البحث في الموقع
المحتوى عن 'انطباع'.
-
لا شك أنك تعي أن عملك الحر يعني أنك في بحر من المنافسة مع أقرانك، ويلزمك الكثير من الوقت والتدريب والتفرغ من أجل الوصول إلى المستوى الذي تريد، فلن يقرأ أحد من العملاء شيئًا من رسائلك إن كانت مشابهة لغيرها من أكوام الرسائل في صناديق رسائلهم. ولقد قضيت سنوات عديدة في إتقان أسلوب العرض الذي أقدمه، وعرفت جيدًا ما يتطلبه الأمر كي تكتب عرضًا يحفز عميلك المحتمل لقراءته وقبوله، ويبني مصداقية لك، ويريه أنك أفضل من يقوم بالوظيفة التي يريدها. وقد استخدمت أسلوبي ذلك قبل أسبوع في الفوز بعقدين جديدين مع عميلين لكتابة مقالات لهما، في مقابل 500$ للمقالة الواحدة. فلا تستهن أبدًا بأهمية تلك الرسالة الأولى التي ترسلها إلى عميل محتمل، فهي التي تضع القواعد لعلاقتكما الجديدة، فمن المهم أن تبعث تلك الرسالةُ قيمة فور النظر إليها، وتجذب انتباه العميل من اللحظة الأولى. وقد استخدمت باستمرار رسائل باردة مكتوبة بعناية للفوز بعملاء جدد لعملي الحر، فهي طريقة فعالة للغاية، خاصة حين تكون في بداية مسيرتك المهنية كمستقل، أو تسعى مثلي للحصول على عملاء جدد. ولتعلم أنه يلزمك فهم عميق لكيفية تفاعل الناس مع صناديق رسائلهم، وما الذي يجعلهم يقرأون تلك الرسائل أو يتفاعلون معك أنت وليس مع منافسك. غير أن في الأمر صعوبة بسبب أن لديك وقتًا محدودًا لصنع ذلك الانطباع الأول قبل أي أحد آخر. ذلك أن الشخص العادي يستغرق في المتوسط نحو 100 مللي ثانية من أجل تكوين انطباع أولي عن شخص آخر، وذلك صحيح أيضًا لمن يستقبلون رسائل عروضك، فهم يكتفون بذلك الوقت الضئيل كي يحددوا ما إذا كانت رسالتك تستحق وقتهم أم أنها تبدو رسالة سبام من مظهرها الخارجي، فتوقع حينها أنهم لن يقرؤونها أبدًا. وإليك الآن خطواتي الأربعة التي ستعينك على كتابة رسائل بأسلوب يضمن تفاعل العملاء معها، وتعطيك أفضل الانطباعات الأولى: 1. اجعل عرضك شخصيًا خذ وقتك في البحث عن خلفية العميل الذي تريد أن تتواصل معه قبل أن تبدأ فعليًا في مراسلته، وانظر هل يمكنك أن تعرف أي شيء عن اهتماماته الشخصية، أو ربما تفاصيل مهمة عن عمله من تصفح موقعه وحساباته على الشبكات الاجتماعية؟ لقد بدأت إحدى أفضل علاقاتي مع عميل بهذا العنوان "حب مشترك للحيوانات والتسويق بالمحتوى"، ذلك أني استغرقت وقتًا كافيًا في البحث في خلفية ذلك العميل، واكتشفت أنه ينشر الكثير من صور الكلاب على إنستجرام (والتي كنت أعجب بها بالمناسبة)، وبناءً عليه فقد استطعت التواصل معه على مستوى شخصي أكثر، بدلًا من الأسلوب الرسمي المتحفظ في التواصل. ولهذا فإني أنصح باستخدام الأسماء الأولى في الرسائل البريدية مع عملائك، فإن استخدام ألقاب مثل السيد أو السيدة يصنع على الفور حواجز من الرسمية والتحفظ بينكما، ولن تجد ما يظهر الارتباط بينكما قدر التواصل على المستوى الشخصي. 2. أوف بما تعِدْ إن فتح عميل لرسالتك شيء والإبقاء على اهتمامه وإقناعه بك أثناء قراءته للرسالة شيء آخر تمامًا، لذلك تأكد أن أول جمل في رسالتك وأول فقرة تحتوي على معلومات وتفاصيل كافية لجعله يستمر بالقراءة. ربما أشياء مثل إشارة سريعة إلى الطريقة التي وصلت إليه بها، وتنبيه أنك قد أعددت خطة بالفعل من أجله، وإحصاءات أو مثال عن مشروع مشابه قمت به في السابق (أرفق رابطًا له)، كل تلك أمور ذات أولوية لبناء زخم كافٍ لزيادة فرصتك في الفوز بذلك العميل. 3. اجعل عرضك موجزًا وبليغًا لم أستخدم أبدًا أكثر من ثلاث فقرات في رسائل عروضي إلى العملاء المحتملين، ذلك أني أعرف أن لدى أغلبنا دورة اهتمام قصيرة المدى بسبب طريقة استخدامنا لتطبيقات المحادثة والرسائل. ويميل العملاء حين يتعلق الأمر بالتوظيف إلى تخطي كلمات الرسالة إلى الأجزاء التي يريدونها، أو التي يعلمون أنها تفيدهم. بالتالي فإن إبقاء رسائلك قصيرة وبليغة في نفس الوقت سيجنبك إغراق العميل الذي تحاول الفوز بمشروعه بالمحتوى الذي تحشوه في رسالتك. فلتجهز رسالتك بحيث يسهل عليه قراءتها، كألا تستخدم فقرات أطول من 3-4 أسطر، وتفصل كلماتك في نقاط نظيفة ومرتبة. وكذلك، تجنب الجمل الطويلة ما استطعت، وهذب مسوَّدتك لتصل إلى الحد الأدنى من الكلمات دون الإخلال بجودة الرسالة ومدى تأثيرها على العميل. 4. وطِّد دعائم الثقة والمصداقية اعلم أن الانطباع الأول غالبًا ما يبقى في ذهن العميل، لذا فمن الأفضل أن تنجح في مد جسور من الثقة بينكما في أسرع وقت ممكن. واعلم كذلك أن عرضك يحتاج أن تظهر للعميل به أنك خبير بما تقدمه، وسابق لمن حولك في مجالك، كي تقنعه أنك أهل للعمل على مشروعه. لكن، احذر أن تكثر من الإطناب، أو المحاولة المبالغ فيها كي تبدو أكبر من قيمتك، ودع عملك يتحدث عن نفسه بدلًا من ذلك، عملك الذي يفترض أن تكون قد وضعت رابطًا أو عدة روابط إليه. ولا تنسى وضع دعوة لعميلك أن يتخذ إجراءً في آخر الرسالة، فكر ما الذي تريده من عميلك أن يفعله بعد قراءة الرسالة، واكتب شيئًا حول الأمر. إنني أنهي رسائل عروضي مثلًا بشيء كهذا "رجاءً أخبرني إن كانت لديك بضع دقائق نتحدث فيها سويًا قليلًا هذا الأسبوع". إن مثل تلك الجملة تظهر أني مستعد للبدء مباشرة في العمل. وتأكد أن تقدم قيمة في كل مرة تتواصل فيها مع عميلك، أعني أن تبتعد عن مجرد سؤاله هل سيقبل عرضك أم لا، وقدم له بدلًا من ذلك بعض التفاصيل عن الخطة التي بدأت بالفعل في وضع هيكلها العام من أجله، فإظهار أنك مستعد للاستثمار في عمله حتى قبل أن يتم اختيارك للمشروع يميزك بلا شك عن منافسيك، ويزيد من فرصتك في الفوز بالعميل. ترجمة –بتصرف- للمقال How to write an effective pitch for new freelance clients لصاحبه Ryan Robinson حقةق الصورة البارزة محفوظة لـ Vecteezy