البحث في الموقع
المحتوى عن 'المصادر المفتوحة'.
-
تعد مشاركة الشيفرة البرمجية في المشاريع مفتوحة المصدر مساهمةً شائعةً من قبل المبرمجين، ولكن ماذا لو أراد شخص ما تقديم مساهمة في هذه المشاريع ولكنه لا يمتلك مهارة وخبرة البرمجة؟ يساعدك هذا المقال في الإجابة على السؤال بتقديم عشر طرق يمكن من خلالها المساهمة في المشاريع مفتوحة المصدر دون الاضطرار إلى كتابة شيفرات برمجية. يجب في البداية الانتباه للنقطتين التاليتين حول المشاريع مفتوحة المصدر: لا يتعلق المصدر المفتوح فقط بالمساهمة عن طريق عرض الشيفرة الخاصة بالمشروع للجميع، بل يتعلق أيضًا بالمساهمة مرة أخرى، فعندما بدأت مسيرتي المهنية مفتوحة المصدر -يقول كاتب المقال- كنت أستفيد من برامج مثل INN، بعد ذلك أصبح من الطبيعي بالنسبة لي نشر التعديلات والإضافات التي استفدت منها كرد للجميل. يعتمد مجتمع المشاريع مفتوحة المصدر على مبدأ الجدارة، فعندما تبدأ العمل على مشروع لأول مرة ولا أحد يعرف من أنت وما هي مهاراتك ومساهماتك فمن المهم أن تقوم بالتواصل، وابدأ بما تحتاجه لتنطلق أو لتخطي مشكلة ما تواجهها وإلا قد يتم تجاهلك، وإذا كنت تملك مساهمة سابقة في مشروع فقد تحصل على ميزة جديدة مطبقة لأن هناك ثقة من المجتمع تمنحك المزيد من الحقوق والأذونات للوصول إلى الشيفرة البرمجية ومختلف الملفات. تحوّلك في المجتمع الخاص بمشروع مفتوح المصدر من متفرج خارجي إلى فرد مساهم في المشاريع ومساعد للآخرين وصحيح أن المساهمة تجب على أي فرد من أفراد المجتمع ولكنها تعد سمة مميزة ومقدَّرة لمجتمع المشاريع مفتوحة المصدر. قد لا تتلقى ردودًا خلال الفترة الأولى ولكن يجب ألا يخيب أملك بل استمر في المساهمة والمشاركة والسعي وسوف تنجح. طرق المساهمة في المشاريع مفتوحة المصدر إليك الطرق المختلفة التي يمكن عبرها المساهمة في المشاريع مفتوحة المصدر. 1. تقديم تقارير تتضمن هذه التقارير تفاصيل حول ما أعجبك وما لم يعجبك وتقارير الأخطاء، بالإضافة إلى تفاصيل التواصل الفعال مع الأشخاص المناسبين، و تقارير حول معلومات الطريقة التي ساعد بها المشروع مستخدميه، فمثلًا تقدم مكتبة ما حلًا برمجيًا لبناء عنصر ما بسهولة في ريآكت React أو أنجلور Angular، فيجري التأكد من أن الحل المطبق ساعد المستخدمين، وما إن كان يحتاج إلى تحديث أو تعديل. 2. إنشاء طلبات تتعلق بميزة feature تصف هذه الطلبات حالة الاستخدام الخاصة بك، فهي تشرح سبب الفائدة وكيف يمكن للآخرين الاستفادة منها، وتتطلب الطريقة جهدًا في عملية الشرح لأن عدم وجود شيفرة سيصعّب من إدخال هذه الميزة فيها. قد تبدو هذه الطريقة ذات أثر مساهمة محدود ولكن بعد المساهمة ستكتشف أن الغالبية كانوا بحاجتها وسيقوم العديد من المستخدمين بتطبيق هذه الميزة الجديدة. 3. اختبار الشيفرة البرمجية يعمل المشروع على مجموعة من العتاد والبرامج بالإضافة إلى عناصر أخرى خاصة ببيئة المشروع التي لم يختبرها فريق المشروع بعد والتي في الواقع لا يمكن اختبار جميعها، وبغض النظر عن عدد الاختبارات المؤتمتة الموجودة فيمكن اختبار الشيفرة أثناء تطوير المشروع عن طريق أخذ أحدث نسخة من المشروع بصورة يومية أو أسبوعية وتثبيتها وتقديم الملاحظات. وكمثال على ذلك كنت أعمل على مشروع وكان أحد أعضاء المجتمع يقدم ملاحظات شبه يومية حول تجربته من أحدث التعليمات البرمجية مما ساعد كثيرًا في إصلاحات وتحسينات أجريناها وكانت مساهمته آنذاك معتبرة. 4. كتابة التوثيق documentation يساعد التوثيق على تنفيذ المشروع مفتوح المصدر وتطويره، ولكن غالبًا ما تكون الكثير من الوثائق رديئة وبالكاد يمكن قراءتها وتحتاج إلى تدقيق لغوي لتصحيح تركيب الجمل والأخطاء الخاصة بالتهجئة والنحو، وأحيانًا تصف الوثائق التفاصيل التقنية ولكنها تفتقر إلى أي معلومات للمبتدئين، وكل ذلك بسبب أن العديد من المساهمين في المشاريع هم مبرمجون جيدون لكن ليسوا كتّابًا جيدين. يشمل التوثيق الجيد الحالات الخارجية والحلول البديلة وأفضل الممارسات، وقد تتكرر الإجابة على نفس السؤال، يمكن حينها كتابة أو تحديث توثيق الأسئلة الشائعة FAQ بحيث تكون الإجابات متاحة بسهولة للرجوع إليها مستقبلًا. 5. ترجمة واجهة المستخدم والتوثيق يفهم غالبية المستخدمين اللغة الإنجليزية ولكنهم يفضلون توثيقًا مكتوبًا بلغتهم الأم لأنهم يركزون أكثر على المحتوى التقني دون التشتت الذي يحدث عند القراءة بلغة أجنبية، وهذا ما حدث بعد كتابة أول كتاب ألماني عن خادم التطبيق JBoss حيث قال العديد أنهم قرأوا جميع التوثيقات المتاحة باللغة الإنجليزية لكنهم ما زالوا يستفيدون من الكتاب بلغتهم الأصلية أكثر. كما يمكن ترجمة المحتوى الأجنبي إلى اللغة العربية كون مجتمع المطورين في تنامٍ مستمر ووجود بيئة واجهات وتوثيقات باللغة العربية تريحهم وتحثهم على مزيد من العمل. 6. الإجابة عن أسئلة المستخدمين يطرح المستخدمون العديد من الأسئلة في المنتديات forums والقوائم البريدية، وعندما تحاول الإجابة على سؤال ما ستفهم المشروع بشكل أفضل وسيساعدك هذا في كتابة تقارير أخطاء وطلبات تتعلق بخاصية وتوثيق أفضل، كما أن المستخدم الذي حصل على إجابة سيكون ممتنًا جدًا لمساعدتك وسينجذب أكثر إلى المشروع عندما يحصل على إجابات أسرع ويزداد احتمال متابعته ومساهمته في المشروع، ويمكن حينها لأعضاء المشروع الأساسيين التفرغ لكتابة الشيفرات البرمجية، بهذه الطريقة يعمل الجميع على تعزيز وإغناء المشروع ككل. 7. المساعدة في التصميم يُركّز غالبية المبرمجين على إنشاء واجهات مستخدم تقنية للغاية مهملين الناحية الجمالية مما يجعلها لا تجذب مستخدمين جدد، مع أن التصميم الجيد لا يؤثر في الفعالية ولكنه يحسن تجربة المستخدم إلى حد كبير، لذا تؤدي المساعدة في تصميم واجهة المستخدم والشعار والموقع الإلكتروني إلى تحسين المظهر المرئي للمشروع وبالتالي التأثير إيجابيًا عليه. 8. الترويج للمشروع يمكن الترويج للمشروع من خلال التحدث عنه في مجموعة المستخدمين المحلية أو كتابة منشور في مدونة أو نشر التحديثات عبر قنوات التواصل الاجتماعي، ويجب باستخدام أي وسيلة منها شرح التجربة الشخصية في المشروع مع كامل التفاصيل لأنها تُشرك الآخرين بشكل أقوى في التجربة. 9. المساهمة بتوفير العتاد إذا كان المشروع بحاجة إلى خوادم بناء أو اختبار محددة، يمكنك المساهمة باستخدام أجهزة العتاد في مركز البيانات datacenter بشكل مباشر للمطورين أو بشكل غير مباشر عن طريق القيام بالتكامل المستمر والذي يشمل دمج التغييرات البرمجية المقترحة من قبل عدة مساهمين، أو إجراء عمليات الاختبار ثم تقديم النتائج مرة أخرى إلى المشروع. 10. شكر المجتمع يمكن المساهمة أيضًا من خلال شكر المجتمع الداعم على عملهم ومساهماتهم في الموضوع الذي تعمل فيه والأهداف التي تعمل من أجلها، فكما يُقال، كلمة طيبة صدقة، ومن طابت كلمته وجبت محبته. يمكن اختيار أي طريقة من الطرق السابقة والبدء بها والمساهمة في المشاريع مفتوحة المصدر لتكوين مسيرة مهنية رائعة ومليئة بالتعاون منذ البداية. ترجمة -وبتصرف- للمقال 10 ways to contribute to an open source project without writing code لصاحبه Heiko W. Rupp. اقرأ أيضًا تراخيص البرامج مفتوحة المصدر متلازمة المحتال: عن مساهمتي الأولى في البرمجيات مفتوحة المصدر كيف تختار رخصة مفتوحة المصدر لبرامجك كيف تجعل الوصول إلى مشروعك مفتوح المصدر أسهل
-
هل لدى مشروعك مجتمعٌ نشطٌ، لكن هنالك الكثير من العمل الذي لا يستطيع ذاك المجتمع تحمل عبئه؟ هذه آخر مقالة من سلسلة المقالات حول التسويق للمشاريع مفتوحة المصدر، وقد حان الوقت للتركيز حول كيفية تنمية المجتمع. الدروس السابقة في هذه السلسلة: الجمهور المستهدف وصفحة الهبوط كيف تجعل الوصول مشروعك المفتوح المصدر أسهل طرق التعريف بمشروعك المفتوح المصدر كيفية تحويل مستخدمي مشروعك مفتوح المصدر إلى مساهمين كيف تنمي المجتمع الخاص بمشروعك مفتوح المصدر (هذا الدرس) السبب وراء تنمية المجتمع إن بدَأ مجتمعك بالنشوء بنجاح، لكنه لم ينمو كما كنتَ متوقعًا، فربما هنالك العديد من الأسباب المُمكنة لذلك، وعليك معرفتها ولتكن واقعيًا حولها. ستنتمي تلك المسببات إلى أحد هذين التصنيفين: الأشياء التي يمكنك فعل شيءٍ حيالها الأشياء خارج نطاق قدرتك هل أصبح متتبع العلل issue tracker لديك مزدحمًا بعد ازدياد عدد الأشخاص العاملين عليه؟ ألم يزدد وقت استجابتك لاستفسارات المساهمين الجدد لأنك تقضي وقتًا أطول لمناقشة الأمور مع الأشخاص الموجودين ضمن مجتمعك؟ هل تبقي التوثيق محدثًا دومًا؟ هل مضت سنتان منذ آخر مرة نشرتَ فيها تدوينةً حول المشروع؟ ليس من الصعب نسيان هذه الأمور الصغيرة عندما يصبح المجتمع الخاص بمشروعك كبيرًا ولا يتوقف عن الحركة والعمل ويتطلب منك اهتمامًا دائمًا. لكن نسيان تلك الأمور قد تسبب توقف نمو مشروعك في المستقبل؛ فكلما كبر مشروعك، كلما أصبح معقدًا بعمليات ونقاشات كثيرة يجب على القادمين الجدد أن يعتادوا عليها، مما يؤدي إلى تصعيب انضمام المساهمين من جديد. إن كانت المسببات من التصنيف الثاني، فهذا مُشكل كبيرٍ لك، خصيصًا للمشاريع الصغيرة، فقد لا يكون المجتمع كبيرًا ليحتوي عددًا كافيًا من المساهمين؛ فربما هنالك عشرة أشخاص في هذه الكوكب مهتمين بمشروعك وقادرين على المساهمة فيه، وخمسة منهم يساهمون فيه من قبل، وثلاثة لديهم عقود عمل تجعل من الصعب عليهم المساهمة في المشاريع، واثنين آخرين يفضلون قضاء وقت فراغهم مع أولادهم الصغار. يتطور عالم التقنية بوتيرة عالية، ألم تلاحظ عدم وجود نشاط كبير في مكتبة COBOL التي كتبتَها في السنوات القليلة الماضية؟ ربما تقوم بكل شيءٍ بشكلٍ صحيح، لكن الآخرين ينتقلون إلى أشياءٍ جديدة. فعندما بدأتَ كنتَ تستبدل تقنيات قديمة بهذه المكتبة الجديدة، وهذا ما يحدث اليوم لمكتبتك. الخيارٌ عائدٌ إليك إن كنتَ تريد متابعة العمل على ما هو قديم، أم "القفز" من السفينة كما يفعل الباقون. بعد أن شرحنا المشاكل المحتملة، سنعرض كيفية حلها. حسن باستمرار أمعن النظر بمدى سهولة الانضمام إلى المشروع للوافدين الجدد، وجرِّب سلوكياتٍ وتقنياتٍ مختلفة لترى أيها أصلح لك. يتطلب الحفاظ على مجتمعك وتوسعته جهدًا كبيرًا كما هو الحال عند بناءه، لكنك لست وحدك هذه المرة. اجعل بعض العادات الجيدة في إدارة المجتمع جزءًا من خطة سير العمل. هل سبب أحدهم مشكلة في الواجهة؟ عليهم أيضًا تحسين التوثيق. شجِّع الذين أضافوا ميزات كبيرة أن يكتبوا تدوينةً عنها؛ فهذا عملهم وعليهم أن يفخروا به. اشرح كل ما تفعله في سلسلة من التدوينات على صفحة مشروعك، كي يتطلع الآخرون إلى مساعدتك؛ شاور مجتمعك في أمور المشروع، واعطِ الأعضاء الموثوقين امتيازات وصول كاملة إلى المستودع؛ وبهذا ستصنع "آلة" ذات اكتفاءٍ ذاتي تستطيع أن تعمل دون استهلاك كامل طاقتك ووقتك الفارغ. اعرض مشروعك في أحد المؤتمرات هنالك الكثير من المؤتمرات التي تُركِّز على مختلف جوانب الحواسيب حول العالم. إن أردت أن يظهر مشروعك أمام العالم، فسجِّل كي تلقي كلمةً حوله في أحد المؤتمرات؛ وستتاح لك فرصٌ عديدةً إن لم يكن منتجك تجاريًا. يمكن أيضًا عرضه على الأشخاص الذين قد يرونه مفيدًا في اللقاءات والاجتماعات المحلية المختصة بتقنية المعلومات. أحد أكبر المؤتمرات هو FOSDEM في بروكسل، سجل مشروعك لمؤتمر السنة القادمة، حتى لو كنت ستتحدث عنه للتعريف به فقط (وليس لشرح تفاصيله). اعمل مع المطورين الأقل خبرة تتوجه معظم النصائح التي قدمناها في هذه السلسلة إلى الأشخاص الذين لديهم باع طويل في مجالاتهم، أي أنهم مطورون أولي خبرةٍ متوسطة إلى متقدمة، والذين يبرمجون لفترةٍ لا بأس بها. لكن المشكلة أن لديهم عملًا بدوامٍ كامل، وربما لديهم عائلة ومشاريع فرعية عليهم العمل عليها. خصص جزءًا من وقتك كي تسهل على المساهمين الأقل خبرةً أن يعملوا على مشروعك، وهذا يساعدك في كسب مجموعة كبيرة من الأناس المتحمسين الذين يودون الحصول على الخبرة بالعمل معك؛ وهذا يتضمن الطلاب، والأشخاص الذين يغيرون مهنتهم... إلخ. ضع بذهنك أنهم لن يبقوا قليلي الخبرة إلى الأبد، فقد تحصل على أعضاءٍ رائعين في مجتمعك في المستقبل إن أقمت علاقاتٍ بناءةٍ معهم. ادفع مالا للمساهمين لن يكون هذا الخيار واقعيًا للمشاريع التي يقوم عليها أشخاص، لكنه فعالٌ جدًا للشركات. إن استعملت مواقع مثل BountySource، فيمكنك تحديد سعر للميزات التي تريد إضافتها وربما يأتي أحدهم ويقبل عرضك. خيارٌ أخرٌ هو إنشاء مسابقات حيث يعمل فيها الآخرون على مشروعك لقاء مبلغٍ مالي أو شكل من أشكال التقدير الشخصي. تختار العديد من الشركات تمويل الأشخاص المهمين في المجتمع وتدفع راتب عملٍ بدوامٍ كامل لهم ليعملوا على المشروع. هذا مثالٌ ممتاز يبيّن كيف أنَّ العمل على المشاريع مفتوحة المصدر لا يعني أنَّه بالمجان. خاتمة فتح مصدر مشروعك هو بداية جيدة، لكن ستزداد المتعة عندما يبدأ الآخرون باستعماله والمشاركة فيه؛ وحتى ولو كان أغلبنا مبرمجون، فإننا نجد أنَّ المصدر المفتوح أشبه "بمؤسسة اجتماعية". هذه آخر مقالة من سلسلة "التسويق للمشاريع مفتوحة المصدر"، شكرًا لبقائك معنا حتى النهاية، أرجو أن تكون قد وجدتها مفيدةً :-) . ترجمة -وبتصرّف- للمقال Growing the community around your open-source project لصاحبه Radek Pazdera.
-
- المصدر المفتوح
- open source
- (و 5 أكثر)
-
يجعل المساهمون من المشاريع مفتوحة المصدر مرحةً، فالسماح للآخرين باستعمال، وإعادة استعمال، وتحسين الشيفرات الخاصة بك وتحويلها إلى شيءٍ جديد لم تكن تتخيله، هو أمرٌ رائع؛ لكن -كغيره من الأمور في هذه الحياة- لن يتشكل المجتمع من العدم. ونحن نمر في هذه السلسلة من المقالات بعدة استراتيجيات لمساعدتك في بناء مجتمع حول مشروعك المفتوح المصدر؛ وركَّزت آخر ثلاث مقالات على جذب المستخدمين، وسنلقِ نظرةً هذه المرة على كيفية تحويلهم إلى مساهمين. الدروس السابقة في هذه السلسلة: الجمهور المستهدف وصفحة الهبوط كيف تجعل الوصول إلى مشروعك مفتوح المصدر أسهل التعريف بمشروعك مفتوح المصدر كيف تحول مستخدمي مشروعك مفتوح المصدر إلى مساهمين (هذا الدرس) كيف تنمي المجتمع الخاص بمشروعك مفتوح المصدر وضح أن تطبيقك مفتوح المصدر إن جعلت تطبيقك سهل التثبيت بإنشاء مُثبِّت أو حزمة، فهنالك احتمالٌ كبيرٌ ألّا يفتح المستخدمون صفحة الهبوط أو المستودع؛ ولا بأس في ذلك في أغلبية الأوقات، لكن عليك أن تضع أنَّ تطبيقك مفتوح المصدر في مكان ما فيه لأولائك الذين يريدون التواصل ومعرفة المزيد من المعلومات حول تطبيقك. قد تستعمل خيارًا في سطر الأوامر، أو مربع حوار "حول" أو "About" إن كان لتطبيقك واجهةٌ رسوميةٌ؛ وضع رابطًا لصفحة الهبوط وربما لمتتبع العِلل الخاص بك (المكان الذي يُبلِّغ الناس فيه عن المشكلات التي تواجههم). ومن المحتمل أنَّ نكتةً في التطبيق ستدفع المستخدم إلى زيارة الرابط الموجود فيها. مكانٌ جيدٌ لتضع فيه طرق التواصل معك هو عبر رسائل الخطأ ومربعات الحوار التي تظهر عند انهيار التطبيق؛ أخبر فيها المستخدمين كيف يبلغون عن المشكلة، وهذه هي أكثر الطرق شيوعًا للمشاركة في تطوير المشاريع؛ حيث يحاولون فعل شيءٍ ما، لكنه لا يعمل وسيمدون يد العون في إصلاح المشكلة. المزايا المرتقبة إحدى طرق دفع الآخرين للمشاركة هي استعمال الميزات غير المكتملة؛ ربما تدمج الميزات التي تود إضافتها للتطبيق في المستقبل إلى واجهة المستخدم وتُظهِر رسالة تشرح أن هذه الميزة لم تتم، وتدعو الآخرين إلى مساعدتك في إكمال العمل عليها. قد تستعمل خيارًا إضافيًا في سطر الأوامر الذي يعرض رسالةً (بدلًا من الميزة المطلوبة)، ويمكن فعل المثل بمربعات الحوار في التطبيقات الرسومية. ضع ببالك أن هذا قد يصبح مزعجًا بشكل سريع؛ ولهذا عليك استعماله مع الميزات غير الأساسية في مشروعك؛ فلن يُسعَد مستخدموك إن نزَّلوا مكتبتك الجديدة عن الفرز (sort) ليجدوا أنَّ الفرز السريع (quick sort) ليس مُبرمجًا بعد. اكتب توثيقا منفصلا للمطورين يجب أن يكون لمشروعك توثيقٌ من نوعٌ ما للمطورين مع لمحة من مكان تواجد الأجزاء الرئيسية من البرنامج، ومرجع للواجهات البرمجية (APIs) يمكن البحث فيه. من الأفضل أن يتم توليد ذاك التوثيق من الشيفرات المصدرية بأدواتٍ مثل doxygen، أو JSDoc، أو YARD. يساعدك وجود التوثيق مع الشيفرات بتسهيل التعديلات البرمجية على المشروع. وهنالك مواقع مثل RubyDoc يسمح لك بتوليد واستضافة التوثيق مجانًا. لا يوجد أبسط من هذا! إن كتبت لمحة للمطورين عن المشروع وأبقيتها مختصرة ومحددة، فليس من المحتمل أن تحتاج إلى إعادة كتابتها بين الحين والآخر، إلا إن كنت تعيد هيكلة المشروع بأكمله. وضح ما الذي يجب فعله من المحتمل أن يتمحور تطوير تطبيقك حول مُتتبع العلل، فستأتي العلل وسيحاول المساهمون تتبعها وحلها، وفي حال استمرت هذه العملية، فسيمسي من السهل أن يتحول إلى كومة مربكة من الأشياء التي لن يستطيع أحد غيرك أنت وبعض أفراد فريق المساهمين فهم طريقة تنظيمها. لكن كيف سيتمكن المساهمون الجدد من البدء في العمل؟ حاول أن يكون متتبع العلل منظمًا بشكلٍ جيد وكأنك ستتجه غدًا إلى العمل مزارعًا في الحقل، ولن تدخل إلى الإنترنت بعد ذاك اليوم أبدًا، وسيأتي أحدهم ليكمل ما بدأتَه. أبقِ قائمةً بالمهام البسيطة والمحددة للمساهمين الجدد ليفعلوها عندما يأتون لأول مرة، حتى لو كنت تستطيع تنفيذها أنت بخمس دقائق، ربما يأخذ تفصيلُ شرحِ مشكلةٍ ما في متتبع العلل وقتًا لا بأس به، لكنه سيؤتي أكله إن ساعدتْ تلك العلة بتثبيت مساهم جديد في المشروع. كن متجاوبا عندما يحصل مشروعك على أول المستخدمين أو حتى أول المساهمين، فستبدأ باستقبال أسئلة، وطلبات للميزات، وتبليغات عن العلل وحتى سيصلك حلولٌ لتلك العلل؛ حاول أن تستجيب وتساعد الآخرين بمشاكلهم في إطار زمني محدد، حتى لو كنت مشغولًا وتقوم بتطوعك في وقت فراغك. فستؤدي استجابتك لطلبات pull requests بعد شهر إلى فقدان المساهمين لحماسهم. أجب حتى وإن لم تستطع إنجاز ما طُلِبَ مباشرةً، فمن الأفضل أن تقول "لا" وتضع الطلب في قائمة الأعمال غير المنجزة من أن تتركه معلقًا في الهواء أو أن تعد بشيءٍ لا تستطيع تلبيته. لكن بدلًا من ذلك، ضع الطلب في متتبع العلل لعل أحدهم ينجزه؛ هذا هو جمال البرمجيات مفتوحة المصدر. أصبح مساهما إن كنت حديث العهد بهذا العالم المُربك من البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر، أو ربما كان مشروعك خارج "البيئة" التي نشأت بها واستخدمتها من قبل، فجرب المساهمة في مشاريع مشابهة وانظر إن كان من السهل البدء من التوثيق الذي كتبوه، وأين بدأت تواجه مشاكل معه. هل أجاب أحدهم عن تساؤلك أو قَبِلَ الرقعة (patch) التي أرسلتها؟ استخدم خبرتك من هذه التجربة لتقديم مشروعك بأفضل صورة ممكنة لتسهل انضمام المساهمين الجدد. ما التالي؟ لقد أرسيتَ أساسات مشروعك، وأعداد مستخدميه والمساهمين فيه تزداد باطراد، فما الخطوة الآتية؟ هذا ما سيكون موضوع آخر المقالات في هذه السلسلة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Turning users into contributors لصاحبه Radek Pazdera.
-
- 1
-
- open source
- المصادر المفتوحة
-
(و 2 أكثر)
موسوم في:
-
حتى لو لم تكن تطلب من الأشخاص مالًا لقاء استعمالهم لتطبيقك، لكن ما يزال علينا التسويق قليلًا له قبل أن يسطع نجمه. كيف إذًا سيعلم الآخرون عنه؟! الناس مشغولون هذه الأيام التي أصبحت فيها المشاريع مفتوحة المصدر لا تُعد ولا تحصى، وأصبحت المنافسة قوية جدًا على المساهمين في المشاريع. عرفنا -في آخر مقالين من هذه السلسلة- الجمهور الهدف لمشرعنا ثم تأكدنا أنه متاحٌ -وبسهولة- لمن شاء أن يستعمله؛ هذا الدرس هو القسم الثالث من سلسلة التسويق للمشاريع مفتوحة المصدر وسيركِّز على كيفية التعريف بمشروعك. أقسام هذه السلسلة: الجمهور المستهدف وصفحة الهبوط كيف تجعل الوصول إلى مشروعك مفتوح المصدر أسهل طرق التعريف بمشروعك مفتوح المصدر (هذا الدرس) كيف تحول مستخدمي مشروعك مفتوح المصدر إلى مساهمين كيف تنمي المجتمع الخاص بمشروعك مفتوح المصدر الفكرة بسيطةٌ للغاية: عليك أن تعرض المشروع على الأشخاص المناسبين في الوقت الملائم (عندما يحتاجون إلى التعرف على مشروعك)؛ كل برنامج له وظائف معيّنة تجعله مفيدًا لمجموعة بسيطة من المستخدمين. لا ترسل رسائل عشوائية لأكبر عدد تستطيعه من الأشخاص؛ لكن وجِّه جهودك إلى المجتمعات التي ستستفيد من المعرفة عن مشروعك. لنقل أنَّك برمجت إطار عملٍ مثل ExpressJS، عمومًا ستكون جهودك موجهة نحو الأشخاص الذين يطورون مواقع الويب؛ وربما تود أن تستهدف أولاءك الذين "يفكرون" في صنع موقع إلكتروني لكن لم يبدؤوا بعد، أما البقية فسيقولون "هذا رائع!" لكنهم سيواصلون استعمال Sinatra أو Flask لأن الشيفرات التي كتبوها تعتمد عليها. حل المشكلات وهذا ما يبرع المبرمجون بفعله. لِمَ لا تستعمل ذلك لصالحك؟ لقد أنشأت مشروعك لحل مشكلة واجهتك ومن المحتمل أنَّ الآخرين يحاولون حل نفس المشكلة. أنشِئ محتوى حول المشاكل التي يحلها مشروعك، وما الذي يفعله بشكلٍ جيد. وهذا يعني أنَّ عليك كتابة مقالات، أو صنع مقاطع فيديو، أو تسجيل بودكاست، أو حتى إلقاء محاضرات أو التعليم في دورات تدريبية، أيها تُفضِّل. لكن النص يبقى هو الأفضل لأنه دائم وقابل للبحث. يمكنك نشر تلك المواد في عددٍ من الأماكن، مثل مدونتك الشخصية أو أن تنشر منشورًا على مدونة خاصة بالمجتمع التقني الذي ينتمي إليه مشروعك. ثم شارك ذاك المقال مع مَن تظن أنهم سيجدونه مفيدًا. وهذا يتضمن منتديات النقاش، والمجموعات البريدية، وقنوات Gitter، و Reddit أو Hacker News. تأكد أنَّ ذاك المجتمع سيرحب بذلك (بعض الأقسام الفرعية من Reddit [يسمونها subreddits]) لا تسمح بنشر روابط)، وكن حذرًا جدًا بالتعامل مع القوائم البريدية، فراعي أنَّ رسالتك ستصل إلى البريد الوارد لكثيرٍ من الأشخاص. إن كانت هنالك العديد من قنوات التواصل لجمهورك المستهدف، فلا تُرسِل الرسائل إليها جميعًا، اختر قناتين أو أكثر منهم فقط، وإن أُعجِبَ الجمهور بمشروعك فسيتنشر تلقائيًا. اجعل تواتر نشرك للمقالات في حدود المعقول وعدِّلها بناءً على ردة فعل القراء، فإن أعجبتهم، فذاك أمرٌ حسن، وأتبعها أخرى في الأسبوع القادم؛ وإن لم يكونوا متحمسين، فحاول شيئًا جديدًا في المرة القادمة، وستكون الردود على مشروعك أفضل إن كنت تشارك في المجتمع مشاركةً فعالةً (بجانب مشاركتك لدعايتك إلى مشروعك). الإجابة عن الأسئلة إن كان مشروعك يحل مشكلة مخصصة جدًا، فربما من المفيد أن تراقب المواقع التي يسأل الناس فيها عادةً عنها، مثل StackOverflow أو Reddit، وأن تساعدهم في الأمر. وعندما تُجيب، حاول دائمًا أن تسهب في الموضوع قليلًا لإعطاء مجال لتشرح كيف يعمل حلّك للمشكلة، ولا بأس أن تُعدِّد الخيارات الأخرى المتاحة. ربما ذلك يستهلك وقتًا أكثر من إعطاء مجموعة روابط، لكن ربما تستفيد من سؤالك بتحويله إلى تدوينة لاحقًا. تلك المواقع هي مولدات أفكار رائعة؛ فإن أردت أن تعرف ما هي المشاكل التي يعاني منها الناس، فألقِ نظرةً على الأسئلة التي يسألونها. العمل مع الآخرين لا يتواجد مشروعك في الفراغ، وإنما بُنِيَ باستعمال بعض المكتبات الأخرى، وهنالك أشياءٌ أخرى يمكن أن تُدمَج أو تتعاون معه. أخبر الناس كيف يستطيعون استعمال مكتباتك وأرهم كيف يدمجون مشروعك مع الأدوات الأخرى. قدِّم ما لديك لأعضاء المجتمعات التي تلتف حول تلك المشاريع، وسينظرون إليها إن وجدوها مفيدةً؛ وعلى الرغم من أنك تعتمد على شعبية مشروع قائم، إلا أنك تساهم في نشره في نفس الوقت. وما لم يثر المحتوى الذي تقدم جدلًا، فلا يوجد سببٌ يمنع أصحاب تلك المشاريع من الترحيب لكتابتك عن مشاريعهم، وربما يشاركون ما كتبتَ أيضًا: "رائع! أحدهم أنشأت روبوتًا باستخدام مكتبتي". كن لطيفا لا تقلل من شأن عمل غيرك لكي تعلي من شأن عملك. ربما تظن أن مشروعك هو الأفضل، صحيح؟ هذا لأنك من أنشأه وقد يكون هذا صحيحًا، ولا بأس من عمل مقارنات، لكن لا تقل أشياءً مثل "على عكس مكتبة RottenWatermelon JS، هذا الإطار يحتوي على sane API" أو "اضطررت على مر السنين أن أتعامل مع الخردة المسماة OMG++، لكنني أتيت اليوم لأفتح مصدر اللغة Gobbledygook: لغة البرمجة للقرن الحادي والعشرين". قد يلفت الجدار النظر إليك، لكنه لن يُنشِئ بيئةً صحية وودودةً لكي ينمو بها المجتمع المحيط بمشروعك؛ تذكر أنه في خمس سنين سيصبح مشروعك تقنيةً قديمةً جدًا ولن يستعملها أحد. ما التالي؟ أصبح مشروعك موجودًا وأصبح يحصل على أول مستخدميه؛ عليك الاستمرار في جهودك وسيؤتي عملك أُكله، سننظر في المقالة التالية كيف نحول المستخدمين إلى مساهمين. ترجمة -وبتصرّف- للمقال Spreading the word about your open-source project لصاحبه Radek Pazdera.
-
- github
- المصادر المفتوحة
- (و 7 أكثر)