البحث في الموقع
المحتوى عن 'حل الخلافات'.
-
كان من المفترض أن يكون مشروع ويب بسيط. أراد عملينا موقعًا يتيح للمستخدمين إنشاء الاستطلاعات، ونشرها ومراجعة نتائجها. لم ينتابني القلق بشأن المشروع، بغض النظر عن بعض واجهات برمجة التطبيق APIs التي لم تكن مكتملة، حتّى فوجئتُ بأنّ مُديرة المنتج كانت تقضي الكثير من الوقت في مكتب العميل. بعد أن شرحتْ لي المشكلة، تبيّن أن مدراء أقسام المنتج، واجهة المستخدم UX، والهندسة كانوا متخاصمين ولا يتحدّث بعضهم إلى بعض، وبالنتيجة، اضطُرّت هي إلى الذهاب والإياب من مكتب إلى آخر لتحصيل المعلومات وتتبّع القرارات. من المحتمل أن تبدأ النزاعات صغيرة، مُشادّة واحدة، ثم أخرى، ليبدأ الناس بالنفور من بعضهم، ثم تسوء قدرة أفراد الفريق على العمل مع بعضهم بوِفاق. وبالتالي سيتحوّل الخَدْش الصغير إلى جرحٍ كبيرٍ متقيّح يعرقل العمل، يحدّ الإنتاجية، ويؤدي إلى اضمحلال الروح المعنوية. اكتشفتُ بطريقة ما، عندما كنتُ طفلة أشقُّ طريقي في حياتي المدرسية، أن لديّ موهبة التعامل بنجاح مع الأفراد المتخاصمين، أو المجموعات المتقاتلة. فقد استطعتُ ببساطة تحديد الأشخاص الذين كنتُ بحاجة إليهم لإنجاز مهمة معينة، وتعلّمتُ كيفية إقناعهم، ترغيبهم، أو جذبهم للقيام بها. ثم بتُّ أعلّم هذه المهارات للفِرق الخاصة بي. كانت هذه المهارات كافية لبعض الوقت، لكن عندما أصبحتُ مديرة قسم ومرشدة للعملاء، أدركتُ أنّه لم يعد بالإمكان الاكتفاء بها، وأنّ عليّ تعلّم كيفية حلّ الخلاف بشكل أفضل. كان عليّ أن أعثر على طريقة لإيقاف النزاع الداخلي الذي شهدتُهُ يجتاح المؤسسات طوال حياتي المهنية. وأصبح الأمر يستوجب أن أضع جانبًا ميلي لعمل إصلاحات سريعة، والبدء بإجراء المحادثات الصعبة. قد يكون فضّ النزاعات أمرًا فوضويًا، مُحرجًا، وصعبًا بالنسبة لقائد الفريق، لكنّ النتائج تستحق ذلك. لن تحتاج إلى برنامج تدريبي كبير، جلسات تأملية عاطفية، أو استشارات مكلفة. ولا يتعيّن على أفراد الفرق أو قادتها أن يحبّوا بعضهم، بل أن يعثروا على مساحة مشتركة، يكنّوا قدرًا من الاحترام لبعضهم، ويصبحوا مستعدين للعمل معًا لصالح المشروع. فيما يلي أربع طرق لمعالجة المشكلة: ابدأ بالحديث قاوم الرغبة في انتظار الوقت المثالي لمعالجة نزاع الفريق، فلا يوجد شيءٌ من هذا القبيل. ومتى يأتي هذا الوقت مع تجدّد المواعيد النهائية التي يجب أن تفي بها، والمنتجات التي يجب أن تطلقها، والتحدّيات التي يجب أن تفوز بها؟ في مكتبنا، كان كلّ من مصمم واجهة المستخدم ومدير المنتجات يواجهان مشكلة في تأقلمها معًا. فبدلًا من تحمّل المسؤولية، قاما بإلقاء اللوم على عملياتنا وادّعوا بأننا بحاجة إلى توضيح الأدوار والإجراءات. بعبارة أخرى، أراد كلُّ منهما أن يُعتبر مسؤولًا عن المشروع. بالتأكيد كان بإمكاني أن أقبل بهذا الادعاء وأبدأ بإجراء تقييم شامل لعمليات شركتنا وهيكلها. كان بإمكاني تجنّب بعض المحادثات الصعبة بتحميل هيكل الشركة الملامة، لكنّني كنتُ أعلم أن المشكلة ليست في عملياتنا. بدايةً، قمتُ بتدريب مدير المنتجات على أن يصبح منفتحًا، ولم يكن هذا الأمر بالهيّن عليه. طلبتُ منه أن يُشارك مخاوفه ويصرّح برغبته في بناء علاقة أكثر إنتاجية مع مصمم واجهة المستخدم. وقد أدى استعداد مدير المنتجات لأن يكون مُتضايقًا ومنفتحًا حول همومه إلى إزالة التوتّر. وبمجرّد أن أقرّ بوجود المشكلة التي تكمن في عدم رضى مصمم تجربة المستخدم بالعمل معه، أصبح المصمم أكثر استعدادًا للمخاطرة بكونه صريحًا. وقد استطاعا في نهاية المطاف العثور على حلّ لخلافهما على المشروع، وذلك لأنّهما كانا مستعدّين ليمنح كلّ منها الآخر قدرًا من الاحترام. أمّا أسوأ شيء رأيته فهو عندما يعمَد مدراء الفِرق إلى نقل الأفراد من فريق إلى آخر على أمل أنّهم سيعثرون على مجموعة منسجمة من الناس، لكي يعملوا معهم بانسجام أيضًا. والحال أنّ بعض أفراد الفريق المنقولين ليست لديهم أدنى فكرة أنّ تصرّفهم وأداءهم غير مقبول. لذا سيؤدي ذلك إلى نشر عدم الرضا عوضًا من حلّ المشكلة. بدلًا من ذلك، وضّح جليًا منذ البداية أنّك تريد تكوين فرقًا ستكون منفتحة على التحديات، تشعر بالأمان عند مناقشة النزاعات، وتكون مسؤولة عن حلّها. اجعل الهدف واضحًا كنتُ أعمل على مشروع إعادة تصميم وبرمجة نظام إدارة محتوى، وكانت جلسات المراجعة والتقييم الأسبوعية من أكثر الاجتماعات إيلامًا في حياتي المهنية. فلم تحضر فيها الثقة، ولا الهدف المشترك، بحيث أصبح تقدير المهام، حتّى أبسطها، معركة كبيرة. من المحتمل أن ينشأ الخلاف عندما تكون الأهداف والأولويات مبهمة. فالفريق الذي لا يعرف أيّ جبلٍ يحاول تسلّقه، سيميل إلى التركيز على أجزاء المشروع الأكثر صلة به وملائمة له. وبالتالي من شبه المستحيل أن يتحقق التعاون إذا كان كل فرد من الفريق يسعى بحَميّة أن يحمي حَيْده من الجبل. هذا التعدّي على الإنتاجية محتملٌ لأنّ هدف المشروع غير موجود، أو تافه ومبهم، أو واسع جدًا بحيث يعيق أفراد الفريق عن رؤية تأثيره. أو ربّما يكون هذا الهدف متحركًا ومتنقلًا باستمرار. يمكن أن يكون الحجم عاملًا أيضًا. فقد رأيتُ مِنْ بين فرق المشاريع ذات التطلعات الواضحة، والشركات الناشئة ذات الأهداف العظيمة مَنْ لا تستطيع معرفة كيفية شحن شيءٍ يكلّف أقل من مليون دولار. عندما أجتمع بالعملاء المحتملين أو الجدد، أنظر إلى ثلاث جوانب لمعرفة فيما إذا كانت لديهم هذه المشكلة: ما هي اللغة التي يستخدمونها لوصف بعضهم؟ الفِرق المفككّة تقول: "أفكار تجربة المستخدم"، "فريق التطوير"، أو "احتياجات المنتج". أما الفِرق الموحّدة فتقول: "نحن". مدى سهولة أو صعوبة تقدير المهمة؟ تتجادل الفرق المفكّكة حول مستوى الصعوبة. أما الفِرق الموحّدة فتتحدث عن المُفاضَلات، ويتناقشون حول الشيء الأفضل للمنتج أو العميل. هل يمكنهم وصف هدفهم بسهولة وانسجام؟ لا تملك الفرق المفكّكة إجابة واضحة وثابتة، بينما يومئ أفراد الفِرق الموحّدة برؤوسهم إذا شارك أحد أفراد الفريق بإجابة موجزة. إذا كان الفريق مفكّكًا، فالسبب على الأرجح هو أنّك لم تمنحهم هدفًا مشتركًا. لا يكفي بريد إلكتروني واحد أو عرض تقديمي منمّق. اجعل أهدافك بسيطة وكرّرها كثيرًا بحيث يتأوّه الفريق في كلّ مرة تبدأ بذكرها. خطّط للمحادثات "الكلمات لا تستقر في أدمغتنا في عزلة. فكلّ كلمة محاطة بدلالاتها، ذكرياتها، وارتباطاتها الخاصّة" - Simon Lancaster من كتابه: Winning Minds: Secrets From the Language of Leadership (العقول الرابحة: أسرار من لغة القيادة). منذ سنوات مضت، أحبطني مديري، الذي شعرتُ بأنه سلبني المنتج الذي قضيتُ عامين في بنائه، إلى درجة البكاء. كنتُ أعلم أنّني بحاجة إلى التحدّث إليه، لكنّني كافحتُ من أجل العثور على طريقة مُنتِجة لإخباره بأنني مستاءة (لأنّ إخبار أحدهم بأنّه مغفّل ليست طريقة مُنتِجة). ساعدني أحد أصدقائي الطيبين من الموارد البشرية في كتابة المحادثة، والتي تضمّنت ثلاثة أجزاء: أنا أعمل بكفاءة عندما... هذا الوضع يزعجني بسبب... ما أتطلّع لرؤيته يحدث هو... يلعب القادة دورًا مهمًا في حلّ المشكلات. وعندما يقرر القائد أنّ هذا الشخص على حق، والآخر على خطأ ستتحول مشكلة الفريق إلى مشكلة شركة بأكملها. بدلًا من ذلك، يجب علينا أن نقدّم منظورًا وسياقًا ونبيّن كيف أن الإجراءات يمكن أن يُساء فهمها. يجب على القادة أيضًا أن ينبّهوا إلى التصرّفات غير السليمة. عندما علمتُ أنّ أحد أفراد فريقي رفع صوته على أحد زملائه، بيّنتُ له أنّ هذا التصرّف غير مقبول ويجب ألّا يتكرر مجددًا. وقد اعترف هو بدوره بأنّه فقد أعصابه، واعتذر، ثم بدأنا العمل على حلّ الموقف. افرض المساءلة إذا كانت لديك مشكلة، اذهب إلى Holly Paul، إحدى مدراء الموارد البشرية الملهمين، وتوقّع بأنها ستستمع لك. بإمكانك أيضًا أن تتوقّع بأنها ستعمل معك على بناء خطة لحلّ المشكلة. والأهم من ذلك، بإمكانك أن تتوقّع بأنها ستتأكد من أنّك تفعل ما قلت أنّك ستفعله. قبل أن ألتقي بـ Holly، كنتُ سأستمع إلى المشكلات ثم أحاول حلّها. أما الآن، فقد أصبحت أعمل مع الشخص المعني، وأخبره بأنني سأتحقق ممّا توصّل أليه مرّة أخرى. وعادةً ما أضع تذكيرًا في تقويمي أثناء المحادثة كيلا أنسى. لقد شهدتُ تغييرات عظيمة في فريقي منذ أن بدأت التركيز على فضّ النزاع. حتّى أصبح الكثير منهم يتعامل للمرة الأولى مع الناس، يحلّ مشكلاتهم، ويسعى لبناء علاقة أقوى معهم. أصبح فريقنا أقوى وأكثر تأثيرًا على الشركة. الأمر فوضوي، محرج، وصعب، وما زلت أرتكب الأخطاء بالرغم من عملي عليه لمدة طويلة. وما زلتُ لا أرغب أحيانًا في الدفع عندما أواجه مقاومة. لن يصبح الأمر سهلًا أبدًا، لكنّه سيستحق المحاولة، وهذه هي مسؤوليتك كقائد فريق. يجب عليك أن تجعلهم أفضل كأفراد وكفريق، مهما طالت مدّة عملهم معك. أنت لستَ بحاجة إلى تدريب كبير، ولا إلى جلسات تأملية عاطفية، ولا حتّى إلى استشارات مكلفة. ما تحتاجه هو الشروع في العمل كل يوم، والباقي سيأتي. ترجمة-وبتصرّف-للمقال Team Conflict: Four Ways to Deflate the Discord that’s Killing Your Team لصاحبته: Jessica Hall حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
- 1 تعليق
-
- طرق العمل
- مكان العمل
-
(و 3 أكثر)
موسوم في: