البحث في الموقع
المحتوى عن 'العلاقات الشخصية'.
-
المهارة التي على كل قائد امتلاكها هي «التعاطف». ومن المهم ألا نخلط ما بين مفهومي التعاطف والشفقة، حيث يوجد بينهما اختلاف دقيق ومهم. فالتعاطف يعني أن تتفهّم احتياجات الآخر، وليس بالضرورة أن يعني ذلك أنّك توافقه عليها، بل يعني ذلك فقط أنّك تقدّر ما يمر به هذا الشخص. شهدنا تحوّلًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة في طريقة رؤية القادة لموظّفيهم، وفي الطريقة التي يرغب الموظفون أن تتم معاملتهم بها. يُعامَل الموظّفين في العادة على أساس نتائجهم فقط، ولا يهتّم القادة بحياة موظّفيهم الخاصّة ويحافظون على العمل والعلاقات الشخصية منفصلين عن بعضهما البعض. لكن ذلك لم يعد صحيحًا بعد الآن. يدرك القادة الناجحون أنّ الأمر يتطلّب الآن مستوى معيّن من التواصل والاهتمام لمساعدة الموظفين على النمو كأشخاص. حيث بدأت الحياة الشخصية للموظفين بالتأثير تدريجيًا أكثر وأكثر على حياتهم المهنية، وبدآ بالتداخل مع بعضهما أكثر من أي وقت مضى. ودائمًا ما أقول أنّ استمرار مشاركة الموظفين، وحماسهم في العمل وإنتاجيتهم وسعادتهم يعتمد فعليًا على معاملة الأشخاص باحترام. ولتكون قادرًا على معاملة موظفيك باحترام، عليك أن تكون قادرًا على فهمهم وفهم ما يمرّون به وما الذي يجول فعليًا في عقلهم. الجانب الإيجابي هو أنّ التعاطف يمكن تعلّمه. وسبق أن أثبت أنّ له آثار إيجابية على المؤسسات والشركات. إليك الإنفوجرافيك التالي الذي يعرض سريعًا 12 سمة شخصيَّة مميزة للمدير العظيم: وجدت دراسة أجراها المركز التعليمي Center for Creative Leadership أنّ المدراء الذين يظهرون تعاطفًا أكبر اتجاه موظفيهم، تمت رؤيتهم على أنّهم أفضل أداءً. أنصح كل من يقرأ هذا المقال بمشاهدة هذا الفيديو من تيد TED Talks، وهو حديث للطبيب النفسي والخبير في الذكاء العاطفي دانييل غولمان Daniel Golman، والذي كتب كتاب بعنوان الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence). يسأل في حديثه لماذا لا يكون الأشخاص أكثر تعاطفًا في أوقات أكثر؟ يتعلّق الأمر مرة أخرى بتفهّم أنّ الجميع يمر بمشفة ما في حياته، وبأنّ علينا جميعنا أن نكون أكثر إحساسًا بذلك. لماذا عليك أن تكون عطوفًا؟ إلى جانب القدرة على زيادة رضا الموظفين، فإنّك ستصبح قائدًا أفضل، وسيحبك وسيحترمك موظفوك أكثر. وإليك أسباب أخرى لأهمية ممارسة التعاطف: معاملة الأشخاص كما ترغب أن يعاملوك. فهم احتياجات الأشخاص من حولك. فهم احتياجات الزبائن. تعلّم كيفية تحفيز الأشخاص من حولك. عدم رؤية الأمور من وجهة نظرك فقط بل من وجهة نظر مَن حولك أيضًا. كيفية ممارسة التعاطف أنا متأكدة أنّ هناك طرق عديدة لممارسة التعاطف، لكن الطريقتين اللتين أرغب بمشاركتهما الآن هما: 1. الاستماع يقول ستيفن كوفي (Stephen Covey): "لا يستمع معظم الأشخاص بهدف الفهم، بل بهدف الإجابة". هو درس مهم عليك فهمه. لا تستمع فقط لتستمع، بل اصغِ فعلًا. اطرح أسئلة تعقيبًا على حديث الآخر واحرص على فهم ما يقوله بشكل كامل، ودائمًا خذ بعضًا من الوقت قبل أن تجيب. لا تقل ببساطة أول ما يخطر في بالك، بل فكّر قبل أن تتكلم. 2. التخيّل أحب مشاهدة الناس. في كلّ مرة أذهب فيها إلى وسط المدينة أو أيّ مكانٍ مزدحم، أتخيّل وأتساءل دائمًا ما هي قصة كل شخص حولي. هي طريقة جيدة لممارسة التعاطف، لأنّك بذلك تحاول بشكل فعّال أن تضع نفسك مكان الآخرين. هل تعتقد أنّ التعاطف مهم؟ أؤمن شخصيًا بأنّ التعاطف هو أهم مهارة قياديّة، وأعتقد أنّ القادة المتعاطفين هم قادة أفضل وأكثر موثوقية، ما هو رأيك؟ شاركنا في التعليقات. ترجمة-وبتصرف-للمقال The Most Important Leadership Skill To Have لصاحبته Alison Robins.
- 1 تعليق
-
- الذكاء العاطفي
- مهارات التواصل
- (و 2 أكثر)