اذهب إلى المحتوى

هل لديك ما يلزم لكي تصبح رائد أعمال؟ إنَّ مجرَّد امتلاك فكرة رائعة غير كافٍ، إذ يجب على رائد الأعمال أن يكون قادرًا على تأسيس وإدارة الشركة التي تُحوِّل فكرته إلى حقيقة، كما ينبغي عليه أن يتمتَّع بالدافعية والمثابرة والشغف وحب المغامرة، إلى جانب امتلاك قدرة إدارية وتقنية. روَّاد الأعمال هم وقود الشركة؛ فهُم غالبًا ما يعملون لساعاتٍ أطول، ويأخذون إجازاتٍ أقل، ويسعون إلى حل المشكلات التي تواجههم في عملهم أولًا بأول. إنَّ لديهم أيضًا عدة خصائص مشتركة أخرى كما هو موضَّح في هذا المقال.

الشخصية الريادية

أظهرت الدراسات المتعلِّقة بالشخصية الريادية أنَّ روَّاد الأعمال يشتركون في سمات أساسية معينة ويتمتَّع معظمهم بما يلي:

  • الطموح: هم قادرون على المنافسة ولديهم رغبة شديدة في الإنجاز.
  • الاستقلالية: هم أفراد مبادرون ويفضِّلون أن يكونوا قادةً على أن يكونوا أتباعًا.
  • الثقة بالنفس: هم يدركون التحديات المصاحبة لتأسيس المشاريع وتشغيلها، وهم حازمون وواثقون من قدرتهم على حل المشكلات.
  • حُبُّ المجازفة: على الرغم من عدم كرههم لخوض المجازفات، إلَّا أنَّ معظم روَّاد الأعمال الناجحين يفضِّلون فرص العمل التي تتطلَّب قدرًا معتدلًا من المجازفة التي تمكِّنهم من التحكُّم في النتائج بطريقة أفضل، ولا يفضِّلون المشاريع التي تنطوي على مجازفات كبيرة، والتي تعتمد على الحظ بدرجة كبيرة.
  • الرؤية بعيدة المدى: يتميَّز روَّاد الأعمال عن أصحاب المشاريع الصغيرة والمديرين في أنَّهم قادرون على تحديد التوجُّهات المستقبلية والتصرُّف بناءً عليها.
  • الإبداع: ينبغي أن يكون لدى روَّاد الأعمال تصاميم إبداعية للمنتجات واستراتيجيات تسويق واضحة وحلول مبتكرة للمشكلات الإدارية حتى يتمكّنوا من منافسة الشركات الكبيرة.
  • النشاط: على الرغم من أنَّ تأسيس المشاريع وتشغيلها يستغرق ساعات طويلة، إلَّا أنَّ بعض روَّاد الأعمال يؤسِّسون شركاتهم وهم لا يزالون يعملون بدوام كامل في وظيفة أخرى.
  • الشغف: يحبُّ روَّاد الأعمال أعمالهم، ويبدو ذلك واضحًا في قصة نجاح ميهو ايناجي التي افتتحت متجرًا لبيع خبز البيغل في طوكيو على الرغم من العقبات.
  • الالتزام: إنَّ روَّاد الأعمال مستعدّون لتقديم تضحيات شخصية في سبيل تحقيق أهدافهم بسبب التزامهم الشديد تجاه شركاتهم.

الأخلاقيات في الحياة العملية

الاختيارات الأخلاقية تحول شركة عائلية إلى علامة تجارية عالمية

كانت أبولونيا بويلان (Apollonia Poilâne) منذ أن كانت فتاة صغيرة تعيش في باريس تعرف ما تريد فعله عندما تكبر: أن تتولَّى إدارة الشركة الخاصة بعائلتها. لكنَّها لم تتوقع أن يأتي ذلك اليوم بسرعة، إذ تُوفي والدها -ليونيل بويلان- ووالدتها نتيجة تحطُّم طائرة مروحية في عام 2002 ممَّا جعل فرنسا تفقد الخبَّاز الأكثر شهرة فيها، لذلك حلَّت أبولونيا محله. لقد كانت تبلغ من العمر 18 عامًا فقط في ذلك الوقت وكانت تُخطِّط للالتحاق بجامعة هارفارد في الخريف، ولكنَّ اللحظة التي أعدَّها والداها لها قد أتت. وقد ذكرت في خطاب الالتحاق بجامعة هارفارد بأنَّ «العمل الذي قامت به عدة أجيال من أسرتها مهدَّد بالاندثار».

استطاعت أبولونيا بفضل التنظيم والإصرار إدارة أحد أفضل المخابز الفرنسية في العالم -والتي يوجد مقرها في باريس- من شقتها في مدينة كامبريدج الأمريكية. كانت تستيقظ عادة قبل ساعتين من بدء المحاضرات الدراسية حرصًا على إتمام جميع المكالمات الهاتفية الخاصة بالعمل.

تصف أبولونيا ما تفعله بعد رجوعها من الجامعة بقولها: «بعد انتهاء المحاضرات الدراسية أتحقَّق فيما إذا كان هناك أي مهام متعلِّقة بالشركة، ثم أؤدِّي واجباتي الدراسية، وقبل أن أذهب للنوم أتصل بمدير الإنتاج في باريس للتحقُّق من جودة الخبز». نظرًا لأنَّ مخبز "بويلان" قد حظي بمكانة عالية إلى جانب مجموعة صغيرة جدًا من الخبَّازين المرموقين في فرنسا، فقد صمَّمت أبولونيا البالغة من العمر 18 عامًا على الاستمرار في تحقيق رضا الزبائن والمحافظة على الجودة والسمعة التي بناها جدها منذ عام 1932.

عندما أُصيب جدها بسكتة دماغية في عام 1973، بذل ابنه ليونيل –الذي كان يبلغ من العمر 28 عامًا- أقصى جهده في إدارة المخبز وبنى له العلامة التجارية العالمية المعروفة في وقتنا الحالي. افتتح ليونيل مخبزين آخرين في باريس ومخبز في لندن، كما أصبح يتعامل مع مجموعة كبيرة من بائعي التجزئة والشركات المشهورة على مستوى العالم، إذ يشحن الخبز يوميًا بواسطة (فيديكس) إلى المطاعم الراقية والزبائن الأثرياء في مختلف أنحاء العالم.

ما يميِّز منتجات مخابز "بويلان" عن الخبز الذي ينتجه الخبَّازون الآخرون في باريس هو استخدام العجين المختمر، وما زال خبز الريف الفرنسي المستدير (miche) المصنوع من هذا العجين من أشهر ما تقدِّمه الشركة. يُنقش حرف "P" على الطبقة الخارجية للخبز، ويعود ذلك الفعل إلى الزمان الذي كانت تُستخدم فيه الأفران الشعبية، والتي دفعت الخبازين إلى تمييز أرغفتهم عن غيرها بكتابة حروف عليها، كما يضمن ذلك عدم تشقُّق الأرغفة أثناء خبزها. تبيع مخابز "بويلان" في وقتنا الحالي الكرواسون والمعجنات وبعض أنواع الخبز الخاصة أيضًا.

تصف جولييت سارازين -مديرة مخبز بويلان الناجح الذي يُوجد في لندن- أبولونيا بقولها: «إنَّ أبولونيا مولعة بعملها حتمًا. إنَّها تؤمن بشدة بأهمية الشركة والعمل الذي قام به والدها، وهي تتطلَّع إلى المستقبل، وهذا أمر جيِّد جدًا».

كان شغف أبولونيا وأخلاقيات العمل التي تؤمن بها يمدَّانها بالطاقة والدافعية حتى عندما كانت طالبة. كان كل يوم يضع أمامها تحديات ومشكلات جديدة في باريس، وكان ينبغي عليها حلّها والتعامل معها بينما يكون طلاب جامعة هارفارد الآخرون نائمون، وقد أخبرت أبولونيا أحد المراسلين التابعين لصحيفة (The Harvard Crimson) عندما أراد كتابة قصة عنها: «الساعة أو الساعتان اللتان تقضونها أنتم في التسويف والمماطلة، أقضيها أنا في العمل. لا يتطلَّب ذلك الكثير من الجهد بتاتًا، وقد كان حلمي دائمًا أن أدير الشركة».

لقد أثمر تفاني أبولونيا التي تحمّلت مسؤولية العديد من القرارات المهمة والاستراتيجيات والأهداف المتعلِّقة بالعمل، والتي وصفت نفسها بأنَّها "قبطان السفينة" الذي يحدِّد التوجُّه العام للشركة. تبلغ قيمة شركة "بويلان" في وقتنا الحالي 18 مليون دولار ويعمل فيها 160 شخصًا، كما تدير الشركة ثلاثة مطاعم تُدعى «Cuisine de Bar» موجودة في باريس ولندن، وتقدِّم الوجبات الاعتيادية، مثل الحساء والسلطات وخبز التارتين. تشحن الشركة أكثر من 200000 رغيف سنويًا لزبائنها في 20 دولة منها: الولايات المتحدة واليابان والمملكة العربية السعودية. تقول أبولونيا: «يعرف المزيد من الناس أنَّ سر جودة الخبز هي جهود والدي الذي قضى السنوات في تفحُّصها، لذلك أنا مسرورة بذلك».

يحمل معظم رواد الأعمال العديد من الخصائص التي ذكرناها سابقًا. على سبيل المثال، أحبّت سارة ليفي -البالغة من العمر 23 عامًا- وظيفتها طاهيةً للمعجنات في مطعم، ولكنَّها لم تُعجب بالأجور المنخفضة والضغوط الكبيرة وساعات الدوام الطويلة المصاحبة للعمل في المطابخ التجارية، لذلك أنشأت واحدًا جديدًا -في منزل والديها- وأطلقت مشروع Sarah’s Pastries and Candies، وتستعين بموظفين يعملون بدوام جزئي من أجل تلبية طلبات الزبائن من المعجنات والحلوى، بينما تشغِّل أصوات الموسيقى الهادئة في الخلفية.

أمَّا كونور ماكدونو الذي تخرَّج من جامعة كورنيل الأمريكية، فقد أسَّس شركته الخاصة المتخصِّصة في تصميم مواقع الويب والتي تُدعى OffThePathMedia بعد أن أُصيب بخيبة أمل بسبب جمود وظيفته، وقد وصف ذلك بقوله: «لم أجد فيها مُتنفَّسًا كافيًا». أمَّا آنا سانشيز التي تعمل في مجال التصميم الجرافيكي قد وصفت تجربتها في العمل بقولها: «إنَّ العمل الحر يبقيني نشيطة. إنَّه يدفعني إلى أداء أعمالي على النحو الأفضل لأنَّني أعلم بأنَّ حصولي على العمل التالي يعتمد على أدائي».

Ashton-Kutcher.jpg

لا يُعدُّ أشتون كوتشر مجرَّد ممثل مشهور ووسيم ومؤثِّر فحسب؛ بل هو أيضًا رائد أعمال ومستثمر نشط في الشركات الناشئة القائمة على التكنولوجيا مثل Airbnb، وSkype، وFoursquare، وهو صاحب ثروة تُقدَّر بِـ 200 مليون دولار. ما هي السمات الشخصية المشتركة بين روَّاد الأعمال الناجحين من أمثال كوتشر؟ (مصدر الصورة: حساب TechCrunch/ فليكر/ مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي CC BY 2.0).

القدرة الإدارية والمعرفة التقنية

لا يكفي أن يمتلك الفرد جميع خصائص روَّاد الأعمال لكي يدير شركة ناجحة؛ بل ينبغي أن يمتلك أيضًا مهارات العمل الضرورية، إذ يحتاج روَّاد الأعمال إلى المعرفة التقنية التي تمكِّنهم من تنفيذ أفكارهم، كما يحتاجون إلى القدرة الإدارية اللازمة لتأسيس شركة ووضع استراتيجيات التشغيل والحصول على تمويل والإشراف على الأنشطة اليومية. على سبيل المثال، قال جيم كرين -الذي أسَّس شركة «Eagle Global Logistics» وحوَّلها من من شركة ناشئة إلى شركة بقيمة 250 مليون دولار- في إحدى اجتماعاته: «لم يسبق لي إدارة شركة تبلغ قيمتها 250 مليون دولار، لذلك يتعيَّن عليكم يا رفاق البدء في إدارة هذا العمل.»

تُعدُّ مهارات التواصل والتفاعل مع الآخرين مهمةً أيضًا من أجل التعامل مع الموظفين والزبائن وشركاء العمل الآخرين، مثل المصرفيين والمحاسبين والمحامين. سوف نبيِّن لاحقًا في مقالاتنا بأنَّ روَّاد الأعمال يؤمنون بأنَّهم قادرون على تعلُّم هذه المهارات المطلوبة بشدة. على سبيل المثال، استثمر جيم شتاينر 400 دولار فقط عندما بدأ عمله في إعادة تصنيع خراطيش الحبر وتأسيس متجر «Quality Imaging Products»، إذ دفع 200 دولار لأحد الاستشاريين حتى يتعلَّم طريقة العمل و200 دولار لشراء المواد اللازمة لإعادة بناء خراطيش الحبر.

كان شتاينر يُجرى مكالمات المبيعات من الساعة الثامنة صباحًا إلى الظهيرة ويوصِّل الطلبات إلى الزبائن من الظهيرة إلى الساعة الخامسة مساءً، وكان يتناول وجبة العشاء بسرعة ثمَّ يذهب إلى المرآب حيث كان يملأ خراطيش الحبر إلى أن ينتصف الليل، فيذهب لكي يلقي بنفسه على السرير -وأحيانًا يكون مغطىً بسخام الكربون. لم يستمر ذلك الروتين لمجرَّد بضعة أشهر حتى يبدأ عمله بالنجاح؛ وكان ذلك هو نمط حياته لمدة 18 شهرًا. لكن غالبًا ما يدرك روَّاد الأعمال بسرعة أنَّهم لا يستطيعون فعل كل الأمور بأنفسهم، وغالبًا ما يقرِّرون التركيز على الأمور التي يُحسنون القيام بها ويوظِّفون أشخاصًا آخرين للقيام ببقية الأمور.

المشاريع الصغيرة والمتوسطة

على الرغم من أنَّ المشاريع والشركات الكبيرة كانت هي السائدة على مدى عدة عقود ماضية، إلَّا أنَّ المشاريع والشركات الصغيرة قد عادت لتحتل مرتبة الصدارة خلال السنوات الأخيرة، إذ إنَّ عمليات التسريح للموظفين والتي صاحبت حالة الركود الاقتصادي اضطرت العديد من الناس إلى البحث عن عمل في الشركات الصغيرة المتوفِّرة بكثرة. إنَّ للمشاريع والشركات الصغيرة إسهامات بارزة في اقتصادات العديد من الدول. على سبيل المثال، تساهم الشركات الصغيرة في حوالي نصف الناتج الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية، وتوظِّف حوالي نصف عدد الأيدي العاملة في القطاع الخاص، وتوفِّر للأفراد من مختلف المجالات فرصًا للنجاح.

أما بالنسبة لبعض الدول العربية، فتقدَّر مساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي بنسب تتراوح بين (16 - 80)%، في حين تقدَّر مساهمة هذه المشاريع في تشغيل الأيدي العاملة في القطاع الرسمي بنسب تتراوح بين (10 - 32)%. يبيِّن الشكلان التاليان النسب المئوية لمساهمة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي والأيدي العاملة في عدة دول عربية.

GDP-Arab-countries.jpg

 

Employment-Arab-countries.jpg

(المصدر: قاعدة بيانات المنشآت الصغرى والصغيرة والمتوسطة، مؤسسة التمويل الدولية، 2014)

ما هي المشاريع الصغيرة؟

يختلف تعريف ومفهوم المشاريع الصغيرة من دولة لأخرى وفقًا لاختلاف إمكانياتها وظروفها الاقتصادية والاجتماعية مثل: نوعية الصناعات الحرفية، والكثافة السكانية، ومدى توفر القوى العاملة، والمستوى العام للأجور والدخل، وغيرها. وعلى الرغم من عدم وجود تعريف للمشاريع الصغيرة تتفق عليه كل الدول، إلَّا أنَّ هناك اتفاق عام على المعايير التي يمكن على أساسها تحديد الأحجام المختلفة للمشاريع، ومن أكثر هذه المعايير شيوعًا: عدد الموظفين، وحجم الاستثمار، وقيمة المبيعات السنوية.

المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية

يبيِّن الجدول التالي المعايير المستخدمة في عدة دول عربية للتمييز بين المشاريع متناهية الصغر والمشاريع الصغيرة والمشاريع المتوسطة.

Small-business-Arab-World.jpg

تعريف المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالدول العربية (المصدر: صندوق النقد العربي 2017 ، "نتائج استبيان بيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية")

نلاحظ من الجدول السابق التباين في تعريف المشاريع الصغيرة بين الدول العربية. على سبيل المثال، يعدُّ المشروع صغيرًا في الأردن إذا تراوح عدد العاملين فيه بين (5 - 20) عامل أو كان حجم مبيعاته أقل من مليون دينار أردني. في المقابل، يعدُّ المشروع صغيرًا في مصر إذا كان عدد العاملين فيه أقل من 200 عامل أو تراوح حجم مبيعاته بين مليون وخمسين مليون جنيه مصري.

إليك إحصائيات حول المشاريع الصغيرة والمتوسطة في بعض الدول العربية:

  • في الجزائر، تبلغ نسبة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القطاع الصناعي حوالي 14% من مجمل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بينما يشكِّل قطاع التجارة والخدمات النسبة الأكبر بحوالي 34%، ويليه قطاع الحرف الذي يشكِّل ما نسبته 28% من عدد المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
  • في مصر، تمثِّل المشاريع الصغيرة والمتوسطة حوالي 99% من مشاريع القطاع الخاص غير الزراعي.
  • في قطر، تمثِّل المشاريع الصغيرة والمتوسطة حوالي 98% من عدد المشاريع، وتبلغ نسبة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في القطاع الصناعي 12%، بينما تمثِّل نسبة مشاريع القطاع التجاري حوالي 48%، وتمثِّل نسبة المشاريع الخدماتية حوالي 22%.
  • في الكويت، تمثِّل المشاريع الصغيرة والمتوسطة حوالي 90% من المشاريع الخاصة.
  • في لبنان، تمثِّل المشاريع الصغيرة والمتوسطة أكثر من 95% من عدد المشاريع.
  • في الإمارات، تمثِّل المشاريع الصغيرة والمتوسطة 94% من المشاريع الاقتصادية
  • في الأردن، تمثِّل المشاريع الصغيرة والمتوسطة 99.3% من مجموع المشاريع.

    Small-business-Arab-World2.jpg

(المصدر: المعهد العربي للتخطيط في الكويت، "نظم الدعم المؤسسي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة")

المشاريع الصغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية

كم عدد الشركات الصغيرة الموجودة في الولايات المتحدة؟ يتراوح عددها من 5 ملايين إلى أكثر من 22 مليون وفق التقديرات اعتمادًا على المعايير التي تستخدمها الوكالات الحكومية والمجموعات الأخرى لتحديد المشاريع الصغيرة. على سبيل المثال، وضعت وكالة إدارة المشاريع الصغيرة الأمريكية Small Business Administration معايير للحجم لتحديد ما إذا كانت المشاريع أو الشركات صغيرة؛ ممَّا يؤهِّلها للاستفادة من البرامج والمزايا الحكومية المخصَّصة لصالح "المشاريع الصغيرة". تعتمد معايير الحجم على أنواع النشاط الاقتصادي أو الصناعي -التي تتطابق عمومًا مع نظام التصنيف الصناعي في أمريكا الشمالية.

تُعرَّف المشاريع الصغيرة بعدة طرق، وتختلف الإحصائيات المرتبطة بالمشاريع الصغيرة وفقًا لمجموعة من المعايير مثل: مدى حداثتها، وعدد موظفيها، وإجمالي إيراداتها، وطول الزمن الذي استغرقته منذ بداية عملها، وموقعها الجغرافي، وهل لديها موظفين أم ليس لديها موظفين (يديرها أفراد أم مجموعات صغيرة من الشركاء)، وغيرها. نظرًا لصعوبة التوصُّل إلى تعريف موحَّد والحاجة إلى وجود إحصائيات وتقارير متطابقة عن المشاريع الصغيرة، فإنَّ العديد من المؤسسات في الوقت الحالي تعمل معًا على توحيد مصادر البيانات الكلية من أجل الحصول على صورة واضحة ودقيقة عن المشاريع الصغيرة في الولايات المتحدة.

تعدُّ مؤسسة إيوينج ماريون كوفمان (Ewing Marion Kauffman Foundation) من أكبر وأفضل المؤسسات الخاصة التي تجري دراسات متعلِّقة بنمو النشاط الريادي في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتركَّز اهتمامها على المشاريع التي تشجِّع ريادة الأعمال وتدعم التعليم من خلال المنح والأنشطة البحثية. يصدر عن مؤشر كوفمان للنشاط الريادي (Kauffman Index of Entrepreneurship) سلسلة من التقارير السنوية التي تقيس مساهمة الأفراد والشركات في إجمالي الاقتصاد الأمريكي. ما يميِّز تقارير كوفمان هو أنَّ المؤشرات لا تركِّز على المدخلات فحسب؛ بل تقدِّم بشكل أساسي معلومات عن النتائج الفعلية للنشاط الريادي مثل: نسبة الشركات الجديدة، وكثافة المشاريع (نسبة الشركات الصغيرة مقارنة بعدد السكان) ومعدلات النمو. تتضمَّن التقارير أيضًا رسومات بيانية شاملة تسهِّل فهم البيانات الهائلة من خلال تجزئتها إلى وحدات أصغر.

تعتمد بيانات وحسابات مؤشر كوفمان على المسح السكاني Current Population Survey (تختصر إلى CPS)، والذي يعتمد على عينة حجمها أكثر من 900000، كما تعتمد على إحصائيات Business Dynamics Statistics (BDS) التي يُعدِّها مكتب إحصاء السكان الأمريكي حول خمسة ملايين شركة تقريبًا.

اقتحمت المشاريع الصغيرة في العديد من الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة جميع قطاعات العمل تقريبًا، بما في ذلك الخدمات والبيع بالتجزئة والبناء والبيع بالجملة والتصنيع والتمويل والتأمين والزراعة والتعدين والنقل والتخزين. تُعرَّف المشاريع الصغيرة القائمة بأنَّها الشركات التي بدأت عملها منذ خمس سنوات على الأقل ويتراوح عدد موظفيها بين موظف واحد كحد أدنى و49 موظفًا كحد أقصى. يبيِّن الجدول التالي النسب المئوية للشركات الصغيرة القائمة بناءً على عدد الموظفين الذين يعملون فيها. نلاحظ من الجدول أنَّ عدد الموظفين في أكثر من نصف الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية يتراوح ما بين موظف واحد وأربعة موظفين.

Kauffman-calculations.jpg

(المصدر: حسابات مؤسسة كوفمان بناءً على إحصائيات «Business Dynamics Statistics» السنوية، نوفمبر 2016)

ترجمة -وبتصرف- للفصل Characteristics of Successful Entrepreneurs و Small Business من كتاب Principles of Management

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...