اذهب إلى المحتوى

ما هو شعورك عندما تقضي أسابيع أو شهور أو ربّما سنوات في بناء وتطوير منتجك الرائع ثم لا يشتري أحد منك هذا المنتج؟

غالبًا ما يعود سبب إخفاق المنتج اﻷول إلى خطأ واحد وبسيط.

عنوان المقال يبدو كعنوان مضلّل يهدف إلى جذب القراء لا أكثر، ولكنّ مضمونه صحيح أيضًا، وبما أنّك قد شعرت برغبة ملحّة في النقر على العنوان، فيمكنني التخمين بأنّك تتحلّى بهاتين الصفتين:

  1. أنت شخص مبتكر تحبّ صناعة اﻷشياء.
  2. تحب صنع اﻷشياء وبيعها كذلك.

ويمكنني أن أضيف إلى الصفة اﻷولى أنّك تمتلك الكثير من الأفكار التي يمكنك من خلالها إنجاز اﻷمور على أتمّ وجه، وأنّك من النوع الذي يمتلك همّة عالية ويشمّر عن ساعديه ويبدأ بكتابة الشيفرات والتصميم والكتابة والتسجيل وغير ذلك من اﻷعمال. تؤدي هذه الرغبة الكبيرة في إنجاز الأعمال - والمعروفة بالانحياز للعمل Action bias - دورًا عظيمًا في حياتك اليومية والمهنية كمستقلّ أو مستشار، فالعالم بحاجة إلى اﻷشخاص الذين يقدمون على إنجاز الأعمال بلا كلل أو ملل.

ولكن متى تبدأ بإنشاء مشروعك التجاري؟

انحيازك للعمل سيؤدّي بك إلى الفشل

سيدفعك انحيازك للعمل إلى إنشاء منتج رائع، ولكن سرعان ما تجد نفسك عاجزًا عن الإتيان بأي شيء عندما ترغب في دفع الناس إلى استخدام المنتج ونشره وتجربته وشرائه.

ستعاني من عدم اهتمام العملاء بمنتجك، وهو بمثابة جدار كبير عليك تجاوزه؛ لذا ستحاول أن تعيد تمحور عملك وستحاول جاهدًا البحث عن سوق ملائم لمنتجك. ستبدأ بإجراء الاتصالات الباردة، وستجرّب أساليب مختلفة لعباراتك التسويقية بحثًا عن الصيغة اﻷفضل، وستختبر خطط تسعير مختلفة، وستصرف الكثير من الأموال على حملات Adwords بحثًا عن مواقع البيع الفريدة USP الخاصة بك.

وأسوأ شيء يمكن توقعه بعد ذلك كله، هو أن لا يأتي هذا المجهود بأي نتيجة، فما من شيء يضمن أنّك ستسلك الطريقة المثلى للوصول إلى أفضل المبيعات.

الخطأ اﻷول إذًا سيقضي على منتجك في مهده، إذ من السهل جدًّا أن تبني منتجًا عظيمًا لا يرغب به أحد، ذلك ﻷنّ مرحلة بناء المنتج ممتعة للغاية.

لحسن الحظ هناك قاعدة بسيطة يمكن أن تجنّبك العمل لأيام أو أسابيع أو شهور دون الحصول على أي نتيجة.

ضع خطّة لبيع المنتج قبل القيام بأي شيء آخر

القاعدة هي أن لا تقوم بإنشاء المنتج قبل البحث عن طريقة لبيعه، وإنّما العكس تمامًا، فكّر في خطّة لبيع المنتج وتسويقه، ثم ابدأ بعدها بتطوير المنتج.

اشرع بكتابة العبارات والنصوص التسويقية، وصمِّم العروض الترويجية والخطّة التسويقية، واعتن جيّدًا بالتفاصيل قبل أن تبدأ العمل ببناء المنتج. تحدّث عن المنتج أمام الآخرين، واكتب عنه في مدونتك، وفي حسابك على تويتر. ابدأ بتحضير صفحة الهبوط، واجمع عناوين بريد إلكتروني لمراسلة أصحابها حول المنتج.

قد تبدو هذه الطريقة غير مريحة للأشخاص الذين يرغبون في الشروع ببناء المنتج على الفور، ولكن المغزى من هذه الطريقة هو أنّه إن لم تكن قادرًا على إقناع الناس بالعرض الذي ستقدّمه حول منتجك، فلن تكون قادرًا على إقناعهم بشراء المنتج إطلاقًا، وستغدو كل جهودك في تطوير المنتج هباءًا منثورًا.

ولكن إن تمكنت من إثارة اهتمام الناس من خلال العرض الذي ستقدّمه عن المنتج فستكون حينها قد قطعت 75% من الطريق نحو تحقيق مبيعات ناجحة، وعندها فقط تستطيع البدء بكتابة شيفرات أو تصميم أو تأليف أو تسجيل المنتج الحقيقي.

أدعو هذه الطريقة بالتطوير المستنِد إلى العرض التقديمي.

التطوير المستنِد إلى العرض التقديمي يمنحك قوّة كبيرة

يقدّم إليك التطوير المستنِد إلى العرض التقديمي إمكانية:

  • التحدّث بوضوح حول المنتج (غير المنجز بعد) مع الجمهور أو باﻷحرى عملائك المحتملين.
  • تجربة المنتج مجّانًا (من خلال صفحة تشويقية بعنوان (يأتيكم قريبًا…)).
  • البدء بالتسويق بالمحتوى قبل إطلاق المنتج.
  • الحصول على ثقة العملاء.
  • تجربة أساليب مختلفة - توجهات، أنواع المنتج، طرق التوصيل، التوسع - لمعالجة المشاكل التي يواجهها الجمهور (وبدون تكاليف).
  • استخدام العرض التقديمي الأفضل كمخطط تفصيلي لبناء المنتج، وحينها تكون جاهزًا للخوض في الجزء الممتع من الرحلة ألا وهو بناء المنتج.

يقدّم لك العرض التقديمي الممتاز الثقة اللازمة ويوجّهك إلى الطريق الصحيح ويمنحك العديد من اﻷفكار ويمهّد الطريق لبناء المنتج، وإن لم يكن ذلك كلّه كافيًا فإنّه على اﻷقل سيوفّر عليك الكثير من الوقت والجهد والعناء.

لست مضطرًّا لبيع المنتج مسبقًا للحصول على المال (وفي الواقع أنا لا أنصح بذلك، فقد تتسبّب الالتزامات الكثيرة بمشاكل كبيرة).

يمكنك التنبّؤ برغبة جمهورك في دفع الأموال مقابل المنتج من خلال طرق أخرى كمشاركة المنتج في وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال إضافة عناوين البريد اﻹلكتروني إلى قائمتك البريدية. حاول أن تصل بعرضك التقديمي إلى مرحلة تدفع فيها جمهورك - عملائك المحتملين - إلى اتخاذ إجراء يبيّن مدى اهتمامهم بالمنتج، ذلك ﻷنّ الأفعال أصدق من الأقوال واﻷقوال أصدق من أفكارك ونظرياتك.

خلاصة اﻷمر: لا ترتكب الخطأ اﻷول في بناء المنتج. لا تقضِ الأسابيع واﻷشهر في بناء منتجٍ لا تستطيع تسويقه وبيعه. لا تبنِ المنتج قبل أن تضع العرض التقديمي.

ترجمة - وبتصرّف - للمقال The #1 mistake that’ll kill your product before you even start, AND how to avoid it entirely لصاحبته Amy Hoy.

حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

comeng

نشر

مقال مفيد جدا استمتعت بقرائة كل كلمة منه :) للاسف للأن لا أعرف لماذا تم اغلاق منصة البيع الالكتروني الخاصة بحسوب 



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...