البحث في الموقع
المحتوى عن 'الموظفين'.
-
من السهل أن يتحول قياس نشاط الموظفين ومتابعة تفاعلهم في أي منظمة إلى عملية مرهقة، فأنّى لك أن تعرف ما عليك قياسه؟ أهذا المقياس أهم من غيره؟ أم هل يكفي سؤال الموظفين عن مستوى سعادتهم؟ وقد توصلنا عبر عقود من أبحاثنا إلى عشرة مقاييس مهمة يجب أن تنتبه إليها أثناء قياسك لأداء الموظفين، وهي ما سنتعرض لها هنا لنشرح سبب أهميتها وما الذي يجب أن تفعله كي تضمن قياس أداء الموظف من منظورها باستمرار. لكني أريد تذكيرك بأمرين أولًا: كيف تحدد المعيار الذي تقيس إليه؟ هذا أحد الأسئلة التي تطرح نفسها حين تبدأ في قياس أداء العاملين لديك، وأفضل نصيحة لدينا عن المعيارية هي أنك يجب أن تركز أكثر على تطوير نفسك بدلًا من الاهتمام بالمعايير، فقياس مستواك مقارنة بالشهر الماضي أفضل من قياس نفسك إلى معيار الأداء الثابت. متى يجب أن أكرر قياس الأداء؟ ذاك سؤال آخر يتكرر أيضًا، وليست هناك قاعدة ثابتة لذلك، لكن كلما قست أدائك على فترات متقاربة كان أفضل، فهذا يعطيك نتائج دقيقة وبيانات كاملة. المقاييس العشرة اعلم أن بعض تلك المقاييس التي سنذكرها أهم من غيرها، فتوفير فرص النمو للموظفين أفضل وأشد أثرًا من تقديم المنح المجانية مثل الإجازات، لكن هذا لا يعني أن تعتمد على مقياس بعينه وتهمل الباقي، كأن تعتمد على مقياس سعادة الموظف أو مستوى علاقته بمديره فقط دون أخذ باقي المقاييس في الحسبان. 1. النمو الشخصي هذا أحد أهم المقاييس التي يجب أن تراقبها -إن لم يكن أهمّها-، فالموظف ينتظر نموّا وزيادة في موقعه في الشركة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، سواء بزيادة الراتب أو المسؤوليات أو الثقة، أو حتى زيادة استقلاله في عمله. ويجب أن يكون هذا المقياس هو أصل إدارة الأداء في شركتك وليس فقط مجرد أحد الإجراءات الروتينية التي تقوم بها. وعلى كل مدير في الشركة أن يكون هدفه ضمان نموّ كل عضو في فريقه. فائدة: اتبِع هذا السؤال -والأسئلة التالية في المقال- بسؤال “لماذا”، كي تصل إلى أصل المشكلة التي يراها الموظف. 2. السعادة ربما يكون مؤشر سعادة الموظف مقياسًا هامًا لا يجب أن تغفله، لكن كثيرًا من الشركات تخطئ باعتمادها هذا المؤشر وحده في قياس نشاط الموظفين لديها، فتفوِّت على نفسها بيانات كثيرة هي في حاجة إليها. وتبين الدراسات التي تُجرى على الموظفين السعداء في وظائفهم أن إنتاجهم أكثر بمقدار 12% مقارنة بغيرهم، فكما يقال أن الموظف السعيد مشغول، لهذا من المهم أن تنظر إلى مدى رضى موظفيك عن أدوارهم في الشركة بعينٍ يقظة. وكي تجعل الموظف سعيدًا يجب أن تنظر في ما يحتاجه شخصيًا في حياته أو في العمل، فقد يكون في حاجة إلى موازنة حياته الشخصية والعملية، أو يريد العمل على مشاريع فيها تحديات أكثر، أو يريد استقلالية أكبر في العمل. لكن من ناحية أخرى، انتبه إلى الأوقات التي يكون السبب في نقص مستوى إنتاج الموظف وسعادته خارجٌ عن إرادتك، كأن يكون حدثًا عائليًا خاصًا به، فحاول حينها أن تستمع إلى موقفه منه شخصيًا، ثم اعرض فرصة المساعدة التي يراها مناسبة والتي تستطيع تقديمها. 3. السفارة يمكن وصف هذا المقياس بأنه مؤشر الولاء للشركة، لكننا نسميه السفارة لأننا ننظر إلى الموظف كسفير لهوية الشركة في كل مكان يسأل فيه عن عمله، وإن كان سعيدًا في عمله داخل الشركة فسينشر سيرتها الحسنة حيثما ذهب، وسترى بريقًا في عينيه حين يتحدث عن الشركة إن سأله أحد عنها أو عما يفعله في الشركة. وذلك هو الهدف الأسمى من قياس نشاط الموظفين داخل الشركة، أن يصلوا إلى هذه المرحلة. وقد بُني هذا المقياس على مؤشر Net Promoter الذي صممته مؤسسة Bain الاستشارية قبل سنوات كمؤشر لخدمة العملاء. 4. العلاقة مع الزملاء في العمل إن إحدى مسؤولياتك كمدير للفريق أن تضمن تناغم أعضاء الفريق معًا وشعورهم أنهم مرتبطون ببعضهم ويستطيعون العمل معًا، رغم أن الكلام أسهل من الفعل هنا، فالفريق الواحد يضم شخصيات مختلفة، لكن جودة العلاقة بين الزملاء في العمل تعني زيادة في التعاون والتواصل، ومن ثَم زيادة في الإنتاج. واعلم أن شعور الموظف بالتجاهل داخل الفريق أسوأ من التنمّر عليه، فاحرص على بذل كل ما في وسعك لضم فريقك كله تحت مظلة واحدة وعادلة. 5. العلاقة مع المدير تستمد علاقة الموظف مع مديره قوتها من شدة الأثر الذي يحدثه المدير في الموظف، وتحتاج هنا إلى بناء علاقة صادقة ومفتوحة ومبنية على الثقة مع كل موظف كي لا يحجم عن التصريح برأيه خشية التعرّض لمشكلة أو مضايقات في عمله. فاحرص على الحديث مع أعضاء فريقك بصدق وأدب بشكل دوري كي تتجنب إجهادًا ونقصًا في مستوى أداء الموظفين كان يمكن تفاديهما بالحوار والتواصل الفعّال. 6. التقدير لا أريدك أن تخلط بين المكافأة والتقدير، فهذين أمرين مختلفين، والموظف يحتاج إلى التقدير أكثر من حاجته إلى المكافأة، فهو يريد أن يشعر أن عمله قد حقق المستوى المطلوب، ليس في نظره فقط، بل في نظر الإدارة أيضًا، فهذا يزيد الثقة في نفسه، ويُظهر له أنك تقدر مساهمته في الفريق. وقد يصيبه القلق والإجهاد حين لا يحصل على هذا التقدير، لإحساسه أنه عمله أقل من المطلوب، ويقع على عاتقك حينها كمدير أن تحرص على تجنيبه هذا الشعور، بإظهار تقديرك لعمله مرة أسبوعيًا على الأقل. 7. التغذية الراجعة إن رأيت أن الموظفين لا يحصلون على نقد بشأن مستوى أدائهم بشكل يعدّل من الأخطاء التي قد تحدث منهم في العمل، فبادر إلى توفير الأدوات المناسبة التي يستطيع المدراء من خلالها تقديم النقد البنّاء لأعضاء فِرَقهم. ولدينا منصة تفاعل للموظفين في Officevibe قد تساعدك في تطوير وتحسين ذلك النقد بين المدير والموظفين. ويجب أن تؤكد على أولوية النقد وأهمية تكراره بصورة دورية ومجدولة على شكل اجتماعات مع أعضاء كل فريق، ربما عن طريق اجتماعات ثنائية بينك وبين الموظف، أو عن طريق الاجتماعات غير الرسمية التي تعطي الموظف راحة أكبر في التعبير عن نفسه وفي تلقي النقد بصدر رحب. ومن المهم أن تكون النقاط التي تنتقد الموظف فيها واضحة ويتبعها أفعال قابلة للتنفيذ والقياس، فما اجتماعاتك مع الموظفين لتقديم النقد والنصح لهم إلا نصف الطريق فقط، ويجب أن تعطيهم الإرشادات التي يصلحون على ضوئها ما كان في حاجة إلى النقد في المقام الأول. 8. الصحة سواء كانت البدنية أو الذهنية، فصحة الموظف مؤشر مهم يؤخذ في الحسبان، ذلك أن أغلب الموظفين حول العالم معرضون للأمراض الناتجة عن الإجهاد والإرهاق وساعات العمل الزائدة. ويجب أن تكون واعيًا لأي مؤشر قد يؤثر سلبًا على صحة الموظف العقلية أو الجسدية، وتذكِّره أن لا بأس في طلب التخفف من المهام الموكلة إليه حين يحتاج إلى ذلك، فأنت في غنىً عن إصابة أحد أعضاء فريقك بالإرهاق أو الإجهاد. 9. المحاذاة إن الصورة المثلى للثقافة في أي شركة هي أن تتوافق قيم الشركة مع القيم الشخصية للعاملين فيها، فسيكون من السهل حينها تشجيع الموظفين على العمل بسبب أنهم يؤمنون بما تؤمن به، ومن ثَم تلاحظ زيادة في نمو واتساع هويتك وشركتك. وإحدى الطرق التي تزيد بها التوافق بين قيم الموظفين وقيم الشركة هي أن تشرح لهم الأسباب التي أقمت الشركة من أجلها، والأهداف التي تجعل السوق في حاجة إلى شركتك، وتساعدهم في رؤية الشريحة المستهدفة من عملائك، ومن هم منافسوك في السوق، وكيف تتصرف كي تميّز نفسك عن أولئك المنافسين. وإنك لَتساعدُهم على فهم الوجهة التي تسير إليها الشركة كلما ركّزت على تلك النظرة المستقبلية بعيدة المدى لشركتك. 10. الرضى إننا نشير إلى ثلاثة أمور أساسية حين نتحدث عن رضى الموظف: المقابل المادي (الراتب+المزايا). بيئة العمل. دور الموظف (وضوح في التوقعات، مستوى الرضى عن دوره اليومي). يجب أن تتفقد تلك الأمور بشكل دوري كل ترى إن كان هناك ما يحتاجه وما إن كان لديه أي لبس يمكن توضيحه. وإن كنت تريد تجنب الحديث عن الراتب بما أنه موضوع حساس، فيمكنك التركيز على المزايا التي يستطيع الموظف الحصول عليها، كأن يعمل من المنزل في أيام معينة، ذلك أن الثقة والاحترام الذي ستحصل عليه من توفير مزايا كهذه له أفضل من أي زيادة في الراتب يحصل عليها. هل ترى مؤشرات أداء وتفاعل أخرى للموظفين تزيد أهميتها بالنسبة لك عما ذكرناه؟ دعنا نسمع منك في التعليقات. ترجمة -بتصرّف- للمقال The 10 employee engagement metrics that matter لصاحبه jacob Shriar حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
-
- مقاييس
- مؤشرات أداء
-
(و 3 أكثر)
موسوم في: