اذهب إلى المحتوى

لقد تغلبت على أحد أسوأ مخاوفي وسأخبرك كيف يمكنك القيام بذلك أنت أيضًا.

"أعتقد أن هذا هو،" فكرت، وأنا أمسح كفيّ اللذان تفوح منهما رائحة العرق ببنطالي الجينز حين بدت وكأنها المرة المائة.

في أي لحظة الآن، سأعود لاستخدام سكايب، ولن يكون هناك أي مجال للعودة إلى الوراء.

ولكن في الوقت الحالي، تخلصت من كافة سيناريوهات الهروب التي تدور في ذهني.

ماذا لو كذبت وقلت بأنني مريض؟ أو أن حاسوبي تعطّل؟ أو أن قواي قد خارت؟

منذ ثلاث سنوات، كنت أتجنب هذه اللحظة.

أي اختلاق الأعذار تمامًا مثل تلك الأعذار أعلاه.

سأعتذر منه بلطف بشأن الإزعاج: "الآن ليس وقت جيدًا، إننا نقوم بالتركيز على الإطلاق الكبير".

لقد تجنّبته عدة مرات، لأؤكد له أنه في يوم ما قريبًا، سأكون قادرًا على تشغيل هذا الشيء.

ولكن في كل مرة، يهمس الصوت في الجزء الخلفي من رأسي برعب: "لا مستحيل".

إن السنوات الماضية التي قضيتها في الهرب من خوفي لم تساعدني. وجعلت الأمر مروَعًا أكثر عندما رأيت أخيرًا مكالمة سكايب الواردة على حاسوبي.

وبنفس عميق ملؤه القلق نقرت فوق موافق.

"أليكس! وأخيرًا، أهلًا بك".

لم أزل أشعر بالتوتر، أجبت بحماس "شكرًا لاختياري يا رجل. لقد كانت هذه بمثابة رحلة في محاولة للحصول على هذا العرض."

أما بالنسبة للساعة القادمة، فقد تحدث أندرو وارنر من ميكسيرجي Mixergy وتحدثت عن تاريخ غروف Groove، لماذا قمت بتأسيس الشركة، وكيف انتقلنا من لا شيء إلى إيرادات سنوية تصل حتى 5 ملايين دولار تقريبًا.

وخلال تاريخ غروف بأكمله، كانت تلك هي أول مقابلة مسجلة قمت بها.

ومن خلال تلك المقابلة، أخيرًا تغلبت على أحد أكبر مخاوفي.

لقد عددت نفسي دائمًا شخصًا واثقًا.

أشعر بالراحة بالتعامل مع الأشخاص بشكل شخصي أو على الهاتف، بيع العملاء، المستثمرين أو أعضاء الفريق المحتملين بشكل منفرد. في الواقع، أحب القيام بهذه الأشياء.

ولكن دائمًا ما أذكر بأني أخاف من فكرة "الخطابة أو التحدث إلى العامّة".

أخاف من الوقوف على المنصة والتحدث إلى عدد كبير من الأشخاص، أو حتى الجلوس أمام شخص واحد للمقابلة، وتسليط الضوء عليّ بشكل مباشر، ليقوم مئات أو الآلاف (أو في حالة ميكسيرجي، آلاف الآلاف) من الأشخاص برؤيتها وتقييمها لاحقًا.

بالطبع فإن هذا الخوف غير عقلاني بالنسبة لشخص "واثق".

ومع ذلك، رفضت كل شكل من أشكال الإزعاج الذي يتطلب مني أن أتحدث بشكل فردي.

لقد رفضت عدد لا يحصى من مقابلات التدوين الصوتي (podcast)، الدعوات وطلبات وسائل الإعلام.

وعلى مدى سنوات، كنت أقوم بتحويل رسائل أندرو الإلكترونية ليتم عرضها على ميكسيرجي.

وعندما وافقت أخيرًا على إجراء المقابلة، واصلت عملية الهروب تلك.

حتى بعد إجراء مقابلة مسبقة مع منتِج أندرو قبل يوم واحد من مكالمتنا المحددة، كنت أفكر بالانسحاب.

الخوف لا يهددني فقط بإعادتي للوراء، لكنه يهدد أيضًا بالتأثير على علاقتي مع الأشخاص الذين أحترمهم بشدة.

إنه بالطبع خوف غير عقلاني.

لكن بعد كل ذلك، ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث فعليًا؟

وفي هذا العالم الحديث، فإن جميع مخاوفنا تقريبًا غير عقلانية.

ومع ذلك لا زلنا نعاني من تلك المخاوف.

بالنسبة لي، فإن هذا الخوف كان التحدّث إلى الجمهور. بالنسبة للكثيرين الذين يعملون في مجال الأعمال التجارية، فقد تكون مخاوفهم هي البيع، التوظيف، التسريح، توقف الخادم عن العمل، أو ركوب الطائرة، أو الكثير من مئات المخاوف المشتركة الأخرى.

إني على استعداد للمراهنة أنك أيضًا تتأثر بأحد مخاوفك. إنها بلا قيمة. إنها فعلًا بلا قيمة.

ولكن كما تعلمت أثناء التغلب على الكثير من مخاوفي الأخرى كمؤسس، فإن العلاج الوحيد للخوف أثناء العمل هو أن ترمي بنفسك إلى النار لمحاولة التغلب عليها.

كيف تغلبت على أحد أكبر مخوفي.png

الجميع يخاف من شيء ما

وأخيرًا أجريت مقابلة ميكسيرجي. وبعد خمس دقائق، أدركت: هذا ليس سيئًا.

لقد أمضيت حرفيًا سنوات من الرعب من هذه اللحظة بالذات، حيث كنت أفكر بالعديد من الطرق التي يمكن أن تسبب لي أي نوع من إزعاج.

ومع ذلك، خلال خمس دقائق فقط من الاستعداد ورمي نفسي إلى النار، فإن ذلك الذعر قد تبدّد.

عندما أرسل لي أندرو تسجيل المقابلة، شاهدتها مباشرةً من البداية الى النهاية.

وكان ذلك مبرَرًا. فرؤية نفسك أثناء حديثك يعتبر تجربة محرجة للغاية.

ومع ذلك، فإني أشعر بالفخر كلما شاهدت نفسي، حين يكون التوتر والتعثّر واضحًا، ولكني في النهاية أقوم بتقديم الإجابات التي أشعر بالفخر تجاهها والتي يمكن أن تساعد جمهور أندرو لتطوير أعمالهم.

لقد بدأت بتلقّي رسائل من الأصدقاء -ومن الأشخاص الذين لم ألتقي بهم من قبل- بشأن المقابلة.

يمكن أن تجد رابط الفيديو وتسجيل الصوت ونص المقابلة هنا.

أعلم بأن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن أقوم بتطويرها.

ولكني سعيد للغاية لأني قمت بذلك، كما أني متحمس للتغلب على خوفي من التحدّث بما يكفي لأكون حريصًا على القيام بتلك المقابلات مرة أخرى بشكل أفضل.

أن ترمي بنفسك إلى النار

إن تغلّبي على خوفي من رمي نفسي إلى النار كان بمثابة تحرير لنفسي. لقد جعلني أدرك "ليس فقط على مستوى عقلاني، ولكن على مستوى عاطفي عميق جدًا" - أنه لا يوجد داعي للخوف.

إن استيعاب تلك الفكرة فتح أمامي عالم مليء بالاحتمالات.

القيام بمزيد من المقابلات المشابهة جعلني أقدّم منتجاتنا وشركتنا بشكل أكثر إنسانية، كما قال لي أندرو: "من المضحك أن يكون لديك خوف من التحدّث. إنه حقًا أمر جميل، لأنه يجعلك أكثر إنسانية. الناس يعتقدون بأنك سوبرمان على المدوّنة، ومن الجميل أن نرى بأنك إنسان مثلنا."

إن عرض المزيد من الجانب البشري يمكن أن يساعدنا كثيرًا.

والآن بعد أن تخلّصت من الخوف، يمكنني التركيز على تقديم الكلام بشكل أفضل، أو التركيز على الأمور التي تساعدني بتطوير نفسي وتطوير شركتي.

لقد قدّم لي أندرو بعض التعليقات والنصائح في نهاية مقابلتنا لمواصلة تطوير نفسي:

هدفي لعام 2017، وكيف تمكنت من التغلب على الخوف هذا العام أيضًا

اقتباس

أعتقد بأن لديك قصة رائعة. وأعتقد بأني سأشعر بالضيق إن لم تقم بإجراء المقابلات، ولكني أعتقد بأنك يجب أن تقوم بالمزيد منها. وأعتقد أن السبب الذي يحتّم عليك القيام بالمزيد من المقابلات هو إضافة المزيد من شخصيتك على تلك القصة. في كل مرة تقوم بإظهار المزيد من شخصيتك، فإن الأشخاص سيهتمون أكثر بالمعرفة عن غروف كما سيجعلك ذلك تظهر بشكل إنساني وخاصةً أن منتج مثل منتجك يجب أن يكون إنسانيًا.

قم بإجراء المقابلات الصغيرة، قم بمقابلات أصغر منها. في الواقع، إنك تعتقد بأنها لن تساعدك في التطوّر، حيث سيشعر محاورك بتوترك وعدم شعورك بالراحة.

سيمنحونك المساحة للقيام بالكثير من الأخطاء، وبسبب عدم وجود من يرى ذلك، فإنه بلا أهمية.

ثم يمكنك بعد ذلك أن تقوم ببناء ثقتك وتجربتك. لقد قدمت لهم خدمة جيدة.

سيتطوّر الكثير من أولئك المحاورين ثم سيشعرون بأنهم يمتلكونك وأنك تدين بالفضل لهم.

ستبدأ بعدها بمعرفة أفضل طريقة لتقدم فيها قصتك.

--أندرو وارنر

بعد ذلك، عندما تابعته عبر البريد الإلكتروني، قدم لي نصيحة رائعة.

لذلك فإن أحد أهدافي الرئيسية لعام 2017 كان تطبيق ما قاله أندرو: التدرّب على إجراء المقابلات والتحدث بحيث أجعل من نفسي متحدّثًا أفضل، وأن أكون المؤسس الذي يشعر فريقه وعملاؤه بالفخر عندما يعتلي المنصة.

من السهل أن تتجنّب أي شيء فقط لأنك تخاف منه. لقد قمت بذلك لفترة طويلة. لكنه لن يساعدك.

لن يساعدك على التطوير، ولن يساعدك على النجاح.

لهذا السبب فإني أفضّل أن تقوم بتحديد هذا الهدف لهذا العام: قم باختيار أحد المخاوف التي تعيقك -سواء في العمل أو في الحياة- وقم بالتخلص منه.

ألزم نفسك بأنك ستشعر بشعور سيء في حال تراجعت.

تقدّم مباشرةً إلى حافة خوفك.

أغمض عينيك، وضع قدم واحدة إلى الأمام، وارمي بنفسك إلى النار.

ستدرك بسرعة أن الأمر ليس سيئًا للغاية.

كما أنه سيفتح لك عالم مليء بالفرص.

ترجمة –بتصرّف- لمقال How I Overcame One of My Deepest Fears as an Entrepreneur لكاتبته Alex Turnbull


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...