البحث في الموقع
المحتوى عن 'محتمل'.
-
يقال أنه كلما زادت الخدمات التي تقدمها كمستقل فإن فرصتك في الحصول على وظائف أو مشاريع تزيد، أليس كذلك؟ أرأيت إن قلت لك أن هذا خطأ؟! أعلم أن فكرة الحصول على شخص يستطيع القيام بكل شيء هي فكرة رائعة بالنسبة إلى رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة، لكن المدهش أنهم حين يبحثون عن شخص لمهمة بعينها فإنهم لا يبحثون عمن يقدمون أنفسهم على أنهم خبراء في كل شيء! وقد يبدو ذلك منافيًا للبديهة، لكن تحمّل معي قليلًا، لنقل أنك تريد بناء حضور قوي لك في Pinterest، هل ستبحث عن شخص يعمل بعدة مجالات من بينها Pinterest؟ أم شخص يعرف مداخل Pinterest ومخارجه، شخص لديه سابقة أعمال في التسويق عليه؟ أراك تميل للخيار الثاني، أليس كذلك؟ إليك كريستين على سبيل المثال حين أرغب في توظيف أحدهم لينفذ مهمة بعينها أو عدة مهام فإنني أبحث عن ذلك الذي لديه سابقة أعمال بالفعل، فهو أقل خطرًا على عملي، ويعطيني إحساسًا أن الشخص الذي أوظفه -ذلك المتخصص- سيفعل المطلوب منه بالضبط دون أن أدربه على فعل شيء ما. وفي تلك الحالة خصيصًا -أي في حالة المهمة التي أريدها منه- فلابد أنه أكثر خبرة بها مني، ما يجعل الأمر ربحًا مضاعفًا بالنسبة إلي، إذ أني لست مضطرة إلى قضاء وقت في تعلم شيء لا أحبه. وكمثال على كلامي، فقد راسلتني كريستين قبل عام تقريبًا، وكنت حينها مثقلة حقًا بالمهام التي بالكاد أملك وقتًا لها، ولم يكن لدي وقت للتفكير في الأمر، لذا طلبت منها أن تراجعني في أول العام الجديد، وراسلتني مجددًا بالفعل أول العام، وبدأنا العمل معًا من حينها. ما أريد قوله أن لو كانت كريستين قد راسلتني بشأن توظيفها للقيام بمهام مساعدة عامة عن بعد لكنت رفضت العمل معها مطلقًا (بأدب بالطبع)، هذا لأن لدي بالفعل مساعد عن بعد، ولما كانت بقيت في ذهني لو لم تقدم إلي الكيفية التي ستساعدني بها. ما الذي عليك فعله بدلًا من ذلك؟ بدلًا من رسائل العروض الباردة أو الحارة التي تقدم فيها نفسك إلى العملاء المحتملين على أنك ذلك المستقل الخارق الذي يستطيع تنفيذ كل شيء، فإنني أنصحك أن تختار خدمات قليلة تعرضها على هؤلاء العملاء (ربما ثلاث خدمات ستكون مناسبة). لعلك الآن تحدث نفسك أنك تستطيع تقديم المزيد من الخدمات، بالطبع!، لكنني لا أحسب أنني قد أوظف أحدًا لديه قائمة من خمس أو عشر أو حتى عشرين خدمة يقدمها. أتعلم لماذا؟ لأن مثل ذلك النوع من العروض مبالغ فيه بالنسبة للعميل المحتمل الذي تراسله، وصدقني فإن آخر شيء تريد فعله هو أن تصد العميل بكثرة ما تعرضه عليه من خيارات وخدمات فيصاب بالحيرة من كثرة التحليل بين خدماتك الكثيرة ولا يطلب منك أي خدمة بالنهاية. لذلك فإني أدرب الذين يرغبون في العمل كمساعدين افتراضيين على تعديل صفحات التوظيف الخاصة بهم ليكون بها ثلاثة خدمات فقط، ليس أربع خدمات ولا اثنتين، بل ثلاثة، فذلك الرقم يحمل تنويعًا كافيًا للعميل في نفس الوقت الذي لا يغرق العميل بالخدمات التي يحتار في الاختيار بينها. قليل من التركيز أفضل من لا شيء أما وقد أوضحت لك ما يجب أن تفعله في رسائل عروضك إلى عملائك المحتملين، وعرف عميلك طبيعة الخدمات التي تقدمها بالتحديد، يأتي الآن دور أقاربك ومن حولك، إذ أنك لن تفلت من موقف يسألونك فيه عن طبيعة عملك. فمثلًا أنا أعلم نظرات التعجب التي سأحصل عليها إن اكتفيت بذكر مسمى وظيفتي وقولي بأنني أعمل مساعدة افتراضية (Virtual Assistant)، فالربح من الإنترنت لا يزال أمرًا جديدًا على الكثيرين هنا مدينتي. أما إن قلت لهم أنني أساعد رواد أعمال تقنيين على إدارة صناديق البريد وخدمة العملاء في شركاتهم، فربما تكون الصورة أوضح لديهم عن طبيعة عملي. والآن يمكنك أن تحدد العملاء الذين تستهدفهم بناءً على الخدمات التي تقدمها، وهذا لا يعني أن توقف عملك في باقي المجالات الأخرى التي تعمل بها إن كان لديك أكثر من ثلاث خدمات، ما في الأمر ألا تعرض تلك الخدمات في رسائلك إلى العملاء المحتملين. كما تستطيع أن تغير من خدماتك التي تعرضها على العملاء المحتملين وفق ما تراه مناسبًا لعملائك. خاتمة ليس عليك أن تقلق بشأن تقليل الخدمات التي تقدمها كمساعد افتراضي، فعلى العكس مما تظن، فإنها ستزيد من أرباحك وفرص حصولك على عملاء جدد. لذا أريدك أن تجرب الأمر وتعطيه أفضل ما لديك من جهد عن طريق التسويق للأمور التي تجيد فعلها، وليس ما يمكنك فعله فقط، وحينها تصبح ناجحًا فيه. ترجمة –بتصرف- للمقال Why You Should Get Started with Just 3 Virtual Assistant Services لصاحبته Gina Horkey. حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ freepik