اذهب إلى المحتوى

نصائح عملية لإنجاح عملية التعهيد الخارجي


حنين

نحتاج جميعًا إلى التعهيد الخارجي للبرمجيات، بدءًا من أصحاب أصغر المواقع الإلكترونية وانتهاء بأغنى مئة رجل في العالم، لا سيما عندما نرغب بتصميم منتج برمجي لا يكون مهندس البرمجيات لدينا مؤهلًا لإنجازه، إلا أن النتيجة النهائية نادرًا ما تكون سارة، وفي الحقيقة فمن الصعب جدًا ألا تفشل هذه العملية؛ لذا أعددت هنا قائمة تلميحات بسيطة لكل من يقرر الاستعانة بمصادر خارجية لتطوير البرمجيات (مرتّبة من الأقل فالأكثر أهمية)، ولكم كنت أتمنى لو أُعطيت لي قبل 15 عامًا.

outsourcing.png

حدّد في العقد من يملك حقوق المُنتج

تأكد من احتواء العقد بينك وبين فريق التعهيد على عبارة مشابهة لـ: "يقر الطّرفان بأن كل ما سيتم تطويره هو خاضع للملكية الفكرية لصاحب المشروع"، وهو أبسط وأقصر تعريف لعبارة "كل ما تصممه لأجلي هو ملك لي"، عند تضمين العقد بهذه العبارة لن تتمكّن شركة التعهيد الخارجي من الادعاء بأن البرمجيات المصممة ملك لها، كما يحدث دومًا هنا وهناك.

احصل على مستودع الشيفرة المصدرية

تأكد من تحكّمك التام بالشيفرة المصدرية. الطريقة المثلى لذلك هي إنشاء مستودع GitHub خاص لقاء 7$ شهريًا، بحيث يكون قابلًا للوصول ومرئيًا من قبلك ومن قبل فريق التعهيد فقط. علاوة على ذلك؛ احرص على أن تكون الأذونات الممنوحة للفريق "للقراءة فقط"، وأنهم لا يستطيعون تعديل الشيفرة المصدرية بشكل مباشر إلا عبر تقديم طلب "pull requests"، لأن Git يتيح إمكانية تدمير كامل التأريخ الحالي بنقرة دفع -push- واحدة للفرع الرئيسي master branch، لذا فمن الأفضل أن تمتلك وحدك أذونات الكتابة. لتسهيل إدارة الأمور وتبسيطها، أنصحك بأداة Rultor والتي تمكنك من دمج طلبات Pull requests بشكل شبه أوتوماتيكي.

اجمع الإحصائيات “Metrics” بانتظام :

اطلب من أعضاء فريق التعهيد أن يجمعوا لك الإحصائيات/المقاييس الخاصّة بالبرنامج قيد الإنشاء ويرسلوها لك بانتظام بطريقة ما (كالبريد الإلكتروني ربما) وأنصح هنا باستخدام Hits-of-Code، النسبة التي تغطيها اختبارات الوحدة Unit tests (أو العدد الكلي لاختبارات فحسب)، التذاكر Tickets المغلقة والمفتوحة، ومدة البناء. أتحدث هنا عن مقاييس تعطيك صورة أوضح عن أداء الفريق، وهو ما لا يمكنك الحصول عليه بشكل مباشر من لدى استخدامك لأدوات التّحليل والمُتابعة كـ NewRelic. هذه المقاييس ستكون معيارًا لأداء الفريق، وليس المنتج قيد التطوير. لا أقول أنك يجب أن تدير الفريق من خلال هذه المقاييس، ولكن أبقِ عينيك مفتوحة على هذه الأرقام وعلى الأداء.

إجراء مراجعات تقنية مستقلة:

تكمن أهمية هذه المراجعات لصعوبة التحايل عليها. في الحقيقة فهذه الطريقة هي المثلى -ولعلها الوحيدة- لجمع آراء موضوعية عن البرنامج قيد الإنشاء وهو أمر ضروريّ جدًا بالنسبة لك. لا تعوّل على الوعود؛ التقارير، الضمانات أو التوثيق الشامل التي يقدّمها لك فريق التّعهيد، عوضًا عن ذلك؛ تعاقد مع شخص واطلب منه مراجعة ما يطوره لك فريق التعهيد الخارجي. قم بهذه المراجعات بشكل دوري ومنتظم، لا تخش من التّواصل مع فريق البرمجة، واشرح لهم بصراحة ما تحتويه المراجعات من نقاط تستوجب التعديل، إذا كانوا محترفين في عملهم فإنهم سيفهمون ويقدرون غرضك من هذا التصرف بالتأكيد.

أتمتة النشر Deployment والتحكم به:

اطلب من فريق التعهيد أتمتة آلية نشر التّطبيق deployment pipeline ووضعه تحت تحكمك، أنصحك أن تقوم بذلك خلال الأيام الأولى للمشروع، ما يعني أن المنتج سيُبنى؛ يُختبر؛ يُحزّم، يُركّب، وينشر في مستودع الإنتاج (أو على الخادوم) بنقرة واحدة. بالطبع أنت بحاجة لبعض السكربتات لأتمتة هذه السلسلة من العمليات، وينبغي على فريق التعهيد كتابتها لك. ومن ثم؛ عندما تبدأ عملية التطوير، سيُنفّذ السكربت نفسه عند إجراء أي تعديل على المستودع الذي سينشر للإنتاج. المهم هنا هو معرفتك كيفية عمل السكربت وآلية تشغيله، بحيث تكون قادرًا على بناء ونشر منتجك بنفسك.

المطالبة بإصدارات أسبوعية:

لا تنتظر النسخة النهائية من المنتج؛ واطلب من فريق التعهيد أن يصدروا نسخة أسبوعية منه، لا يهم مدى كثافة التطوير أو عدد الميزات الجاري تنفيذها، من الممكن دائمًا تحزيم نسخة جديدة وإطلاقها. إذا كان التطوير مكثفًا، اطلب من الفريق استخدام GitFlow مثلًا لعزل فرع مستقر من أفرع التطوير، لكن احذر من الانتظار. احرص على رؤية البرنامج مُحزّمًا ومنشورًا بشكل أسبوعي، دون استثناءات أو أعذار، إذا لم يكن فريق التعهيد قادرًا على إعطائك ذلك فذلك مدعاة للقلق، وقد تحتاج حينها إلى إجراء تغيير ما.

وظّف CTO مستقل:

أقدّم هذه النصيحة في المقام الأول للشركات الصغيرة أو الأفراد الذين يرغبون بتطوير منتج برمجي خاص بهم ويعتمدون على خبرتهم الشخصية أثناء مراقبة فريق التعهيد الخارجي. ففي كثير من الأحيان يحاول أصحاب المشاريع إبداء حذاقتهم في عالم البرمجيات ويتحكمون بفريق التعهيد بشكل مباشر، عبر تعلم لغة البرمجة المُستخدمة في المشروع، أو تعلّمهم لمبادئ DevOps، لكنهم لا يعلمون أن ذلك كله يقودهم للفشل. لذا كن ذكيًا واعتمد على الشخص المناسب: فالتعاقد مع مدير تقني تنفيذي chief technical officer (CTO) أمر لا بد منه في هذه الحالات، ليرسل لك تقارير مستمرة ويوجه عمل فريق التعهيد الخارجي. سيكون تعاملك المباشر مع مدير التقنية CTO ويتولى هو توجيه فريق التعهيد ومراقبته؛ بحيث يرسل CTO لك التقارير عن سير العمل، ويرسل له فريق التعهيد التقارير التقنية بدورهم.

تحديد المكافآت والعقوبات:

هذان العنصران أساسيان في عالم الإدارة والقيادة؛ ولست أعني هنا إدارتك للمبرمجين كأفراد كل واحد منهم على حدة، بل أن يكون الفريق تحت تحكمك كوحدة واحدة. الدوافع مهمة للغاية في هذا المجال؛ إذ يجب أن يعلم الفريق بوضوح ما الذي سيجنوه إن نجحوا؛ وما الثمن الذي سيدفعوه بالمقابل إن هم فشلوا، وإذا لم تكن صريحًا بهذه الآلية فستكون فرصتك بالنجاح ضئيلة بالفعل. يفترض معظم الناس أن أفضل دافع لفريق البرمجة هو استمرار العمل بالمشروع، والدفعات المالية التي تقدمها لهم؛ أليس كذلك؟ لكن في الحقيقة هذا خاطئ تمامًا، لا يمكن أن تكون الإدارة ناجحة عبر المكافأة من خلال تحويلات مصرفية شهرية أو المعاقبة بالحرمان منها، وسبب فشل هذا الأسلوب كليًا هو قسوته وغلظته، ابحث عن آلية أفضل وأكثر دماثة وفعالية في أسلوب المكافأة والعقوبة

ترجمة -وبتصرّف- للمقال Software Outsourcing Survival Guide لصاحبه Yegor Bugayenko

حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ freepik

تم التعديل في بواسطة يوغرطة بن علي


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...