هناك الكثير من الوسائل التي "يجب" عليك أن تستخدمها. ولكنها خطرة وإليك الأسباب. هناك شيءٌ ما يبدو غريبًا عند قول ذلك. وكأننا على وشك مخالفة القوانين. ولكن كلما ناقشنا الأمر أكثر، أصبح الخيار أكثر وضوحًا: يجب علينا إلغاء حساب شركتنا على فيس بوك. لقد كان هناك عاملان رئيسيان أديا بنا إلى اتخاذ هذا القرار: بصراحة، لقد كان الأمر محرجًا، فنحن لدينا أكثر من 2000 زبون و20000 متابع للمدونة وعدة آلاف من الزوار كل أسبوع، وحتى الآن صفحة شركتنا النّاشئة (Groove) على فيس بوك لم تحصل إلا على أقل من 200 مُعجب فقط. وهذا مالا أريد أن يراه من يبحث عنا على فيس بوك.لقد كانت مضيعة للوقت بالنسبة لنا...أنا لا أقول أن فيس بوك هو مضيعة للوقت، فهناك العديد من الشركات تستخدم فيس بوك بنجاح كبير لمساعدتها على النمو. لكننا كنا نمضي نحو ساعة من الزمن أسبوعيًا في العمل على تحديث الصفحة. ومن الواضح أننا لم نحصل على أيّة نتيجة. لا نتيجة.. وعندما كنا نمضي الوقت في مناقشة الأمر والتفكير بالسبب الذي يدفعنا للتواجد على فيسبوك في المقام الأول، كان الجواب يأتينا بسيطًا ومباشرًا ومُحرجًا تمامًا كعدد الإعجابات على الصفحة. ولم نكن موجودين على فيس بوك سوى لأنّ الجميع كان موجودًا هناك، ولأنه كان “يُفترض بنا” أن نتواجد هناك أيضًا. ولكن هذا السبب ليس مقنعاً بما فيه الكفاية. استثمار الوقت بحكمةإن مواردنا محدودة شأننا شأن أغلب الشّركات الناشئة والنشّاطات التّجارية الصغيرة الأخرى. لذا، عندما أعددنا سويّة لاستراتيجية النمو خلال 12 شهراً الخاصة بنا، لم يكن السؤال "ما الذي يمكننا فعله؟" وإنما "ما هي الجهود الأقوى والتي ستكون أفضل استثمار لوقت كل عضو من أعضاء الفريق؟" أي ما الذي يمكننا فعله من أجل تحقيق أكبر نمو لشركة Groove؟ على سبيل المثال، إننا نعلم أن التدوين يساعدنا على تحقيق النمو، وذلك لأننا نتتبع الأرقام بدقة. ولكن ومن جهة أخرى، لا يمكننا ربط جهودنا على صفحة فيس بوك بأية إيرادات على الإطلاق. وكل ساعة نمضيها في إدارة صفحتنا على فيس بوك يمكن أن نمضيها ببناء المدونة. ساعة واحدة أسبوعيًا قد تبدو عديمة الأهمية ولكنها 52 ساعة في السنة. فحجم الزّيارات والاشتراكات التي يمكن أن نحصل عليها خلال 52 ساعة مُعتبر. وفوق ذلك، كنا نهدر الساعات الاثنتين وخمسين الإضافية التي كان يجب أن نقضيها ببناء المدونة، وذلك بسبب ميلنا الأعمى وغير المحسوب لفعل ما "يجب" أن نقوم به. فائدة: قد يكون من المدهش أن تعرف كم كنت تهدر وقتك دون أن تدرك ذلك. وهذا ما كان يحصل معنا، قم بحساب كم فرصة تفوت لدى قيامك بأمور عقيمة. ثلاثة أمور "يجب" علينا القيام بها ولكننا لا نفعلهاهناك عشرات وربما مئات الوسائل التي قد يدّعي بعض الخبراء بأنها أمور "لابد من القيام بها" في كل مشروع. ولذلك، كثير من الناس ينفذون هذه الأمور في مشاريعهم مما يجعلنا نجد صعوبة في تقبل فكرة أن نحيد بتفكيرنا عنها نحو حقيقة أنه في كثير من الأوقات يحتمل ألا تكون غالبية هذه الوسائل مفيدة لنا. ولقد عانيت من هذا الأمر كثيراً. فالابتعاد عن فعل ما نعتقد أنه واجب علينا فعله أمرٌ صعب. وبالرّغم من أننا شركة تبني قراراتها على البيانات والتّحليلات فسأكون كاذباً إن أنكرت شعوري بشيء من الذنب حيال حذف صفحتنا على فيس بوك. ولكن في النهاية هذا الأمر يصب في صالح الأمر الأكثر أهمية: أداء المشروع. لم تكن فيس بوك الأمر الوحيد التي قمنا بالتّخلص منه من بين ما "يجب" القيام به خلال الأشهر القليلة الماضية: فعاليات التواصل Networking Events: أخبرني الكثير من الأشخاص في السابق أنني بحاجة للخروج وبناء العلاقات، وأن الطريقة الأفضل للقيام بذلك هي من خلال فعاليات التواصل. ولكنني وجدت أنّ الجزء الأول من كلامهم صحيح تماماً في حين كان الجزء الثاني عكس ذلك. فقد قابلت الكثير من الأشخاص المثيرين للاهتمام في الفعاليات ولكن لم تكن بداية أيّ من العلاقات التي على قدر عالٍ من الأهمية في فعاليات التواصل. المؤتمرات: إنّ أحد طقوس العبور نحو تنمية المشاريع التقنية الناشئة هو أن تحظى بجناح يعتليه شعارك في مؤتمر مثل مؤتمر DreamForce و South By Southwest. ومن خلال تجربتنا في المعارض التجارية، ومع أن رؤية اسمك هناك أمر جميل، إلا أنها لم تكن ذات نتيجة قيّمة كالتي نحصل عليها عن طريق جهودنا الأخرى. إضافة إلى أنها تكلّف أكثر بكثير من الوقت والمال. العلاقات العامة: عند انطلاق مشروعنا، أنفقنا الكثير من الوقت والجهد في بناء العلاقات مع الصحفيين، وقد كان ذلك مثمرًا حقًا. وكما هو الحال في العديد من الشركات، فإن ورود اسمنا في وسائل الإعلام رفيعة المستوى جذب إلينا زيارات أكثر وعددًا كبيرًا من الاشتراكات. ولكن بعد أن بدأنا بالنمو بدأ دور العلاقات العامة بالتضاؤل. فكانت الاشتراكات غالبًا بجودة أقل ونسبة فقدان المُستخدمين القادمين منها Churn rate أكبر من نفس النسبة الخاصّة بالمشتركين القادمين من المدونة أو من القنوات الأخرى. فقمنا بحسم الأمر في نهاية المطاف. أعتقد أنه من المهم ملاحظة أمر هنا، لأنني أستطيع تخيل تعليقات استشاريي وسائل التواصل الاجتماعي ومنظمي الفعاليات الغاضبين. ما سبق ليس عبارة عن قائمة "استراتيجيات النمو غير الفعالة". بل يكاد يكون العكس هو الصحيح في الحقيقة، فقد كانت هذه الأمور فعالة بالنسبة للبعض لدرجة أنها أدرجت بطريقة أو بأخرى في قائمة الأمور المقدّسة التي يجب على كل مشروع ناشئ القيام بها. ولقد قررنا ونحن بكامل وعينا وإدراكنا ألا نقوم بهذه الأمور، وقد نفعنا ذلك. وقد يكون ما يصلح لغيرنا مختلفًا. فائدة: لا تسمح لقوائم "ما يجب فعله" أن تُملي عليك كيفية استثمار وقتك. عوضًا عن ذلك، قم بإجراء الاختبارات واكتشف ما الذي يصلح لك فعلًا وركّز بقدر ما لديك من الموارد الخاصة بك على تلك الناجحة منها. التكتيكات الثلاثة التي نركز عليها اليومهناك عدد من الوسائل التي نركّز عليها قدر المستطاع وبقدر ما نركز على مواردنا المتوفرة حاليًا. وفي الواقع، سيقوم أحدهم في كثير من الأحيان بالتعليق على مقدار الوقت الذي نمضيه على المدونة. لكن مثلما أؤمن بالإيقاف الصارم عندما يتعلق الأمر بالوسائل غير الفعالة، أؤمن كذلك بتوفير الكثير من الوقت المتاح للقيام بالأمور المثمرة. ولحسن الحظ، ومع القدر الكافي من العمل على تحقيق الهدف الأول، يصبح تحقيق ذاك الأخير أكثر سهولة. وفي حين أنّ هناك الكثير من الأمور الأخرى التي نعمل عليها، إليكم ثلاثة تكتيكات مهمة نركّز عليها ونُخصّص لها جزءً كبيرًا من مواردنا. التدوين: قد يبدو أمرًا جنونيًا أن أقضي أكثر من 20% من وقتي على التّدوين، لكن عائدات الاستثمار في المدونة تتحدث عن نفسها. وهذا هو سبب تركيزنا على توفير المُحتوى. خدمة العملاء: لقد حصلنا على عوائد مرتفعة جدًا من التحدث مع زبائننا بصورة فردية، حتى أنني سأخصص مئات الساعات على مدى الأشهر القليلة القادمة من أجل محادثة الزبائن. مرة أخرى، قد يبدو مقدارًا كبيرًا من الوقت، ولكن سنخصص الوقت لأي أمرٍ هامٍ بما يكفي. المقاييس Metrics: نستخدم مقاييس دقيقة لنبني الطّريقة التي نُدير بها شركتنا النّاشئة. لم يكن ذلك ليحدث لولا أنني طلبت من أحد مهندسينا أن يُخصّص أسبوعًا كاملًا ليعمل على بناء نظام تتبّع وتحليل tracking system خاص بنا. فائدة: لا تخف من قضاء الكثير من الوقت للقيام بعمل ما، طالما أنه عمل مثمر. ليس هناك دليل وافٍ لمقدار الوقت الواجب قضاؤه مع هذه الوسيلة أو تلك، لأنه لا توجد أي شركة ناشئة أخرى بنفس مواصفات شركتك الحالية. كيف تطبق كل هذا على شركتك الناشئة؟ لقد ترددت قبل نشر قائمة الوسائل الفعليّة التي نستخدمها والتي لا نستخدمها، لأني أعتقد أن ذلك ليس بأهميّة الفكرة الأساسية لهذا المقال ومن المحتمل أنها تصرف الانتباه عنها. في النهاية، أبقيتها لأنني أعتقد أنها تفيد كأمثلة مساعدة، لكن آمل أن النّتيجة التي استخلصتها من قراءة هذا المقال هي أن وقتك أثمن بكثير من أن تهدر ولو ساعة واحدة بلا فائدة، وكذلك أنّ الفشل دائما قريب جدًا. إنّ القيام بأمور غير ذات نفع ليس أمرًا ضارًا بحد ذاته، إنما هو في الحقيقة الطريقة الوحيدة لنتطور ونجد ما الذي يفيدنا فعلاً. ولكن الاستمرار بالأمور التي لا تجدي نفعًا مرارًا وتكراراً لأنك وببساطة "يجب" عليك أن تقوم بها، هو تدمير فعلي لمشروعك. منذ وقت ليس ببعيد، كنت بحاجة إلى أن يُنبّهني أحدهم إلى هذا الأمر. لذا أرجو أن يكون تنبيهي هذا مفيد لك أيضًا. ترجمة -وبتصرّف- للمقال We Deleted Our Facebook Page. لصاحبه Alex Turnbull. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.