البحث في الموقع
المحتوى عن 'تخصصات'.
-
يقسِّم كثير من الناس وقتهم في العمل على الإنترنت بين العديد من المهام، ما بين التسويق في الصباح، صناعة المحتوى في الظهيرة، وكتابة مراجعات زائفة في المساء، لكنك لن تجد مستقلًا حقيقيًا يفكر في تقسيم وقته بين مجالات مختلفة، أليس كذلك؟ ورغم أن الطريق ﻻ زال طويلًا أمامي كي أصير خبيرًا في أي من المجالين اللذين اخترت العمل فيهما، وهما الكتابة وتطوير الويب، إﻻ أني استطعت تحقيق توازن بين العمل الحر في كليهما، رغم أنهما عالَميان مختلفان. ولم يكن اختياري لهذين المجالين بسبب المال، بل كان قرارًا شخصيًا بمطاردة المجاليْن اللذيْن يرضياني عن طريق أسلوب العمل الوحيد الذي أعرفه: مباشرة من المنزل. لذا تحمّل معي رجاءً إن كنتَ مهتمّا بتجربة الأمر بينما أشرح كيف نجح الأمر في حالتي، وكيف يمكن أن ينجح في حالتك أيضًا، والأسباب التي قد تحول دون ذلك. لماذا نجحت في العمل الحر في عدة مجالات (ولماذا قد ينجح معك أيضا) إنني أعمل هذه الأيام ككاتب ومطور ويب مهووس بووردبريس، ولي بضع سنين على تلك الحال. غير أن بداياتي في العمل كمستقل أخذتني إلى طرق ومسالك ﻻ زلت أرتعد كلما تذكَّرْتُها، أذكر منها خصيصًا كتابتي لبعض شركات صناعة المحتوى، تفريغ ملفات صوتية مبهمة تبدو كأنها تستعصي على من يحاول فك شفرتها من أجل أجر بخس، وملء استبيانات ﻻ نهاية لها. إن هذا بالكاد عمل مناسب، لكن ﻻ يغرّنك ذلك، فبضعة دولارات تستطيع فعل الكثير في دولة من العالم الثالث، كما أني ﻻ زلت أحتفظ بوظيفة عادية إلى حين تنتظم هذه الأعمال العشوائية ويتحول أصحابها إلى عملاء مستقرين ودائمين. وبعيدًا عن البغض الظاهر تجاه المشاريع واﻷعمال المستغِلَّة، فإن خوضي للعديد من المشاريع والوظائف عبر الإنترنت منحتني ميزة واحدة واضحة، فقد اكتشفت أن لدي ولعًا بالكتابة. لذا قررت أن أتابع العمل فيها كهواية بينما أبني مسيرة عمل مستقرة كمطور ويب. وقد آتت خلفيتي الانتقائية اُُكُلها مع الوقت، فقد منحتني خلفيتي في تطوير الويب أفضلية حين كنت أتقدم لوظائف كتابة تتعلق باﻷمور التقنية، فإن تطوير الويب ﻻ تقتصر فائدته على معرفتك بالأدوات والعمليات التي تكون بصددها فحسب، بل يعلمك أيضًا أن تفضِّل جوجل على أي شيء آخر. وبالطبع فإن مهارات البحث تنفعك كثيرًا حين تحتاج أن تكتب عن موضوع ما بشكل تعليمي أو ليكون مرجعًا. وبشكل ما، فإن ما بدأ كتشكيلة غريبة من مجالين مختلفين سعيت فيهما لمجرد تفضيلاتي الشخصية، تحول إلى خطوة جيدة في مسيرتي المهنية. وقد نفعتني قدرتي على التعبير عن نفسي بوضوح حين كنت أتعامل مع العملاء -رغم أني ﻻ زلت أطوِّر من نفسي كي أتعلم الإيجاز والاختصار-، كما فتحت لي مهاراتي في تطوير الويب مجالات عديدة في عالم الكتابة. انتبه!، ﻻ أريدك أن تظن أني أدعي التميز أو أني موهوب بشكل خاص، بل إني أحسَب أن العديد منكم لديهم مهارات قيِّمة يمكن أن تعمل معًا بشكل رائع، وتفتح أبواب رزق لكم من حيث لم تحتسبوا. إليكم بعض اﻷمثلة على ذلك: إن كنت تهوى التصوير الفوتوجرافي، فيمكن أن توظف تلك الهواية في أعمال التصميم الجرافيكي Graphic Design. إذا كنت تساعد العملاء على تطوير خططهم التسويقية عبر الإنترنت، فإن وجود خلفية عن التصميم المرئي تمكنك من إرفاق شروح Infographic تفصيلية مع عروضك. إذا كنت تستمتع بالكتابة، فذلك شيء رائع، حيث أن الكتابة يمكن أن تُوّظَّف في خدمة أي مجال تقريبًا. إذا كنت تشعر أنني لم أثبت وجهة نظري بعد، فاسمح لي أن أكمل لك الأمر بكشف فائدتين جديدتين للعمل الحر في عدة مجالات: إن تقسيم وقتك بين منطقتين يزودك بطريقة ﻹراحة نفسك من الإجهاد الذي قد ينتج عن كليهما، فالكتابة تفعل الأعاجيب معي بعد الجلسات الطويلة لمعالجة الأعطال، كما تزودني البرمجة بالقواعد التي أحتاجها لشطف وإزالة أي أحلام يقظة مبالغ فيها نتيجة العمل في الكتابة. كونك أسست نفسك جيدًا في أحد المجالين يجعل من السهل عليك القفز في المجال الآخر دون قلق بشأن المآزق المعتادة التي يجدها المرء حين يبدأ العمل كمستقل في مجال جديد (مثل قلة العملاء في البداية، فقدان مستوى الأجر المعتاد، إلخ). لماذا قد "ﻻ" ينجح معك العمل الحر في أكثر من مجال واﻵن، بعد أن أقنعتك (آمل هذا) أنك قد تنجح في العمل الحر كمستقل في أكثر من مجال، دعني ألعب دور محامي الشيطان ﻷريك اﻷسباب التي قد تجعل من هذا الأسلوب فكرة سيئة ﻻ يجب عليك العمل بها أو تنفيذها، أو بشكل أدق، ﻷريك الحالات التي يجب أن تتجنب العمل فيها في أكثر من مجال. بادئ ذي بدء، فإن تقسيم وقتك بين مجالين أو أكثر يعني أن لديك مزيدًا من العمل على عاتقك، وهذا يعني وقتًا أكثر، كما أن تسلق السلم في كلا المجالين يتطلب استثمارًا أكثر في تطوير مهاراتك. وبصراحة، إن كنت ﻻ تملك وقتًا كافيًا، فإن مغامرتك في مجال جديد لن تنتهي على خير، سواء لك أو لعملائك. إن وجود وقت فراغ أقل يترجَم إلى مستويات أعلى من الإجهاد، فإذا كنت تحسب أن تدبير معيشتك كمستقل بجانب التعامل مع توقعات العملاء أمر صعب، فلتضاعف تلك الصعوبة بمقدار الضعف على الأقل إن كنت تعمل في مجالين فقط. أضف إلى هذا أنك إن لم تستطع التحكم في إجهادك بشكل سليم، فإن جودة عملك سوف تتهاوى بلا ريب. وفي النهاية، فإن من المستحيل أن تحقق توازنًا بين أكثر من مجال إﻻ إذا كنت متأكدًا من خطواتك من الأساس، تذكر أيامك الأولى في العمل الحر ثم اسأل نفسك بصدق: هل كنت لتنجح إن كنت مضطرًا إلى الموازنة بين مجموعتين مختلفتين من القواعد والتوقعات، في مجالين مختلفين، في وقت واحد؟ إنني أتوقع أن تكون الإجابة هي "ﻻ"، اللهم إﻻ إن كنت روبوتًا!. والحقيقة أن مبدأ العمل في مجالات مختلفة في نفس الوقت ينجح فقط إذا كانت لديك بعض المرونة في حياتك المهنية، أو إن كنت تنوي اعتماد بعض المرونة. أما إن كنت ﻻ زلت في بداياتك في العمل الحر كمستقل، فربما تود أن تجرب التواصل مع عملائك بلغة لا يفهمونها ، ﻷن نتائج تجربة هذه الطريقة لن تقل كارثية عن تجربة العمل في أكثر من مجال إن كنت مبتدئًا!. الخلاصة يعقد كثير من الناس عزمهم على تركيز جهودهم في العمل على مجال واحد لزيادة فرصهم في النجاح، وهذا قرار منطقي بالمناسبة، لكن ﻻ زال بوسعك رغم هذا أن تحقق نجاحًا أفضل بتقسيم جهدك إن أخذت بما شرحته في مقالي هاهنا. والآن، دعنا نراجع ما غطيناه في هذا المقال: فوائد العمل الحر في عدة مجالات يمكنك من البحث في اهتمامات جديدة بصفة مهنية احترافية. يزودك بطريقة تتخلص بها من الإجهاد الناتج عن أحد تلك المجالات. تؤهلك مهاراتك المتنوعة لمزيد من العملاء المحتملين. عيوب العمل الحر في عدة مجالات تستهلك وقتًا أكبر من الذي تستغرقه في التركيز على مجال واحد. ستجد نفسك مشتتًا في عدة اتجاهات. سيكون من الصعب أن توازن بين العمل في مجالين إﻻ إن كان مستواك جيدًا بالفعل في أحدهما. هل لديك أية أسئلة عن اختيار مجال جديد للعمل به كمستقل، أو هل لديك تجربة في هذا الأمر تود مشاركتها معنا؟ دعنا نعرف منك في التعليقات. ترجمة -وبتصرف- للمقال Is It Possible to Freelance Across Multiple Fields لصاحبه Alexander Cordova. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.