقلًّا ناجحًا'.
-
النمو السكاني المُطّرد والبطالة المُتنامية الناجمة لاسيما في أوساط الشباب أظهرت مُعاناة حقيقية في دول كثيرة من العالم، وما يجدر ذكره بأن البطالة المُطلقة امتدّت لتشمل أصحاب الشهادات العُليا ولم تقتصر على متوسطي التعليم أو طبقة الأُميين، هذا عدا عن نمو واضح في فئة محدودي الدخل كتحصيل حاصل للتضخم. كُلها أسباب حقيقيّة دفعت الحكومات إلى تشجيع الأعمال الحُرة سواء أكان بشكلها العائلي (الأعمال أو المشاريع العائليّة) أو كانت مُوجّهة لباقي أفراد المُجتمع (أعمال الأفراد المُستقلين أو مجموعات الأفراد المُستقلين). وكنتيجة لذلك نمت خلال العقد المُنصرم مفاهيم جديدة أصبحت تتردد على مسامعنا كالـ (مُستقل freelancer – الرائد أو المُبادر entrepreneur والذي يختلف بطريقته عن العامل الحر .. ومفاهيم أخرى). ما هو العمل الحرّ ومن هو المُستقل العمل الحر هو مُصطلح يُطلق على الأعمال التي تُدار من طرف أشخاص يعملون لحساباتهم الشخصيّة والذين أطلقنا عليهم مفهوم المُستقلين "freelancers". الجدير بالذكر أن العمل الحرّ قديم بقدم البشرية وإن اختلفت مُسمياته وتطورت أدواته وقنواته (قد يكون العامل الحر مُزارعًا – مُحاميًا – راعي أغنام - روائيًّا .... الخ). العمل الحرّ قد يكون مُعتمدًا على المادة (رأس المال) كأن يقوم طبيب مُتخصص بترك وظيفته في مُستشفى وافتتاح عيادة خاصة به. وقد يكون مُعتمدًا على المهارات (كمهارات التصميم والبرمجة والكتابة ... الخ). والاعتماد على المهارة مُرتبطة بشكل أكبر في "العمل الحرّ". بإمكاننا تقسيم العمل الحرّ إلى: عمل مُستقل كامل: أي اعتماد الفرد على العمل الحرّ كعمل أساسي مُطلق. عمل مُستقل بشكل جزئي: أي اعتماد الفرد على العمل الحرّ كعمل ثانوي "من يعمل بشكل إضافي إلى جانب وظيفته الصباحية". سنتناول معكم في سلسلة من المقالات جميع المبادئ والإرشادات التي يحتاجها الفرد للتحوّل إلى مُستقل كامل أو مُستقل بشكل جزئي، مُرتكزين على العمل الحرّ بشكله الافتراضي (باستخدام شبكة الإنترنت) بحيث سننتقل معكم خطوة بخطوة ابتداءً من الانطلاق وتأسيس العمل الحرّ، مُرورًا بآليات توجيه العروض والترويج وإدارة العمليات والوقت، إضافة إلى التطرق لأبرز المشاكل التي قد تعترض العمل الحرّ مع إيضاح الحلول. إذن .. إن كُنت عاطلًا عن العمل، أو كُنت تبحث عن تنمية لمواردك وتحسين وضعك المعيشي بعمل إضافي إلى جانب وظيفتك فهذه السلسلة موجهة لك بشكل خاص. سنستخدم في هذه السلسلة مُصطلحي "العمل الحر" ، "العمل المُستقل" للدّلالة على نفس المفهوم (freelancing) وسنشير إلى الـ freelancer بمُصطلحي "مُستقل" أو "العامل الحر". أسّس عملك المُستقل الآن "عجلة الحياة مُستمرة والأمان فكرة خُرافية غير موجودة في الواقع، وعلى الإنسان الفطن أن يسعى بعد التّوكّل على الله إلى الاستمرار في طلب الرزق وتأمين الحياة الكريمة له ولعائلته ومُحيطه" كلمات لطالما سمعناها من أشخاص حكماء، عصاميين وناجحين كانوا على يقين بإمكانياتهم وامتلكوا الشجاعة لاتخاذ قرارهم بالاستقلال والانطلاق بأعمالهم. أبرز الميزات التي يجب أن تدفعك الآن للعمل المُستقل باستخدام الإنترنت: 1- الإدارة الذاتية: تميل النفس البشرية بطبيعتها إلى القيادة والرغبة في امتلاك اتخاذ القرار، لذلك من الطبيعي أن تجد أفراد كُثرًا لا يتآلفون مع فكرة العمل الوظيفي رغم أنهم مُنضبطين ومُنظمين. 2- مصاريف تشغيل مُنخفضة وتكاد تكون معدومة. 3- لا مكان – لا زمان: يتميز هذا النوع من الأعمال بمرونة عالية بحيث يُمكن مُتابعة العمل في أي مكان وفي أي زمان من خلال التواصل مع الزبائن باستخدام شبكة الإنترنت. 4- سوق عالمي مفتوح وطلب في ازدياد مُطّرد. 5- العمل في أمور مُحببة. (مُعظم العاملين المُستقلين بدؤوا أعمالهم عبر استغلال هواياتهم المُحبّبة). 6- زيادة الدخل ورفع درجة الأمان المعيشي. "العمل الحرّ لا يرتبط بعدم الانتظام، فنجاحك كمُستقل على المدى الطويل يرتبط بكونك مُنظّمًا، مُلتزمًا، مُنضبطًا وخبيرًا بمجال عملك" نحث الأفراد في مُجتمعنا العربي الفتي إلى التفكير جديًّا بمواكبة هذه التّوجه لما له من منفعة عليهم وعلى أسرهم، مُجتمعاتهم، وأوطانهم. أما عن الأدوات، والقنوات، وطرق العمل الحرّ وجميع التفاصيل الأخرى فهذه الأمور ستعرف عنها الكثير من خلال هذه السّلسلة. استغل خبراتك ومواهبك واستفد إذا ما استثنينا أصحاب الإمكانيات العقلية المُنخفضة وفئة الأطفال، فإنه لا يُمكن تصديق فكرة وجود شخص على سطح البسيطة مُنعدم تمامًا من أي موهبة، أو مرّ خلال حياته سواء إن صغرت أو عظُمت بتجارب مُختلفة نمّت لديه خبرات فوّقته على أشخاص آخرين هُم أيضًا متفوقين عليه بخبرات أخرى. أساس العمل الحرّ يُشرق من هُنا بعض الأشخاص بارعون في فئات مُعينة من الفنون (كالفن المعماري – الرسم – التصميم - التصوير ... وغيرها)، والبعض منهم حباهم الله بحب الرياضيات والمنطق فتجدهم يستمتعون في كتابة الأسطر البرمجية، وبعضهم مر بتجارب أكسبته خبرات عملية في أمور حياتية مُختلفة (كالترجمة – تقديم النصائح والاستشارات المُختلفة ... وغيرها)، وقد تجد بعضهم الآخر بارعًا في إسعاد الآخرين،نعم إسعاد الآخرين هو عمل مُربح ويبحث عنه أشخاص كُثر. عليك منذ الآن بالتفكير في أمور تُحبها وتُجيد فعلها على حد سواء، دوّنها ورتبها ثم فكّر بشكل منطقي في كيفية استفادتك منها، ولا تغفل أبداً التخصص بقدر المُستطاع. أمثلة "رائد" موظف في أحد البنوك بدوام صباحي. يمتلك رائد إلى جانب خبرته المصرفية قدرة عالية في تدوين القيود وإعداد ميزان المُراجعة والقوائم المالية وأمور مُحاسبية أخرى إلّا أنه يعيش في مدينة صغيرة مُتخمة بالسكان والحصول على وظيفة إضافية مسائية أشبه بالمُعجزة. توجّه "رائد" إلى حاسوبه المنزلي المُرتبط بشبكة إنترنت وأنشأ حسابًا في إحدى منصات العمل المُتخصصة للمُستقلين وعرض خدماته على جمهور واسع وبدأ في مساء كل يوم بمُتابعة الطلبات الواردة وتنفيذها بجوار مدفئته وكوب القهوة خاصته. أما "أحمد" صاحب الإجازة الجامعية في التاريخ، فهو عاطل عن العمل تمامًا، ولم يترك أبدًا أي باب إلّا وقام بطرقه في سبيل إيجاد وظيفة، لكنه بالرغم من ذلك لم يحصل على مُراده في بلد عربي مليء بالكفاءات فقير بالوظائف. ذات يوم أيقن "أحمد" بأن عليه التفكير بشكل أوسع خارج نطاق بلده فقرر الاستفادة من إمكانياته الجيّدة في الكتابة الإبداعية والتنقيح اللغوي ليعرض خدماته على جمهور واسع في بلدان مُختلفة حول العالم باستخدامه لشبكة الإنترنت. صديقنا المُفترض "أحمد" وبعد أيام وأشهر قلة من إثبات نفسه ككاتب مُبدع على شبكة الإنترنت أصبح يبحث عن أوقات فراغ بسيطة كنوع من الإجازة. على جانب آخر من العالم هُناك ربة المنزل "هبة" التي تعيش في مدينة سياحية ساحرة، والتي قررت تزويد الأشخاص المُهتمين بالسياحة بإرشادات سياحية حول مدينتها بحيث سهّلت عليهم عناء البحث واستفادت من نصائحها ماديًا. وهُناك "فاطمة" كاتبة الروايات الناشئة التي لا تمتلك مقومات مالية لطباعة ونشر رواياتها، والتي قررت استغلال إحدى مواقع العمل الحُر بجعله وسيط لبيع رواياتها بعد أن حولتها إلى نسخ إلكترونية، فساهمت تلك الخطوة ببيعها لمئات النُسخ وتحقيقها لشهرة واسعة. أيضًا هُناك عبد العزيز الذي رزقه الله عز وجل بصوتٍ رخيم وموهبة في الإلقاء فقرر الاستفادة من ذلك عبر تقديم خدمات التسجيلات الصوتية والإلقاء حسب الطلب. منصات العمل للمُستقلين انتشرت على شبكة الإنترنت العديد من منصات العمل الخاصة بالمُستقلين والتي تحمل بمُعظمها الصفة العالمية، ولكل موقع منها طرق عمل وتصنيفات وإمكانيات خاصة، إلّا أنها اتفقت جميعها بعمل دور الوسيط بين أصحاب المواهب والخبرات (المُستقلين)، وأصحاب الأعمال (طالبي العمل) الذين ليسوا بالضرورة أن يكونوا مُنعدمين من تلك الخبرات إنما قد يُحاولون تركيز استغلال أوقات عملهم باستئجارهم لمُستقلين جاهزين لأداء مهام مُعينة مُقابل عوائد مالية. التالي باقة بأهم المواقع المُتخصصة بالعمل الحرّ عربيًا وعالميًا: أولاً: أشهر المواقع العربية للمُستقلين 1- مُستقل منصة عربية تعمل كصلة وصل بين أصحاب المشاريع والشركات من جهة والمُستقلين المُحترفين من جهة أخرى، بحيث يستطيع المُستقل بناء ملف تعريفي خاص به على الموقع يحوي نُبذة عنه وعن مهاراته إضافة إلى معرض خاص بأعماله. الجدير بالذكر أن الموقع أُطلق في أواخر العام 2014 وحاز خلال وقت قصير على شهرة واسعة من خلال تجسيده لخدمة حقيقية عبر أسلوب عرضي سلس واضح. 2- خمسات سوق عربي لبيع وشراء الخدمات المُصغرة في شتى المجالات، يستفيد منه آلاف الشباب العربي عبر تقديمهم لخدمات ومُنتجات مُصغرة بأسعار تبدأ بـ 5 دولار أمريكي فقط وطرحها على شريحة واسعة من الزبائن المُستفيدين من تلك الخدمات ذات الأسعار الاقتصادية. يتميز الموقع بإقبال مُرتفع ومصداقية عالية ودعم فني مُمتاز. 4- بيكاليا متجر خاص للمُصممين، يُمكّنهم من بيع تصاميمهم وأعمالهم الفنية للجمهور العربي عبر إضافة تلك الأعمال وشرحها بشكل واضح لزبائن المتجر مع توفير المُعاينة الحية بحسب الطلب. ثانياً: أشهر المواقع العالمية للمُستقلين: 1- Freelancer من أشهر مواقع العمل الحُر على مستوى العالم وأكثرها إقبالًا. يوفّر الموقع منصة سهلة التعامل تُمكّن أصحاب الأعمال والشركات من استئجار مُستقلين لتنفيذ مهام مُختلفة في التصميم والهندسة والعلوم والتسويق والخدمات القانونية وغيرها. 2- Odesk يلعب الموقع دور الوسيط بين أصحاب الأعمال والمُستقلين، بحيث يقوم صاحب العمل بعرض طلبه ويتقدم إليه طالبو العمل ممن يرون في أنفسهم الكفاءة، ويقوم صاحب العمل باختيار أحد المُتقدمين (أو أكثر من مُتقدم من المُستقلين). الموقع ضخم جدًا ولا يُستهان به على الإطلاق ولديه طرق وخوارزميات مُختلفة لإبراز أفضل الخبرات، لذلك وبالمُختصر كُلما كان المُستقل مُتخصّصًا أكثر ومُبدعًا أكثر في مجاله كُلما زادت مبيعاته وأرباحه. 3- Elance يُعدّ الموقع الأفضل في مجاله، وبإمكان المُستقل إنشاء حساب وإضافة بياناته وتحديد مجال العمل ضمن خيارات كثيرة مُتوفرة وأيضًا تحديد السعر وطريقة العمل. أكثر ما يُميّز الموقع احتواؤه على عدد كبير جدًا من المشاريع المطروحة، ووجود نسبة كبيرة من المشاريع ذات الميزانيات العالية، بالإضافة إلى موثوقيته العالية واحتوائه على خصائص وميزات مُمتازة. 4- Design Crowd منصة مثالية لعمل المُصممين المُحترفين في مجالات التصميم المُتنوعة (شعارات – أغلفة – بطاقات أعمال – تصميم مواقع ... الخ)، ما يُميّز الموقع بأن مُعظم مُرتاديه من أصحاب الأعمال يحترمون العمل التصميمي ويقدرون ثمنه، لذلك ستجد بأن أسعار الأعمال به جيّدة مُقارنة بباقي المواقع المُشابهة. 5- People Per Hour كما هو واضح من اسمه فإن الموقع يقدّم منصة تُمكّن المُستقلين من العمل بشكل حُر، بحيث بإمكان المُستقل إنشاء ملفه الشخصي بسهولة من خلال الموقع والبحث عن مشاريع تُناسب خبراته. يعتمد الموقع بشكل كبير على التقييم لذا فالعمل الجيّد المصحوب بتقييم إيجابي سيجلب بالتأكيد أعمال أخرى. 6- 99designs المكان الأمثل لعمل المُصممين المُستقلين، حيث يُوفر الموقع منصة غاية في الجودة تُمكّن المُصممين من عرض أعمالهم والتقديم للمشاريع. يتميّز الموقع بإقبال عالي جدًا من طرف أصحاب المشاريع ويُعدّ الأفضل في اختصاصه. 7- Guru هو الآخر موقع رائع وستجد عليه كمُستقل عدد كبير من فرص العمل في مجالات مُختلفة، كُل ما عليك فعله هو بناء ملف تعريفي مُتكامل والبحث عن أفضل فُرص. 8- Sellfy أفضل مكان للمُستقلين ممن لديكم مُنتجات رقمية (كتب إلكترونية – خطوط – قوالب – تسجيلات صوتية ..الخ) ويريدون بيع نسخ منها إلى أكبر عدد مُمكن من المُهتمين. تتميّز المنصة بسهولة التعامل كما يتميّز الموقع بانخفاض نسبة عمولته مُقارنة بباقي المواقع ذات نفس المجال حيث يتقاضى الموقع 5% فقط لقاء كل عملية بيع مُنتج رقمي تتم عبره. 9- Themeforest منصة مُوجّهة للمُصممين والمُبرمجين وهي الأفضل على مستوى العالم بمجالها. تُعدّ (ثيم فورست – themeforest) أفضل مكان لبيع القوالب والتصاميم والإضافات التصميمية والبرمجية، يتقاضى الموقع عمولة مُرتفعة نسبيًا كما أن لديه سياسة صارمة جدًا عند قبول أي ملفات أو قوالب للبيع لكن رغم ذلك فهو يُوفر شريحة ضخمة جدًا من المُشترين وهذا ما يُميزه، لذا يتوجّب على أي عامل مُستقل عند انعقاد نيته لصناعة مُنتج وبيعه من خلال المنصة أن يطّلع أولًا على تفاصيل وشروط الموقع بالكامل وأن يتصفح الأعمال الشبيهة بعمله والمقبولة على الموقع ثم يُعطي كل الاهتمام لإنجاز عمله على المستوى المطلوب، وعندها بالتأكيد سيكون قد حاك لنفسه بداية قصة نجاح مُبهرة! 10- Gumroad منصة عرض موجهة للمُستقلين تهدف إلى مُساعدتهم في بيع مُنتجاتهم الرقمية، فهي أشبه بالمتجر الذي بإمكانك أن تعرض وتبيع به مُنتجاتك الرقمية (كتب إلكترونية – برامج – شروحات – مقاطع فيديو ... الخ) بكل بساطة ودون أي تعقيدات. قد يخطر ببالك حاليًا السؤال التالي: لماذا لا أفتح متجري الخاص وأبيع أعمالي إلى زبائني مُباشرة وبالتالي أوفر على نفسي رسوم أو نسبة أرباح مواقع (منصات العمل الحُر)؟ السؤال مشروع، إنما ما رأيك بالوقوف أولًا على الميزات التي توفرها منصات العمل الحر: 1- توفير عناء ووقت وكلفة إنشاء متجر إلكتروني، فمنصّات العمل الحُر جاهزة وتحتاج منك فقط إدخال بياناتك وتأكيدها وبناء معرض أعمالك بطريقة عالية الجودة. 2- توفير وسائل الدفع المُختلفة. 3- توفير قاعدة عظيمة من المُتابعين والمُطّلعين على الخدمات، فمواقع العمل الحُر تُسوّق وتأتي بالزبائن لكامل شبكتها بالنيابة عنك. 4- توفير عامل الثقة للزبائن (أصحاب الأعمال) عبر وجود طرف ثالث ضامن لحقوقهم والمُمثّل بمنصة العمل الحُر، وهو أمر أساسي ومُحفّز لهم على الشراء. بينما إن كانت منصة الشراء خاصة بك وحدك وأنت صاحب القرار بها، فبالتأكيد مسألة الثقة بينك وبين زبائنك ستتطلب وقت طويل جدًا وهذا أمر طبيعي في المُعاملات المالية. بالتوقف والتفكير قليلًا في الميزات السابقة ستجد بأن رسوم (أو نسبة الأرباح المُقتطعة) هي بسيطة مُقابل الخدمة التي تتلقاها. تلميح: إن قيام منصات العمل الحُر بالترويج عن كامل شبكتها لا يعني أبدًا ألّا تسعى في التسويق والترويج لحساباتك في تلك المنصات عبر أساليب مُختلفة سوف نتحدث عنها في وقت لاحق. في المقالات القادمة سنناقش بالتتابع الخطوات العملية للانطلاق وآليات العمل والمُتابعة مع الوقوف على أهم المشاكل التي قد تعترض عملك كمُستقل والحلول لها إضافة إلى أمور أخرى ستمكنك بالنهاية من العمل بثبات لتحقيق النجاح.
-
تحدثنا في الأجزاء السابقة من سلسلة مقالات "كيف تُصبح مُستقلاً ناجحًا" عن العمل المُستقل عمومًا موضحين أبرز ميزاته، ثُمّ عرّجنا على الخطوات العملية الأولى للعمل المُستقل وتعرفنا على أدواته اللازمة وتوسعنا إلى مجموعة من الأساسيات للترويج عن الأعمال المُستقلة وأفضل الطرق لإيجاد العملاء. ثُمّ انطلقنا معكم مُرتكزين على توجيه العروض وسياسات التسعير المُتّبعة في هذا العمل، وشرحنا تفاصيل إدارة العمليات والحصول على التقييمات وطرق استقبال الأموال. وجاء المقال السابق من السلسلة لينقل لكم المشاكل التي تعترض العمل المُستقل والمُستقلين عمومًا موضحين أبرز الحلول التي يُمكن اتباعها في سبيل تخطي تلك المشاكل والعقبات. سنختتم سلسلة مقالاتنا بتوجيهات حول الآليات المُناسبة لإدارة وقتك كمُستقل ضمن فضاء الإتقان بالعمل لتحقيق مُحصلة تتمثل بأفضل قيمة للعمل ضمن أقل وقت تنفيذ. إدارة الوقت والإتقان في أي عمل قائم في هذه الحياة وأثناء نموه وتطوّره تتوارد لصاحبه ومضات تنبؤه بأهمية الوقت وأهمية استغلاله ضمن نطاقٍ سليم بهدف تنظيم الإنتاجية وبالتالي تحصيل عامل الإتقان الذي يُضفي إلى الربحية والمزيد منها. العمل المُستقل لا يخرج عن هذا السياق، على العكس فإن هذا النوع من الأعمال يحتاج إلى ضبط أكبر للوقت، وكما تحدثنا فيما سبق ضمن المشاكل العشرة الأبرز للعمل المستقل بأن أحد أكبر الفوارق بين العمل الحُر والعمل الوظيفي هو أن الأخير مُحدّد بساعات دوام، بينما العمل الحر يصعب تقييده بوقتٍ مُحدّد، إضافة إلى أن طبيعة العمل من خلال الانترنت تحديداً تفرض وجود طلبات شراء واتصالات من طرف الزبائن على مدار الساعة. لذلك إن لم تكن لديك كمُستقل قدرة عالية على ضبط الوقت والالتزام به فستخرج الأمور عن السيطرة وستكون النتيجة هي الفشل حتمًا. كيف أرتّب وقتي كمُستقل خلص معظم الناجحين في هذه الحياة إلى أن استغلال الوقت واستثماره بأفضل شكل يُعدّ (فنًا) وهو السر الكبير من أسرار النجاح والذي دفعنا إلى تخصيص هذا القسم من سلسلتنا لأهميته. حينما نتحدّث عن الوقت هُنا فنحن نربطه بشكلٍ مُباشر بالإنتاجية. فمعنى أن يكون وقت عملك مُمتلئ طوال اليوم فهذا لا يعني أبداً أن تكون مُنتجًا (قد تستغرق لإنجاز مُهمّة طيلة اليوم، وقد تُحسن التصرّف بالتركيز وتوزيع الوقت بشكل أنسب لأدائها وتُنجزها خلال وقتٍ أقل وبنفس الجودة). إذاً ليس بالضرورة أن من يعمل لوقتٍ أطول سيُنجز أكثر وهذا السر الذي لا يُمكن سوى أن يكون واضح تمامًا لأي إنسان ناجح في حياته العملية. نصائح في إدارة الوقت للمُستقلين 1. الوقت هو الكنز: عليك أن تُعوّد نفسك كمُستقل وأن تنسخ ذلك في ثنايا عقلك الباطن بأن أكبر قيمة لديك هي وقتك، بحيث تكون على تأهّب كامل بشكل لا شعوري، ويكون فقدانك لأي جزء من الوقت سببًا لإحساسك بالذنب والخسارة الحقيقية. 2. رتّب مهامك ونظّم أولويات عملك: الترتيب والتنظيم أساس لإنجاز أي عمل مُثمر. هُناك العديد من أساليب إدارة الوقت والتنظيم، كما أن نظريات ودراسات وتحليلات عديدة أطلقت في هذا السياق وأثبتت فضل انعكاس التنظيم على العمل. نصيحتنا الأساسية لك هي أن تكون وحدك مدير وقتك بحيث تضع الضوابط وفق ما يُناسبك، والأهم أن تلتزم بتلك الضوابط وأن تُقيمها بالتجريب وتصوبها إن اقتضت الحاجة. والتالي قائمة بتلميحات عامّة ستُرشدك بهذا السياق: قُم بإعداد قائمة بالمهام اليومية وقسّم تلك المهام طبقًا للأولويات. (لاحظ: في العمل المُستقل من خلال الإنترنت فإن المشروع صاحب أقرب وقت للتسليم يوضع على رأس أولويات الإنجاز، ثُمّ الذي يليه من حيث تاريخ التسليم ... وهكذا). راجع مهامك اليومية وأدائها خلال وقت مُحدّد من اليوم، وفكّر قبل النوم بمهام اليوم التالي. حدّد وقت لكل شيء ولا تخلط بين الأمور (وقت للعمل – وقت للراحة – وقت لتسويق خدماتك أو مُنتجاتك ...الخ). لا تُرهق نفسك في التشدّد في التنظيم وحاول أن تتدرّج بالموضوع. (لاحظ: إن الشدّة في التطبيق في الأيام الأولى قد تُرتّب عليك مفعولاً عكسيًا عند شعورك بالإرهاق أو الملل من النظام، لذلك حاول أن تجعل من الأمر عادة تُمارسها بالتدريج). 3. ابتعد عن المُلهيات: أصبحت حياتنا اليومية مليئة بالمُلهيات، وحتى إن استثنينا وجود أفراد العائلة (الإخوة، الزوجة، الأولاد، ...) في حالة المُستقلين الذين يعملون في منازلهم، فإن هُنالك العديد من المُلهيات التي تُضيّع أوقاتنا دون أن نشعر. التالي بعض النصائح البسيطة التي ندعوك لاتباعها أثناء العمل للتوصّل لأفضل أداء: اجعل مكان العمل مُنظمًا على الدوام، نظيف ومُريح نفسيًا وجسديًا. أغلق هاتفك المحمول أو أبعده تمامًا عنك أثناء العمل. ابتعد عن شبكات التواصل الاجتماعي تمامًا أثناء العمل. (نعم بشكلٍ قاطع). لا تستخدم الإنترنت أثناء العمل سوى لتلبية أمور مُتعلقة بالإنجاز، وأغلق أي شاشات عرض أثناء العمل. أغلق جميع الإشعارات الآلية التي من المُمكن أن تصلك من حاسبك أو هاتفك أو جهازك اللوحي. ضع جميع ما يُمكن أن تحتاجه أثناء عملك في مُتناول يدك. أبلغ من هم معك (في المنزل، في المكتب، ...) بأوقات عملك كي لا يترددوا إليك في هذه الأوقات ويشغلوا تركيزك. خذ فترات مُنتظمة من الراحة مُبتعداً فيها عن جو العمل تمامًا ومُمارسًا بها تمرينًا مُعينًا أو شيئًا تُحبه. 4. ساعد عميلك في الحفاظ على وقتك: إن كان لديك مُنتج جاهز يُباع بنسخ مُتعدّدة، أو خدمة تعمل على تنفيذها فإنه من الأفضل أن توفّر معلومات وافية حول هذه الخدمة أو هذا المُنتج. (وجود فيديو تعريفي يشرح الخدمة أو المُنتج هو أمر جيد، كذلك وجود سرد للمعلومات على شكل الأسئلة الشائعة FAQ هو جيّد وسيحدّ من هدر الوقت في الإجابة على الاستفسارات). 5. قلّص وقت التسليم بقدر المُستطاع بالتناسب مع تطوّرك: إن كان مجال عملك المُستقل في تقديم الخدمات فعليك مع زيادة الخبرة تقليص (تقريب) وقت التسليم بشكل تدريجي مع الحفاظ على الجودة ودون إغفال حجم الطلب المُتوقّع، وبالتالي استغلال فائض الوقت في أعمال أخرى أو في التسويق لأعمالك. 6. ركّز على مشروع واحد بقدر المُستطاع: حاول أن تنتهي من كل عمل تُنفذه بشكل كامل ثُمّ تنتقل للعمل الذي يليه. هذا الأمر سيضبط التركيز ويُحافظ على الوقت بالمُحصلة. مثال عملي إن كان عملك المُستقل في مجال تصميم المُنتجات واستقبلت خلال مرحلة زمنية مُعينة ثلاثة تصاميم جديدة لها أوقات تسليم مُتتابعة. أغلق أولاً إمكانية استقبال أي طلبات جديدة إن لم تكن لديك القدرة على تلبية المزيد أو عدّل في أوقات تسليم الطلبات الجديدة بزيادته ثُم قٌم على الفور بضبط المهام الواردة (التصاميم الثلاثة) وحدّد لها أوقات انتهاء تتناسب مع وقت تنفيذ كلٍ منها (اجعل لنفسك عامل أمان درءًا لأي إشكال قد يحصل) ثُمّ اعمل على تنفيذ التصاميم بحسب الخطة الموضوعة بحيث يتم البدء بالتصميم الأول والتركيز على أداءه وإنهاءه بشكل كامل وتسليمه، ثُمّ البدء في الثاني بعد انتهاء الأول، ثُمّ الثالث بعد انتهاء الثاني. (العمل على التصاميم الثلاثة في ذات الوقت سيُسبّب التشتّت وعدم الدقّة في العمل). 7. خصّص وقتًا لمُتابعة الطلبات والإشعارات: كعامل مُستقل من خلال الإنترنت سواء في بيع المُنتجات الجاهزة أو تنفيذ الخدمات فإنه من الطبيعي أن تتلقى مُراسلات دائمة من الزبائن والمُهتمين (بعضها قد تكون استفسارات بسيطة قبل الشراء، وبعضها الآخر قد يُناقش مُشكلة لدي الزبون ويقتضي التفرّغ لحلها ...الخ) تلك المُراسلات والإشعارات سواء أكانت واردة على منصات العمل الحُر أو على البريد الإلكتروني أو وسائل الاتصال الأخرى التي تستخدمها أثناء عملك تحتاج إلى تفرّغ بشكل خاص دون دمج مع العمل، لأنها قد تُسبّب التشتّت أثناء العمل وبالتالي ينعكس الأمر سلبًا على أداءه وبخاصة إن كانت أعمالك لها علاقة بالمجالات البرمجية أو الإبداعية. لذلك يُنصح دومًا بأن تُخصّص أوقات مُحدّدة خلال اليوم (مثلاً ساعة كل 6 ساعات) بحيث تتفحص خلالها المُراسلات والإشعارات وتُجيب عليها. 8. استفد من أدوات تنظيم الوقت: نظراً للأهمية الكبيرة في مجال إدارة الوقت فقد توفّرت مئات الأدوات المُفيدة التي بالإمكان استغلالها بغرض التنظيم والتي جاءت على شكل تطبيقات سطح مكتب، مواقع ويب وكذلك تطبيقات للهواتف الذكية. من الجيّد أن تبحث وتُجرّب ما يُناسبك وتعتمده لتنظيم أوقاتك. تلميح: رغم أننا نعيش في عصرٍ معلوماتي إلّا أن كثيراً من الأفراد ما زالوا يأنسون الورقة والقلم ويعتمدون عليهما في جدولة المهام، ولا نُنكر أبداً بأنها طريقة فعّالة ولا بأس أبداً باعتمادها. تبيع بكثرة؟ ليس بالضرورة أن تكون الأفضل! لا توجد مُشكلة مع العنوان... كعامل مُستقل فأنت تبني اسمك وسمعتك مع نجاح هذا العمل. من المُهم للغاية أن تكون أعمالك مُتقنة ومُنفّذة بشكل سليم في حال كُنت صاحب خدمات مهما صغُرت تلك الخدمات أو كبر حجمها، أيضًا في حال كُنت من أصحاب المُنتجات الإلكترونية ذات النُسخ المعروضة للبيع المُتكرّر فمن المُهم أن تكون تلك النُسخ ذاتية الصُنع غير منسوخة أو مُقرصنة، احترام اسمك واحترام المهنة سيفرضان عليك ذلك بالتأكيد. الاغترار بالبيع السريع (لدى نسبة سيئة من المُستقلين) لمُنتجات أو تقديم خدمات مُخالفة (اختراق مواقع، قرصنة ملفات وبيعها، ...) قد تُحقّق لهم ربحًا سريعًا على المدى القصير فقط، إلّا أن الأساس المغلوط سيُنهي الأمر وستنتهي معه سُمعة المُستقل. يُخبرنا أجدادنا بأن العمل من الشرف وأن بناء السُمعة قد تحتاج لأشهر وسنوات طويلة، إلّا أن هدمها قد لا يأخذ سوى دقائق معدودة، لذلك ندعو كافّة المُستقلين الجُدد بأن يُعبروا عن أنفسهم بأفضل شكل مُمكن وأن يكونوا مُعتزين بأعمالهم وخطواتهم الواثقة. الخاتمة كُنا معكم في سلسلة من مقالاتٍ ستّة جاءت تحت عنوان (كيف تُصبح مُستقلاً ناجحًا) ناقشت بشكلٍ عملي جميع المراحل التي يحتاجها الفرد بغرض وضع أول خطوة له في العمل المُستقل من خلال تعريفه بهذا النوع من الأعمال وأهميتها في وقتنا الراهن مرورًا بالأدوات اللازمة وطرق العمل والتسعير وآليات الترويج وتقديم العروض وغيرها من التفاصيل المطلوبة للسير وفق منهج صحيح، ثُمّ تطرقنا إلى جوانب أوسع بحيث وضحنا أبرز المشاكل والعقبات التي تعترض هكذا نوع من الأعمال وناقشنا الحلول لتخطيها، وانتهينا بتوضيح أهمية الإدارة الصحيحة للوقت في العمل المُستقل إضافة إلى إتقان العمل. كلمة الكاتب عليك أن تضع هدفك الواضح وتؤمن بقدراتك وإمكانياتك لتحقيق هذا الهدف، عليك أن تسعى وتجّتهد بسعيك بعد التوكّل على الله عزّ وجل. الإنترنت لم يعد مكانًا للعب وإضاعة الوقت وغُرفًا للدردشة التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، الإنترنت بات الأرض الخصبة للعمل وبناء العلاقات، أرضًا تُعطي خيرًا وفيرًا لمن يزرع بذور الإرادة العالية والاجتهاد. لا تقل أبدًا نحن في وطنٍ عربيٍ لا يقدّر الكفاءات، اعمل وكُن أحد صُنّاع المُستقبل. لم يعد لديك أي عُذر فالباب مفتوح على مصراعيه أمامك. كُن مُستقلاً...
-
بدأنا في الجزء الأول من سلسلة مقالات "كيف تُصبح مُستقلًّا ناجحًا" بتعريف مفهوم العمل المُستقل ووضحنا أبرز ميزاته باستخدام الإنترنت، ثم ختمنا بقائمة غنية بأشهر منصات العمل للمُستقلين على الصعيدين العربي والعالمي. سننطلق معكم الآن إلى العمل الجاد حيث سنبدأ بالخطوات العملية الأولى في "العمل المُستقل" عبر توسعنا في مجموعة من الأساسيات الصحيحة التي يجب ألّا يغفلها أي مُستقل. الأدوات اللازمة للعمل المُستقل تحتاج كعامل مُستقل من خلال الإنترنت إلى مجموعة الأدوات الأساسية التالية: 1- حاسوب: حاسوب مكتبي أو محمول يُلبي الغرض بحده الأدنى. 2- اتصال بالإنترنت: العمل سيعتمد بشكل أساسي على وجود شبكة الإنترنت. 3- برامج سطح مكتب: يجب أن يحوي جهاز المُستقل مجموعة البرامج التالية: - برنامج تحرير نصوص. - برنامج ضغط وفك ضغط الملفات. - أي برامج أو تطبيقات أخرى خاصة قد تحتاجها لتلبية أعمالك (فالمُصمم سيحتاج برامج خاصة بالتصميم، وصانع الفيديوهات سيحتاج برامج خاصة بتحرير الفيديو ... وهكذا). 4- هاتف محمول: تحتاج للهاتف المحمول لإثبات حسابك في بعض المواقع التي تتطلب ذلك، ومن النادر أن تحتاجه للتواصل، فمنصات العمل الحُر عبر الإنترنت توفر لمُرتاديها وسائل اتصال مُختلفة فيما بينهم وبحسب سياسات عملها فإنها لا تسمح بأن يتم التواصل خارج نطاقها ضمانًا لحقوق الجميع. 5- حساب مصرفي: يتوجب امتلاك حساب مصرفي لتحصيل الأرباح ومُتابعة الأمور المالية. تلميح: يُعدّ Paypal من أهم المصارف الإلكترونية على مستوى العالم، وتوفر خدماته مُعظم المواقع الإلكترونية التي تتعامل بالخدمات والبيع والشراء كمواقع الأعمال للمُستقلين وأيضًا مواقع التجارة الإلكترونية كوسيلة مُباشرة للشراء وتحصيل الأموال. ملحوظة: للمُستقلين المُقيمين في دول عربية يُحظّر عنها استخدام خدمات Paypal بالإمكان استخدام وسائل أخرى لتحصيل أرباحهم: - عبر الحوالات المصرفية والتي توفرها بعض المواقع عند وصول المبالغ إلى حدود مُعينة. - من خلال طلب تحويل الأرباح عبر خدمات مثل Western Union و Money gram التي لها مكاتب وشُركاء في مُعظم دول العالم. - عبر الاستعانة بالوكلاء أو الوسطاء الموثوقين. ... وغيرها من الوسائل. للأسف الشّديد، عامل تحصيل الأموال قد يكون مُسببًا مُباشرًا لعزوف الكثير من المُستقلين المُقيمين في دول مُعينة مُتعرضة حكوماتها لعقوبات اقتصادية وتُحظر عنها العديد من الخدمات العالمية، علمًا بأن هؤلاء الأفراد هُم الأكثر حاجة للعمل المُستقل كنتيجة لضعف اقتصادات بلادهم ونمو مُعدلات البطالة ... على هؤلاء الأفراد أن لا يتركوا لديهم أبدًا أي مكان للإحباط وأن يبدؤوا أعمالهم مُستغلين أولًا المنصات العربية التي تعمل كبدائل جيّدة لهم وأيضًا وسائل الدفع الشرعية البديلة المُتوفرة" انطلق! (الأساس الصحيح)إن البداية الفعلية لأي عمل تأتي باتخاذ جرأة الخطوة الأولى للانطلاق ثُم تأسيس ملامح هذا العمل في الخطوة التالية، وعلى المُستقلين عمومًا والعاملين من خلال الإنترنت تحديدًا التركيز أكثر من غيرهم على مجموعة من التفاصيل في سبيل استقطاب الزبائن. أمور يبحث عنها أصحاب العمل "لا تغفلها أبدًا"من الجيّد أن نضع أنفسنا مكان أصحاب العمل ونتخيّل أفكارهم ورغباتهم وكيفية اختيارهم للمُستقلين كي نُقدّم بالفعل أساليب مُقنعة لهم ومُحرضة على الاختيار، والتالي قائمة بأبرز تلك الأمور: 1- الأشخاص الحقيقيين: من الطبيعي فإن الإنسان يميل إلى الأشخاص الحقيقيين وخاصة في التعاملات المالية، لذا على المُستقلين عدم إغفال هذا الجانب أبدًا فهم أحوج من غيرهم إلى بناء الثقة والمصداقية مع الآخرين، لذا عليك كمُستقل أن تتعامل من خلال الإنترنت بشخصيتك الواقعية وذلك عبر: - التعامل باسمك الحقيقي - صورة شخصية حقيقية (أو صورة مُعبرة على أقل تقدير) 2- أصحاب الخبرات: يميل الباحثون عن المُستقلين إلى الأشخاص أصحاب الخبرات العالية والمُتخصصين بمجالاتهم، لذا احرص على أن تُعرّف عن خبراتك وإمكانياتك بشكل جيّد. تلميح: احرص على عدم المُبالغة في التوسّع بخبراتك وخصصها بقدر المُستطاع، أيضًا ابتعد كُل البُعد عن ذكر أمور لا تُتقنها لأن ذلك سيعود عليك بشكل سلبي وسيضر بسمعتك وسمعة عملك. 3- الأعلى تقييمًا: الكُل يبحث عن الناجحين -حقيقة- لذلك احرص بشكل دائم على تأدية المهام المُكلف بها بأقصى جودة وخدمة مُمكنة للحصول على أعلى التقييمات. تلميح: عدم وجود أي تقييم يُعدّ السبب الرئيسي لتأخر الحصول على أول عميل للمُسجلين الجُدد، لذلك قد تنظر إلى مُستقلين هُم أقل منك خبرة لكن أعمالهم تُطلب بشكل كبير بسبب أن لديهم تقييمات وظهور مُرتفع. لا تدع الأمر يُحبطك فالجميع مر برحلة الحصول على العميل الأول (سنحدثك عنها لاحقًا). 4- أصحاب التعليقات الإيجابية: لن يتردد صاحب العمل قبل التعامل معك في البحث عن التعليقات التي تركها زبائنك السابقين في تقييمهم لأعمالك، لذا احرص بشكل كبير على الاهتمام بأي زبون لديك ولا بأس في الطلب منه في نهاية العمل وبشكل لطيف بأن يترك تعليق يُقيّم به العمل المُنجز. 5- أصحاب الملفات التعريفية الشخصية "البروفايلات - profiles" المُقنعة: - عرّف عن نفسك جيّدًا وخاطب بشكل سليم صاحب العمل بالأمور التي ستقدمها له - ضمّن في خطابك دعوة لطيفة للتعاون - ضع صورة مُناسبة - قُم بالإشارة إلى أهم أعمالك السابقة التي تعتز بها 6- أصحاب الأعمال النوعية: لا تغفل على الإطلاق وضع مجموعة من أهم أعمالك ضمن معرض الأعمال الخاص بك على حسابك في منصة العمل المُستقل. تلميح: ابتعد عن الكمية وركّز على النوعية عند عرضك للأعمال، واحرص كُل الحرص في الابتعاد كلّيّة عن أي نسخ أو وضع أعمال ليست بحقوقك. 7- أصحاب الأسعار المُناسبة: السعر أحد الأمور الأساسية التي ينظر إليها صاحب العمل بعين الاعتبار عند اختياره بين عروض المُستقلين، لذا احرص على اختيار سعر مُناسب لعملك. تلميح: لا يُقصد هُنا وضع أقل سعر بل اختيار أفضل سعر مُمكن دون مُبالغة (قد يكون أفضل سعر تجده مُناسب لعملك أعلى من الميزانية الموضوعة من صاحب العمل. لا بأس بوضعه مع تبرير السبب بشكل مُقنع لصاحب العمل). 8- المُتابعون: المُستقلون المُتصلون بشكل دائم والحريصون على مُتابعة زبائنهم بالمُستجدات باستمرار والرد على استفساراتهم بشكل سريع ووافٍ قبل التعاقد هُم عُرضة للاختيار والأكثر طلبًا لخدماتهم. روّج لنفسك كمُستقلمن الجيّد عدم الاعتماد بشكل مُطلق على منصات العمل ذاتها من خلال طرحها لأعمالك، ويجب التفكير دومًا في كيفية زيادة الطلب على خدماتك، أو زيادة كمية بيع مُنتجاتك الجاهزة. التالي قائمة بأبرز الوسائل التي بإمكانك إتباعها 1- الشبكات الاجتماعية أولويةلم يعد يخفى على أحد أهمية الشبكات الاجتماعية بكونها وسيطًا حقيقيًّا فعّالًا في إيجاد قاعدة من الأشخاص المُهتمين وأيضًا للترويج عن أي عمل، كنصيحة احرص بشكل أساسي أن يكون لديك حساب فعّال على تويتر قدّم من خلاله نصائح للآخرين بحسب اهتماماتك والأمور التي تتقنها بشكل جيّد. اجعل نفسك مُساعدًا حقيقيًّا لهم وروّج ضمن منشوراتك (تغريداتك) عن خدماتك التي تسعى إلى تقديمها بشكل مأجور أو مُنتجاتك التي تعرضها للبيع (كتاب إلكتروني – سلسلة تعليمية – تصاميم جاهزة .... الخ) وستلحظ تدريجيًا مع الوقت نمو في مُعدل الطلب على خدماتك. استفد من شبكة فيس بوك في دعوة أصدقائك وأصدقاء أصدقائك ومعارفك الذين قد تجد لديهم اهتمام بخدماتك أو مُنتجاتك بأن تدعوهم للاطلاع عليها وتطلب منهم بأسلوب لطيف أن ينشروها بدورهم لمن يجدوا لديهم اهتمام في نوعية خدماتك. لا بأس بأن يكون لديك حسابات على أي شبكات اجتماعية أخرى تُعرّف من خلالها الآخرين عن الأمور التي تُجيدها. 2- دوّنأثبت للتدوين قيمة عظيمة ساعدت الكثيرين في بناء أسمائهم ورفعت درجة انتشارهم على مستوى الإنترنت. من المُفيد أن يكون لديك مدونة خاصة (ليست بالضرورة أن تكون مأجورة حيث بإمكانك الاستفادة من إنشاء مدونة مجانية عبر الاستعانة بخدمات عديدة مُتوفرة على الشبكة كخدمة "وورد بريس" على سبيل المثال رابط: ar.wordpress.com). أكتب في مدونتك عن أمور تُناسب اهتماماتك وتُقدّم نصائح حقيقيّة وواظب على الكتابة، ثُم أشر بشكل واضح إلى خدماتك أو مُنتجاتك المأجورة وأشر بروابطها على منصات العمل المُستقل. 3- تابع واستغل الفُرصمن الطبيعي أن تعترضك كمُستقل فُرص مُتكررة على الدوام، ومن الجيّد أن تكون جاهزًا لاستغلالها، ولعل أفضل الطرق هو بالتوجه بشكل مُباشر للتعريف بنفسك ومهاراتك وطرحها مع أعمالك للمُهتمين الباحثين عن خدمات "منصات العمل الحُر كمنصة مُستقل mostaql.com من شركة حسوب على سبيل المثال وفّرت هذا الأمر بشكل مُناسب ويخدم طرفي العمل". أفضل الطرق لإيجاد العُملاءالتالي قائمة بأفضل الطرق التي يُمكن إتباعها للبحث عن العُملاء: 1- العلاقات العامّة: من المُفيد أن تُحيط نفسك كمُستقل بشبكة واسعة من العلاقات التي ستجلب لك عُملاء. 2- شارك في الأحداث الاجتماعية المُتخصصة /مُؤتمرات – ندوات - start up weekend../ وتعرّف على المُشاركين وعرفهم بنفسك وبعملك المُستقل. 3- استخدم البريد الإلكتروني في الترويج المُباشر عن أعمالك للزملاء السابقين وممن تجدهم مُهتمين دون إغراق أو إزعاج. 4- ضع إعلانات ترويجية في المدونات والمجلات المُتخصصة. 5- اجعل مساحة من وقت يومك لمُتابعة طلبات أصحاب المشاريع وتقديم العروض. تابع منتديات بعض المواقع المُستقلة وساهم بالترويج عن نفسك بشكل غير مُباشر عبر مُساعدتك للآخرين في الرد على استفساراتهم أو تقديم النصائح لهم وأيضًا تقييم أعمالهم. جميعها أمور ستعود عليك بالفائدة. أخيرًا فإن أفضل الطرق للترويج لاسمك كمُستقل مُرتبطة بشكل مُباشر بسمعة عملك لذا احرص كل الحرص على التركيز على العمل الدقيق المُتقن وستجد بأن عُملائك قد أصبحوا بمثابة مُدراء تسويق لعملك. في المقالات القادمة سنُعرّج على مواضيع مُرتبطة بأفضل الطرق لتوجيه العروض والعمل، مشاكل العمل المُستقل إضافة إلى أنسب الطرق لإدارة وقتك كمُستقل.
-
تحدثنا في الأجزاء السابقة من سلسلة مقالات "كيف تُصبح مُستقلاً ناجحًا" عن العمل المُستقل عمومًا موضحين أبرز ميزاته، ثُمّ عرّجنا على الخطوات العملية الأولى للعمل المُستقل وتعرفنا على أدواته اللازمة وتوسعنا إلى مجموعة من الأساسيات للترويج عن الأعمال المُستقلة وأفضل الطرق لإيجاد العملاء. ثُمّ انطلقنا معكم مُرتكزين على توجيه العروض وسياسات التسعير المُتّبعة في هذا العمل، وشرحنا تفاصيل إدارة العمليات والحصول على التقييمات وطرق استقبال الأموال. كما هو الحال في جميع الأعمال فإنه لا يكون الطريق مُسهلًا في الغالب، والعمل المُستقل له مشاكله كذلك، وقد تُسبب بعض تلك المشاكل مُعاناة حقيقية لمن يُمارسونه. إلّا أن الوقوف على تلك المشاكل وبناء حلول فعّالة لها سوف تُسهم بشكل مُباشر في سير العجلة نحو الأمام والاستمرار نحو ترسيخ القاعدة التي سيُبنى عليها النجاح. سنُعرّفكم في هذا المقال إلى أكثر مشاكل وعيوب العمل المُستقل شيوعًا مع تقديم أكثر الحلول فاعليّة لتجاوزها أو الحد منها على أقل تقدير. أولًا: المشاكل العشرة الأبرز للعمل المُستقل والحلول المُقترحة لكل مُشكلة-1- عدم الاستقرارمن أكثر الإشكالات التي يُعانيها العامل المُستقل هو عدم وجود بيئة عمل مُستقرة للأسباب التالية: - عدم وجود ديمومة واستمرارية في الحصول على الأعمال بشكل دائم: فالعمل الحُر قد يكون موسميًَا أحيانًا، وقد تحصل انقطاعات في تلقي أعمال جديدة خلال فترات مُتفاوتة. - دخل غير متوازن: المعروف عن العمل الحُر عمومًا بأنه يُحقّق لصاحبه دخل أعلى بالمُقارنة مع دخل الأعمال الوظيفية التقليدية، إلّا أن طبيعة هذا العمل تُضفي إلى عدم وجود دخل ثابت بشكل دائم كنتيجة حتمية لعدم وجود تواتر ثابت في تلقي العروض أو بيع المُنتجات. - طلبات غير متوازنة وإنتاجية غير متوازنة: كونك مُستقل فبكل بساطة ستجد نفسك مضغوط بشدّة خلال فترة مُعينة، الأمر الذي سيُشكّل عليك عبئًا قد يكون غير مُتوقّع مما يضطّرك إلى التقصير وعدم الالتزام مع عملائك أو تقديم الاعتذارات لهم. الحل- ينبغي عليك كمُستقل أن تتوقّع تفاوتات في تلقي العروض وأيضًا في تحصيل الأموال وبالتالي يجب ترتيب نظامك المالي وفق أساس سليم مبني بشكل أساسي على الادّخار وعدم الصّرف بشكل عشوائي. - يجب عليك كمُستقل أن تُفرّغ جزءًا من وقتك في التسويق لنفسك ولأعمالك وطرح خدمات ومُنتجات جديدة بالتماشي مع حاجة طلب السوق وبالتالي المُحافظة –بقدر المُستطاع- على استمرار تلقي العروض أو بيع المُنتجات. (راجع فقرة روّج لنفسك كمُستقل في مقال الأدوات والخطوات اللّازمة لانطلاقة صحيحة في عالم العمل الحر) - عوّد نفسك على أن تقول (لا) وأن تعتذر قبل استلام العروض عندما تشعر بأنك غير قادر على تلبية طلبات عملائك، أو إعلامهم بكل صراحة بصورة وضعك والتواريخ الحقيقية البعيدة القادر خلالها على تسليم مُتطلباتهم، فالوضوح مطلوب لتدارك أي خلافات مُستقبلية. تلميح: بعض منصات العمل الحُر (خمسات على سبيل المثال) توفّر إمكانية التحكّم بإيقاف تلقي الخدمات بشكل مؤقت وبالتالي التوقف عن تلقي مزيد من الطلبات. - التخطيط الجيّد: سنُفصّل لكم في وقتٍ لاحق أفضل الطرق لإدارة الوقت والتخطيط لأعمالك كمُستقل. 2- العُزلة الاجتماعية رغم أن أكبر ميزات العمل المُستقل هي الحرية التامة في استغلال الوقت كما يراه ممارسيه، إلّا أن مُعظم من يعملون وفق هذا النمط من الأعمال هم من الأشخاص الذين يُعانون من ضعف التواصل الاجتماعي وانعزالهم عن الآخرين وقد تصل بهم الحالة إلى مُشكلة مرضية (اكتئاب – فقدان الحافز للعمل ... الخ). الحلينبغي على المُستقل أن يُخصّص وقتًا لكل شيء والأهم أن يلتزم به. (الجلوس مع الأصدقاء كل فترة – زيارة الأقارب بشكل أسبوعي – السفر – حضور ندوات ومؤتمرات لها علاقة بالعمل أو في مجالات أخرى ...الخ). 3- افتقاد العمل الحُر للتشريعات القانونية والتنظيميةنتيجة حداثة هذا النمط من الأعمال (الأعمال الحُرّة على مستوى الإنترنت) وصعوبة ضبطه، فإن التشريعات التي تضمن حقوق المُستقلين ما زالت متواضعة للغاية في بعض الدول وغير موجودة في دول عديدة، الأمر الذي قد يُسبب مشاكل فعلية وتخوف حقيقي لدى العاملين بشكل مُستقل. الحلالحلول المُثلى دومًا تكون مبنية على الأسس القانونية لكل بلد وبحسب تشريعاته، وإن انعدمت تلك الحلول فهنا يأتي دورك كمُستقل في العمل وفق مبادئ واضحة تكون ضامنة لحقوقك دون انتقاص، وأيضًا اختيار منصات العمل الأمثل التي تكون ضامنة لحقوق جميع الأطراف. 4- مشاكل صحيةيُعاني المستقلون العاملون عبر الإنترنت تحديداً من مشاكل صحية ناجمة عن الجلوس أمام شاشة الحاسب لفترات طويلة للغاية. (مشاكل سمنة – مشاكل في النظر – اختلال في التركيز – آلام في الرقبة والظهر.. ومشاكل صحية أخرى). الحليكمن الحل في يدك كمُستقل، بحيث يتوجّب عليك تنظيم وقت عملك وفق فترات مُتقطعة يتخللها فترات راحة. تلميحات: - سجّل في مركز رياضي صحي وواظب عليه. - اختر مكانًا مثاليًا للجلوس مع كرسي مُناسب مُريح. - اختر ملابس مُريحة أثناء العمل. - أكثر من شرب الماء والسوائل. - اختر شاشة حاسب مُريحة للنظر مع إضاءة جانبية مُوزّعة بشكل مُريح. - توقف عن العمل كل فترة ومارس مجموعة من التمارين الرياضية البسيطة. 5- أوقات عمل طويلة دون وجود ضوابط إحدى أكبر الفروقات بين العمل الحُر والعمل الوظيفي التقليدي هو أن هذا الأخير مُحدّد بساعات دوام، بينما العمل الحُر لا يمتلك ضوابط لهذا المجال والمُشكلة ستكون كبيرة إن لم يكن لدى المُستقل قدرة على الانضباط. الحلعند اتخاذك لقرار الاستقلال في عملك يجب أن تكون على قدرٍ كافٍ من المسؤولية بحيث أنك تضبط وقتك وتلتزم به وتُخصّص لكل شيء وقته. بالإمكان الاستعانة بتطبيقات وبرامج كثيرة مُتخصصة بضبط الوقت وإدارة المهام، إنما الدور الأكبر يأتي إلى التزامك بها كمُستقل. (حدّد أوقات ثابتة للعمل والتزم بها بقدر المُستطاع). 6- بيئة عمل غير مُناسبةفي الغالب فإن بيئة العمل للمُستقلين الذين يعملون من خلال الإنترنت تكون (منازلهم). أثبتت تجارب الكثير من المُستقلين بأن المنزل ليس المكان المُناسب للعمل (حتى وإن كان العمل يعتمد على حاسب مُرتبط بالإنترنت فقط) وذلك للأسباب التالية: - اختلاط العمل بالواجبات المنزلية وصعوبة الفصل بينهما. - التشتّت وقلة التركيز. - الانغلاق والعُزلة وعدم وجود دوافع للمُثابرة والاستمرار. - صعوبة إدارة وقت العمل وضبطه. الحلإذا كان منزلك هو الخيار الوحيد: الكثير من المُستقلين يُفضلون العمل من منازلهم وآخرين لا تتوفّر لديهم أماكن عمل بديلة عن منازلهم. في هذه الحالة فإن أفضل الحلول لهم لضمان تأدية أفضل عمل في المنزل تتم باتّباع ما يلي: 1- خصّص مساحة للعمل الخاص بشكل مُريح وابتعد قدر الإمكان عن الأصوات والأمور التي تُحرّض على التشتت (مكتب خاص في إحدى الغرف قد تكون فكرة مُناسبة – ساحة عمل بسيطة في إحدى الزوايا التي توحي بالإلهام ..الخ). 2- اجعل كُل شيء قد تحتاجه خلال العمل إلى جانبك. 3- حدّد أوقات العمل وأوقات الراحة والتزم بها بقدر المُستطاع. إن كُنت مُستعداً لتجربة خيارات بديلة: لدى المُستقل مجموعة من الخيارات البديلة التي تُمكنه من الابتعاد عن المنزل وخلق جو العمل خاصته، نذكر منها: 1- مكتب عمل خاص مُنفصل تمامًا وبعيد عن المنزل مُريح ويتوفر على كافة احتياجات العمل الأساسية. 2- الاستفادة من أماكن العمل الجماعي Co-Working: تنتشر في عدد من البلدان مقرات للعمل الجماعي تقوم بمبدئها على توفير مكاتب مُريحة مع جميع الأدوات والمُستلزمات للمُستقلين بحيث تُمكنهم من العمل بكل أريحية وضمن جو مثالي. من أبرز ميزات تلك المقرات وجود نوع من التفاعل ومُشاركة الخبرات بين المُستقلين المُتواجدين هُناك وبالتالي هو مكان مثالي للإلهام والاستفادة إلى جانب العمل. 3- العمل ضمن المكتبات العامّة وبعض المقاهي أو الأماكن العامّة التي توفّر أجواءً مُريحة. 7- صعوبة الحصول على العميل الأوليُعاني الكثير من المُستقلين من صعوبة الانطلاق وتحصيل أول عميل، والسّبب في ذلك كما أشرنا في مقالات سابقة من السلسلة هو أن الإنسان بطبيعته يميل إلى اختيار الناجحين ومن لديهم أعمال وتقييمات إيجابية أو من كانت مبيعاتهم كبيرة. الحليتمثل الحل بالصبر والاجتهاد في التسويق والإيمان بأنّ أول طلب شراء سوف يأتي لا محالة طالما أن الأسس جميعها صحيحة، فكل من نجح بدأ بنفس تلك الفترة. 8- السمعة على المحكيعاني المُستقلّون ممّن يُنفذون الخدمات بوجود طلبات شراء وتساؤلات من طرف العُملاء على مدار الساعة الأمر الذي يُسبّب لهم الاستنفار بشكل دائم للرد بأقرب وقت على جميع الطلبات والتساؤلات قبل الشراء، وإن أي خلل أو تقصير بهذا الأمر قد يضعهم في موقف مُحرج مع زبائنهم وقد يؤثر بشكل مُباشر على سمعة عملهم. الحل:العمل من خلال الإنترنت تعني استقبال الطلبات والاستفسارات والرسائل على مدار الساعة وفي أي وقت، والحل يكمن في يد المُستقل وحده من خلال وضع أوقات مُحدّدة واضحة يلتزم بها مع نفسه ومع زبائنه بحيث يكونوا على علمٍ مُسبق وبالتالي يكون الجميع سُعداء. تلميح: كأي عمل آخر فإن الصّدق والصراحة التامّة مطلوبة لنجاح هذا العمل، كما أن المُجاملة قد تتسبب في إشكالات في أحيان كثيرة. لذلك ينبغي عليك كمُستقل أن تضع ضوابط لعملك وأوقات تواجدك والأهم أن تلتزم بها. لكن يجب أن تكون تلك الضوابط منطقية وتتماشى مع الطّبيعة السريعة التي يفرضها هذا العمل وعدم إيجاد مدخل للمُنافسين المُتربّصين. (على سبيل المثال: أخبر عملائك بأنك ستُجيب على جميع استفساراتهم خلال 12 ساعة على الأكثر وليس خلال ثلاثة أيام والتي تُعد فترة طويلة للغاية). 9- مُنافسة على أشدهاوجود أشخاص كُثر ضمن نطاق العمل المُستقل هو أمر حتمي نتيجة لأهمية هذا النوع من الأعمال كخيار حقيقي فعّال لكثير من الأشخاص، الأمر الذي أوجد مُنافسة شديدة خاصّة ضمن تخصصات مُعينة. الحل:المُنافسة في عالم الأعمال أمر طبيعي للغاية، إنما الاستسلام لها هو ما ليس بطبيعي. يجب عليك كمُستقل أن تسعى وتجتهد بسعيك وتُقدّم أفضل خدمة مُمكنة وبالتالي بناء اسمك وسمعتك، كما ينبغي البحث بشكل دائم عن خيارات ومنصات عمل بديلة مُتوفرة وتقديم أساليب تسويقية فعّالة، إضافة إلى تقديم مُنتجات تتماشى مع الطلب. 10- صعوبة فهم طبيعة العُملاءطبيعة العمل الحُر من خلال الإنترنت تفرض على المُستقل التعامل مع الأشخاص بشكل افتراضي ومن كافّة بقاع العالم ولكل شخص منهم طبيعة مُختلفة وخلفيات ثقافية مُختلفة، أيضًا أوقات تواجد مُختلفة. الحلإن فهم طبيعة كُل عميل مُهمّة أشبه بالمُستحيلة، والحل الأمثل لضمان نجاح العمل مع الجميع هو السير وفق نظام وضوابط واضحة مُحددة. على المُستقل أن يتعلّم الاستفسار والسؤال عن كل تفصيل قبل البدء بتنفيذ العمل للحد من أي سوء للتفاهم وبالتالي عدم هدر جهد ووقت الطرفين. ثانيًا: المشاكل التي تعترض المُستقلين في تعاملهم مع العملاء كأي عمل في هذا العالم فإن الطريق ليس مفروشًا بالورود وستعترضك خلال مسيرتك كمُستقل مجموعة من الإشكالات والمواقف في تعاملك مع عملائك، فاختلاف الناس في طبائعهم وأخلاقهم هو أمر طبيعي وعليك كمُستقل أن تحمل من سعة الصدر الكثير وأن تكون على دراية بتلك الإشكالات بغرض أن تكون مُستعدًا لمواجهتها وتتدارك أي مواقف قد تعترضك لاحقًا بكل أريحية وسلاسة. التالي قائمة بأبرز المشاكل التي تعترض المُستقلين خلال تعاملهم مع العملاء1- طلبات غير منطقية وبعيدة عن تخصصك: قد تعترضك بعض الأحيان خلال مسيرة عملك كمُستقل طلبات غير منطقية من عملاء يستغلون مرحلة التعامل معك أو علاقتهم الطيبة بك (مثلاً إن كُنت تعمل ككاتب مُستقل لا تستبعد بأن يأتي لك أحدهم بعد التعاقد ويطلب منك أن تُساعده في تنصيب موقعه الخاص على الخادم بكل بساطة). في مثل هذه الحالات اجعل إجابتك حاضرة واعتذر منه واكتف بتلبية طلباته ضمن نطاق الاتفاق بأفضل شكل ممكن، ولا مانع في التعامل معه في طلبه الآخر بشكل تعاقد مُنفصل إن كانت لديك إمكانية في تنفيذه وكُنت قادرًا على الاستفادة من ذلك. 2- عدم الرضى بالخدمة رغم أنها ممتازة: هُناك فئة من العملاء بالإمكان تصنيفهم كسلبيين، فببساطة بعد التعب الطويل في تلبية أحدهم قد تجده يُخبرك بأن ما قدمته له سيء رغم أنه على معرفة تامّة بأسلوبك ومُطّلع على نماذج ونتائج من عملك قبل الشراء. أسباب هذا التصرف قد يكون نوع من التلاعب من طرف العميل لأجل عدم تسديد باقي المبلغ المُترتب، أو لربما تعرّض عمله لمُستجد مُعيّن وبالتالي لم يعد بحاجة إلى هذه الخدمة، أو قد يكون بالفعل غير مُعجب بالنتيجة. بكافة الأحوال فإن التصرف الأمثل بهذه الحالة هو بالتوجّه بشكل مُباشر إلى العميل بخطاب هادئ وإعلامه بكل رحابة صدر بأنك تقف إلى جانبه وتود أن تسمع منه عن أسباب رفض هذه النتيجة، ثُم وبحسب سياق الموقف وطبيعة الرد من طرف العميل بإمكانك توجيه الموضوع دون الضرر بمصلحتك أو الإخلال في حقوق العميل الموضوعة ضمن الشروط، وإن كان العميل مُتعصّبًا لموقفه فبكل بساطة أنهِ العمل هُنا ووفقًا للشروط الموضوعة وكُن صارمًا في تحصيل حقوقك طالما أنك قدمت له المُتفق بشكل كامل. 3- طلب إلغاء الخدمة من منتصفها: قد تتعرض لمواقف من عملاء يطلبون منك ببساطة إلغاء تنفيذ الخدمة بعد التعاقد والبدء بتنفيذها من طرفك. بحسب الخبرة فإن أفضل تصرّف في هكذا موقف هو التماشي مع العميل مُباشرة دون جداله على أن تتقاضى قيمة ما نفذته بشكل كامل. (الإشكالات من هذا النوع تُظهر وضوحًا أهمية وجود عقد مكتوب واضح بينك وبين عميلك قبل البدء بالعمل). 4- عدم تسديد المُستحقات في أوقاتها: العاملون المُستقلون قد يتعرضون أحيانًا إلى إشكالات في التحصيلات المالية من طرف بعض العملاء غير الجدّيين. من الجيد أن تحمي نفسك كمُستقل بأفضل شكل ممكن قبل البدء بالعمل ومن الأفضل أن تتقاضى جزءًا كبيرًا من المبلغ قبل البدء بالتنفيذ وتتقاضى باقي المبلغ عند أو قبل التسليم مُباشرة، أيضًا فإن الاعتماد على إحدى منصات العمل الحُر ستكون وسيلة جيدة للغاية في ضمان حقوقك وحقوق عميلك في ذات الوقت، لذلك لا مُشكلة أبدًا بأن توجّه عميلك الجديد إلى التعاقد على إحدى المنصات (منصة مستقل على سبيل المثال توفّر خدمة توجيه عرض لمُستقل بشكل خاص بالإمكان الاستفادة منها بسهولة). 5- طلب التعديلات المُتكررة: قد تتعرض أثناء عملك كمُستقل إن كان مجالك في تقديم الخدمات من طلب تعديلات مُتكررة وقد تكون كثيرة وغير منطقية أحيانًا. الحل الأمثل لتفادي تلك المُشكلة هي بوضع عقد واضح مكتوب بين الطرفين يتضمن بندًا حول عدد التعديلات ونوعيّتها (التعديلات التي يُمكن تنفيذها إن طُلبت عقب تسليم الخدمة)، وإن ظهرت طلبات التعديل بشكل مُخالف للاتّفاق المنصوص (كأن يُطلب تعديلًا جذريًا غير منصوص عليه) بإمكانك بهذه الحالة الاعتذار من العميل وإعلامه بضرورة شراء الخدمة مُجددًا (أو فتح مشروع جديد/إرسال وظيفة جديدة). 6- الضغط من أجل التسليم المُستعجل: لا تتفاجأ حينما يأتي عميلك بعد يومين من الاتّفاق المُبرم معه لمُدة أسبوعين ويُخبرك بأنه مُستعجل لتسلّم مشروعه. سيبدأ حينها مُسلسل الضغط النفسي والمُراسلات المُتكررة. عند التعرض لمُشكلة من هذا النوع عليك أن تكون صارمًا وصريحًا مع عميلك بحيث توضّح له كل التفاصيل وتُحدّد له أقرب وقت تسليم بدقة حتى وإن وصل الأمر إلى إيقاف العمل على المشروع، وعليك العودة إلى الاتفاق المُبرم وتحصيل حقوقك إن تم تنفيذ بعضًا من العمل كون أن الخلل تم من طرف العميل. 7- أكاذيب مُتكرّرة وكلمات مُحبطة: للأسف فإنك كمُستقل قد تسمع مجموعة من الأكاذيب الشائعة والتي يكون الغرض منها تحصيل أكبر فائدة مُمكنة من طرف العميل، ولعل أشهر تلك الأكاذيب والمقولات (سأدفع لك باقي مُستحقاتك عندما أستفيد أو بمُجرد أن أحصل على تقييمات إيجابية لهذا العمل – مشروعنا بسيط وخيري وموجه للشباب لذلك خفّض لنا السعر – إذا خفّضت لنا السعر حاليًا سنتعامل في مشاريع كبيرة سوية في المُستقبل – لاحظنا أسعارًا أفضل من أسعارك بكثير ....الخ). وقد يلجأ بعضهم -وللأسف- إلى الكلمات المُحبطة أو التخفيف من قيمة عملك لغرض تمكنه من تخفيض السعر أو تحصيل ميزات أكثر. في هذه الحالات وبالعموم عليك أن تثق بنفسك وبعملك كامل الثقة وأن تكون كلمة الاعتذار حاضرة لديك ولا تبخس أبدًا عملك وقيمته. 8- العميل المُتذمر: وهو من أصعب أنواع العملاء على الإطلاق والتّفاهم معه يكون صعبًا غالبًا، لا يُعجبه أي شيء وينتقد على الدوام. كنصيحة تجنب التعامل مع هكذا نوع وإن اضطّررت كُن مُنتبهًا لأدق التفاصيل معه ودوّنها واشحن نفسك بالهدوء طيلة فترة التعامل. تلميحات ونصائح - النّصيحة الأساسية التي يجب تبنيها خلال التعامل مع عملائك المُختلفين هي أن تُعبّر عن نفسك دومًا بأفضل شكل، أن يكون أسلوبك مُنضبطًا، وأن تثق بنفسك وبعملك إلى أبعد حد. - اجعل كل شيء مكتوب واضح مهما صغر العمل أو كبر. - لا تخش من أي أمر مُطلقًا إن كان ضمن نطاق الحق ولا تخجل من المُطالبة بحقوقك. - استفد من منصات العمل الحُر المتوفرة لبناء التعاقدات فهي أفضل وسيلة لضمان الحقوق. تطرّقنا في هذا المقال إلى أكثر مشاكل وعيوب العمل المُستقل شيوعًا مع تقديم أكثر الحلول فاعليّة لتجاوزها أو الحد منها على أقل تقدير. انتظرونا في الجزء القادم والذي سنُعرّج خلاله على آلية العمل وأفضل طرق إدارة الوقت للمُستقلين.
- 1 تعليق
-
- 2
-
تحدثنا في المقالات السابقة من سلسلة "كيف تُصبح مُستقلاً ناجحًا" عن العمل المُستقل عمومًا موضحين أبرز ميزاته، ثُمّ عرّجنا على الخطوات العملية الأولى للعمل المُستقل وتعرفنا على أدواته اللازمة وتوسعنا إلى مجموعة من الأساسيات للترويج عن الأعمال المُستقلة وأفضل الطرق لإيجاد العملاء. ثُمّ انطلقنا معكم مُرتكزين على توجيه العروض وسياسات التسعير المُتّبعة في هذا العمل. سنكمل معكم ما بدأنا بالوقوف على مجموعة من تفاصيل إدارة العمليات والحصول على التقييمات وطرق استقبال الأموال والتي لا بُدّ ألا يغفلها أي مُستقل لنجاح سير عمله. إدارة عملياتك كمُستقل أولاً: إدارة العمليات الخاصة بمُقدمي الخدمات على منصات العمل الحُر1- مرحلة تلقي العروضوهي مرحلة الاحتكاك الأولى مع الزبائن والتي تأتي مُباشرة بعد بناء ملفك الشخصي وتعريف الآخرين به وأساس هذه المرحلة "التواجد والمُتابعة"، فإذا كان عملك كمُستقل ضمن موقع لبيع الخدمات (أي أنك قد طرحت مُسبقًا خدمة أو مجموعة خدمات تتقنها - مثل العمل على موقع خمسات للخدمات المُصغرة) فإنه عليك أن تتوقع مُراسلة من طالبي العمل باستفساراتهم قبل الطلب، أيضًا عند شراءهم للطلب بشكل مُباشر ستصلك إشعارات منهم بتفاصيل طلباتهم، لذا عليك في الحالتين أن تكون جاهزًا ومتواجدًا للإجابة بأسرع وقت ممكن ومُتابع لطلبات واستفسارات زبائنك. أما إن كان عملك ضمن منصات يطرح بها طالبي العمل طلباتهم على شكل عروض (أي أن صاحب العمل يطرح طلبه مع ميزانيته لإنجاز هذا الطلب ثم يقوم المُستقلين بطرح عروضهم لصاحب العمل بالشكل المُناسب لهم - كالشكل الذي يعمل عليه موقع مُستقل على سبيل المثال) وعليك في هذه الحالة أن تكون أيضًا على استعداد لتقديم عرضك الأنسب ومُتابعة هذا العرض، وأن تتوقّع مُراسلة من طرف صاحب العمل بمجموعة من الاستفسارات التي يحتاج معرفتها قبل الموافقة على عرضك، لذا فإن التواجد المستمر والرد السريع مطلوب في هذه المرحلة. تلميح: قد يطول الانتقال إلى هذه المرحلة (مرحلة تلقي العروض والبيع الفعلي) خاصة مع وجود مُنافسة أو خدمات شبيهة، لذا ينبغي عليك الصبر والإيمان بأن الوقت المُناسب سوف يأتي ويجب ألّا تُغفل الأساس الصحيح الذي عليك اتباعه والذي تعرفنا على خطواته في الجزء الثاني من السلسلة ستتلقى بسعادة عرضك الأولي وعندها عليك أن تُحضّر نفسك بسرعة إلى بداية العمل الجاد، والتالي قائمة بأهم الوسائل التي عليك اتباعها لإنجاح تجربتك: 1- الالتزام ثُم الالتزام: ويُقصد هُنا الالتزام الكامل بتلبية الطلب وفق الشروط المُتفق عليها. 2- احترم الوقت والتزم به. 3- كُن على تواصل دائم بالزبون واطلعه بالمُستجدات ولا تُهمل أي رسالة أو استفسار من طرفه. 4- التزم حسن الخُلق ولباقة التعامل وعبّر عن نفسك بأفضل شكل مهما حدث. 4- اعتذر عند الاضطرار إلى مُخالفة إحدى الشروط مع الزبون وكُن صريحًا وواضحًا دون اختلاق أية أعذار واهية. 5- قدّم خدمة مُميّزة بالفعل وليس مُجرد خدمة أخرى. 6- لا تغفل تقديم أي نصيحة أو التشاور مع زبونك لأي أمر تجد فيه مصلحة له فهذا الأمر سيُقدره لك. 2- التواصل الأمثل مع العملاء (آليات المُتابعة والتعامل مع العملاء بعد تثبيت الطلبات)يجب أن تُولي كل زبون اهتمامًا خاصًا دون أن يؤثر ذلك على سير عملك كمُستقل. الطبيعة الخاصة لأي مُشترٍ مُسدّد لقيمة مالية - مهما صغرت القيمة أو عظمت – أنه يتوقّع منك ردًّا على الفور وأن توليه كُل الاهتمام بغض النظر عن أي التزامات قد تكون مُرتبطًا بها. التّالي خلاصة الخبرة نسردها لك على هيئة مجموعة من نصائحٍ عشر والتي ستضعك أنت وزبائنك وفق مسارٍ صحيح بحيث يكون الجميع سُعداء: 1- احترم التواصل مع زبائنك ولا تُهمل أبدًا أي استفسار أو تساؤل مهما عظم أو سخف واجعل ردودك واضحة مفهومة. 2- اجعل من مُهمة التواصل مع الزبائن عملًا آخر وخصّص له بعضًا من وقتك. من الجيّد أن تضع ضوابط وأوقات للرد بحسب ما تراه مُناسبًا ولا يضر بأداء أعمالك دون أن تكون الأوقات مُتباعدة. (على سبيل المثال: فرّغ نفسك مرتين يوميًا بأوقات مُحدّدة صباحية ومسائية لغرض مُتابعة استفسارات زبائنك والرد عليها، التنظيم بهذا الشكل سيُبعدك عن التشتّت ويزيد إنتاجيتك وبنفس الوقت يبقيك على اتصال معقول مع زبائنك). 3- كُن حريصًا على إطلاع الزبون بمُستجدات سير العمل فهذا الأمر سيُسعده ويُقدره لك. 4- حافظ على اللباقة مهما حدث واحترم وعبّر عن نفسك بشكل جيّد تحت أي ظرف. 5- كُن صريحًا وواضحًا بعيد عن المُجاملة والعاطفة التي قد تنعكس عليك سلبًا. 6- لا يوجد عمل جيّد ومجهود دون مُقابل، لذا عوّد نفسك على الاعتذار عن تقديم أي خدمة تحتاج وقتًا ومجهودًا منك وليس لها مُقابل مادي. (تذكّر بأنك كمُستقل تقود أعمالك الخاصة لأجل الرزق وبأنك لست هاوٍ تسعى إلى تعبئة وقت فراغك). 7- احترم الاتفاق المُبرم بشكل كامل وقدّم أقصى خدمة مُمكنة. 8- تذكّر بأنك مسؤول تمامًا على تقديم الخدمة بشكلها المُتفق، وفي حال أشار زبونك بعد التسليم لأي طلبات تصحيح مُحقّة لصالحه فعليك بعد الاعتذار منه أن تؤديها له بالسرعة المُمكنة. 9- للأعمال التي تقبل تعديلات (كالتصميم – والبرمجة .. الخ) عليك أن تضبط ضمن الاتفاق عدد التعديلات التي بإمكانك تنفيذها عقب انتهاء الخدمة. (بإمكانك الإشارة صراحة عند شرح خدمتك بأن أي تعديلات جذرية تُطلب عند انتهاء الخدمة فإنها تتطلّب مُقابلًا مادّيًّا لها، كذلك يُفضّل حصر التعديلات البسيطة إن وجدت لدى الزبون ضمن عدد مُحدّد. هذا الأمر مُهم للغاية ويحد من أي خلافات أو هدر للوقت). 10- تواصل مع الزبون عند انتهاء العمل واشكره على اختياره لك، كذلك أدعه للتعامل معك مُجددًا. 3- الحصول على التزكيات والتقييمات الإيجابية: كُنا قد تحدثنا في جزءٍ سابق من السلسلة على أن الجميع يبحثون عن الناجحين دومًا وهي حقيقة لا يُمكن تجاهلها، لذا فإن مُعظم من يطلب أشخاصًا مُستقلّين للتعامل معهم لا يتردّد بتصفح الملفات الشخصية لهم وتفقّد درجة التقييم إضافة إلى الاطّلاع على تعليقات الزبائن السابقين وآرائهم حول التعامل معه، لذلك احرص على الدوام وبعد الانتهاء من العمل على أتم وجه بأن تطلب من زبونك أن يترك انطباعه حول خدمتك. لعلّ من أهم الفوائد التي تنالها كمُستقل جراء التقييمات والتعليقات الإيجابية على خدماتك وزيادة تلك التقييمات والتعليقات طردًا مع زيادة المبيعات هي شهرة ملفك التعريفي ضمن منصة العمل الحُر والوصول إليه من طرف الباحثين عن الخدمات بشكل أفضل، والسبب بذلك أن مُعظم منصات العمل الحُر وعبر خوارزمياتها البرمجية الخاصة تُصنف البائعين بحسب درجات الأهمية مُقدمة فائدة لزبائنها وأيضًا للمُستقلين المُجتهدين على حدٍ سواء. سوّق لنفسك دون استحياء، اجتهد في أداء عملك ولا تتردّد أبدًا من طلب تقييم هذا العمل شاكرًا لزبائنك ذلك وموضحًا لهم بأنك تسعى إلى أداء الأفضل، أيضًا لا بأس بأن تطلب من زبائنك المُخلصين بأن يتحدثوا عن مُنتجاتك وخدماتك لمعارفهم ممّن يجدوا فيهم الحاجة لما تُقدّم. ثانيًا: إدارة العمليات الخاصة ببائعي المُنتجات الإلكترونية بنسخ مُتعددةتُعدّ عملية بيع المُنتجات الإلكترونية الجاهزة (كتب إلكترونية – تصاميم جاهزة – خطوط – قوالب ..الخ) أبسط من حيث المُتابعة مُقارنة بتقديم الخدمات حسب الطلب، وبإمكاننا التحدث عنها بأبسط شكل بالعبارة "ضع مُنتجك المميّز بشكل تعريفي مُميز ضمن المنصة المُناسبة ثُم ابدأ بتحصيل الأرباح أثناء نومك" لكن هذا لا يعني أبدًا بأنها لا تتّبع إلى مجموعة من المراحل والتي سنُعرّج عليها بحسب الآتي: 1- البيع ومتابعة المبيعاتبعد تحضير المُنتَج المُناسب ووضعه بالشكل المُناسب (تحدثنا عن ذلك في الجزء الثالث من السلسلة)، وبعد التسويق الجيّد للمُنتَج فمن الطبيعي أن تأتي مرحلة البيع الفعلي كخطوة أولى. تُساهم مُتابعة نسبة وحجم مبيعات المُنتَج من طرف المُستقل إلى دراسته لوضع سوقه (أفضل الأوقات لطرح مُنتجات جديدة شبيهة – قياس رغبة الزبائن باقتناء مُنتجات شبيهة ..الخ). تلميح: قد توفّر بعض المنصات للزبائن خيار إجراء تواصل مع صاحب المُنتج قبل الشراء وأيضًا بعد أن يُصبح المنتج لدى الزبون وهُنا يجب عليك كمُستقل أن تُتابع طلباتهم واستفساراتهم حول المُنتج وأن تكون إجاباتك عن المُنتج واضحة وصريحة. 2- الحصول على التزكيات والتقييمات حول المُنتَجتوفّر بعض المنصات خاصية تقييم المُنتجات من طرف الزبائن بعد الشراء، لذلك يجب عليك أن تحرص على تقديم الأفضل على الدوام من أجل الحصول على التقييمات الإيجابية والتي ستُساهم برفع قيمة مُنتجك وزيادة في المبيعات كتحصيل حاصل. تلميح: إن توفّر لديك خيار التواصل مع الزبائن بعد الشراء قُم بدعوتهم بشكل صريح إلى التعبير عن رأيهم بكل موضوعيّة حول المُنتَج، أيضًا احرص على مُساعدتهم وتواصل معهم بعد الشراء لأي أمور مُتممة قد يكونوا بحاجة لها، وبعد رضى الزبون التام عن المُنتَج لا بأس أن تسوّق لنفسك بإعلامه عن مُنتجات أخرى تمتلكها وتجد بأنها مُفيدة له. استقبال الأموال استقبال الأموال هي الخطوة الأخيرة في دورة العمل المُستقل وهي المُكافئة التي ينتظرها أي مُستقل بعد أداء عمله على أتم وجه. التالي أبرز طرق استقبال الأموال التي تتبعها منصات العمل الحُر والتي عليك أن تكون على دراية بها: 1- نظرًا لكون العمل المُستقل عبر المنصات يتم عبر الإنترنت فمن الطبيعي أن يكون الاعتماد الأولي والرئيسي على الخدمات المصرفية الإلكترونية. هُناك عدد من الخدمات العالمية الموثوقة وسنذكر لكم أكثرها انتشارًا في عالمنا العربي والتي تعتمدها مُعظم منصات العمل في إرسال الأرباح للمُستقلين: - خدمة PayPal: هي خدمة نقل الأموال عن طريق الإنترنت ويتم استخدامها للتسوق الإلكتروني الآمن ومن أبرز ميزاتها توفير خدمات لحظية لتحويل الأموال إلكترونياً بين المُستخدمين المُنتسبين إليها، لذلك فإن مُعظم منصات العمل الحُر تعتمدها كوسيلة فعّالة رئيسية تُمكّن المُشترين أو طالبي الخدمات من الشراء باستخدامها، وفي ذات السياق تتمكن تلك المنصات من إرسال الأرباح أو عوائد العمل المالية للمُستقلين، وتتم هذه الإجراءات من خلال اقتطاع نسبة من المبالغ المُحولة وتُعّد هذه النسبة بسيطة مُقارنة بالخدمة السريعة والسهلة المُقدمة إضافة إلى ميزة أساسية مُتمثلة بعامل الأمان الذي تمتلكه باي بال مُقارنة بالبطاقات الائتمانية المصرفية. بإمكانك كمُستقل التوجّه ببساطة إلى موقع paypal.com والاطّلاع على كافة شروطهم وما هي خدماتهم المُتاحة بالنسبة لدولتك، ثُم التسجيل بحسب البيانات التي ستُطلب منك. تلميح: كما ذكرنا فإن PayPal وسيلة دفع وأيضًا وسيلة إيداع، أي بإمكان المُستقل التعامل به للشراء وأيضًا لتحصيل الأموال، ويتطلّب التنشيط الكامل للخيارين أن يتم تفعيل الحساب من خلال بطاقة ائتمانية صادرة عن حسابك المصرفي وذلك بحسب قوانين الخدمة والصلاحيات المُمكنة بحسب دولتك. - خدمة Payza: بنك إلكتروني شبيه بعمل PayPal بحيث أنه مُتخصّص بالتعاملات المالية من خلال الإنترنت وهو الآخر آمن ومُعترف به في كثير من بلدان العالم كما أنه يوفّر دعم فني داخلي باللغة العربية. يتميّز Payza بسهولة الاستخدام وتستطيع خلاله كمُستقل استقبال وتحويل الأموال فوراً عبر المنصات التي تدعمه. - هُناك العديد من البنوك الإلكترونية الأخرى حول العالم نذكر منها Perfect Money، Skrill، Neteller والتي تتشابه بألياتها مع البنوك الإلكترونية آنفة الذكر. 2- عن طريق الحسابات المصرفية التقليدية: هُناك عدد جيّد من منصات العمل الحُر التي تقبل تحويل المُستحقات إلى حساب مصرفي تقليدي شريطة أن يتم تجاوز المبلغ لحدٍ مُعيّن. 3- تقبل عدد من المنصات تحويل المُستحقات من خلال خدمات تحويل عالمية مثل Western Union و Money gram التي لها مكاتب وشُركاء في مُعظم دول العالم. 4- عن طريق الوسطاء أو الوكلاء: للأسف فإن بعضًا من الدول العربية غير مدعومة من طرف البنوك الإلكترونية كما أن الحوالات الخارجية قد تكون صعبة وغير مُباشرة، أيضًا ونظراً لارتباط العمل المُستقل بالمهارة فإنه يوجد عدد جيد من المُستقلين ممّن هُم دون السن القانوني والذين لا يُسمح لهم فتح حسابات مصرفية أو القيام بالتحويلات دون الاستعانة بذويهم، لذلك بالإمكان بهذه الأحوال الاستعانة بالوكلاء أو الوسطاء. موقع خمسات على سبيل المثال ساعد بتوفير أسماء مجموعة من الوكلاء الذين بإمكان المُستقل الاتصال بهم على مسؤوليته لغرض تحويل وسحب الأرصدة من وإلى المنصة لقاء الاتفاق معهم على مُقابل مالي بسيط. تلميح: الوكلاء أو الوسطاء قد يكونوا أصدقاء لك، أقارب ومعارف يمتلكون وسائل استقبال الأموال وبإمكانهم تسليمهم أموالك باليد أو إرسالها بوسائل أخرى مُتاحة لك. تناولنا معكم في هذا الجزء مجموعة من التفاصيل الخاصة بإدارة العمليات والحصول على التقييمات للأعمال المُستقلة، إضافة إلى طرق استقبال الأموال التي تعتمدها منصات العمل المُستقل. انتظرونا في الجزء القادم والذي سنُعرّج خلاله على أبرز المشاكل التي تعترض العمل المُستقل عمومًا مع أبرز الحلول والمُقترحات لها.
- 1 تعليق
-
- 2
-
بدأنا في سلسلة مقالات "كيف تُصبح مُستقلاً ناجحًا" بتعريف مفهوم العمل المُستقل ووضحنا أبرز ميزاته باستخدام الإنترنت، ثم مررنا على قائمة غنية بأشهر منصات العمل للمُستقلين على الصعيدين العربي والعالمي، ثُمّ انتقلنا إلى العمل الجاد حيث عرّجنا على الخطوات العملية الأولى في العمل المُستقل وتعرفنا على الأدوات اللازمة لهذا العمل وتوسعنا في مجموعة من أساسيات الترويج وأفضل الطرق لإيجاد العملاء. سننطلق معكم الآن إلى مجموعة من الخطوات العملية الأخرى والمُرتكزة بشكل أساسي على توجيه العروض وطريقة العمل كمُستقل. ابحث عن العروض واقتنص أهمهاتسجيلك كمُستقل في منصات العمل أو قنوات بيع المُنتجات للمُستقلين (وإن كانت سيرتك عطرة وأعمالك جذّابة) لا يعني أبدًا أن تتوقف عن التحرّك والبحث بشكل شخصي عن عروض جديدة مُناسبة للعمل. تتنوع الوسائل المُتاحة بحسب طبيعة العمل (كتابة إبداعية – تصميم - برمجة .... الخ) وأيضًا وفقًا للمنصات التي تعمل خلالها. عليك كمُستقل أن تدرس المنصة (منصة العمل الحر) التي تعمل خلالها جيداً وأن تتوقف على قصص نجاح أبرز مُرتاديها لتتعرف من خلالهم على أبرز الوسائل التي يتّبعونها في سبيل الفوز بعروض عمل جديدة أو زيادة مبيعات مُنتجاتهم، أيضًا من الجيّد أن تولي اهتمامًا كبيرًا للنصائح والإرشادات التي تطرحها المنصات ذاتها عبر نشراتها ومدوناتها وتعمل على تطبيقها بحيث توفّر على نفسك أي مجهود إضافي أو تجارب فاشلة تؤدي إلى إضاعة وقتك. منصّة مستقل على سبيل المثال توفّر بشكل واضح العروض المطروحة والتي بإمكانك فلترتها ضمن اهتماماتك وتقديم عرضك بالشكل الذي تجده مُناسبًا. بإمكانك التقديم على عدد جيّد من العروض على المشاريع المفتوحة شهريًا وفي كل عرض بإمكانك تقديم سعرك الذي تجده الأنسب مع إمكانيّة إبداء رأيك وشرح ما الذي ستقدمه لصاحب المشروع مما يُقدّم لك فرصة جيّدة للفوز بالعرض إن كان أسلوبك واضحًا، مُباشرًا ومُترافقًا مع معرض جيّد لأعمالك. تُوفّر منصّة خمسات مُنتدى مُتخصّصًا فيه أقسام مُتنوعة. يُمكّن أصحاب الأعمال الباحثين عن مُستقلين من وضع طلباتهم التي يودّون توفرها، الأمر الذي يُمكّن المُستقلين من التّحاور مع صاحب العمل وتحويل استفساره إلى طلب. لمُقدمي الخدمات: اجعل عرضك المُنافس الأقوىهُناك خطأ شائع لدى بعض المُستقلين وخاصة المُبتدئين منهم حيث يعتقدون بأن تقديمهم لأرخص العروض على الإطلاق يعني فوزهم بها وهذا الأمر مغلوط إلى حد كبير. مُتابعي وطالبي العمل من خلال الإنترنت هم أذكياء بشكل كبير والغالبية منهم تحرص تمامًا على انتقاء المُستقلين على أساس كفاءاتهم وجودة أعمالهم وليس على أساس أفضل سعر فحسب. للمُستقل العامل من خلال منصات تقديم الخدمات إليك بعض النصائح التي باتباعها ستجعل عرضك المُنافس الأقوى: 1- افهم طلبات صاحب العمل بشكل كامل واحرص على الاهتمام بأدقّ التّفاصيل التي يذكرها وادرسها جيّدًا (لا تُفكّر بالوقت أبدًا وتجاهل وجود أي عروض مُنافسة مطروحة). 2- بعد وصولك إلى معرفة تامّة بالتفاصيل التي يحتاجها صاحب العمل وتأكدك من إمكانيتك للتنفيذ حضّر نفسك لتقديم العرض. 3- قدّم عرضك بشكل مُباشر وواضح وهي أهم نقطة (ابتعد عن المُبالغة في التفاصيل – لا تُبالغ في الكلمات الرنّانة – لا تشحذ عاطفة صاحب العمل بأي شكل). 4- ضع السعر الأنسب لما ستقدمه دون أي مُبالغة. (في المنصات التي توفّر طرح ميزانيات مفتوحة كموقع مُستقل mostaql.com على سبيل المثال فإنه لا بأس بأن يكون السعر المُقدّم أعلى من ميزانية صاحب العمل مع تبرير السبب له بأسلوب واضح). 5- ضع مُدة زمنية واضحة للتنفيذ وتستطيع التقيّد بها. 6- أشر بوضوح لأي أعمال مُنفذة من طرفك مُسبقًا وتُشابه المطلوب. لاحظ: - صاحب العمل لن يكون حريصًا على معرفة درجتك الجامعية فهو بحاجة فقط بأن تؤدي له المُهمة المطلوبة على نحو أمثل وضمن الزمن الموضوع. - صاحب العمل لن يتأثر بمكان إقامتك ولا تهمّه معرفة أين تقيم حاليًا (أو إن كنت جاره في نفس المدينة) فهو يبحث عن صاحب كفاءة ولا يهمه الخوض في تفاصيل إقامتك، لذلك ركّز أثناء النقاش في المضمون وما الذي ستُقدمه لصالح العمل وابتعد عن الخوض في أي تفاصيل غير مُجدية. - مُعظم الناس تنفر بشكل كبير من الأسلوب الفظ في الحديث، لذا ابتعد عن كتابة جمل أشبه بـ (إن لم تخترني للعمل تأكدّ بأنك أنت الخاسر) واستبدلها بعبارات لطيفة أشبه بـ (سنعمل سوية من خلال التنسيق المُباشر معكم على تجسيد رؤيتكم). - تحدّث بلغة عربية فصحى وبأسلوب واضح مفهوم. لبائعي المُنتجات الرقمية: اجعل مُنتجك الخيار الأمثلبالتأكيد فإن العمل الجيّد المُتقن والذي يُقدّم فائدة أو خدمة فعلية سيكون المُحرّض الأساسي للشراء من طرف المُستهلك، لكن على المُستقل ألا يغفل أبدًا مجموعة تفاصيل مُتممة تُضفي إلى جعل مُنتجه من أبرز المُنافسين بين المُنتجات الشبيهة. للمُستقل صاحب المُنتجات المعروضة للبيع بنسخ مُتعدّدة، التالي أبرز النصائح لجعل مُنتجك المُنافس الأقوى:1- قدّم مُنتجك بتعريف واضح وشامل بحيث تتوضّح جميع تفاصيل المُنتج للمشتري الذي سيدفع لاقتنائه. ولا تغفل الجانب التسويقي في سرد العرض بحيث تُحفّزه على الشراء. 2- ضع صورة تعبيرية لمُنتجك الإلكتروني (غلاف كتابك على سبيل المثال، أو نموذج مكتوب من خطك المُباع.. الخ). 2- تُشير تجارب بعض البائعين الإلكترونيين النّاجحين بأن وجود ملف فيديو تعريفي بالمُنتج يزيد المبيعات بشكل فعّال (بإمكانك طلب إنشاء فيديو تعريفي لمُنتجك من خلال خدمات عديدة يوفرها بائعون ضمن موقع خمسات لشراء الخدمات المُصغرة أو بإمكانك طلب أحد المُستقلين عبر موقع مُستقل). 3- لا بأس بطرح عرض صغير يشمله مُنتجك أو هدية تحفيزية قيّمة تُحرّض على البيع. مثال لأحد المنتجات المعروضة بشكل جيّد على منصة أسناد لبيع المُنتجات الرقمية asnadstore.com: التسعير المُناسب لعملكالتسعير أحد أهم الأمور التي يتوقف عندها المُستقل وطالب العمل على حدٍ سواء، والتسعير لا يُوضع اعتباطيًا من طرفك كمُستقل بحيث يجب مُراعاة أن يكون السعر مُناسبًا لا يضر بسمعة عملك مُلبيًا لجهدك في الوقت ذاته دون أن تغفل دراسة استجابة السوق لهذا السعر. تتنوع أدوات التسعير بتنوّع الأعمال الخدمية (كتابة – تصميم – برمجة – تحرير فيديو – دعم فني ...الخ) أيضًا للمُنتجات الإلكترونية المعروضة للبيع بنسخ مُتعدّدة، إلّا أنها تتفق جميعًا باستراتيجيات التسعير العامّة التالية: - التّسعير الثابت - التسعير على أساس الساعة - التسعير على أساس القيمة يرى الخُبراء في مجال الأعمال المُستقلة بأنه علينا ألّا نُركّز أفكارنا على منهجية واحدة نتبعها وبأن التجربة ستكون الأساس لرسم سياسة التسعير الخاصة بنا، وبإمكان مجموعة النصائح التالية أن تُساعدك كمُستقل عند دراسة منهجك التسعيري: 1- لا تستغل الآخرين أبدًا وأسّس حولك هالة مُشعة أساسها المصداقية واحترام الكلمة. 2- لا تغفل جانب الخبرة لديك والتي اكتسبتها وستكتسبها تدريجيًا مع مرور الوقت وزيادة الطلب على أعمالك. 3- ارفض ودون تردّد السعر الذي تجد بأنه لا يُناسب عملك ولم تقتنع به لأنك ستندم في نهاية الأمر عند قبوله. 4- وحّد أسعار خدماتك/مُنتجاتك للجميع كي لا تفقد مصداقيتك. 5- لا تغفل أبدًا التوقّف على وضع السوق ودراسة المُنافسين ممن هُم مُقاربين لنوعية وجودة أعمالك ولا مانع أبدًا من الاستلهام من نهجهم إن ناسبك. 6- ضع هامش مُعيّن محدود لتخفيض السعر (بحسب مواسم العمل ووضع الطلب في السوق – أيضًا للطلبات الكبيرة أو المُتكررة ...) دون أن يضر ذلك بسُمعتك وأرباحك. 7- اجعل كل الأمور واضحة ومكتوبة مع زبائنك. باختصار أنت وحدك مُدير التسعير الخاص بأعمالك والتجربة هي الأساس في رسم مسارك الصحيح. قيّم وضعك بشكل مُناسب، كُن على اطلاع جيّد بوضع السوق والمُنافسين لعملك، ثُم ضع التسعير بما يخدم مصلحتك ويُناسب زبائنك. ابحث عن أفضل الزبائن وتجنّب السيئينمن المُهم أن تعلم جيدًا كمُستقل أن الإنترنت مليء بطالبي الخدمات والمشترين من الزبائن وبأنه عليك (وبخاصة عند تطوّر حجم أعمالك) أن تبحث عن أفضل هؤلاء الزبائن وأن تُركّز عليهم في مناحي الدعم والتسويق والمُتابعة. إن مبدأ باريتو أو ما يُطلق عليه قانون ثمانون عشرون (80/20) يُمكن تطبيقه على عملك كمُستقل. باختصار فإنه ووفقًا لمبدأ الاقتصادي الإيطالي باريتو فإنه عليك أن تعلم بأن 20% من زبائنك سيُحققون لك 80% من أهدافك لذا يتوجّب عليك أن تُركّز على هؤلاء الزبائن لزيادة مُعدّل أرباحك. التالي قائمة بأبرز المؤشرات التي تُمكِنك من تصنيف زبائنك على أن قسمًا منهم مُهم والقسم الآخر أقل أهمية: 1- الأساس الأول هو حجم الطلب وتكرار الطلب، فكلما زاد حجم الطلب وتكررت الطلبات تزداد أهمية الزبون. 2- التزام الزبون بشروط الاتّفاق ومواعيد التسديد يجعله برتبة الزبائن المُهمين. 3- الأشخاص المُتحلّين بمنطق عقلاني واضح هم زبائن مُهمّين. 4- الأشخاص الواثقين بإمكانياتك ودقّة عملك هم زبان مُهمين. 5- الأشخاص الذين يقيّمون عملك إيجابيا ويسعدون بها وينصحون غيرهم بالشراء هم زبائن مُهمين. 6- الأشخاص كثيري الإلحاح وطالبي الاستعجال في تنفيذ العمل بشكل غير منطقي هُم زبائن أقل أهمية. 7- الأشخاص عديمي المصداقية والمُتلاعبين هم زبائن سيئين. من المُفيد للغاية أن يكون لديك ملف خاص لتصنيف زبائنك مع قاعدة بياناتهم (خاصة عند توسّع حجم أعمالك) بحيث تُصنف هؤلاء الزبائن وفقًا لمُعطيات ثابتة تعتمدها على الجميع بحسب نوع عملك باتباع أسلوب النُقاط (مثلاً من 1 إلى 10) أو باتباع أسلوب النجوم (نجمة – إلى خمسة نجوم) أو باتباع مبدأ (VIP – IP – P) أو أي أسلوب تجده الأنسب لعملك، بحيث تتمكن لاحقًا من الاستفادة من الملف وتركيز حملاتك ودعمك ووقتك على الزبائن المُهمين وتُخفّف من تركيزك على بقية الزبائن (دون إهمالهم). تناولنا معكم في هذا الجزء مجموعة من الخطوات العملية المُرتكزة بشكل أساسي على توجيه العروض وطريقة العمل كمُستقل. انتظرونا في الجزء القادم والذي سنتحدث خلاله على إدارة العمليات للمُستقلين والحصول على التقييمات إضافة إلى طرق استقبال الأموال.