إذا كنت تجني المال من وراء هويتك الشخصية، فلتعلم أنه يجب عليك أن تعتني بمكانتك الرقمية جيدًا على الإنترنت، فتحتاج ابتداءً أن تمتلك فضاءك التدويني والاجتماعي الخاص بك، بما أنه المكان الذي يجتمع فيه أغلب المؤثرين أيضًا (أعني الإنترنت والشبكات الاجتماعية). فيجب أن يكون لديك حساب في فيس بوك، تويتر، لينكدإن، إلخ، ويجب أيضًا أن يكون لديك مكان لكل محتواك المميز ( مدونة).
واعلم أن فشلك في التميز في تلك المنصات سيتسبب في إعاقة نمو علامتك الطبيعي، إضافة إلى أن الأخطاء التالية التي سأذكرها لك في باب الشبكات الاجتماعية ستجعلك تتقدم خطوة وترجع القهقرى ثلاث خطوات أخرى، فما الفائدة إذًا من أن يكون لديك هوية شخصية إذا لم تكن تستغل الفرص المتاحة أمامك للتواصل؟
تفقد معي هذه الأخطاء الستة واحرص أن تبذل جهدك في تجنبها.
1. نبذتك التعريفية ليست مُميّزة
أبق النبذة الشخصية قصيرة وممتعة، كن مثيرًا للاهتمام دون أن تحكي قصة حياتك. تذكر أن القاموس صديق لك، فلتضف بعض الإسهاب غير المتوقع إلى نبذتك الشخصية أو زودها بمفردات يندر استخدامها.
فيمكنك مثلًا أن تجرب استخدام كلمات مثل "marketing groupie" بدلًا من أن تطلق على نفسك "marketing specialist"، هكذا يجب أن تكون هويتك مميزة، وإﻻ فتأكد أنك ستتوه بسهولة وسط الزحام إذا كانت نبذتك مجرد ثرثرة مكررة وحشو ﻷلقاب مثل "خبير تسويق، مستشار، محترف، .. إلخ"، فمثل تلك الألقاب صارت مستهلكة ومكررة، ومملة أيضًا.
2. صورتك الشخصية ليست معبِّرة
توقف عن محاولة تقمص شخصية غيرك، أجب على هذا السؤال حين تلتقط صورة شخصية لنفسك لتستخدمها في الإنترنت: هل سيتعرف علي أصدقائي وعائلتي إن رأوني في تلك الصورة؟ أقصد تلك اللحظة التي ترى والدتك فيها صورتك وهي تتصفح فيس بوك، هل ستتعرف عليك فورًا قائلة "أوه، هذا ولدي!/هذه فتاتي!"؟ إذا لم تتعرف عليك أمك، فمن سيفعل؟
حتى في موقع مثل لينكدإن، ﻻ يجب أن تحتوي الصورة الشخصية على الكثير من العناصر -إﻻ إن كانت هويتك تعتمد على تلك العناصر، فلا بأس إذًا-. احرص أيضًا على أن تبتسم، وأظهر شخصيتك الطبيعية، وتأكد أن تتعرف أمك عليك إن رأت صورتك، وﻻ تشوش هويتك بالتعديلات المبالغ فيها.
3. لم تحسن اختيار علاقاتك
إن تصفحتَ حسابي على فيس بوك ووجدتَ أحد أكثر المطلوبين للشرطة في قائمة أصدقائي، فسيؤثر ذلك حتمًا على حكمك علي، بل إنك قد تمتنع عن العمل معي أو حتى طلب صداقتي. فإن أغلب الناس يتجنبون الدخول في علاقات مشبوهة مثل تلك، وإن لم يفعلوا فعلى الأقل سيعيدون التفكير فيها مرة أخرى.
لكن من الناحية الأخرى، إن كان سيث جودين -ليس الممثل، بل أحد المؤثرين في مجال التسويق الرقمي- يعيد تغريد ما تكتبه، فأنت على الطريق الصحيح!، إن الأمر يتطلب بالطبع أكثر من خطوة واحدة على الشبكات الاجتماعية، لكن كبداية سيُنظر إليك على أنك خبير بالمجال لمجرد ارتباطك بأشخاص مؤثرين وبارزين في مجالك.، أضف إلى هذا أن ارتباطك مع بعض القادة المفكرين في الفضاء الرقمي سيعزز من صدى هويتك.
4. ليس لديك بيانات عمن يتابعك
هل تقضي أغلب وقتك على تويتر بينما يقدم فيس بوك لك تفاعلًا أفضل؟ دعنا نتحدث بصراحة، إنك لن تستطيع أن تخصص ثمان ساعات كل يوم لكل شبكة، بل إن حتى ساعتين فقط قد تبدو بالشيء الكثير لكل شبكة في اليوم، لهذا السبب وحده يجب عليك أن تفكر جيدًا في كيفية تقسيم ساعات يومك، وتعرف أين يوجد جمهورك. أضف لهذا أنك يجب أن تعرف أي منصة تعطيك أفضل نتائج، إن كان الآلاف من متابعيك ينتقلون إلى إنستجرام، لكن ﻻ توجد طريقة فعلية لتحديد كم الزيارات أو الدخل المادي من هذا المصدر، فابحث عن بديل له. إنني أنصح دومًا بالحفاظ على حضور أساسي في شبكة من الشبكات المشهورة، وجمع شبكة أو شبكتين أخرتين إليها.
5. لا تهتم بنوع المحتوى الذي تنشره
هل تنشر بشكل منتظم تدوينات ومقالات كتبها أشخاص غيرك؟ هل تكثر من مشاركة منشورات رفعها أشخاص غيرك على إنستجرام؟ هل تعلم أنك ﻻ تزال في حاجة إلى إنشاء محتوى مميز خاص بك أنت!، رغم أنه ﻻ بأس أحيانًا من إظهار بعض الحب والتقدير ﻷصحاب تلك المنشورات، فالعالم الرقمي في حاجة إلى صوتك أنت.
حاول أن تنشر محتوىً خاصًا بك بشكل أسبوعي على الأقل، حافظ على جهودك التسويقية مواكبة لما يجري حولك، استخدم شبكاتك الاجتماعية لبناء شبكة تسويقية من الاتصالات، روِّج لقائمتك البريدية التسويقية في حسابك على تويتر، وأطلق كذلك إعلانًا على فيس بوك، لدعم قائمتك التسويقية النصية (Text Marketing List).
إن سار كل شيء كما يجب فسترى عوائد جهودك لتنمية جمهورك الرقمي تزدهر بشكل خيالي.
6. أنت ﻻ تتبع سِمَتيْن أو ثلاث سِمات ثابتة لعلامتك
إن كنت تكتب منشورات عن السياسة بشكل منتظم في حين أن الناس تعرفك كمدرب شخصي، فاعلم أن تلك الطريقة قد ﻻ تكون أفضل شيء تحافظ به على منحنى سمعتك الطيبة.
إني أعرف أن لكل شخص آراؤه الخاصة، لكن إن أردت بناء علامة تجارية قوية، فاختر سمات محددة للمحتوى الذي تنشره، فليس هناك أحد خبير في 300 موضوع!، ولن تساعدك محاولتك لفعل ذلك في ترسيخ علامتك كمرجع لدى العملاء. وإن أفضل طريقة لتحديد تلك السمات التي عليك اتباعها هو أن تسأل نفسك "أين يمكن أن أقدم أفضل ما لدي؟"، ثم اختر موضوعين أو ثلاثة تظهر فيهم موهبتك وخبرتك هناك.
وبصفة عامة، تأكد أن تلك الموضوعات تتفق فيما بينها بشكل ما، فيمكنني أنا مثلًا أن أختار لنفسي موضوعات مثل العلامة التجارية، التسويق بالمحتوى، وريادة الأعمال. ﻻحظ أن كل موضوع من الثلاثة يرتبط بالموضوعين الآخريْن، فنصيحتي لك أن تتجنب الجمع بين موضوعات مثل تزيين الكعك، تصليح السّيارات، وغناء الأوبرا، ﻷنك ستجد صعوبة كبيرة في إنجاح علامتك التجارية بين كل هؤلاء.
واﻵن، إليك السؤال الذي يطرح نفسه، لمَ الشبكات الاجتماعية بالذات؟ كيف ستستفيد علامتي التجارية من تلك المنصات الرقمية؟
- يمكنك التفاعل بشكل مباشر ولحظي، فإن بعض القنوات تتيح لك إمكانية البث بشكل مباشر، وهذا أفضل حتى من أجل العلامة التجارية.
- إن حساباتك الاجتماعية أشبه بمتحف عنك أنت فقط، حيث يستطيع المعجبون أن يتعرفوا عليك كيف شاؤوا، من خلال ما تقدمه أنت من معلومات عنك.
- تستطيع معرفة الكثير عن متابعيك بسبب تطور التحليلات التي تقدمها تلك المواقع، ففي فيس بوك مثلًا تستطيع رؤية أين يعيش أكثر متابعيك، كم أعمارهم، وما أنواع المحتوى الذي يهتمون به.
- يمكنك أن تضيف المحتوى أو تحذفه كيف تشاء، حين تشعر مثلًا أن منشورًا لم يعد يمثلك أو يمثل علامتك التجارية بعد الآن.
تذكر أن الاستفادة من اﻹنترنت ليس صعبًا، لكن إن لم تبذل جهدًا حقيقيًا في الشبكات الاجتماعية، فلن تستطيع بناء قاعدة متابعين مخلصين ومتفاعلين، وستلحظ انخفاضًا في الاهتمام بعلامتك التجارية، ولن يهتم الناس بما ستقوله، ولن تكون رسالتك متناسقة وﻻ متينة.
واعلم أن شبكتك الاجتماعية تعول على مزيد من الجهد الذي تبذله أنت، فلا تخيب رجاءهم واتبع تلك النصائح الست التي أوردتها لك كي تقفز بمهارتك في التعامل مع الشبكات الاجتماعية إلى مستوى جديد.
ترجمة -بتصرف- للمقال Six Social Boo Boos That Limit Your Personal Brand لصاحبته kristen Vanstrom
حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
تم التعديل في بواسطة يوغرطة بن علي
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.