البحث في الموقع
المحتوى عن 'صناعة البودكاست'.
-
لا يمكن أن تخفى على أحد الشعبية الكبيرة التي تحظى بها المدونات الصوتية، أو ما تُعرف بمصطلح البودكاست Podcast في يومنا هذا، فهي وسيلة رائعة لجذب الجمهور والتفاعل معهم بطرق لا يمكن للمحتوى المكتوب تحقيقها. ونتيجةً لهذه الشعبية المتزايدة للبودكاست، يتطلع الكثير من الأشخاص إلى إطلاق بودكاست جديد خاص بهم، ويتساءلون عن الطريقة الأفضل لبدء هذا العمل، لذلك ترجمنا هذا الدليل الشامل الذي نضع فيه خبرات متراكمة في صناعة البودكاست وجني الأرباح منه؛ فسواءً كنت ترغب في إطلاق بودكاست مستقل، أو دمجه مع مدونتك العادية، فإن الدخول إلى عالم البودكاست خطوة صائبة ومهمة في هذا الوقت. هذا المقال هو المقال الأول من سلسلة صناعة البودكاست، التي سنتناول فيها تاريخ البودكاست وأنواعه، والمعدات التي يمكن العمل بها؛ إلى جانب تقديم نصائح حول كيفية إنجاح هذا المجال. تاريخ البودكاست Podcast قبل أن نتطرق إلى كيفية إطلاق البودكاست، دعونا نرجع خطوةً إلى الوراء ونتحدث عن بدايات البودكاست تاريخيًا. في الواقع، بدأ البودكاست لأول مرة عام 2004 عندما تعاون أحد منتجي فيديو MTV مع مطور البرامج ديف وينر Dave Winer لإنشاء شيء جديد أطلقوا عليه اسم iPodder. أتاح هذا البرنامج الجديد إمكانية تنزيل بث الراديو عبر الإنترنت على جهاز iPod، كما أنشأ مطور البرامج وينر خدمة Real Simple Syndication Feed والتي تُعرف اختصارًا بـ RSS، وهي مكون رئيسي في البث الصوتي. بعد إنشاء جهاز iPodder، عمل المطورون الآخرون على تطوير وتحسين الفكرة الأصلية، وفي ذاك الوقت، لم يكن للبودكاست أو البث الصوتي أي اسم خاص به، وبقي على هذا الحال حتى أواخر عام 2004، حين صيغت كلمة Podcasting لأول مرة من قِبل الكاتب بن هامرسلي Ben Hammersley في مقال له نُشر في صحيفة الغارديان؛ فقد كتب هامرسلي حينها: كان كريستوفر ليندون Christopher Lyndon الصحفي السابق في مجلة نيويورك تايمز والإذاعة الوطنية العامة من أوائل رواد التدوين الصوتي Podcasting؛ فقد كان أول من سجل صوته على على ملف MP3 ونُشر عبر خدمة RSS. وفي ذات المقال السابق الذي نُشر على صحيفة الجارديان، نُقل عن ليندون قوله: كما هو الحال مع التدوين الكتابي، قدم البودكاست فرصةً للشخص العادي ليوصل صوته إلى الناس، فأنت لا تحتاج إلى الاستثمار في معدات باهظة الثمن أو التسجيل في إستوديو احترافي لإصدار التسجيلات الصوتية للمستمعين. ومع مرور الوقت، ازدادت شعبية البودكاست وأضحى مجالًا متناميًا؛ إذ يستمع المزيد من الأشخاص إلى برامج البودكاست ويسجل آخرون لجماهيرهم. وإن كنت تسأل عن سبب قبول الناس لهذا المحتوى وتعلقهم به، فإليك السبب. ما الأمر الجذاب في البودكاست؟ إذا كنت ما تزال متشككًا حول مدى نجاح البودكاست، فإليك بعض الأسباب المشجعة على دخول عالم البودكاست. المحتوى الصوتي مناسب للكثيرين فكر في الأمر على هذا النحو: يقضي الكثير من الأشخاص وقتًا لا بأس فيه في التنقل بين المنزل ومكان العمل، لذا يمكنهم الاستماع إلى الراديو أو الموسيقى أو البودكاست خلال ذلك؛ فوفقا لصحيفة نيويورك بوست، يقضي الأمريكيون ما معدله 35 دقيقة يوميًا في التنقل، أو بعبارة أخرى، 19 يوم عمل كامل في كل عام، وبالنسبة لبعض الأشخاص الآخرين، فإن المدة قد تكون أطول من ذلك؛ وبما أنهم لا يستطيعون القراءة بأمان خلال القيادة، فإن خيار الاستماع مناسب جدًا لهم. علاوةً على ذلك، لا ينحصر الأمر على استماع الأشخاص للملفات الصوتية أثناء تنقلاتهم اليومية، بل قد يشمل أوقات إعداد وجبة الإفطار في الصباح، أو خلال تنظيف المنزل وطي الغسيل والاعتناء بحديقة المنزل، أو خلال الاعتناء بالأطفال ونحو ذلك. الشعبية المتزايدة للبودكاست من الأسباب المهمة أيضًا للانضمام إلى مجتمع البودكاست، هي الشعبية الهائلة للبودكاست؛ فعلى الرغم من أنك قد اعتقدت ذات مرة أن شعبية البودكاست مجرد موضة مؤقتة وستنتهي، إلا أن الإحصائيات تثبت عكس ذلك؛ فوفقًا لتقارير أبحاث أجرتها شركة Statista، كان 22% فقط من السكان البالغين في الولايات المتحدة يعرفون معنى كلمة البودكاست عام 2006؛ بينما في عام 2022 ارتفع هذا الرقم ليصل إلى 79%، ومن المتوقع أن يصل عدد المستمعين إلى البودكاست إلى أكثر من 100 مليون مستمع بحلول نهاية عام 2024 في الولايات المتحدة الأمريكية. تحسن إمكانية البحث لعل أحد العيوب الرئيسية للبودكاست في بداياته هو ضعف إمكانية البحث والاستكشاف، فقد كان من الصعب البحث عن ملفات البودكاست والوصول إليها، مما اضطر عدد كبير من صناع محتوى البودكاست إلى تسجيل محتوى مع عدم القدرة إلى إيصاله إلى عدد كبير من المستمعين. لكن مع تزايد شعبية البودكاست، تكافح الكثير من الشركات ذات الأسماء الكبيرة، مثل سبوتيفاي Spotify، وجوجل Google، لحل هذه المشكلة. وبدءًا من عام 2021، عملت جوجل على فهرسة ملفات البودكاست، بحيث يمكن البحث عنها عبر محرك البحث الخاص بها، والاستماع إليها مباشرةً على صفحة البحث. نشرت مجلة فوربس مؤخرًا مقالًا تناولت فيه هذه المشكلة، وقد أوضح رواد الأعمال سيرجي ريفزين Sergei Revzin وفاديم ريفزين Vadim Revzin المشكلة بقولهم: وأضاف سيرجي ريفزين Sergei Revzin وفاديم ريفزين Vadim Revzin: عملت سبوتيفاي أيضًا مع صناع البودكاست لتعزيز وصول محتواهم إلى المهتمين به؛ ففي فبراير من عام 2020، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سبوتيفاي في بيان صحفي: كانت الأخبار السابقة نبأً رائعًا لصناع محتوى البودكاست، وواعدةً للأشخاص الذين يحاولون تنمية جمهورهم. البودكاست وسيلة رائعة لتقديم محتوى ممتع لقد تحدثنا عن الكثير من الأسباب المشجعة على الدخول إلى عالم صناعة محتوى البودكاست، لكن لا يمكن لهذه الفقرة أن تنتهي دون أن نتطرق إلى سبب مهم للغاية، وهو أنه يمكنك إنشاء محتوى بودكاست ترفيهي أو مسلٍ للمستمعين. على الرغم من أن صناعة البودكاست موجودة منذ عام 2004، لكن ما تزال الفرص متاحةً أمامك للإبداع؛ إذ يمكنك تقديم بودكاست حول أي شيء يهمك. يمكن أن يكون مجال تخصصك ضيقًا، مثل الحديث عن لعبة معينة، كما يمكن أن يكون واسعًا وتتحدث فيه عن مجال عام، مثل الحديث عن الرياضة عمومًا، أو الحديث عن تطوير الذات، وسنناقش هذه الجزئية بتوسع في الأجزاء القادمة من المقال، لكن ما يجب أن تعرفه الآن هو أن لديك خيارات عديدة لمحتوى البودكاست. يمكنك إجراء مقابلات مع الضيوف، بحيث يتحدث كل ضيف في المجال الذي يتقنه، أو يمكنك تقديم محتوى قصص خيالية كانت أو واقعية؛ وفي كلتا الحالتين، يجب أن تتقن عناصر سرد القصص؛ إذ يبدو الأمر كما لو أننا عدنا بالزمن إلى منتصف القرن الماضي، حين كانت تجتمع العائلة حول الراديو لسماع الأخبار، أين كان الأمر ممتعًا جدًا آنذاك. خاتمة بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال، وسنتحدث في المقال القادم حول أنواع البودكاست. ترجمة -وبتصرّف- للمقال How to Start a Podcast and Make Money لصاحبه Ryan Robinson. اقرأ أيضًا إنشاء المحتوى وصناعة الآراء: التدوين والبودكاست الكلمات المفتاحية وأنواع مطابقتها دليل البحث عن الكلمات المفتاحية للمسوق بالمحتوى