اذهب إلى المحتوى

هناك الكثير من الأسباب التي قد تدفعك لمغامرة البدء في العمل الحرّ، ولكنّ هناك أموراً أخرى ستجعلك تعيد التّفكير، وهذا ما يناقشه هذا المقال، وفي نهاية المقال أتمنّى أن تقرّر فيما إذا كان العمل الحرّ مناسباً لك أم لا.

10-before-freelancing.thumb.png.b245d542

1. هل أنت عصامي؟

بمجرّد التّفكير في العمل الحرّ سيتبادر إلى الذّهن أنّك ستقوم بكلّ شيء بنفسك وبأنّك ستشق ّطريقك بمفردك، ولكنّ ذلك يجب أن يكون أصلاً أحد خصائص شخصيّتك لتتمكّن من الاستمرار في العمل الحرّ دون أن تستلم من الشهر الأول.

2. هل يمكنك تحمل الرفض؟

ربّما علينا اعتبار الرّفض مرادفاً للعمل الحرّ لأنّ ذلك سيشكّل 70% من عملك، فإن لم يكن لديك سمعة طيّبة وشهرة واسعة قبل أن تبدأ في العمل الحرّ فستصرف الكثير من الوقت باحثاً ضمن قوائم طلبات الخدمات هنا وهناك، وعندما تقدّم طلبك لمهمّة ما فلن تحصل على الأرجح إلّا على ردود فحواها رفض طلبك، وهناك العديد من الأسباب ولكن مهما كانت سيبقى الرفض رفضاً، ولن يتغير حالك إلّا بعد اكتسابك لمزيد من الخبرة، لذا كن جاهزاً للتعامل مع ذلك واجعل الرّفض دافعك للاستمرار، واجعله التحدّي الذي يثير حماستك.

3. هل تخشى الفشل؟

سيكون عليك تقبّل الفشل، فليس هناك طريقة لتجنّبه، فستواجهك أحياناً أخطاء برمجيّة لم تتعامل معها من قبل، فالزّبون قد يطلب منك أشياء تجبرك على الغوص في المفاهيم غير المألوفة بالنسبة لك وعندها لن تستطيع التعامل معها، وهذا متوقّع.

سيؤدّي سوء التّواصل دوماً إلى سوء الفهم، وأيّاً كان سبب فشل مشروعك فسيبقى فشلاً، ولا شيء يمكنه تغيير ذلك، لذا فقدرتك على قبول الفشل والمتابعة، ثمّ تطوير ذاتك انطلاقاً من فشلك السابق هي أساس العمل الحرّ.

4. قدرتك على إدارة الوقت

يعتمد إتقانك لعملك على حسن إدارتك لوقتك، ولربّما بإمكان أيّ مستقلّ أن يخبرك عن إحدى لياليه التي لم ينم فيها لإنهاء الأعمال المتراكمة عليه، وهذا هو نمط حياة المستقلّ بشكل عامّ، فليس هناك طريقة محدّدة لإدارة وقتك كمستقلّ، إلّا أنّ قيامك بهذا بشكل احترافيّ هو أهمّ معايير الجودة التي ستميّز عملك، وذلك عندما تعرف متى يجب أن تقبل استلام مهمّة ما وكيف يجب عليك تنفيذها.

5. أسلوب الحوار

هو موهبة تلفت انتباه أيّ شخص إليك مباشرةً، فأسلوبك في الحديث مع الناس هو الذي سيأخذك إلى المرحلة التالية مع صاحب العمل سواء تمّ الحديث بشكل شخصيّ أو على الهاتف أو عن طريق الإنترنت، وللأسف فإنّ الكثير من المستقلّين لا يعرفون كيف يخاطبون أصحاب الأعمال وبذلك يدفعون الثّمن بفقدانهم لفرصة العمل، تذكّر دوماً بأنّ الأمر لا يتعلّق بفحوى كلامك بقدر ما يتعلّق بالأسلوب الذي استخدمته للحديث.

6. حالتك الماليّة

يختلف مقدار المال الذي ستحصل عليه من العمل الحرّ قليلاً عن المال الذي يصلك في نهاية الشهر من الوظيفة العاديّة، حيث تجد في الشّركات أنّ المبلغ معروف والزيادات متوقّعة، أمّا في العمل الحرّ فالمبلغ يتغيّر كليّاً تبعاً للجهد المبذول في العمل، فهل لديك مخزون ماليّ سابقٌ للحالات الطارئة، وهل عليك ديون يجب تسديدها؟ هذه الأمور يجب أن تفكّر فيها جيداً قبل أن تترك وظيفتك الحاليّة.

يقوم العديد من المستقلّين بوضع حدّ أدنى للعوائد الماليّة ببيعهم لمنتجاتٍ تدرّ عليهم الربح بشكل مستمرّ كتصميم القوالب وتأليف الكتب، أو من الإعلانات في المدوّنات، أو بإنتاج مصادر تعليميّة احترافيّة، إلّا أن ذلك قد يبقى غير كافٍ أحياناً.

7. شبكة علاقاتك الاجتماعيّة

لو وضعت سمكة قرشٍ في بحيرة فيها بضع أسماك فستموت في غضون يومين على الأرجح، أمّا لو وضعتها في المحيط حيث ستجد عدداً هائلاً من الأسماك فستعيش مدة أطول بكثير، ربّما تكون هذه المقارنة قاسية إلا أنّها تجسّد الواقع، فلتكون مستقلّاً ناجحاً يجب أن تحيط نفسك بشبكة علاقات اجتماعيّة كبيرة بما يكفي لتلائم نموّك كمستقلّ.

8. إمكانيّة الاستعانة بالآخرين

هل لديك كلّ المهارات لتستلم جميع الوظائف التي تُطلب منك؟ هل لديك الوقت لتقرأ جميع الرّسائل التي تردك يومياً؟ يرفض العديد من المستقلّين الاستعانة بأيّ أحد رغم أنه من الأفضل دوماً أن توظّف أحداً ما إن واجهتك ظروف تمنعك من القيام بالعمل شخصيّاً.

9. استراتيجية التّسويق

يأخذ التّسويق في مجال العمل الحرّ طرقاً مختلفة، فهناك أدوات كثيرةٌ كالإنترنت أو طرق التسويق التقليدية كتوزيع بطاقات العمل، المنشورات، الملصقات أو حتّى الكلام المباشر مع الزبائن، والكثير من الأمور الأخرى، ويُفضّل أن يكون لديك خطّة لكيفيّة استخدام هذه الطّرق لتأمين عدد ثابت من الزّبائن لك.

10. هل لديك كل شيء لتبدأ؟

هناك الكثير من الأمور لتكون مستقلّاً مواكباً للتطوّر يتعلق معظمها بالتّقنيّة كالحواسيب، البرمجيات، مكتب أو مكان عمل وأثاث هذا المكتب أو مكان العمل، يمكن أن تطول السّلسلة إن لم يكن لديك فكرة عما تريد فعله في المستقبل، والمشكلة عند معظم المستقلّين المبتدئين أنّهم لا يخطّطون جيّداً ويظنّون أنّ حاسوبهم الشخصيّ وإبداعهم الفذّ كافٍ للنّجاح.

سيجعل التخطيط حياتك أسهل، لذا لا تتجاهل السيناريوهات السيّئة، فهناك الكثير لتشتريه ويجب أن يكون لديك ميزانيّة كافية لتبدأ وإلّا فستكون بعيداً جداً عن البداية الحقيقيّة في العمل الحرّ.

خلاصة

عليك التّخطيط والتّفكير كثيراً قبل أن تقرر أن تصبح مستقلّاً خصوصاً إن كنت تعيل أسرة، لذا إن كانت فكرتك الوحيدة عن العمل الحرّ هي أنّه أسهل من العمل في مكان آخر، أو بأنه يدرّ مالاً أكثر، أو بأنك تريد أن ترتاح من مديرك الّذي يطبق الخناق عليك، فعليك التّفكير مرّة أخرى، لأنّك مقدمٌ على منعطفٍ كبيرٍ في أسلوب حياتك من النّاحية الشّخصيّة والمهنيّة، وتذكّر بأنك ستكون أنت المسؤول الوحيد عن عملك، ومقدار نجاحك في الانطلاق في هذا المجال يعتمد على كمّيّة معلوماتك وتحضيراتك قبل البدء.

هل ترى بأنّ هناك أموراً أخرى يفكّر فيها المستقلّون قبل البدء؟ شاركنا برأيك.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال 10 Things to Consider Before Starting a Freelancing Career لصاحبه: Dainis Graveris.

حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

Ali Al Mekhlafi

نشر

اضف الى ماتفضلت به التنبيه بخطورة العمل من المنزل باستمرار

حيث يبدا مع الوقت شعورك بالملل كونه لم يعد هناك مسافة بين مكان العمل ومكان العيش تقضيها مشيا او على المواصلات ممايؤثر نفسيا عليك



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...