اذهب إلى المحتوى

سمعت مرارًا وتكرارًا من الأشخاص المتسائلين عن العمل الحر أن العمل المستقل يبدو أقرب للتنزه في حديقة منه للعمل الفعلي.

nine-freelancing-myths.png.49197b2836f8d

دعني أبدد هذا الوهم؛ وأعود بأحلام الثراء لديك خلفًا إلى الواقع، ولنتكلم عن أشهر تسع خرافات يكثر الحديث عنها مُتعلّقة بالعمل الحر:

الخرافة الأولى: يمكنك العمل من المنزل بملابس نومك

الحقيقة: السبب الوحيد الذي يمكن أن يدفعك للعمل من المنزل بملابس نومك هو كونك مشغولًا لدرجة عدم توافر الوقت لارتداء ملابسك لأربعة أيام متواصلة. تخيّل -إضافة إلى ذلك- زيارة مفاجئة من أمك، لتدرك حينها أنّك لم تنظّف الأطباق -أو حتى لم تستحم- خلال أربعة أيام.

الخرافة الثانية: يجني المستقلون أموالا طائلة من العمل الحر

الحقيقة: دع عنك أحلام شراء ذاك اليخت لدقائق! بالتأكيد يمكن للمستقلين جني مبالغ محترمة من المال عبر العمل الحر، لكن ذلك يتطلب نفقات يجدر بهم تغطيتها أيضًا؛ مثل شراء أجهزة إلكترونية من قبيل MacBooks ،iMacs ،iPhones، ساعاتApple (إن كان المُستقل مثلًا مُختصّا في برمجة تطبيقات لأجهزة Apple)، وحتى المنتجات التي لا علاقة لها بشركة Apple كالبرمجيات، المكتب والكرسي، خط الاتصال بالإنترنت، استضافة الموقع الإلكتروني، القوائم البريدية.. إلخ.

عليك أيضًا أن تفكر بنفقات التأمين، الادخار، والاستثمار، بالإضافة للضرائب بالتأكيد.

الخرافة الثالثة: لا رؤساء عمل يعني لا وجود للضغط

الحقيقة: ماذا عن العملاء الذين يرسلون لك المال مقابل إنجاز المهام؟ حسنًا؛ هؤلاء هم رؤساء العمل لدى المستقلين؛ وعوضًا عن وجود رئيس عمل واحد أنت هنا أمام عدد كبير من الرؤساء؛ كل منهم يريد وقتك؛ اهتمامك؛ وأن تردّ على رسائلهم الـ14 دفعة واحدة في الوقت عينه، وعلى الرغم من كونك رئيس نفسك في العمل الحر؛ فأنت مضطر للإجابة على رسائل العديد من الأشخاص.

الخرافة الرابعة: لديك الآن وقت فراغ كبير جدا

الحقيقة: بالتأكيد؛ يمكنك عمليًا التفرغ من العمل يوم الثلاثاء مثلًا لتقضيه مع الأصدقاء أو في مشاهدة التلفاز، لكن الواقع يقول أن الوقت الذي تمضيه كمستقل دون عمل يعني عدم حصولك على المال، وهو السبب الذي يدفع معظم المستقلين للعمل ما يزيد عن 40 ساعة أسبوعيا لتفادي العمل المكتبي لمدة 40 ساعة في مكان آخر.

الخرافة الخامسة: العمل الحر ممتع جدا لدرجة لا يعتبر فيها عملا

الحقيقة: لا يزال العمل الحر يعني الكثير والكثير من بذل الجهد؛ وبشكل خاص في البدايات، إذ عليك أن تعمل بأقصى طاقتك لأنك لست مسؤولًا عن إنجاز العمل فحسب؛ أنت مسؤول أيضًا عن إيجاده، وهو الأمر الذي يستلزم الكثير -وأحيانًا الكثير جدًا- من الوقت.

الخرافة السادسة: لا مزيد من بيروقراطية الشركات

الحقيقة: كل الأعمال الإدارية التي توزّع على الموظفين في الشركات منوطة بك وحدك في العمل الحر؛ عليك أن تقوم بها كلها: كشوف الأجور، المحاسبة، الأمور القانونية، المبيعات، التسويق، إدارة المشاريع، كل شيء بالإضافة إلى العمل الذي تعاقدت مع الزبون لإنجازه.

الخرافة السابعة: يمكنك الآن أن تعمل وحيدا كما تمنيت دوما

الحقيقة: قد يميل المنعزلون والانطوائيون للعمل المستقل؛ مع أحلام العمل بانفراد من المنزل والاستماع لموسيقاهم المفضلة؛ دون الحاجة للحديث مع أحد، لكن لسوء الحظ فإن العملاء يفضلون التواصل مع المستقل، بالإضافة إلى حاجتك للتواصل المستمر والمتكرر معهم لبناء وعي حول العلامة التجارية التي تعمل لأجلها، لا يمكنك أن تنعزل وحيدًا في برجك وترى الأعمال تأتي إليك؛ هذه خرافة!

الخرافة الثامنة: العمل الحر ممتاز للأشخاص الذين لا يمكنهم الحفاظ على نفس الوظيفة لفترة طويلة

الحقيقة: قد ينجذب العديد من الناس للعمل الحر لأنهم لا يرغبون بالعمل مع أشخاص متسلطين، لكن عليك أن تعلم أنه إن كنت تعاني من مشاكل عديدة لدرجة عدم تمكنك من الاستمرار في وظيفة؛ فقد تواجهك نفس المشاكل أيضًا بموضوع العمل من المنزل لحسابك الخاص، حيث لن يكون ثمة رقيب يتأكد من إتمامك لمهامك، عوضًا عن ذلك سيكون هناك عملاء غاضبون يرفضون الدفع لك لتأخرك عن موعد التسليم النهائي.

الخرافة التاسعة: كل ما تحتاجه هو موقع إلكتروني

الحقيقة: يفكر العديد من المستقلين الجدد أن معارض أعمالهم المنشورة على مواقعهم هي آلات لطباعة المال، كل ما عليك فعله هو إنشاء موقع ورفع أعمالك عليه، وشاهد كيف ستنهمر الأموال عليك كالمطر، هذا التفكير بعيد كل البعد عن الحقيقة -ما دام موقعك لا يظهر على مُحركات البحث لمن يبحث عنه من أشخاص يؤمنون بعملك الذي تعرضه ويتفهمون القيمة المضافة من قبلك- وما دام الأمر ليس كذلك فسيبقى موقعك دون زوار؛ ولن يكون صديقًا لمحركات البحث.

خلاصة

لا أحاول التّقليل من أهميّة العمل الحر ولا أحاول أن أنفّرك منك، حيث يمكن أن يؤدي عملك المستقل إلى نتائج رائعة، بل وأن يكون أفضل خيار اتخذته في حياتك، لكن يجب عليك أن تقوم بالأمر بطريقة صحيحة (وأعني بذلك بذل جهد هائل للنجاح فيه).

يمكنك البحث على الشبكة عن مستقلين أبدعوا في العمل الحر لتتعلم المزيد حول النجاح في هذا المضمار.

والآن دعوني أتابع كتابة المزيد من المقالات بملابس نومي؛ متناولًا مشروبي المُفضّل على يختي الخاص :)

ترجم بتصرّف عن مقال Nine 9 Freelancing Myths, EXPOSED لكاتبه: PAUL JARVIS.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

الموضوع جيد وموضوعي بعيدًا عن البهرجات التي نراها في مواضيع آخرى تتحدث عن الربح من الإنترنت (وأنا لا أحبذ تسميته هكذا بل هو عملًا عبر الإنترنت).



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...