اذهب إلى المحتوى

لوحة المتصدرين

  1. Nada Ashraf

    Nada Ashraf

    الأعضاء


    • نقاط

      1

    • المساهمات

      34


المحتوى الأكثر حصولًا على سمعة جيدة

المحتوى الأعلى تقييمًا في 04/02/20 في كل الموقع

  1. الإجهاد (Employee Burnout) وهو مسمًّى لحالةٍ من التّعب الفكري والجسدي يصل إليها الموظف يفقد فيها الحماسة والرغبة في العمل، قضيةٌ هامّة يجب تسليط الضوء عليها. هناك الكثير من المقالات التي تناقش هذه القضية، لكن لا زلتُ أشعر أنّها لم تتناولها وتتناول التعامل الأمثل معها بشكلٍ كافٍ. نحن نعيش في عالمٍ ينمو بوتيرةٍ مُتسارِعة وهذا نتج عنه سوق عملٍ قاسٍ. ومع أن الإعلام يُظهرُ تحسُّن سوق العمل، إلا أّنه إذا أبحرنا قليلًا إلى الأعماق، سندرك أن الوظائف على اختلافها لا تزال ترهقُ الموظّفين، تحمّلهم فوق طاقتهم من الضغوط وتسبّب لهم المعاناة الماديّة. أصبح الموظّفون يعملون جاهدين فقط لكي يبقوا صامدين ويحافظوا على مصدر رزقهم، وهذا لا محالة يؤدّي بهم إلى الإجهاد الفكري والبدني. من المحزن أننا لا زلنا بحاجةٍ لنقاش هذه القضيّة. تمنّيت لو أننا نعيش في عالمٍ ينجز فيه الموظّفون أعمالَهم بأريحيّة ويَحيا فيه الجميع حياةً سعيدةٍ مريحة. هناك الكثير من السَّخط والغضب والإحباط في عالم الأعمال، والأضرار التي تسببها تلك الأمور لصحّتنا قاسيةٌ بعض الشيء. أهم الرسائل التي أحاول أن أوصِلها هي الحاجة للراحة والاسترخاء، سواءً للشركات أو للموظّفين. أعرفُ أنّك تعتقد بأهميّة عملِك، لكن ثق بي عندما أقول أنه يمكنه أن ينتظر يومًا آخر. أسوأ الأضرار التي تعود على الشّركات من إجهاد الموظفين هي تدنّي الإنتاجيّة والروح الإبداعيّة لدى الموظفين. علامات إجهاد الموظفين بدايةً، لننظر إلى بعض العلامات التي تشير إلى إجهاد الموظّفين. إذا كنت مديرًا، ولاحظت ظهور أيّ نوعٍ من هذه الأعراض على موظّفيك، فسارع باتّخاذ إجراءٍ حيال هذا الأمر. الشعورُ بالتعب والاستنفاد معظم الأوقات. ارتفاع معدّل إصابتهم بالأمراض. الصّداع وآلام العضلات المتكرِّرَين. عدم الاهتمام بالعمل. تفضيلهم الوِحدة في مكان العمل. المماطلة. الحضور المتأخر للدَّوام والمغادرة المبكرة. زيادة التشاؤم والتذمّر والتعليقات السلبيّة. عدم الإحساس بالفخر أو الإنجاز. شهدتُ ذلك بشكلٍ خاص مع مطوري البرمجيات. تطويرُ البرمجيّات مجالٌ صعب، حيث يتحكم فيه بشكلٍ رئيسي أشخاصٌ ليس لديهم فكرةٌ عن كيفية سير الأمور فيه، مما يؤدي إلى مشاكل كبيرة تتمثّل في سوء الفَهم وعدم فاعليّة التّواصل. كم مرّةِ سمعتَ شخصًا في مجال الأعمال يسأل مطورَ برمجيّات: "كم من الوقت سيستغرق إنجاز هذا العمل؟" ؟ يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أنّ كلّ شيءٍ يقوله مطوّرو البرمجيّات يعد تخمينًا. نعم، تخمينٌ مدروس، لكنه يظلّ تخمينًا. إذًا فإنّ مطوري البرمجيات قد يقولون عددًا اعتباطيًّا لمجرّد الإجابة على هذا السؤال، كأسبوعين على سبيل المثال. الآن، ذلك الموظّف يجب أن يعمل حتى يكمل المَهمّة خلال أسبوعين، بغض النظر عن المجاهيل والمشاكل البرمجيّة التي يواجهها. وهذا شيءٌ صعبٌ يسبّب ضغطًا كبيرًا له. الضرر الذي يسببه الإجهاد لجسمك الكثير من الموظفين حول العالم يعانون من الإجهاد، وتحاول بعض البلاد الأوروبيّة اتّخاذ إجراءات حيال هذا الأمر، كتحديد المدة القصوى المسموح أن يعملها الموظّف في الأسبوع. من المفاجئ أن الولايات المتحدة الأمريكية من أسوأ البلدان في هذه القضية، فهي الدولة المتقدمة الوحيدة التي لا تضمن إجازات مدفوعة الأجر للموظفين، والدولة الصناعيّة الوحيدة التي لا تضمن إجازة أُبوَّةٍ مدفوعة الأجر، وهذا يدعو للأسى. ينبغي حقًا أن تخطو جميع الشّركات للأمام في هذا المجال وتتفهّم الضغط والإجهاد الذي تسببه هذه الآليّات الخاطئة في الإدارة. والآن، دعني أعرِض عليك بعض الأضرار الصحيّة الجسيمة التي يسبّبها التوتر والضغوط: وجدت دراسة نُشرت في مجلة التحقيقات السريرية (The Journal of Clinical Investigation) علاقةً بين التعرض للضغوط والإصابة بالسرطان. اختبر الباحثون دواءً مضادًّا للسرطان على مجموعتين من الفئران، ولاحظوا أنّ المجموعة التي كانت تعاني من المزيد من الضّغوط استطاعت القضاء على نسبةٍ أقلّ من الخلايا السرطانيّة. وجدت دراسة أجريت في جامعة Yale أن الضغوط يمكن تؤدّي إلى ضمور الدّماغ وتقلّصه، وهذا أمرٌ مخيف. الأكثر رعبًا في الأمر هو أنّ الجزء الذي يضمر من الدماغ نتيجةً للضّغوط هو الجزء المسؤول عن التعامل مع العواطف والتحكم في الذات، مما يعني أن الموظّفين ستسوء استجابتهم للضّغوط المستقبليّة. أظهرت أحد الأبحاث أنّ تعرًّض الأطفال للضغوط يمكن أن يجعلهم يشيخون بشكلٍ أسرع. حيث نَمَت الخلايا التي تمّ اختبارها (للفئة العمرية من 5-10 سنة) التي خضعت للضّغوط بمعدل أسرع. من المعروف أنّ الضغوط تقود إلى الاكتئاب، لكننا الآن لدينا أدلة علمية تؤكد وتدعم هذا الأمر. الأمر الأخير برأيي هو الأكثر جنونيّة. حيث وجد بحثٌ أن الضرر الناتج عن الإجهاد المزمن يعادل تدخين 5 سجائر يوميًا. وأظهر البحث أن الأشخاص الذين يعيشون تحت وطأة الضغوط زادت لديهم احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 27%. كيف يمكن للشركات أن تتجنب الإجهاد للموظفين كما ذكرتُ سابقًا، الإجهاد للموظفين كابوسٌ للشركات بسبب الخسائر الكبيرة التي يسببها من تقليلٍ للإنتاجيّة وقتلٍ للإبداع. إليك بعض الأشياء التي يمكنك أن تفعلها لتتفادى ذلك: شجع المشاريع الجانبية فهذا سيعود بالفائدة على الشّركة أيضًا. تطبّق شركة Google ما يسمّى بـ" قاعدة الـ20%" أو "قاعدة 20/80" فيما يتعلّق بهذا الأمر، حيث تُتيح لموظّفيها من المبرمجين وغيرهم أن يقضوا يومًا من كلّ خمسةِ أيامٍ في الأسبوع (أيام الدّوام) في العمل على مشروعٍ حرٍّ إبداعيٍّ جانبيّ. ونتيجةً لهذا النّهج ابتُكِرت الكثير من الخدمات المميّزة التي تقدّمها الشركة، مثل Gmail ،Google News، و Google talk. كن مرنا مع موظفيك أتِح لهم خيار العمل عن بعد (telecommuting) وكن مرنًا حيال الإجازات. الشركات التي تتصف بالمرونة يكون موظّفوها أكثر إنتاجيّة. امنح موظفيك الاستقلالية حتى إن كان ذلك بشكلٍ محدود، هناك الكثير من علم النفس حول سبب كون الشعور بالاستقلالية يقود الموظّفين لمزيدٍ من الإنتاجيّة والرِّضا. تواصل، كن صريحا وتحل بالشفافية هذا الأمر مهم جدًّا للحفاظ على رضا الموظّفين. أيضا زود الموظفين بتغذيةٍ راجعةٍ مستمرة لتتأكد أن أمورهم تجري على ما يرام وأنّهم في تقدّمٍ مستمر. اهتم بأنشطة بناء الفريق الاهتمام بهذه الأنشطة مهمٌّ جدًّا لتحسين الروح المعنويّة للفريق ومحو إحساس الوحدة والانطواء على الذّات لدى الموظّفين. يمكنك استخدام منصةٍ لإدارة الموظفين لتساعدك بهذا الصدد. لا تكن مديرا مدققا (Micro-manager) هذه قد تكون أهم نقطة في القائمة، أعتقدُ أن اتباع هذا النهج في الإدارة من أكثر الأشياء المدمّرة التي يمكن أن تفعلها للموظّفين. والكم الهائل من التوتر الذي يسببه هذا النوع من الإدارة يسبّب إجهاد الموظّفين ويقتل فيهم روح الإبداع والحماسة. ما الذي يجب عليك فعله كموظف إذا شعرت أنّ الإجهاد يطرق بابك فلا تلقِ اللوم على مديرِك وحاول أن تعالج هذا الأمر بنفسِك. وإليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك: استرخ خاصّةً إن كنت من أولئك المثاليين السّاعين للكمال. يجب أن تسترخي، وتتخطّى رغبتك في أن يكون كلّ شيءٍ مثاليًّا. المثاليّون هم أكثر الموظّفين عرضةً للاحتراق النفسيّ؛ لأنهم يكلّفون أنفسهم فوق طاقتها دائمًا. فقط استرخِ. خذ إجازة يجب أن تعمل على أن توازن بين حياتك وعملك فهذا شيءٌ مهم جدًّا لصحتك النفسية. مارس التأمل جربتُ هذا الأمر شخصيًّا في الآونة الأخيرة حيث أعمل على بناء عاداتٍ حياتيّةٍ جيدة، ويمكنني القول أنّه فعّالٌ حقًّا. اعرف دورك الوظيفي بوضوح الغموض حيال ما الذي يُتوَقع منك فعله وحول مسؤوليّاتك من أكبر المشاكل في العمل. هذا الالتباس قد يسبب لك التوتّر، لذا تأكد من أن لديك دورٌ واضحٌ ومحدد في عملك، وافهمه جيدًا تعلم قول "لا" لن تستطيع فعل كل شيء، وأوّل خطوةٍ في طريق الإجهاد هي أن تتحمّل فوق طاقتك من العمل. لذلك يجب عليك أن تتعلم كيف تقول "لا". اقض وقتا مع عائلتك وأصدقائك وجدت واحدة من أكثر الدراسات التي استغرقت وقتًا حول السعادة أن أهم عنصرٍ لتحقيق الصحّة النفسيّة هو امتلاك علاقاتٍ جيدة. في الواقع، ليست هناك شركةٌ لديها مناعةٌ ضدّ الإجهاد لموظّفيها. لكن على كلّ حال من المهمّ أن تسعى لخلق بيئة عملٍ تُشعر الموظّفين بالرضا والحماسة. ماذا تفعل لخلق هذا النوع من بيئة العمل؟ وكيف تتعامل مع الإجهاد للموظّفين؟ شاركنا أفكارك في خانة التعليقات ترجمة -وبتصرف- للمقال How To Deal With Employee Burnout لصاحبه Jacob Shriar. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.
    1 نقطة
×
×
  • أضف...