تعلم أكثر من شيئ في آن واحد.

غرض التركيز على شيء واحد في البداية هو غالبا لضمان عدم التشتت بجانب ضمان استفادة قصوى مما يحاول الطالب تعلمه، ولذلك فإن التعرض للعديد من المصادر المختلفة بشأن معلومة ما أو التعرض لمادة علمية تختلف كليا عما يحاول تعلمه قد يؤدي به إلى عدم إلتقاط أي منهما، فبدل أن يزود جهوده لإكتساب معارف أكثر، سوف يجد نفسه لم يكتسب ولا واحدة فيهما.

ولذلك، في البداية قد لا يكون ذلك ضروريا وقد يغلب ضره على نفعه، ولكن لا مشكلة في ذلك مع التقدم في المسارات وتحسن مستواك. فمع تقدمك، سوف تزداد قدرتك الاستيعابية ومقدرتك على التنظيم والفهم. وعليه، فإن واحدة من أفضل المقاربات غالبا لذلك هي تعلم مادة علمية ثانية بالتوازي مع مادة علمية أخرى بشرط أن يكون المتعلم قد تقدم في إحداهما.

أيضا انظر للدافع من وراء ذلك، ما الذي يستعجلك للقيام بذلك؟ هل هو الوقت، الفضول أو أي شيء بالضبط؟ فإن لم يكن سببا واقعيا أو دافعا ملحا ما عليك إلا تجاهله، وتذكر أن طريق التعلم لا تقطع إلا واحدة واحدة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اختصار الطريق أو القفز للمرحلة الأخيرة مرة واحدة.

التعلم والاستمرار في اكتساب المعرفة هو شيء جيد ومحمود، ولا يوجد قاعدة صارمة تنص على عدم تعلم أكثر من شيء في آن واحد. يعتمد الأمر على الأفراد واهتماماتهم وقدراتهم على التعلم المتعدد.

ولكن يجب عليك التفرقه بين التخطيط الجيد لدراسة مجالات متعددة وبين العشوائية التي تنقلك من مجال إلى آخر

التعلم المتعدد أو التعلم في مجالات متعددة يمكن أن يكون له فوائد عدة. فمن خلال تعلم مجالات مختلفة، يمكنك توسيع رؤيتك وفهمك للعالم والتفكير بشكل أوسع. قد يساعدك اكتساب المهارات والمعرفة في مجالات متعددة على استفادة من تبادل الأفكار والمفاهيم بين هذه المجالات وتطبيقها في سياقات جديدة.

ومع ذلك، يجب أن تكون حذرًا ومنظمًا في تعلمك المتعدد لضمان التركيز والتقدم في كل مجال بطريقة فعالة. قد تحتاج إلى تخصيص وقت وجهد لكل مجال على حدة لضمان التقدم والفهم الجيد. من المهم تحديد أهداف واضحة لكل مجال وتنظيم جدول زمني يتيح لك التركيز على كل مجال بشكل منفصل.

بشكل عام، التعلم في مجالات متعددة يمكن أن يكون مفيدًا ومثيرًا، ولكن من المهم أن تكون منظمًا وتحافظ على التركيز والتقدم في كل مجال بشكل فعال. قم بتحديد أهدافك وتخطيط جيد لوقتك وتوازن بين التعلم والاستراحة لتحقيق أفضل النتائج.

هل لديك الخبرة الكافية لفعل ذلك؟ الأمر أشبه بتعلم قيادة السيارة للمرة الأولى، هل يمكنك قيادة السيارة وأنت تفعل شيء آخر؟ بالطبع لا، لكن بعد فترة من التمرس واكتساب الخبرة تستطيع ذلك.

الأمر نفسه في البرمجة، عليك بتعلم المسار البرمجي الذي اخترته بالترتيب والتدرج بشكل مناسب لكي لا تصاب بالإحباط بدون داعي، فمثلاً دورة علوم الحساب مملة فعلاً لأنك لا تعمل على تنفيذ مشاريع حقيقية بل نماذج فقط وتريد كتابة الكود بأسرع وقت وهناك الكثير من الشرح النظري.

اسمح لي بالتحدث بواقعية معك، إذا اتبعت نفس النهج مع كل شيء في حياتك لن تتعلم شيء ذو قيمة، فعملية التعلم مملة وبحاجة إلى التكرار الممتع بها هو عند رؤية مستواك يتطور وأصبحت قادر على تنفيذ المشاريع بعد فترة.

لكن أن ترى نتائج فورية بعد أسبوع مثلاً؟ بالطبع لا، وإلا كان الجميع تعلم البرمجة، عليك أن تصاحب الملل، وتبتعد عن دفعات الدوبامين القصيرة من خلال وسائل التواصل والتيك توك وما شابه.