البحث في الموقع
المحتوى عن 'الربح'.
-
أن تحقق ربحًا من الإنترنت يعُد أمرًا سهلًا بعض الشيء، فعمليًا يُمكنك تحقيق الربح فقط من بيع خدمة واحدة وتقديمها بمقابل مادي، طبعًا إن أنفقت بعض الأموال في تطوير هذه الخدمة وبكل تأكيد ستستعيد تلك الأموال بعدما تبدأ في ممارسة عملك، ولكل هذه الأسباب يعد الربح عن طريق تقديم خدماتك للآخرين أسهل كثيرًا من بيع المنتجات، حيث أن الأمر هنا يستغرق وقتًا أقل وخطوات أقل بالمقارنة مع إنتاج منتج ما ثم تسويقه وبيعه. لنبحر أكثر في التفاصيل. لنفترض أنك تعلم كيف تكتب سِيَر الكُتاب والمؤلفين على أكمل وجه وهنا أقصد النبذة التي تكون بجانب اسم الكاتب سواء الطويلة أو القصيرة منها أو حتى السيرة الذاتية، وأن هذا الأمر كان صعبًا عليك، لكنك الآن تفعلها باحتراف، وهذا مثال يمكن أن يشمل كثيرًا من الأعمال، لكن لنفترض أنك ستعمل في هذه الوظيفة بدوام كامل، بكل تأكيد ستحتاج لسقف فوق رأسك، طعام وبعض متطلبات الحياة الأساسية. لنقل أن الإيجار يكلف 1000$ للشهر، الطعام يكلف 600$، والأشياء الأساسية الأخرى تكلف 600$ أخرى، حينها سيكون المجموع 2200$ في أفضل الأحوال كإجمالي النفقات، أي أنك ستحتاج خمس عملاء يدفع كل واحد منهم 500$ حتى تغطي نفقاتك ويتبقى لك 300$ فقط كل شهر، وذلك إذا أمضيت يومًا في إنهاء عملية البحث والتواصل ومن ثم إنهاء المهمة، سيكون من الممكن إنجاز العمل اعتمادًا على حقيقة أن معظم الشهور تتألف من ثلاثين يومًا، إذًا سيكون بإمكانك العمل لخمسة أيام وإمضاء خمسة عشر يومًا في إشهار نفسك وخدماتك وفي محاولة جذب عملاء جدد، وأخذ إجازة أسبوعية للراحة وتناول الطعام الصحي، لتبني نفسك في أي وظيفة من هذا النوع الذي تحدثنا عنه مع دفع أية ضرائب أو تكاليف إضافية يجب عليك محاولة استهداف عشر عملاء شهريًا، وسيتبقى لديك نصف الوقت لتستمر في محاولة إشهار نفسك وتقريب عملاء آخرين من أعمالك. الأمر يبدو في غاية السهولة أليس كذلك؟ لكن بلغة الرياضيات عندما يزداد حجم العمل سيزداد معه الصعوبة بكل تأكيد، وكلما زادت الصعوبة كلما زادت معها النفقات ولزيادة الربح وتوسيع الفارق بين الأموال الواردة والصادرة. كمثال: إن كنت تنفق 5000$ على موقع كجزء من عملية "التسويق"، هذا يعني أن المشاريع العشرة القادمة لن تساهم في مصاريف الإيجار، الطعام أو أساسيات الحياة الأخرى، بل سيتم إنفاقها كلها في الموقع، وإن كنت توظّف مدرِّبًا خاصًا بألف دولار شهريًا فستكون مضطرًا للبحث عن مشروعين إضافيين شهريًا لتغطي تكاليفه، وهذا كله مبني على افتراضنا أن المشروع يُربحك 500$ دولار، وبالطبع ربما يكون أكثر وربما يكون أقل، وإن كنت ستشتري حاسبًا محمولًا جديدًا سعره 2000$ فستحتاج أربعة مشاريع إضافية وهكذا، يبدو أن هدفك لإنهاء عشرة مشاريع شهريًا لتلبية احتياجاتك قد يتضخّم أحيانًا. أو من ناحية أخرى ربما تريد أن تعلّم الآخرين كيف يكتبون السيرة الخاصة بهم أو النبذة التعريفية -وهي فكرة رائعة نظريًا- إذًا فأنت حينها ستمضي ثلاثة أشهر لإعداد دورة تدريبية تشرح كيفية كتابة السيرة الذاتية وبالاستعانة ببعض الرياضيات فهذه الدورة ستستغرق وقتًا يعادل إنجاز عشرة مشاريع من البحث والعمل، حينها يجب أن تربح من هذه الدورة 5000$ حتي تصبح مربحة بالنسبة لك، هل هذا ممكن بالنسبة لك؟ وهل سيكون عمليًا وواقعيًا كفاية؟ إذًا قم به، لكن إذا لم يكون هناك اهتمام بالأمر من قبل الجمهور الذي يتابعك والشريحة التي تستهدفها ويوجد أي اهتمام جدّي بالمنتجات فمن الأفضل أن تلغي الفكرة، إذ إنّ عملك ككاتب سيرة ذاتية يعد "خدمة" أما دورة تعليم كتابة السيرة الذاتية تعد "منتج" لهذا من الأفضل أن تستمر في تقديم الخدمات لا المنتجات حتى ولو بشكل مؤقت ريثما يتسع جمهورك أكثر. لقد كنت في نفس الموقف، كنت أقدم الخدمات ومن ثم انتقلت لتطوير المنتجات، لكني كنت متأكدًا أني لا أمضي الكثير من الوقت على منتجاتي، خاصةً لأنها لا تُدخل لي سنتًا واحدًا أثناء تطويرها، أي أني كنت أقدم الخدمات حتى أحصل على ما يكفي من المال الكافي لحاجاتي الأساسية، فكنت -شهريًا- أنهي خدماتي المدفوعة أولًا حتى ؛صل على حاجتي من المال ومن ثم أبدأ في العمل على منتجاتي والتركيز عليها وبمجرد أن تكتمل تلك المنتجات وتتحول لمصدر جديد للأموال أبدأ في تقليل خدماتي المدفوعة -مثل كتابة السير الذاتية- بعض الشيء لأن منتجاتي بالفعل تحقق دخلًا، تحقق هذا كله معي في بضعة سنوات. المشكلة الأخرى التي يقع فيها الناس الذين يحاولون تحقيق الربح أنهم يقيسون المصروفات أحياناً بالتناسب مع الدخل. أنت ربحت 8000$ في الثلاثة أشهر الماضية وهم أكثر من الـ5000$ الذين تحتاجهم للحياة، إذًا هل تقوم بإنفاق المزيد؟ تأجير سيارة؟ حسنًا كان لديك شهر آخر ربحت فيه 10000$ فهل تقوم بشراء حاسب محمول؟ إنشاء موقع جديد؟ أعتقد أنه وحتى إن زادت أرباحك وزاد دخلك من الأفضل أن يبقى إنفاقك كما هو، أنا لا أقول أن إنفاق بعض الأموال على عملك أو على إنتاج منتجات جديدة يعد فكرة سيئة، كلا الأمرين مفيد، لكن حتى تصبح قادرًا على تحقيق الربح وحتى تصبح قادرًا على الاستمرار في تحقيق الربح يجب عليك أن تكون معتدلًا في مصاريفك ويجب عليك أن تقاوم الاستعجال والرغبة في رفع معدل انفاقك مع ارتفاع معدل دخلك. كثيرًا ما يُفترَض أن الربح ما هو إلا قياس لمبلغ المال الذي يتم كسبه، الربح الحقيقي هو أن تحقق أقصى مبلغ ممكن من أقل استثمار ممكن، إن كان هناك شخصان يعملان في نفس المجال وكلاهما يحقق 5000$ شهريًا لكن أحدهما ينفق 2600$ شهريًا والآخر ينفق 4600$، هنا سيكون الشخص الأول هو الأكثر ربحًا بالرغم من أن كلاهما يحققان نفس الدخل، وبحسبة أخرى إن كان أحدهم ينفق 600$ ويربح 2000$ والآخر ينفق 4600$ ويربح 5000$ فالأول يربح أكثر من الثاني أيضًا. لهذا دائما ما أفضّل وبشكل شخصي التركيز على الأموال ألتي أقوم بإنفاقها، أستطيع أن أعمل أقل إن قللت مصاريفي ومع ذلك سأبقى قادرًا على جمع نفس الكم من المال، ويتطلب الأمر أيضًا بعض الإبداع حيث يجب عليك أن تقرر ما هو المنتج الذي ستصنعه؟ ويجب أن تختار الأقل تكلفة بكل تأكيد، حتى ولو كحقل للتجارب. أنا لم أنفق أبدًا أي أموال على الإعلانات، ولم أحدّث الحاسب الذي أعمل عليه منذ أعوام، وأقوم بتركيز اجتهاداتي على دورات يمكنني إعدادها وبيعها في مجالات أنا خبير فيها بالفعل مثل الكتابة والتصميم ولا أقوم بالتركيز على شراء خدمات الإعلان والخدمات الأخرى التي يقدمها المستقلون إلا إذا كان الأمر لا بد منه. لا يجب عليك أن تعمل أكثر لتكسب 2000$ إضافيين، إن خفّضت مصاريفك ونفقاتك ولم تعد تشتري شيئًا حينها لن تعمل لوقت إضافي ولكن ستحصل على 2000$ أنت وفّرتهم بالفعل. ترجمة -وبتصرف- للمقال On being profitable لصاحبه Paul Jarivs حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
-
- 1
-
- الربح
- تقديم الخدمات
-
(و 1 أكثر)
موسوم في: