اذهب إلى المحتوى

تأثير الإنتاج الذاتي في إنشاء واجهات مستخدم سهلة التذكر


Jana Jouni

يمكنك تحسين تجربة المستخدم باعتماد تأثير الإنتاج الذاتي The Self-Generation Effect في تصميم واجهة المستخدم. تأثير الإنتاج الذاتي مرغوب في الكثير من أدوات تخصيص المنتجات المستخدمة بكثرة، حيث يمنح المستخدمين قدرةً على التحكم من خلال تخصيص أدواتهم ومهامهم. عكست بعض المنتجات الرائجة تأثير الإنتاج الذاتي في تصاميمها مثل أدوبي فوتوشوب Adobe Photoshop ومايكروسوفت وورد Microsoft Word وإعدادات التحكم في سلسلة ألعاب الفيديو الرياضية EA Sports وسلسلة MX لتصاميم فأرة الحاسوب التي تنتجها Logitech. ستتعلم تاليًا كيف تطبق تأثير الإنتاج الذاتي في تصميم واجهة المستخدم وتُدخله في تصاميمك من خلال أمثلة عن البرامج وكل من المنتجات الإلكترونية والمادية.

تأثير الإنتاج الذاتي The Self-Generation Effect

يصف تأثير الإنتاج الذاتي تحسن تذكر المعلومات عندما تُنشأ ذاتيًا بالنسبة لتذكرها حين أخذها والتفاعل معها كمتلقي سلبي. درس هذه الظاهرة القوية العديد من باحثي علوم الإدراك ومنهم Norman Slamecka وPeter Graf عام 1978، حيث لاحظا هذه الظاهرة من خلال مجموعة متنوعة من تمارين التذكر تتضمن معلومات لفظية وصورًا وحتى مسائل حسابية.

تعد فرضية التفعيل المعجمي Lexical Activation المكتشفة من قبل عالمي الإدراك John Gardiner وJames Hampton عام 1985 إحدى نظريات تأثير الإنتاج الذاتي. وتوضح أن للذاكرة الدلالية دورًا أكبر في عملية الإنتاج الذاتي للمعلومات من مجرد القراءة. اقترح Gardiner وHampton أن فرضية التنشيط المعجمي تدعم نظريتهم بناءً على نتائج ثلاث تجارب. اختبرت إحدى التجارب المشاركين بمجموعة كبيرة من التراكيب المكونة من حرفين Bigrams وهي عبارة عن حرفين متتاليين مأخوذين من تسلسل حروف. وكانت النتيجة أن أداء التذكر أسوأ بكثير عند تعلم تراكيب ثنائية لا معنى لها بالموازنة مع تذكر الاختصارات المعروفة ذات المعنى.

اختبرت التجربة الثانية المشاركين بكل من الأعداد المركبة والمنفصلة (مثل تذكر 25 كعدد مركب وتذكر 2 و5 كعددين منفصلين) أظهرت النتيجة دور الإنتاج الذاتي في تذكر الأعداد المركبة ولم يلعب دورًا في تذكر الأعداد المنفصلة. وفي تجربة ثالثة اختبر Gardiner وHampton المشاركين بأزواج من الكلمات المألوفة والغريبة المشكلة لأسماء مركبة وأسماء مكونة من كلمتين أو أكثر. ووجدوا تأثير الإنتاج الذاتي فقط عند تقديم أزواج كلمات مألوفة ذات معنى (مثل كعكة الجبن Cheesecake) دون وجوده عند تقديم أزواج كلمات غير مألوفة ولا معنى لها (مثل كاتشب الجبنة Cheese Ketchup).

بالاستناد إلى فرضية التنشيط المعجمي Lexical Activation يبدو أننا بحاجة لتشجيع الإنتاج الذاتي للمعلومات لزيادة الإحساس بمعناها بدلًا من تلقينها سلبيًا للمستخدمين؛ إذا أردت منح المستخدمين تذكرًا أفضل في كل تسجيل دخول إلى تطبيقك أو تجربة أفضل في كل مرة يلعبون لعبة من تصميمك، فعليك تشجيعهم على إعداد عناصر المنتج بأنفسهم، لأن ما يعرفه الناس منذ القرن التاسع عشر هو التالي:

اقتباس

إذا أردت العمل مُتقنًا، أنجزه بنفسك.

  • نابليون بونابرت

بالمقابل توجد حجج كثيرة ضد تأثير الإنتاج الذاتي حيث حاولت نتائج العديد من التجارب تفسير الظاهرة بأن تخيل أحد المشاركين للمحتوى أثناء القراءة يمكنه من تذكر الأشياء (باستعادتها من الذاكرة) بذات الكفاءة عند إنتاجها ذاتيًا. كما توجد دراسات استبعدت تأثير الإنتاج الذاتي بإعطاء المشاركين تعليمات عن كيفية معالجة المعلومات عند القراءة، الأمر الذي يجعل كفاءة التذكر مماثلة للإنتاج الذاتي.

يبقى رغم ذلك فهم كيفية دمج الإنتاج الذاتي في تصاميمك لواجهة المستخدم بهدف تحسين تجربة المستخدم أمرًا مهمًا، كما ينعكس في العديد من المنتجات الناجحة التي صممتها بعض الشركات الرائدة.

4 أمثلة عن كيفية تأثير الإنتاج الذاتي على تصميم تجربة المستخدم

نعلم مسبقًا بناءً على خبرتنا المدرسية أن "اختبار الذات" بإنشاء أسئلة اختبار أو بطاقات استذكار flash-cards طريقة رائعة لتذكر كل شيء من أعوام التاريخ إلى المصطلحات البيولوجية. لكن كيف يُطبق ذلك في تصميم المنتجات وواجهات المستخدم؟

1. مساحات عمل قابلة للتخصيص في برنامج الفوتوشوب

يعد برنامج أدوبي فوتوشوب Adobe Photoshop مثالًا ممتازًا للاستفادة من تأثير الإنتاج الذاتي في تصميم واجهة المستخدم للحصول على منتجات ناجحة ورائجة على نطاق واسع. أحد أسباب محبة المستخدمين الدائمين لهذا البرنامج هو مرونته وكفاءته في إنشاء مساحات العمل ذاتيًا. يستفيد المستخدمون من مرونته في تنظيم مساحات عملهم وإضافة العناصر إليها بالإضافة لإمكانية حفظ هذه التعديلات لاستخدامها مستقبلًا. بهذه الطريقة تتحسن قدرة المستخدمين على تذكر مواقع الأدوات ما يحسن تجربة المستخدم النهائي لانخفاض الحاجة للذاكرة والأداء المعرفي في كل مرة يفتح فيها التطبيق.

01-7d94929d881e657aaaa449bb8a622387.png

يسمح الفوتوشوب بالإنتاج الذاتي من خلال منح المستخدمين القدرة على إنشاء وحفظ إعدادات مساحة العمل المفضلة لديهم.

2. شريط أدوات وورد القابل للتخصيص

يعد برنامج مايكروسوفت وورد Microsoft Word مثالًا رائعًا أيضًا عن كيفية تمكين المستخدمين من تخصيص مجموعة أدواتهم ليبقى المنتج أحد أفضل برامج معالجة الكلمات المتوفرة والرائجة إلى الآن بعد عقود من إطلاقه للمرة الأولى. يتيح وورد للمستخدمين إنشاء وتعديل وحفظ العديد من صيغ وأنماط النصوص ليتمكنوا من تنسيق كتابتهم بالطريقة التي يفضلونها.

02-f5aa0a5deb913fe60c2cb25bd60b1e36.png

يمكّن وورد المستخدمين من إنشاء وتعديل وحفظ العديد من صيغ وأنماط الكتابة. الأمر الذي يعكس فهم المصمم لتأثير الإنتاج الذاتي.

3. وحدات تحكم قابلة للتخصيص في لعبة فيفا FIFA

لا تقتصر أمثلة واجهة المستخدم التي تدمج تأثير الإنتاج الذاتي في تحسين تجربة المستخدم على تخصيص البرامج وتطبيقات الإنترنت. حيث تظهر فوائد التخصيص والإنتاج الذاتي في العديد من المنتجات المادية أيضًا. تعتبر لوحة التحكم المستخدمة في لعبة FIFA الإلكترونية المصممة من قبل شركة Electronic Arts وهي إحدى أشهر شركات تصميم الألعاب في العالم مثالًا رائعًا عن تعزيز حماس واندماج اللاعبين عند تطبيق الإنتاج الذاتي.

03-200112221bca696e2145fcc1ba0e376d.png

تعزز FIFA تحكم المستخدمين بأسلوب اللعب من خلال السماح لهم بتخصيص أزرار وإعدادات لوحة تحكم اللعبة.

4. أزرار يمكن تخصيصها في فأرة الحاسوب اللاسلكية MX Master لشركة Logitech

إن الفأرة اللاسلكية Logitech MX Master التي أنتجتها شركة Logitech International S.A. مثال آخر رائع عن تصميم منتج مادي يمكن للمستخدم تخصيصه بهدف تطبيق تأثير الإنتاج الذاتي وتحسين تجربة المستخدم.

04-f686df6f5a883e5f076e9ed968d6dfd1.png

تسهل فأرة الحاسوب اللاسلكية Logitech MX Master حياة المستخدم بتعزيز تحكمه في تخصيصها بأسلوبه وإنشاء مهامه الخاصة، لخوض تجربة أكثر إنتاجية وكفاءة أثناء استخدامه المنتج.

الخلاصة

يساعد فهم الإدراك البشري وكيفية تسهيل عمليتي الذاكرة والتعلم على المستخدمين في تحسين تصميم تجربة المستخدم. ويستفيد المستخدمون من تخصيص واجهة المنتج خاصة عندما تحوي الكثير من الأوامر والمهام المتاحة ليتمكنوا من تعديل الأدوات والمهام بما يتماشى مع تحسّن كفاءتهم مع الوقت. تذكر أن تأخذ بالحسبان الصعوبات المواجهة للتعلم البشري وفكر بآلية تسهّل عملية التعلم على المستخدمين وحافظ على مرونة أي واجهة مستخدم تصممها.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Self-Generation Effect: How to Create More Memorable User Interfaces.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...