رأيت الكثيرين يعانون أو يضيعون الوقت أو لا يبادرون بل يضيعون فرصاً عديدة بسبب أقوال مثل "أريد أن أكون مبدعاً" أو "أريد اختراع أفكاري الخاصّة" أو "أريد ما لم يطبّقه أحد من قبل". الإبداع كما يراه البعض ليس سوى وهم. حتّى المخترعون أنفسهم ليسو مبدعين بالطّريقة التي تظنّها! بل إن مبدأ رغبتك في الإبداع لا إبداع فيه في الحقيقة، فاختراع الهاتف النّقال مثلا، اختراع مبدع لم يسبق أن وجد من قبل. و هذا صحيح جزئيّاً، بحيث لم يوجد الهاتف النّقال في السّابق لكنّه مستمدّ من اختراع آخر، لم يخترع فجأة من لا شيء. فكرة الهاتف النّقال ليست بجديدة بل هي منبثقة من فكرة الهاتف الأرضي، ما يعني أن مخترع الهاتف النّقال قد أخذ مفهوم غيره و طوّره، وهكذا في جميع الميادين. المختصر المفيد، لا تضرب رأسك بالحائط محاولًا أن تخترع شيئاً لم يوجد من قبل! الإبداع بهذا المفهوم لا وجود له. استخدم عناصر موجودة لتيسّر لك أمورك. إن كنت تحلم بمشروع معيّن لا تصبّ تركيزك على العقبات التي قد تواجهها مثل رأس المال معتقداً أن ما تملكه لا يكفي. بدلًا من ذلك فكّر خارج النمط التقليدي و اعثر على طرق بديلة لتصل إلى هدفك مستخدماً كل الإمكانيّات المتوفّرة حاليّا، حتى لو كان هذا الطّريق مشروع مختلف تماماً. استخدم جميع الطّرق الممكنة لتساعدك على الوصول إلى هدفك، إن كنت لا تدّخر جزءاً من دخلك الحاليّ ابدأ بذلك، إن كنت لا تعلم أين يختفي مالك عند نهاية الشّهر ابدأ بتتبع كلّ شيء تدفع فيه الأموال و اكتبه أو اطبعه في ملف اكسل أو وورد أو نوتباد و راجع نفقاتك عند نهاية الشّهر و ستتفاجئ من إمكانيّات التّوفير وعدد الأشياء غير الضّروريّة التي اشتريتها أو ما يمكنك تقليص مقداره.