لا ينفصل المحتوى عن تحسين محركات البحث (المعروف باصطلاح "سيو أو SEO"؛ وهو اختصار لأول ثلاثة حروف من العبارة الإنجليزية: Search Engine Optimization)، على الأقل فيما يتعلق بتسويق العلامات التجارية وكتابة الإعلانات.
تعرّف الكتابة لغرض تحسين محركات البحث writing for SEO بأنها عملية تحضير المحتوى وإنشائه وتحسينه بهدف إظهاره ضمن نتائج البحث الأولى في جوجل وغيره من محركات البحث. ويُعَد الإلمام بذلك أمرًا بالغ الأهمية لنجاح علامتك التجارية طويل الأمد.
لا شك أن هناك محتوًى عائدًا لعلامة تجارية لكنه ليس مكتوبًا لأغراض تحسين محركات البحث؛ وذلك أمر طبيعي، خصوصًا فيما يتعلق بإعطاء جمهورك ما يحتاجون إليه دون القلق حول موضوع تحسين محركات البحث هذا طوال الوقت.
أيضًا، قد يكون لديك محتوى متوافق مع معايير تحسين محركات البحث، لكنه ليس مقالًا أو منشورًا في مدونة. فعلى سبيل المثال، يمكن كتابة صفحة هبوط Landing page، أو صفحة منتَج Product page، مع أخذ تحسين محركات البحث بالحسبان؛ فتلك كتابة الإعلانات، وليست كتابةً أدبيةً كما سنناقش في هذا المقال؛ ولكن إذا علمتَ طريقة كتابة محتوى متوافق مع معايير تحسين محركات البحث، فسيجد الناس سهولةً في العثور على مقالاتك، تفوق بكثير ما سيكون عليه الوضع إذا لم تراعِ ذلك، وحالما يصلون إلى محتواك المكتوب وفقًا لتلك المعايير، فلن يغادروه إلا بعد قراءته بتمعن، وذلك نظرًا للجودة التي سيحظى بها المحتوى بفضل ذلك؛ أما إذا لم تراع معايير تحسين محركات البحث، فلن يظهر محتواك في الصفحة الأولى من نتائج البحث، كما يُحتمل ألا يبقى ذلك المحتوى هناك إذا لم يكن ذا جودة.
سنذهب في هذا المقال إلى أبعد من تكتيكات تحسين محركات البحث التقنية، وسنتحدث عن كيفية تعزيز محتواك بحيث يكون ذا جودة عالية، ومحسَّنًا وفقًا لمعايير تحسين محركات البحث.
استضف مدونتك تحت اسم النطاق (دومين) العائد لك
هذه نصيحة أولية قبل أن نبدأ، لكنها مهمة: إذا كان لديك موقع إلكتروني موجود فعلًا وتريد إضافة مدونة، فلا تنشئ موقعًا إلكترونيًا آخر لها (أي لا تثبّت ووردبريس WordPress آخر مثلًا، مع عنوان إنترنت URL (يسمى أيضًا: رابط الموقع، أو محدد موقع الموارد الموحد) منفصل، لكن مشابه). بل استخدم -بدلًا من ذلك- بنية دليل directory structure، بحيث تصبح مدونتك موجودةً على موقعك الإلكتروني الحالي؛ إليك مثالًا: yourwebsite.com/blog.
- أولًا: إذا كان موقعك الإلكتروني الرئيسي ومركز المحتوى content hub العائدَين لك منفصلين، فسيشتت ذلك أذهان المستخدمين (ينجح ذلك أحيانًا على منصات مثل ميديوم Medium أو سابستاك Substack، حيث يكون جمهورك شِبْهَ مندمج بالمنصة نفسها).
- ثانيًا: إذا كان لديك فعلًا زوار يتدفقون على موقعك الإلكتروني، فعندها يمكنك الاستفادة من ذلك لجذب الانتباه إلى محتواك الجديد المتوافق مع معايير تحسين محركات البحث.
1. أنشئ قائمة بأفكار المحتوى
عليك في المحتوى المتوافق مع معايير تحسين محركات البحث أن تختار مواضيع تهم جمهورك، حتى لو اختلفت عما يهمك. لنفترض مثلًا أنك خبير في مجالك، وأبعد ما تكون عن فئة المبتدئين فيه، ولكن قسمًا من جمهورك ينتمي إلى تلك الفئة، عليك هنا أن تغطي موضوعات موجهة لهؤلاء تحديدًا، وستكون هذه القائمة دائمة التغير وغير كاملة أبدًا، لكن اتخاذها منطلقًا للكتابة المتوافقة مع معايير تحسين محركات البحث أمر بالغ الفائدة لك.
هناك طرائق عديدة للخروج بأفكار ترضي جمهورك المستهدف:
خذ فكرة وافية عن الموضوع من على ويكيبيديا
عندما تبحث عن موضوع ما على ويكيبيديا وتذهب إلى صفحة ذلك الموضوع، فعندها ستجد جدول محتويات في أعلى تلك الصفحة. يمكن لذلك أن يعطيك فكرةً عن الاتجاهات العديدة التي يمكن أن يسلكها المحتوى العائد لك، وعن المواضيع الفرعية التي بوسعك إنشاؤها. إليك جدول المحتويات أدناه بوصفه مثالًا على صفحة موضوع "التصميم الداخلي" في ويكيبيديا:
هذه مواضيع فرعية واسعة لموضوع رئيسي أكثر اتساعًا، لكنها توجهك إلى أي موضوع منها تريد التعمق فيه أكثر من غيره. ومن هنا، يمكنك متابعة التركيز على ما يهم شريحة جمهورك المستهدف. وهنا من غير المناسب أن تنسخ ذلك الجدول كما هو، لكن رؤيته قد تعطيك فكرةً عن أنواع المحتوى التي يبحث عنها المستخدمون.
ابحث في منصة حسوب I/O
يصح تشبيه هذه المنصة بمنجم معلومات عن أي موضوع قد يخطر ببالك. فعلى سبيل المثال، بحثتُ ذات مرة عن موضوع "تصميم شعار" على منصة حسوب I/O، وفي الصورة أدناه بعض المواضيع الشيقة والمهمة التي قرأتها.
لنفترض أن جمهوري من المهتمين كثيرًا بالتصميم الجرافيكي وخصوصًا تصميم الشعارات، وأريد أن أكتب لهم مواضيع مميزة تتعلق بتصميم الشعارات، يمكنني أن أطلع على منصة حسوب I/O واستلهام اﻷفكار لمواضيع متميزة يمكنني أن أكتب عنها من مثل:
- الخط العربي في الشعارات الحديثة.
- كيف أضفي تأثيرًا حداثيًا باستخدام التصاميم الهندسية في الشعارات؟
- أساسيات تصميم الشعارات للشركات.
- الخطوات العملية لتصميم شعار شخصي.
هذا ليس إلا البداية؛ أما إذا ولجتَ إلى قسم التعليقات على المنشورات، فستحظى بمزيد من الأفكار من مصدرها.
اذكر أيضًا موضوعًا ما في موقع AnswerThePublic:
يجمع هذا الموقع بيانات محدّثة مأخوذة من عمليات البحث في محرك البحث جوجل ليريك الجوانب التي يهتم بها الناس حول موضوع ما؛ فعلى سبيل المثال، بحثتُ في ذلك الموقع عن موضوع "تصميم شعار"، وهذه بعض النتائج التي حصلت عليك في الصورة أدناه.
وبما أن تلك النتائج محسنة وفقًا لمعايير تحسين محركات البحث، لأنها مأخوذة مباشرةً من نتائج البحث في جوجل، فيمكنك استخدامها بحالتها الراهنة لغرض عنوان مقالتك، أو بوسعك استخدامها بصفتها جزءًا من عنوان أطول.
2. أجرِ بحث كلمات مفتاحية
لا يمكنك استيعاب كيفية كتابة محتوى لعلامتك التجارية تراعي فيه معايير تحسين محركات البحث دون استخدام كلمات مفتاحية. فهنا يبرز دور البحث باستخدام تلك الكلمات، التي تُعَد حجز الأساس لكيفية كتابة محتوى مراع لمعايير تحسين محركات البحث.
هناك كثير من أدوات الكلمات المفتاحية التي ننصحك بتجريب بعضها لتكتشف أيًا منها ستفضل. تُعَد أداة مخطِّط الكلمات الرئيسية من جوجل، أو جوجل كيورد بلانر (Google's Keyword Planner) -وهي مجانية الاستخدام- واحدةً من أفضل تلك الأدوات؛ كما إن معها دليلًا يتضمن كل ما تريد معرفته عنها، بما في ذلك كيفية استخدامها؛ كما ننصحك بأداتَي سيم راش SEMRush وأوبر سجيست Ubersuggest.
3. اعتن بالعنوان والوصف التعريفي
لعنوان مقالتك أهمية فائقة، وعليك وضعه قبل كتابة مخططك أو مسودتك الأولى، فعنوانك سيوجه محتواك؛ أي أنك ستجد نفسك تعود إليه باستمرار لضمان عدم الخروج عن الموضوع الذي تكتب فيه، وتقديم المحتوى الذي وعدتَ به.
يتكون أي عنوان من كلمات قليلة عليك استغلالها لترك انطباع واف عن المحتوى الذي تحته، وذلك بالتوازي مع الاستفادة من معايير تحسين محركات البحث. إليك السمات التي يجب أن يتمتع بها العنوان:
- واضح: صف المحتوى بدقة؛ أي لا تضلل القارئ، وأجب عن السؤال القائل: "بم يتعلق هذا العنوان؟"
- مثير للاهتمام: اجعل العنوان يشجّع القارئ على محاولة معرفة المزيد؛ إذ ينبغي للعنوان أن يلمّح للقارئ حولما سيقرأه تحته، لكن ليس لدرجة أن يكشف له كل شيء بحيث لا يترك أي غموض. بتعبير آخر؛ يجب أن يداعب العنوان فضول القارئ ويدفعه إلى استكشاف المزيد حوله.
- محسّن وفقًا لمعايير تحسين محركات البحث: استخدم الكلمة المفتاحية الرئيسية لتقديم الموضوع المراد الحديث عنه.
- محدد: استخدم أرقامًا أو إحصائيات في العنوان إن أمكنك ذلك؛ مثل: "10 طرائق لتحقيق كذا …"، أو "كيف جنيتُ 10 آلاف دولار في 3 أشهر بفعل كذا…".
- موجز: لا تجعل العنوان يتجاوز 65 حرفًا، لتضمن أن يظهر بكامله بين نتائج البحث على محركات البحث.
إضافة إلى ما سبق، يجب أن يكون الوصف التعريفي (أو وصف البيانات التعريفي Meta Description) مثيرًا لاهتمام القارئ ومفصِّلًا في الموضوع. يُستخدم الوصف التعريفي للأغراض التالية:
- المساعدة في جعل المحتوى يتصدر في نتائج البحث عبر استخدام الكلمات المفتاحية.
- حث القارئ على النقر على الرابط، وذلك بشرح ما يتضمنه المحتوى.
أما فيما يتعلق بطول الوصف التعريفي، فعليك جعله يتراوح بين 150 و 160 حرفًا. وإذا كنت على ووردبريس WordPress، فسيتيح لك استخدامُ إحدى الإضافات -مثل يوست Yoast ورانك ماث Rank Math- عرضَ عدد الحروف التي يحتويها ذلك الوصف، ويمنحك درجة حول احتواء تلك العناصر على كلمات مفتاحية.
4. خطط المحتوى قبل البدء
عندما تكون لديك موضوعات تريد كتابة محتوى عنها، وكلمات مفتاحية لها، فعليك البدء بتخطيط المقال. فلو لم تكن لدينا إلا نصيحة واحدة نسديها لك حول كتابة محتوى يراعي تحسين محركات البحث، لكانت أن تنشئ مخططًا قبل البدء بالكتابة؛ فهذه الخطوة من أهم الأمور التي تساعدك في هذا المجال -هذا إن لم تكن الأهم على الإطلاق. يحقق لك التقيد بهذه النصيحة ما يلي:
- تنظيم المحتوى على نحو يفيد القارئ، ويسهل على محركات البحث فهرسته.
- الانتقال من موضوع فرعي إلى آخر على نحو منطقي ومفيد.
- ضمان التطرق إلى جميع النقاط الضرورية لاستيعاب الموضوع ذي الصلة.
كذلك، يساعدك المخطط -أثناء قيامك بالكتابة- على إلقاء نظرة سريعة تمكّنك من رؤية أي من الأقسام يتضمن وفرة في المعلومات، وأيها ذو معلومات شحيحة. ثم يمكنك أن تقرر استكمال فكرة ما بكتابة المزيد عنها، أو ما إذا كان أحد الأقسام غير ضروري، أو دمج مواضيع محددة مع بعضها، أو إنشاء قسم يرد تحت آخر.
خذ نية البحث بالحسبان
ينبغي لك في هذه المرحلة أيضًا ألا تسهو عن فكرة بالغة الأهمية، وهي نية البحث dearch intent. دعنا نخبرك بأن الكلمات المفتاحية ما هي إلا أحد الجوانب التي عليك مراعاتها عند كتابة محتوى يلبي معايير تحسين محركات البحث، فبالإضافة إلى ضرورة معرفة ما يبحث عنه جمهورك، عليك أن تعلم السبب الذي يبحثون لأجله، وأن تقدّم لهم ما يلبي حاجتهم تلك.
على سبيل المثال، إذا بحث شخص ما عن "حمية باليو Paleo diet، أو حمية العصر الحجري"، فيعني ذلك أنه يريد معلومات عن طريقة أكلها؛ أما إذا بحث عن "كتب طبخ حمية باليو"، فهذا يعني أنه ينوي الشراء. من شأن أخذ نية البحث بالحسبان أن يغير -جذريًا- الزاوية التي تناقش منها الموضوع ذا الصلة.
5. اكتب محتوى طويل ظاهريا
يمكن وصف المحتوى الطويل ظاهريًا long-form content -بالمعنى الضيق- بأنه: مقال أو مدونة تحتوي كلمات كثيرة. وهو عكس منشور المدونة القصير ظاهريًا short-form blog post، الذي يحتوي على عدد قليل من الفقرات.
يتكون المقال الطويل عادةً من 1000 كلمة فما فوق، وغالبًا ما يصل ذلك العدد إلى أكثر من 2000 أو 3000 أو 4000 كلمة، لكن وبعيدًا عن الطول الحرفي لمقالك، عليك أيضًا أن تأخذ بالحسبان مدى تعمق ذلك المقال في الموضوع ذي الصلة؛ لأن القيمة الحقيقية للمقال الطويل ظاهريًا تتجلى في مدى استغراقه أو شموله للموضوع الذي يتحدث عنه. فالمحتوى عالي الجودة يغطي الموضوع ذا الصلة على نحو شامل، ولا يعني حشو الكلمات لمجرد زيادة عددها؛ أي هو المحتوى الذي يتحدث عن جميع التفرعات الواضحة لذلك الموضوع، بالإضافة إلى تلك الأقل وضوحًا.
على سبيل المثال، إذا كان هناك مقال بعنوان: 10 نصائح لالتقاط صور بكاميرا الهاتف المحمول؛ فإنه سيتحدث عن الأساسيات التي يوحي بها ذلك العنوان، مثل الإضاءة، وقاعدة الأثلاث في التصوير أو التثليث، وخطوط التوجيه… إلخ، ولكنه قد يتضمن أيضًا الحديث عن أفضل الهواتف المحمولة للتصوير الفوتوغرافي، وتطبيقات تحرير الصور، وأماكن بيع الصور التي تلتقطها.
قد يغطي المقال القصير ظاهريًا جانبًا واحدًا من موضوع ما بأقل عدد من الكلمات الأساسية؛ فيكون بمثابة مدخل أو مقدمة إلى الفكرة، وليس دليلًا شاملًا حولها.
كيف تتجنب حشو مقال طويل ظاهريا بمعلومات لا فائدة منها؟
تذكّر أنك تغطي موضوعًا واحدًا في مقالك، وعليك لذلك السبب جعل التفاصيل الواردة فيه تتصل -على نحو ضيق ومباشر- بذلك الموضوع تحديدًا، ما لم يكن المقال دليلًا شاملًا، أو ما شابه ذلك مما يسمى مقالة محتوى حجر الأساس Cornerstone Article.
وما دمت لا تستطيع الولوج إلى تفاصيل كل موضوع فرعي تناقشه في مقالك، فاستخدم روابط داخلية وخارجية أيضًا؛ إذ يُعَد ربط مقالك بمحتوى آخر قيّم -لا سيما الموجود على مواقع موثوقة ومحكّمة- مفيدًا لغرض تحسين محركات البحث. يُعَد توجيه القرّاء إلى مصادر أخرى موثوقة جزءًا من إنشاء محتوى يغطي أحد المواضيع على نحو شامل.
عليك أيضًا التفكير فيما يريد الشخص الذي يقرأ المحتوى معرفته خلف ما هو ظاهر، وستساعدك هنا الأدوات التي استخدمتَها في مرحلة صياغة الفكرة، مثل الصندوق الذي يظهر في محرك البحث جوجل بعنوان "يسأل الأشخاص أيضًا (People also Ask)". فعندما تبحث عن موضوع ما على جوجل، يظهر غالبًا ذلك الصندوق -في أعلى نتائج البحث- متضمنًا الأسئلة التي طرحها غالبية المستخدمين حول ذلك الموضوع، ويقدم إجابات لها.
يمكن لاستفسارات المستخدمين تلك أن تقود محتواك، وذلك إما عبر تزويدك بأفكار حول العناوين أو الأقسام التي تستخدمها في مقالك، أو بتوجيهك نحو محتوى مشابه يمكنك استخدامه لتحليل مدى تغطية منافسيك للموضوع الذي تكتب فيه.
6. قسم المحتوى واستخدم وسوم عناوين
لا يحب القرّاء رؤية فقرات طويلة من النصوص المستمرة دون فواصل، كما يؤثر ذلك سلبًا في معايير تحسين محركات البحث. يسهل على القراء تصفّح المحتوى المريح للنظر والعثور على ما يريدونه منه، بفضل طريقة عرضه ضمن فقرات قصيرة. وحتى لو أرادوا قراءة مقال بأكمله، فتقسيم النص يجعله أكثر جاذبيةً من الناحية البصرية، ويسهّل استخراج المعلومات منه.
تُعَد العناوين طريقةً ممتازةً لتقسيم النص وتنبيه القارئ حول المعلومات التي ستُعرض لاحقًا، وتعزيز تجربة المستخدم ككل، لذا فعندما تستخدم وسوم عناوين header tags بالتوازي مع تلك العناوين، فسيسهل على محركات البحث الوصول إلى المحتوى وتحديد معناه، وهو ما يطور الفهرسة indexing، ويعزز موضع محتواك في صفحات نتائج محرك البحث.
فمثلًا، لهذه الفقرة من المقال الذي تقرأه الآن عنوان "6. قسم المحتوى واستخدم وسوم عناوين"، وهذا العنوان محاط بوسمَي H3، أي عنوان 3، كما يوضح المثال في الصورة أدناه.
<h3>6. قسم المحتوى واستخدم وسوم عناوين</h3>
لا تستطيع رؤية تلك الوسم في المقال المنشور الذي تقرأه الآن (لأن المتصفح يعالج لغة توصيف النص الفائق HTML، لكن تلك الوسوم موجودة فعلًا. ويمكن لعناكب محرك البحث العثور عليها، وهذا هو المهم، فعندما تكتب، يمكنك إما إضافة رمز لغة توصيف النص الفائق HTML بنفسك، أو اختيار نمط عنوان من القائمة المنسدلة في محرر النصوص الذي تستخدمه، كما في الصورة أدناه.
وبينما يمكنك إضافة كلمات مفتاحية إلى عناوينك إن وردت (تلك الكلمات) هناك على نحو طبيعي، فليس عليك إتخام تلك العناوين بها إن لم ينجح ذلك. وإذا كنت تستخدم إحدى الإضافات -مثل يوست Yoast- التي تقترح عليك إضافة مزيد من الكلمات المفتاحية إلى عناوينك، فيمكنك دائمًا إنشاء عناوين من النمط 3 (H3) التي ترد تحت الأقسام ذات العناوين من النمط 2 (H2)، وهو ما يتيح لك مزيدًا من تقسيم المعلومات، بالتوازي مع منحك فرصًا أكثر لاستخدام كلمات مفتاحية. يمكنك ملاحظة ذلك في كل عنوان فرعي يرد تحت العناوين الرئيسية المرقّمة في هذا المقال.
7. اتبع أفضل ممارسات الكتابة
هناك وفرة في أفضل الممارسات الصحيحة والمجربة التي عليك التقيد بها أثناء تعلّمك كيفية كتابة محتوى يراعي معايير تحسين محركات البحث (أو أي محتوى يتعلق بذلك). ونقصد بذلك سلسلةً من ممارسات كتابة الإعلانات الموجودة فعلًا، والتي عليك اتقانها لتحسين جودة كتابتك ككل.
اكتب لجمهورك
جمهورك بوصلة كتابتك؛ وهو ما يحتم عليك التفكير في اهتمامات أفراده والأسئلة التي سيطرحون. تحقق من منافسيك، واطلع على الكيفية التي يكتبون المحتوى الخاص بهم وفقًا لها؛ خصوصًا فيما يتعلق بالثغرات التي لمّا يتداركوها حتى الآن.
كذلك، ننصحك بالحرص على الكتابة وفقًا للنمط والنبرة التي يفضلها أفراد جمهورك؛ فالنبرة الخفية التي تستخدمها في مقالاتك ستُسمع على نحو يختلف باختلاف متلقيها ممن تكتب لهم. على سبيل المثال، يختلف أسلوب الكتابة والنبرة المستخدَم في شركة بزفيد Buzzfeed لإعلام الإنترنت عنه في شركة النشر ووسائل الإعلام فوربس Forbes، رغم أنهما تنشطان في المجال ذاته؛ وذلك لأن جمهور الذين سيقرؤون للأولى مختلف عن جمهور الأخيرة.
قصر جملك
لا شك بأن وجود جمل طويلة أمر ضروري، أو يبدو مستحسنًا من ناحية الأسلوب أحيانًا، لكن وفي أغلب الحالات، تكون الجمل القصيرة أسهل للقراءة والفهم. وفي نهاية المطاف؛ ستبدأ بتعديل كتابتك تلقائيًا وصولًا إلى أسلوب كتابة تسوده جمل أكثر رشاقة وإيجازًا.
أضف صور ووسائط متعددة تفاعلية
تساعد الصور (والإنفوجرافيك، والفيديوهات، إلخ) في إبراز محتواك وجعله متميزًا، كما تجعل الوسائط المتعددة التفاعلية أو الوسائط الغنية ذلك المحتوى أسهل في المشاركة بالنسبة للآخرين على مواقع تتميز باستخدام المرئيات بكثرة؛ مثل منصة بنترست Pinterest. أضف إلى ذلك أنه لو رغب شخص في نشر مقالتك على صفحته في منصة فيسبوك، فستكون أكثر جاذبيةً من الناحية الجمالية إذا احتوت على صورة مرافقة لها. وإلى جانب ما سبق، فعندما تضيف صورًا، يمكنك إضافة بيانات وصفية Meta Data أو نصًا بديلًا للصور Alt Text؛ وهو ما يمنحك فرصة لتضمين كلماتك المفتاحية وتطوير تحسين محركات البحث.
8. وزع الكلمات المفتاحية على طول المقال
إذا أردت كتابة مقال متوافق مع معايير تحسين محركات البحث، فعليك أن تحاول استخدام كلمات مفتاحية على امتداد النص. لكنك إن استخدمت تلك الكلمات بكثرة تصل إلى حد المبالغة، فستزعج القارئ (وستربك محرك البحث جوجل أيضًا). وبالمقابل، إن استخدمت عددًا قليلًا وغير كافٍ من الكلمات المفتاحية، فلن تنجح في تحقيق التأثير المطلوب المتعلق بتحسين محركات البحث. ومن المبادئ التوجيهية حول هذه النقطة أنه عليك استخدام الكلمة المفتاحية في عنوان الإنترنت URL، وفي عنوان المقال ذي الصلة، ومقدمته (في أول 150 كلمة من ذلك المقال)، وكذلك في أحد العناوين من النمط 2 (H2) الواردة في مقالك.
استخدم أداةً تساعدك في تحديد عدد الكلمات التي تستخدمها، ومتى تتوقف؛ فإذا كنت تعمل على ووردبريس، فستتيح لك الإضافة المسماة يوست Yoast إمكانية تحديد كلمة مفتاحية رئيسية، وستقدم لك المشورة عندما تحتاج إلى إضافة مزيد من الأمثلة منها، أو إلى إنقاص عددها.
كيف تكتب محتوى يراعي تحسين محركات البحث: هل كثافة الكلمات مهمة؟
كثافة الكلمات مهمة إلى حد ما، لكن الأمر الأكثر أهميةً هو المرة الأولى أو الثانية التي تستخدم فيها الكلمة المفتاحية، لأن تلك الكلمة هي التي تُخبر جوجل عما يتضمنه محتواك؛ أي بما يتعلق ذلك المحتوى. وعلى كل حال، فإن استخدام الكلمة المفتاحية يساعد على نحو تدريجي، لكن ليس أكثر من ذلك. تذكّر أنك تلحق ضررًا بمحتواك عندما تستخدم كلمةً مفتاحيةً على نحو مبالغ فيه بحيث يبدأ ذلك يؤثر سلبًا في ترتيب مقالك ضمن نتائج البحث.
ووفقًا لجوجل؛ فعندما تحتاج إلى تضمين كلمتك المفتاحية مرةً أو مرتين على الأقل، فلا تستخدمها بعد ذلك إلا حيث ترد على نحو طبيعي. وهنا تبرز أهمية مهارات الكتابة، فالكاتب الماهر يعرف ما يبدو طبيعيًا وما لا يبدو كذلك. وإن كان من الصعب عليك معرفة ما إذا كنت قد استخدمت الكلمة المفتاحية على نحو مبالغ فيه، أو ما إذا كانت إحدى الجمل تبدو غير طبيعية ضمن سياقها الحالي (خصوصًا بالنسبة لمتحدثي اللغة الإنجليزية بوصفها لغةً ثانيةً غير لغتهم الأم)، فعليك الاطلاع على معايير كتابة الإعلانات الجزلة، وكيف يجب أن ينساب المحتوى.
كما إن ذلك هو السبب الذي لأجله ستندرك الأدوات -التي ذكرناها أعلاه- في حال استخدمتَ كلمة مفتاحية على نحو مبالغ فيه. فكما يستخدم الجرّاح مبضعه؛ يستخدم الكتّاب أيضًا أدوات تسهّل عملهم.
أفكار ختامية حول كيفية كتابة محتوى مراع لمعايير تحسين محركات البحث
من الصعب كتابة محتوى يراعي معايير تحسين محركات البحث، ويُبهر تلك المحركات والقرّاء على السواء، لذا عليك التحلي بالصبر للبحث في المواضيع التي سيجد جمهورك فيها ما يريده، والإلمام بالأمور التقنية التي تساعدك في البحث عن الكلمات المفتاحية المناسبة، وللإحاطة بمهارات الكتابة التي تمكّنك من إبداع محتوى قيّم؛ كما تحتاج إلى فعل ذلك مرةً واحدةً في الأسبوع على الأقل إذا أردت نشر محتوى بانتظام.
لا تُحمّل نفسك فوق طاقتها؛ فمع كتابة المزيد من المحتوى المراعي لمعايير تحسين محركات البحث، ستعثر على أدوات تعجبك، وستطور استراتيجيةً تسهّل عليك العملية برمّتها. وعندما تجد محتواك يتصدر ترتيبًا متقدمًا في نتائج البحث بفضل الجهد الذي بذلته، فستتحمس لتبقى محافظًا على ذلك الإنجاز.
ترجمة وبتصرف للمقال How to Write Quality SEO Content in 8 Steps لصاحبته Lindsay Pietroluongo.
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.