البحث في الموقع
المحتوى عن 'foss'.
-
يدعم تطبيق الشفافية ازدهار المجتمعات مفتوحة المصدر، لذا ينبغي على مديري هذه المجتمعات إدراك ذلك والسعي لتوفير الشفافية بمستوياتها الخمسة على أوسع نطاق ضمن مجتمعاتهم، وفي هذا المقال سنُعرّف كل مستوى من هذه المستويات، ونعرض أهميته وأهدافه. ما الذي يجعل الشفافية مهمة في المجتمعات مفتوحة المصدر؟ خلصنا إلى الأسباب التالية التي تجعل الشفافية مهمة في المجتمعات مفتوحة المصدر وهي: ترفع من مستوى الثقة بين المجتمعات ما يزيد التعاون المثمر بينها. تعمل بفضلها المجتمعات معًا وتتبادل الخبرات بانفتاح. تمنع الاحتكاك بين الأطراف. تتطلب من المدراء عرض النتائج والتقارير بشفافية أمام المساهمين. تشجع على عرض المعلومات الكاملة عن المجتمعات، وهو أمر صحي للغاية ويحفز بناء الثقة المتبادلة. ما هي المستويات الخمسة للشفافية؟ هنالك خمسة مستويات من الشفافية التي تساهم مساهمة كبيرة في ازدهار المجتمعات مفتوحة المصدر وهي: نشر الكود المصدري نشر الإرشادات للمجتمع الاحتفاء بالنجاح الاستماع إلى نبض المجتمع وتحليله الحفاظ على المجتمع سنشرحها تباعًا. المستوى الأول: نشر الكود المصدري يتمحور هذا المستوى حول إصدار الكود المصدري للبرمجيات بموجب ترخيص معتمد من مبادرة المصدر المفتوح OSI وبإصدار عام متاح للجميع عبر نظام خاص بإدارة الإصدارات مثل Git. يهدف المستوى الأول إذًا إلى تأسيس المشروع ليكون مفتوح المصدر. النقطة الأولى بديهية، المشروع مفتوح المصدر يعني إتاحة الكود المصدري للمشروع. الكود المصدري المرخص من مبادرة المصدر المفتوح OSI الذي يتشارك الجميع العمل عليه هو جوهر المشروع مفتوح المصدر. يتيح نظام إدارة الإصدارات التعاون ويسمح لكل من يرغب بتحليل المشروع والمساهمة فيه. المستوى الثاني: نشر الإرشادات للمجتمع يهتم المستوى الثاني من الشفافية بتوفير التوثيقات والمصادر وكل ما يلزم لإرشاد المساهمين، وتنظيم فعاليات خاصة لنشر المعرفة ضمن المجتمع. يتجلى هدف هذا المستوى بإنشاء وتنمية مجتمع المشروع مفتوح المصدر. بناء مجتمع فاعل هو مفهوم أوسع بكثير من مجرد إتاحة الكود المصدري. بقدر ما تتحلى بالشفافية حول كيفية عمل مشروعك، وكيف يمكن للآخرين المساهمة فيه، تزيد فرص انضمامهم إلى المشروع وتطويره. تتضمن تنمية المجتمع تنظيم الفعاليات والأنشطة للمساهمين. المستوى الثالث: الاحتفاء بالنجاح عندما تصل لهذا المستوى ستغدو مشاركة الأفكار والرؤى وعرض تطورات المشروع من أهم أولوياتك. ينصب هدف المستوى الثالث على الاحتفاء بالنجاح والإعلان عنه وتأمين المزيد من الدعم للمراحل اللاحقة. يزداد تتبع الأخبار صعوبةً مع توسع المجتمعات مفتوحة المصدر، ويتعذر على الجميع معرفة المستجدات في كل مكان. أن تعرض النتائج والنشاطات بشفافية في أرجاء المجتمع، يعني أن تمنح المساهمين شعورًا بالتقدير وبأن مشاركاتهم مهمة ومرئية. تتميز التقارير والتحليلات في هذا المستوى بكونها متفرقة ولا تعتمد أدواتٍ خاصة. المستوى الرابع: الاستماع إلى نبض المجتمع وتحليله الاستماع إلى نبض المجتمع ومراقبة تطوره هو جوهر المستوى الرابع من الشفافية، بالإضافة إلى تطوير برامج خاصة تساعد على اتخاذ الإجراءات التصحيحية. أما هدف هذا المستوى فيتمثل في نقل المجتمع إلى المستوى التالي عبر فهم مسار تطوره بطرق علمية ودقيقة. تساعد التقارير وأدوات التحليل في مراقبة ما يحدث. يمكنك مقارنة الأحداث في المجتمع، وتتبع تفاعل المساهمين معها. الاستماع الدائم والتحليل يقود إلى استنباط رؤى أعمق وأكثر إفادة عن المجتمع. المستوى الخامس: الحفاظ على المجتمع يركز المستوى الخامس والأخير على مقاييس المجتمع وتحسين المشاركة المجتمعية من أجل الحفاظ عليه ورعايته على المدى الطويل مهما حصلت من متغيرات. يسعى هذا المستوى إلى اتخاذ قرارات هادفة ومؤثرة تدعم المشاركة المجتمعية. تطبيق نظم مرنة للتفاعل مع التغيرات في مقاييس المجتمع. تحليل وتتبع التغيرات التي يمكن أن تطرأ على المجتمع. وضع قواعد للمشرفين والمطورين مثل اتفاقيات مستوى الخدمة SLA وتحمل المسؤولية ليجعلوا المشاركة المجتمعية في صدارة أهدافهم، مع الحرص على وجود نظم تضمن تحقيق ذلك. الخلاصة يحتاج مديرو المجتمعات مفتوحة المصدر إلى تطبيق هذه المستويات الخمسة من الشفافية حتى يدعموا تطور وازدهار هذه المجتمعات. ترجمة -وبتصرف- للمقال 5 levels of transparency for open source communities لأصحابه Georg Link و Anirudha Jadhav و Emilio Galeano Gryciuk. اقرأ أيضًا تراخيص البرامج مفتوحة المصدر ما الذي يحفز المساهمين لتطوير المشاريع مفتوحة المصدر؟ الفرق بين البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر
-
تتحدث كاتبة المقال عن تجربتها الشخصية مع البرمجيات مفتوحة المصدر، وبالتحديد عن الخطأ الأول الذي ارتكبته في بداية مشوارها، وكاد يثنيها عن الشروع بالعمل، وقد عنونت المقال بمتلازمة المحتال Impostor Syndrome في إشارة منها إلى ذلك الشعور الداخلي الذي يتغلب علينا في بعض الأحيان ويزعزع ثقتنا بأنفسنا عبر التشكيك بقدراتنا وما أنجزناه، علّ المقال يكون مفيدًا لكل راغب بدخول هذا المجال. تعلّمتُ -تقول الكاتبة- أساسيات البرمجة من خلال الإنترنت، اتبعت عددًا من البرامج التعليمية وأنجزت المشاريع الملحقة بها، وأحرزت تقدمًا، لكني تساءلت دومًا ماذا بعد؟ ما هي خطوتي التالية للارتقاء إلى المستوى الأعلى؟ وفي هذه المرحلة صادفني منشور على إحدى المدونات يخبر القارئ أن المساهمة في المشاريع مفتوحة المصدر هي الطريقة المثلى لكل مبتدئ يرغب بتطوير مهارته البرمجية والانتقال إلى مستوى أعلى. إذًا بعد أن قرأت ذلك المنشور انتابني شعورٌ قوي أني وصلت للطريق الصحيح، وأن المساهمة في المشاريع مفتوحة المصدر هي السبيل الوحيد لأغدو مطورًا حقيقيًا، لذا بدأت باتباع الإرشادات التي يذكرها المنشور وأولها إنشاء حساب على GitHub، وخلال أقل من عشر دقائق شعرت بالارتباك الشديد لدرجة جعلتني أتخلى عن الفكرة تمامًا. لم أكن شخصًا لا يحب التعلم بل على العكس، لكن المصادر التي اعتمدتها تتوقع من القارئ أن يمتلك معرفةً جيدة ومسبقة بمنصة Git و GitHub وكيف أنها أتاحت للعديد من المطورين حول العالم أن يتعاونوا في مشروعٍ واحد. لذا عدت إلى دروسي ولكن الرغبة في دخول المجال لم تفارقني أبدًا، وعشت صراعًا داخليًا لسنوات بين أن المساهمة في المصدر المفتوح تجربة سهلة وقيمة وينبغي أن أخوضها، وذلك الانطباع الداخلي بأني لست أهلًا بعد لكتابة الأكواد في مشاريع مفتوحة المصدر. لازمتني مشاعر عدم الثقة حتى بعد أن تآلفت مع Git، استمر جدل المحتال الداخلي بأني لم أكتب كودًا لمشاريع حقيقية بعد بل مجرد أكواد لمشاريع تعليمية وتدريبية بل حتى تجارب، وأني لست مؤهلةً للمساهمة في مشاريع حقيقية يستخدمها الآخرون ويعتمدون عليها، في الواقع حتى عندما عملت بصفتي مهندسة برمجيات وكتبت أكوادًا حقيقية، انتابتني المشاعر نفسها، وكانت الحجة أنني أعمل مع لغة برمجة واحدة، فما الذي يضمن نجاحي في مكانٍ آخر ومع أطر عمل وربما لغاتٍ برمجية أخرى. استغرقت فعليًا حوالي السنة ونصف من العمل الجاد بدوامٍ كامل، لأشعر أخيرًا بالثقة الكافية لإغلاق حجج المحتال الداخلي، وتقديم طلب السحب الأول PR على GitHub وبدء رحلتي مع البرمجيات مفتوحة المصدر. أساطير ضارة سنكشف أمامكم زيف اثنتين من أكثر الأساطير الضارة انتشارًا حول البرمجيات مفتوحة المصدر. الأسطورة الأولى: المساهمة في البرمجيات مفتوحة المصدر سهلة تكررت أمامي مرارًا خلال هذه الرحلة رسالةٌ مفادها أن المساهمة في البرمجيات مفتوحة المصدر أمرًا سهلًا، وعندما لم أتمكن من البدء بسهولة بدأت أتساءل عن مهاراتي الخاصة وأشك فيها. أما الآن أفهم معنى هذه الرسالة بطريقةٍ مختلفة، فعندما يصف الناس هذه المساهمة بالسهلة، فهم يقصدون أنها هدف قابل للتحقيق ويمكن للمبتدئين الوصول إليه إن اجتهدوا، أو أنك تستطع المساهمة في البرمجيات المفتوحة المصدر دون كتابة الكثير من التعليمات البرمجية المعقدة، هذا كله صحيح ولكن الأهم أن تعرف أن هذه المساهمة في الواقع صعبة وتتطلب منك وقتًا كافيًا تفهم خلاله قاعدة شيفرة جديدة وأدوات خاصة يستخدمها المطورون. بالتأكيد لا نريد إثناء المبتدئين عن المحاولة، لكننا نرغب في إخبارهم أن مواجهة التحديات أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا للغاية خلال العملية. الأسطورة الثانية: لابد أن يساهم كل مطور حقيقي بالبرمجيات مفتوحة المصدر لطالما ذكرني المحتال الداخلي بأن عدم مساهمتي في البرمجيات مفتوحة المصدر يعدّ نقصًا واضحًا ووصمة عار في مسيرتي المهنية، بصراحة حتى وأنا أكتب هذا المقال أشعر بالذنب لأنني لم أساهم أكثر في المجتمع مفتوح المصدر. العمل على هذه البرمجيات طريقة رائعة للتعلم والمشاركة في مجتمع المطورين الأوسع هذا كله لا ريب فيه، إلّا أنها بالتأكيد ليست الطريقة الوحيدة، إذ يمكنك التدوين أو حضور اللقاءات أو العمل في مشاريع أخرى أو القراءة أو الإرشاد أو حتى العودة إلى المنزل في نهاية يوم عمل طويل للاستمتاع بلقاء ودي مع الأهل أو الأصدقاء. ما نريد قوله في النتيجة أن المساهمة في البرمجيات مفتوحة المصدر تحدي ممتع ومفيد حقًا، لكن بشرط أن يكون هو التحدي الذي اخترته. خطئي الأول في المساهمة بالمشاريع مفتوحة المصدر خطئي الأول كان السماح للمحتال الداخلي بالتحكم بقراري، فقد جعلني أتردد لسنوات بحجة أني لست مؤهلةً بعد، حتى أني لم أفهم في حينها حجم العمل الذي أحتاجه للوصول إلى مستوى أشعر معه بالثقة التامة لكتابة كود في مشروع غير مألوف (وهي بالمناسبة نقطة ما زلت أسعى تحقيقها حتى اليوم)، زد على ذلك أني استسلمت لفكرةٍ مفادها أن المساهمة في المجتمع مفتوح المصدر هي الطريقة الوحيدة لإثبات جدارتي بصفتي مطور جيد. في النهاية بدأت، وقدمت طلب السحب الأول على أحد المشاريع واسعة النطاق، ولكن انعدام الثقة بالنفس أفسد علي التجربة بأكملها وجعلها أقل إمتاعًا. لا تدع Git يحبط عزيمتك إذا كنت تحاول تعلم المزيد عن Git ووجدت صعوبة بذلك، أو كنت مبتدئًا ويمنعك Git من تقديم مساهمتك الأولى في هذا المجتمع، فلا تقلق لست الوحيد الذي يشعر بذلك لأن Git معقد بالفعل، ولا يُتوقع منك أن تتعلمه على الفور وتفهمه بمجرد إلقاء نظرة عليه فهو يحتاج وقتًا، ولكن ما إن تتعلمه حتى تكتشف فائدته الجمّة وما يقدم من تسهيلات للمطورين ليعملوا معًا على مشروعٍ واحد وفي وقت واحد ومن ثم قيامه بدمج تعديلاتهم الفردية في الكود النهائي. يوجد العديد من المصادر الجيدة لتتعرف على Git و GitHub (وهو الموقع الذي يستضيف الشيفرات البرمجية ويتيح للأشخاص أن يتعاون عليها باستخدام Git)، ويمكنك أن تبدأ من قسم Git على أكاديمية حسوب سيشكل نقطة انطلاق جيدة إضافة إلى أنه متاح باللغة العربية إذ فيه عدة سلاسل ومقالات مفيدة. أنصحك أن تنتقل إلى سلسلة "المساهمة في المشاريع مفتوحة المصدر" وأن تبدأ بقراءة المقال الأول فيها كيفية المساهمة في المشاريع مفتوحة المصدر: ابدأ بتعلم نظام Git فهي سلسلة مفيدة مؤلفة من ستة مقالات، كما تجد بالقسم أيضًا سلسلة عن تعلم Git مؤلفة من سبعة مقالات. ترجمة -وبتصرف- للمقال My first contribution to open source: Impostor Syndrome لصاحبته Galen Corey. اقرأ أيضًا ما هي البرمجيات مفتوحة المصدر؟ تراخيص البرامج مفتوحة المصدر الإشراف على مشاريع البرمجيات مفتوحة المصدر عبر غيت هب GitHub الفرق بين البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر
-
لطالما كانت الأسباب التي تدفع الناس للمساهمة في المشاريع الحرة ومفتوحة المصدر FOSS مثارًا للاهتمام، ومع ذلك فإن أحدث البحوث حولها يعود تاريخه لعشر سنوات سابقة أو ربما أكثر، وقد تغير العالم كثيرًا منذ ذلك الحين. لذا سنعرض في هذا المقال سبع أفكار من دراسة بحثية حديثة أثارت الموضوع مجددًا، وأعادت دراسة الأسباب القديمة، وسألت المساهمين الحاليين عن ما يحفزهم اليوم لتطوير مشاريع حرة مفتوحة المصدر، وخلُّصت في النتيجة لمجموعة أفكار من شأنها مساعدة مديري المجتمع مفتوح المصدر على تطوير مجتمعهم من جهة، وتفسير الأمر للمهتمين به من أفراد عاملين فيه أو منظمات داعمة أو دارسة له من جهةٍ ثانية، ففي النهاية معرفة الأسباب مهمة للتطوير، فمعرفة محفزات المساهمين تفيد الجميع في اتخاذ قرارات مؤثرة وداعمة لهم ولمشاريعهم. لمحة تاريخية عن البحوث التي تناولت محفزات المشاريع مفتوحة المصدر لننظر في أصول المصدر المفتوح حتى نعرف ما الذي جعل دراسة محفزات المساهمين فيه أمرًا مهمًا ومثيرًا للاهتمام. مُذ بدأت حركة البرمجيات مفتوحة المصدر عرفت بأنها تمردٌ، إذ تمردت على المألوف وتحدّت أسلوب الشركات التي تبيع البرمجيات وتعتمد حقوق النشر والرخص لتقييد حرية المستخدم والمطوّر، ولم يكن سهلًا على أحد فهم الأسباب التي أدت إلى إنتاج برمجيات بهذه الجودة العالية على أيدي مطوّرين بدأوا بتطويرها أساسًا لاستخدامهم الشخصي أو تطوّعوا بمهاراتهم في سبيل تحقيقها، فقد وجدت روح تعاونية مذهلة في صلب هذه الحركة أثارت اهتمام الجميع بما فيهم الشركات أيضًا، وبالنتيجة أصبحت البرمجيات مفتوحة المصدر بمثابة تحول فلسفي في مسار التطوير جعل طريقة التعاون هذه متاحة ومقبولة لدى أصحاب الأعمال. نشرت دراسة بحثية من أشمل الدراسات في العام 2012، تلخص المحفزات التي تدفع المساهمين في هذا المجال لكن المحفزات لابد تغيرت على مدى السنوات العشر الماضية، بالأخص مع تزايد اهتمام الشركات بالمشاريع مفتوحة المصدر ووجود موظفين بأجرٍ مدفوع يعملون حاليًا في هذا المجال، وأصبح من الضروري إعادة دراستها وتقييمها. تغير محفزات المساهمين تناولت دراستنا العلمية بعنوان الأسباب تتغير- إعادة نظر في دوافع المساهمين في المشاريع مفتوحة المصدر المحفزات التي تدفع الناس للمساهمة في المشاريع الحرة مفتوحة المصدر FOSS وما يدفعهم للاستمرار فيها بعد ذلك. هدفت هذه الدراسة في المقام الأول إلى البحث في التغيرات التي طرأت على دوافع المساهمين منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومن ثم إلى نقل البحث لسويةٍ أخرى تتناول تغير هذه الدوافع مع استمرار المساهمين في مساهمتهم. يستند البحث إلى استبيان أُجري في أواخر العام 2020 وأجاب عنه حوالي 300 مساهم في البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر. أهم سبعة محفزات للمساهمة في المشاريع مفتوحة المصدر نلخص أهم نتائج الدراسة فيما يلي. 1. تلعب الدوافع الجوهرية دورًا رئيسيًا بينت الدراسة أن أغلب الناس يساهمون في المشاريع الحرة ومفتوحة المصدر لأسبابٍ تتعلق بالمتعة بنسبة 91٪ والإيثار بنسبة 85٪ والقرابة بنسبة 80٪، أما عند تحليلنا للاختلافات بين دوافع الانضمام والاستمرار في المساهمة، وجدنا أن كلًا من الأيديولوجيا أو الاستخدام الشخصي أو البرامج التعليمية يمكن أن يشكلوا حافزًا لانضمامهم، لكنهم يستمرون لأسباب جوهرية أخرى هي المتعة والإيثار والسمعة وصلة القُربى. 2. السمعة والدافع المهني أقوى من المقابل المادي يسعى المساهمون للسمعة الطيبة بنسبة 68٪ وتدفعهم الرغبة في التطور المهني بنسبة 67٪، بينما أشار أقل من 30٪ منهم بأن دافعهم للانضمام كان ماديًا سعيًا لأجرٍ مدفوع، بموازنة هذه النتائج بالدراسات السابقة نجد أن السمعة اليوم تعد دافعًا أكثر أهمية مما كانت عليه في ما مضى. 3. ازدياد أهمية الجوانب الاجتماعية فقد ارتفعت نسب الرضا والاستمتاع بمساعدة الآخرين إلى 89٪ في التصنيف والقُربى إلى 80٪ موازنةً بالدراسات الاستقصائية التي أجريت في بدايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. 4. تتغير محفزات الناس كلما زاد عهدهم بالمساهمة تباين محفزات الانضمام والاستمرار من أوضح نتائج الدراسة، فقد أعطى 155 مشارك من أصل 281 أي ما نسبته 55٪ أسبابًا متباينة بين ما انضموا أساسًا لأجله وما يدفعهم اليوم للاستمرار. لاحظ الشكل أدناه فهو يوضح التحولات في محفزات المشاركين بين ما قادهم للانضمام بدايةً وما يدفعهم للاستمرار اليوم، فحجم المربعات الموجودة على اليسار يمثل عدد المساهمين الذين قادهم هذا الحافز للانضمام وبدء المساهمة في البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر، أما تلك الموجودة على اليمين فتشير إلى دافع الاستمرار، وخطوط الوصل بين الطرفين تمثل التحولات من دافع لآخر، أما ثخن كل خط يتناسب مع عدد المساهمين الذين تحولوا من دافعٍ إلى آخر بين المرحلتين. 5. الاستخدام الشخصي مجرد مدخل انخفضت أهمية الحافز الناجم عن تطوير البرامج لغرض الاستخدام الشخصي منذ الأيام الأولى، وتحول أغلب من انضموا لهذا السبب، إلى محفزاتٍ أخرى مثل الإيثار والتعلم والمتعة وتبادل المنفعة والخبرة، راجع الشكل أعلاه ولاحظ ذلك. 6. تختلف المحفزات تبعًا للخبرة والعمر اتجهت حوافز المطورين ذوي الخبرة أكثر باتجاه الإيثار بمعدل 5.6 ضعفًا عن المبتدئين، والأجور بمعدل 5.2 ضعفًا، وكذلك الأيديولوجية 4.6 ضعفًا، بينما أعطى المبتدئون معدلاتٍ أعلى للأسباب المتعلقة بحياتهم المهنية بمعدل 10 أضعاف والتعلم بحوالي 5.5 ضعفًا والمتعة 2.5 ضعفًا. وبالنظر إلى التحولات في محفزات المشاركين وجدنا زيادةً كبيرة في التحول إلى الإيثار حوالي 120% لدى ذوي الخبرة، بينما انخفضت انخفاضًا طفيفًا حوالي 16% لدى المبتدئين. أما فئة المشاركين الشباب فقد انضم عددٌ قليلٌ منهم إلى البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر بدافع مهني، لكن الكثيرين تحولوا بعدها إلى الإيثار بزيادة بلغت 100٪. 7. المحفزات تختلف بين المبرمجين وسواهم أعطى المبرمجون أسبابًا تتعلق بالمتعة أكثر من غيرهم بنحو 4 أضعاف، أما غير المبرمجين فقد أجابوا بمحفزاتٍ تتعلق بالأيديولوجية بمعدلات تعادل 2.5 ضعفًا. تحفيز المساهمين بناء على طول عهدهم في المجال تساعد معرفة اختلاف المحفزات بين المساهمين الجدد وذوي الخبرة في اتخاذ القرارات والخطوات المناسبة لتحفيزهم والحفاظ عليهم ودعمهم بطرقٍ أفضل. فعلى سبيل المثال جذب مساهمين جدد والحفاظ عليهم ليصبحوا قوة عاملة في المستقبل يتطلب من القائمين على المجتمع الاستثمار في المشاريع التي تركز على مسيرتهم المهنية وجوانب المتعة والإيثار والقرابة والتعلم وهو الأكثر أهمية لفئة الشباب. أما بمرور الوقت وازدياد خبرة المساهمين سيميل معظمهم لحافز الإيثار، وعندها يتعين على المشاريع مفتوحة المصدر -التي تهدف إلى الاحتفاظ بالمساهمين ذوي الخبرة حتى يكونوا أعضاء أساسيين أو مشرفين لديها- أن تستثمر في الاستراتيجيات والأدوات التي توضح لهم كيف سيستفيد المجتمع من عملهم، وتدعم الميزات الاجتماعية على منصات الاستضافة لتجمع بين من يحتاج إلى المساعدة ومن يرغب بتقديمها، ومن ثم تهتم بتسليط الضوء على هذه المساعدات والأعمال الإيجابية وعلى مقدميها، وإظهار التقدير اللازم الذي يستحقونه على غرار النجوم الممنوحة للمشاريع مثلًا. كانت هذه بعض الأفكار المستخلصة من نتائج الدراسة التي نأمل أن تكون ملهمة لكل المهتمين والمؤثرين في هذا المجال ليستفيدوا منها ويبنوا عليها المزيد لتحفيز المساهمين الجدد والمتمرسين لما فيه دعم عجلة تطور البرمجيات مفتوحة المصدر ودفعها قدمًا إلى الأمام. أما في الختام نذكركم برابط الورقة البحثية التي اعتمدنا عليها والتقرير الكامل عنها مع الحفاظ على الحقوق الفكرية لكافة المساهمين فيها. ترجمة -وبتصرف- للمقال ?What motivates open source software contributors لأصحابه Igor Steinmacher و Georg Link و Anita Sarma و Gregorio Robles و Bianca Trinkenreich و Christoph Treude و Marco Gerosa و Igor Wiese. اقرأ أيضًا ما المقصود بمصطلح مفتوح المصدر (open source)؟ تراخيص البرامج مفتوحة المصدر ما هي البرمجيات مفتوحة المصدر؟ صيانة المشاريع مفتوحة المصدر الفرق بين البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر