لوحة المتصدرين
المحتوى الأكثر حصولًا على سمعة جيدة
المحتوى الأعلى تقييمًا في 05/08/15 في كل الموقع
-
إذا التقى شخصان في قرى الهيمالايا، حيِّا أحدهما الآخر قائلًا: "هل جسدك معافى؟" وأما في اليابان فقد ينحنيان أحيانًا، وفي عُمان يطبع كلّ منهما قبلة على أنف الآخر بعد التصافح، في كمبوديا وتايلاند، يضمّ كلّ منهما يديه وكأنّه يدعو. كل هذه الوسائل هي "بروتوكولات" للتواصل، أي سلسلة بسيطة من الرموز ذات المعنى والّتي تمهّد لتبادل حديث مُفيد. في عالم الويب، لدينا بروتوكول فعّال جدًّا على مستوى التّطبيقات يُمهّد الحواسيب حول العالم لتبادل الأحاديث النّافعة، واسمه Hypertext Transfer Protocol، أو HTTP اختصارًا؛ وهو بروتوكول يُصنّف ضمن طبقة التّطبيقات فوق TCP/IP، وهو أيضًا بروتوكول للتواصل. كثيرًا ما يغيب شرح HTTP في دروس التصميم والتطوير للويب، وهذا أمرٌ مُخزٍ: ففهمه يُعينك في تحسين تفاعل المستخدم وتحقيق أداء أفضل للموقع وإنشساء أدوات فعّالة لإدارة المعلومات على الويب. هذا المقال هو الجزء الأول من سلسلة تهدف إلى تعليم أساسيّات HTTP، وكيف يمكن استخدامه بفعّاليّة أكبر. سنطّلع في هذا الدّرس على محلّ HTTP من الإنترنت. ما معنى بروتوكول تواصل؟ قبل الدّخول في التفاصيل، لنتخيّل موقفًا بسيطًا يحدث فيه تواصل بين طرفين، ولكي يحدث هذا التواصل، فإن على الطّرفين (برنامجين كانا أم جهازين أم شخصين... إلخ.) أن يتّفقا على: الصياغة (تنسيق البيانات) الدلالات (معلومات التحكم والتعامل مع الأخطاء) التوقيت (تطابق السرعة والتتالي) عندما يلتقى اثنان، فإنّهما يتفاهمان من خلال بروتوكل تواصل: ففي اليابان مثلًا، يؤدي أحدهما حركة جسدية، كأن يحني ظهره. وهذه هي الصياغة المعتمدة في التواصل. وفي عادات اليابان، تدل حركة الانحناء هذه (وحركات أخرى مشابهة) على التّحيّة. وبحركة انحناء أحد الشخصين للآخر تنطلق سلسلة من الأحداث بينهما مرتبة بتوقيت معيّن. يتركّب بروتوكل التواصل عبر الشبكات من المكوّنات ذاتها. فأمّا الصّياغة فهي سلسلة من الحروف كالكلمات المفتاحيّة المُستخدمة في كتابة البروتوكول، وأمّا الدلالات فهي المعاني المُرتبطة بكلّ من هذه الكلمات، وأمّا التوقيت فهو ترتيب تبادل هذه الكلمات بين الطّرفين. ما محلّ HTTP من الإنترنت؟ يقوم HTTP نفسه فوق بروتوكولات أخرى. فعند الاتصال بموقع ويب مثل www.example.org، يستخدم وكيل المستخدم (user agent) مجموعة بروتوكولات TCP/IP، والتي صُمّمت في عام 1970 مؤلّفة من 4 طبقات: طبقة الوصلة (Link)، والتي تصف الوصول إلى الوسيط المادّي (كاستخدام بطاقة الشبكة مثلًا) طبقة الإنترنت، والتي تصف كيفيّة تغليف البيانات وتوجيهها (IP أو Internet Protocol) طبقة النقل (Transport)، والتي تصف كيفية نقل البيانات من نقطة الانطلاق إلى الوجهة (TCP وUDP) طبقة التطبيقات (Application)، والتي تصف معنى وصياغة الرسائل المنقولة (HTTP) فـ HTTP إذًا هو بروتوكول على مستوى التطبيقات يقوم على الطبقات السابقة، لا تنسَ هذه الفكرة. يُساعد فصل هذا النّموذج في طبقات على تطوير أجزاءه بصورة منفصلة دون الحاجة لإعادة تصميمها جميعًا. فمثلًا، يمكن تطوير TCP، باعتباره بروتوكولًا في طبقة النّقل، دون الحاجة لتعديل HTTP كونه برتوكولًا في طبقة التّطبيقات. لكن الواقع العمليّ يجعل التفاصيل أكثر تعقيدًا عند الحاجة للوصول إلى تواصل ذي أداء عالٍ. سنركّز في الأجزاء الأولى من هذه السّلسلة على فصل الطّبقات كما هو مُعرَّف في نموذج TCP/IP. صُمِّم HTTP بغرض تبادل المعلومات بين برنامجين من خلال رسائل تُسمّى رسائل HTTP، وتؤثّر طريقة تشكيل هذه الرسائل في العميل (client) والخادوم (server) والأطراف الوسيطة (كالخواديم الوكيلة proxies). لنتواصل مع خادوم! يُعتبر المنفذ رقم 80 المنفذ المبدئيّ للاتّصال بخواديم الويب، ويمكن التأكّد من ذلك بتجربة نُجريها من الطّرفيّة. افتح الطّرفية (أو سطر الأوامر) وجرّب الاتصال بـ www.opera.com على المنفذ 80 مُستخدمًا الأمر التالي: telnet www.opera.com 80 من المُفترض أن يكون الناتج: Trying 195.189.143.147... Connected to front.opera.com. Escape character is '^]'. Connection closed by foreign host. كما نرى فإن الطرفيّة تحاول الاتصال بالخادوم ذي عنوان IP 195.189.143.147. إن لم نفعل شيئًا آخر سيغلق الخادوم الاتصال بنفسه. من الممكن بالطّبع استخدام منفذ آخر بل وحتّى بروتوكول تواصل آخر، ولكن هذه هي الإعدادات الشّائعة. لنتحدّث بلغة HTTP! لنحاول ثانية التواصل مع الخادوم. أدخل الرسالة التالية في الطرفية (أو سطر الأوامر): telnet www.opera.com 80 ما إن يُؤسّس الاتصال، اكتب رسالة HTTP التالية بسرعة (قبل أن يُغلق الخادوم الاتصال بنفسه)، ثم اضغط Enter مرّتين: GET / HTTP/1.1 Host: www.opera.com تُحدّد هذه الرسالة: GET: أي أننا نريد "الحصول على" تمثيل البيانات. /: أي أنّ المعلومات التي نريدها مخزنة في جذر الموقع. HTTP/1.1: أي أننا نتحدث ببروتوكول HTTP ذي الإصدارة 1.1. Host:: أي أننا نريد الوصول إلى الموقع المُحدّد. www.opera.com: اسم الموقع هو www.opera.com. على الخادوم الآن أن يُجيب طلبنا. من المفترض أن تمتلئ نافذة الطرفية بمحتوى مشابه لما يلي: HTTP/1.1 200 OK Date: Wed, 23 Nov 2011 19:41:37 GMT Server: Apache Content-Type: text/html; charset=utf-8 Set-Cookie: language=none; path=/; domain=www.opera.com; expires=Thu, 25-Aug-2011 19:41:38 GMT Set-Cookie: language=en; path=/; domain=.opera.com; expires=Sat, 20-Nov-2021 19:41:38 GMT Vary: Accept-Encoding Transfer-Encoding: chunked <!DOCTYPE html> <html lang="en"> ... يقول الخادوم هنا: "أنا أتحدث HTTP الإصدارة 1.1. نجحَ طلبك، لذا أجبت بالرمز 200." الكلمة OK ليست إلزامية والهدف منها شرح معنى الرمز للبشر - وهي تُشير في حالتنا إلى أن الأمور تسير على ما يرام وأن رسالتنا قُبلت. يلي ذلك سلسلة من "ترويسات HTTP" التي تُرسل لتصف الرسالة، وكيف يجب أن تُفهم. أخيرًا نجد محتويات الصفحة المُستضافة على جذر الموقع، والّتي تبدأ بـ <!DOCTYPE html>.1 نقطة
-
يُعتبر خادوما الويب Apache و Nginx الأكثر شهرةً من بين الخواديم المفتوحة المصدر في عالم الشبكة العنكبوتيّة، على اعتبار أنّهما مسؤولان عن خدمة وتأمين نصف تدفّق البيانات على الإنترنت، وعلى مَقدرة على تولّي مُختلف حجوم الأحمال، والعمل مع برمجيات أخرى في سبيل توفير حزمة من خدمات الويب الشاملة والكاملة لتلبية مُختلف الاحتياجات. بينما يَتشارك الخادومان Apache و Ngnix العديد من الميّزات والخاصيّات، فلا يُمكن اعتبارهما مُتشابهان، أو التفكير بأن أحدهما هو بديل عن الآخر، فكل منهما يتفّوق عن الآخر بشيءٍ ما، وعلى مُدير النظام فهم وإدراك لماذا يجب اختيار أحدهما دون الآخر، فهذا الدليل يَهدف إلى مُناقشة كيف أنّ كُل خادوم يَتميّز ويَبرز في شيء ويُخفق في آخر. مقدّمة عامّةسيتمّ أخذ نظرة سريعة عن تاريخ وبداية المشروعين وخواصّهم العامّة قبل التعمّق في الاختلاف بينهما. تاريخ خادوم الويب Apacheأَنْشَأَ “روبت ماك كول” (Robert McCool) “خادم الـ HTTP أباتشي” (Apache HTTP Server) في عام 1995، وتمّ مُتابعة تطويره تحت مظلّة “مُنشأةُ برمجيات أباتشي” (Apache Software Foundation) مُنذ العام 1999، وكان هذا الخادم هو المشروع الأساسي للمُنشأة والأكثر شهرةً عن باقي البرمجيات، فأصبح ببساطة يُشار إليه بالاسم “Apache”. يُعتبر خادم الويب أباتشي الخادم الأكثر استخدامًا على الإنترنت منذ العام 1996، وبسبب هذه الشهرة، استفاد أباتشي من توثيق ودعم باقي مشاريع البرمجيات الأُخرى. يَختار مُدراء الأنظمة الخادم أباتشي غالبًا بسبب مرونته، وقُدرته على التحمّل، وتوفّر دعمه العالي والمُنتشر، كما يُحسب له قابليته على التوسّع عبر نظام الوحدات (modules) الديناميكيّة، واستطاعته على مُعالجة عدد كبير من اللغات المُفسّرة (interpreted languages) من دون الحاجة إلى برمجيّة مٌستقلّة وسيطة. تاريخ خادوم الويب Nginxبَدأ “ايجور سيسيوﭫ” في عام 2002 العمل Nginx للإجابة وحلّ المُشكلة المعروفة بالاسم C10K، والّتي كانت تُشكّل تحدّيًا كبيرًا لخوادم الويب لتُصبح قادرة على تولّي عشرة آلاف اتصال مُتزامن (concurrent) وذلك في تلبية حاجة الويب الحديث، وأُنتجت الإصدارة الأوليّة والمُتاحة للعُموم في عام 2004 مُقدمةً حلًا لهذه المُشكلة، وذلك بالاعتماد على معماريّة مدفوعة بالحالة (event-driven) ولا مُتزامنة. انتشر Nginx كالنار في الهشيم مُنذ إصداره، بمُقتضى خفته واستخدامه الخفيف للمَوارد، وقدرته على التوسّع وتحمّل الضغط العالي وبأقل عتاد مُمكن، وتفوّق Nginx بتأمين المُحتوى الثّابت (static content) بسرعة، وبتصميمه لتمرير الطلبات الديناميكيّة (المُتغيّرة) إلى برمجيات أُخرى قادرة على مُعالجة هذا النوع من المُحتوى. يختار مُدراء الأنظمة الخادم Nginx غالبًا بسبب استهلاكه الأمثل للمَوارد، واستجابته العالية مع الضغط المتزايد. معماريّة مُعالجة الاتصال (Connection Handling Architecture)يَكمن الاختلاف الواضح بين أباتشي و Nginx في طريقة كلٍ منهما في مُعالجة الاتصالات وتدفّق البيانات (traffic)، وربّما هذا السبب وراء الاختلاف في طريقة كل من الخادمين في الاستجابة إلى حالة تدفّق البيانات المُختلفة. وحدات أباتشي (Apache Modules)يقدّم أباتشي تشكيلةً من وحدات المُعالجة المُتعدّدة (multi-processing)، والّتي يُطلق عليها بـ MPMs، والغرض منها تحديد آليّة مُعالجة طلبات العميل، ويَسمح ذلك مُدراء الأنظمة عامّةً بالتبديل بين معماريّة مُعالجة الاتصال بسهولة، والوحدات هي: mpm_prefork: تَستنسخ وتُوالد هذه الوحدة الخاصّة بالمُعالجة عمليّات (processes) باستخدام سلسلة وحيدة (single thread)، على أنّ تكون كل عمليّة لمُعالجة طلب، ويستطيع كل ابن مُعالجة اتصال واحد في نفس الوقت، وطالما أنّ عدد الطلبات أقل من عدد العمليّات، فستكون هذه الوحدة سريعةً جدًا، ولكن يَنخفض الأداء بسرعة بعد تخطّي الطلبات عدد العمليّات، ولذلك لا يُعتبر هذا النمط بالخيار الجيّد للعديد من السيناريوهات، فكل عمليّة لها تأثير بليغ على استهلاك الذاكرة (RAM)، ولهذا السبب تُصعّب هذه الوحدة من عمليّة التوسّع بطريقة مُلائمة، ومع هذا تبقى هذه الوحدة خيارًا جيّدًا إن تمّ استخدامها مقترنةً مع مُقوّمات (components) أُخرى لم تُبنى بالأساس آخذةً بعين الاعتبار السلاسل (threads)، فلغة PHP ليست سلسلة آمنة (thread-safe)، ولذلك يُنصح بهذه الوحدة باعتبارها الطريقة الوحيدة الآمنة للعمل مع mod_php والّتي هي وحدة من وحدات أباتشي لمُعالجة هذا النوع من الملفّات. mpm_worker: تستنسخ وتُوالد هذه الوحدة عمليّات (processes) كل منها ذات قُدرة على إدارة سلاسل مُتعدّدة (multiple threads)، تستطيع كل واحدة من هذه السلاسل مُعالجة اتصال وحيد، تُعتبر هذه السلاسل أكثر كفاءة من العمليّات، بسبب أنّ هذه الوحدة تتوسّع (scales)، وتتحمّل المزيد من الضغط أفضل من الوحدة prefork MPM، وباعتبار أنّه يوجد سلاسل أكثر من العمليّات، فهذا يعني أيضًا أنّ الاتصالات الجديدة تستطيع مُباشرةً استهلاك واستخدام سلسلةبدلًا من اضطرارها إلى الانتظار لتوفّر عمليّة مُتاحة. mpm_event: تَعمل هذه الوحدة بشكل مُشابه إلى الوحدة worker، ولكنها مُحسّنة لتتولّى اتصالات keep-alive، فعند استخدام الوحدة worker فإن الاتصال سيَحتفظ بالسلسلة (thread) بصرف النظر فيما إذا كان الطلب نشطًا فيما صُنع من أجله ما دام الاتصال محفوظًا نشطًا، فالوحدة mpm_event تتولّى الاتصالات keep-alive بالاحتفاظ جانبًا بسلاسل مكرّسة لمُعالجتها، وبتمرير الطلبات النشطة إلى سلاسل أُخرى، وهذا من شأنه أنّ يُبعد الوحدة من الغوص بطلبات keep-alive، الأمر الّذي يُجيز بتنفيذ الطلبات (execution) بشكل أسرع، وهذا الأسلوب أصبح يعمل بشكل مُستقر مع الإصدار Apache 2.4. أصبح الأمر أكثر وضوحًا، حيث تقدّم خوادم أباتشي بنية معماريّة مرنة للاختيار بين مُختلف الاتصالات وخوارزمية مُعيّنة في مُعالجة الطلبات، وبُنيت هذه الخيارات في الدرجة الأولى من تطوّر الخادم والحاجة المُتزايدة للاتصالات المُتزامنة لتواكب طبيعة الإنترنت بعد تغيرها وتطوّرها. آليّة مُعالجة الاتصال في خادوم Nginxقَدِم Nginx إلى عالم خوادم الويب بعد قدوم أباتشي، مَبنيًّا ومُعدًّا لمشاكل الاتصالات المُتزامنة (concurrency) الّتي تواجه المواقع عند التوسّع، مُحمّلًا بهذه المعرفة، صُمّمَ Nginx من جذوره ليستخدم خوارزميّة في مُعالجة اتصالات مدفوعة بالحالة (event-driven)، غير مُستوقفة (non-blocking)، ولا مُتزامِنة. يستنسخ ويُوالد Nginx من العمليّات العاملة (worker processes)، ويستطيع كلٍ مِنها مُعالجة آلاف الاتصالات، وتُنجذ العمليّات العاملة ذلك عن طريق تطبيق/تنفيذ آلية حلقيّة سريعة، والّتي تفحص بشكل مُستمر حالات العمليّات (processes events)، وإن فصل المُهمّة الفعليّة عن الاتصالات يسمح لكلعامل بالاهتمام بنفسه باتصال فقط عند بدء حالة جديدة. يتموضع كل اتصال مُعالج من قبل العامل ضمن حلقة الحالة (event loop) في مكان تواجد بقية الاتصالات، وتُعالج الأحداث بشكل لا مُتزامن ضمن الحلقة، ليتمّ إنجاز المُهمّة بطريقة غير مُستوقفة (non-blocking)، وعندما يُغلق الاتصال سيتمّ نزعه من الحلقة. يَسمح هذا الأسلوب من مُعالجة الاتصال Nginx بتحمّل الضغط العالي بشكل لا يُصدّق وبأقل المَوارد المُتاحة، وباعتبار أنّ الخادم ذو سلسلة وحيدة (single-threaded) ولا تتوالد العمليّات لتُعالج كل اتصال جديد، فإن استهلاك المُعالج (CPU)، والذّاكرة يبقى ثابتًا نسبيّا، حتّى في أوقات الذروة. كيف يُعالج أباتشي و Nginx المُحتوى الثّابت والمحتوى الديناميكي (المُتغيّر)إن أبرز ما يتمّ النظر إليه عند المُقارنة بين الخادمين هي طريقة كلٍ منهما في التعامل مع طلبات المُحتوى الثّابت (static)، والمُحتوى المُتغيّر (dynamic). كيف يتعامل أباتشي مع المُحتوى الثّابت والمُتغيّرتستطيع خوادم أباتشي التعامل مع المُحتوى الثّابت باستخدام الطريقة التقليديّة المُعتمدة على الملفّات، ويعود أداء هذه الإجراءات (operations) في الدرجة الأولى على دور ووظيفة أساليب الوحدات (MPM) المشروحة سابقًا. يستطيع أباتشي أيضًا مُعالجة المُحتوى الديناميكي (المُتغيّر) بدمج مُعالج اللغة المُراد مُعالجتها داخل كل من نماذجه العاملة (worker instances)، وهذا يَسمح له بتنفيذ المُحتوى الديناميكي داخل خادم الويب نفسه بدون الحاجة إلى الاعتماد على مُقوّمات خارجيّة، ومن المُمكن تفعيل هذه المُعالجات الديناميكيّة (المُتغيّرة) من خلال استخدام وحدات قابلة للتحميل بشكل ديناميكي. إن قدرة أباتشي على مُعالجة المُحتوى الديناميكي بشكل داخلي تعني أنّ الإعداد يُصبح أسهل لمُعالجة هذا النوع من المُحتوى، فليس من الضروري تنسيق عمليّة الربط مع برمجيات إضافيّة، وتستطيع الوحدات وبسهولة أنّ تقوم بالتبديل عندما تتغيّر مُتطلّبات المُحتوى. كيف يتعامل Nginx مع المُحتوى الثّابت والمُتغيّرلا يَملك Nginx بطبيعته أي قدرة على مُعالجة المُحتوى الديناميكي، ولمُعالجة شيفرة PHP وطلبات المُحتوى الديناميكي، فإن على Nginx تمرير الطلبات إلى مُعالج خارجي من أجل التنفيذ (execution) والانتظار ريثما يتم الانتهاء من مُعالجة هذا المُحتوى ليتمّ إعادة إعادته، ومن ثم عرض النتائج على العميل. يَنبغي على مُدراء الأنظمة الانتباه إلى أنّ الأسلوب الّذي ينتهجه Nginx يستوجب إعدادًا بينه وبين المُعالج وباستخدام واحدًا من البرتوكولات الّتي يفهمها Nginx أمثال: HTTP, FastCGI, SCGI,uWSGI, memcache، وهذا من شأنه أنّ يُعقّد الأمور بعض الشيء، خصوصًا عند مُحاولة توقّع عدد الاتصالات اللازم السماح بها، حيثُ أنّه سيتمّ استخدام اتصالًا إضافيًا لكل مُعالج يتمّ استدعاؤه. من ناحية أخرى، إن هذا الأسلوب يقدّم بعضًا من الأفضليّة، عندما نعلم أنّ مُفسّر المُحتوى الديناميكي غير مُدمج في عمليّة العامل، وتكلفة هذه الطريقة ستُدفع للمُحتوى الديناميكي فقط، وعلى أنّ يُقدّم المُحتوى الثّابت بطريقة مُباشرة، ولا يتمّ الاتصال بالمُفسر إلا عند الحاجة، والجدير بالذكر أنّ أباتشي يستطيع العمل بهذا الأسلوب، ولكن بعمله ذلك سيتخلّى عندها عن بعض ميزاته. الاختلاف بين الإعداد الموزّع (Distributed) والإعداد المركزي (Centralized)يَعتبر مُدراء الأنظمة الاختلاف الأكبر والبارز بين هذين الخادمين هو فيما إذا كان الإعداد والتخصيص على مُستوى المسار مسموحًا أو لا ضمن مسارات (directories)المُحتوى. فلسفة Apache في الإعداديُضمّن أباتشي خيارًا للسماح بالإعداد لكل مسار عن طريق تَفحُّص (inspecting) وتفسير (interpreting) التعليمات أو التوجيهات الموجودة في الملفات المخفيّة داخل مسارات المُحتوى نفسها، وهذه الملفّات معروفة بملفات .htaccess. باعتبار أنّ هذه الملفّات تَقطن داخل مسارات المُحتوى نفسها، فعند مُعالجة طلبٍ ما، فإن أباتشي يَفحص كل جزء من مسار الملفّ المطلوب باحثًا عن ملفّ .htaccess ليُطبّق التوجيهات الّتي بداخله، وهذا من شأنه أنّ يسمح للإعداد اللامركزي لخادم الويب، والذي غالبًا ما يُستخدم لإنجاز: إعادة كتابة عنوان الموقع (URL rewrites)تقييد الوصول (access restrictions)التفويض والمُصادقة (authorization and authentication)سياسات التخبئة (caching policies)بالطبع يُمكن للأمثلة السابقة إعدادها عن طريق ملفّ إعدادات أباتشي الرئيسي، ولكن استخدام ملفات.htaccess يَملك بعض الميزات: أوّلًا، باعتبار أنّها تُفسّر في كل مرّة توجد بها مع المسار المطلوب، فهي تُنفّذ مُباشرةً بدون إعادة تحميل الخادم.ثانيًا، تجعل من المُمكن السماح للمُستخدِمين غير المصرّح لهم بالتحكم بجانب معيّن من المُحتوى الخاصّة بهم بدون إعطائهم تحكم كامل لملفّ الإعدادات.يُقدّم هذا النمط من الإعداد طريقة سهلة ونموذجيّة، وخاصّة لبعض برمجيات الويب، مثل أنظمة إدارة المُحتوى (CMS)، لغرض إعداد بيئتها بدون مَنح إذن وصول إلى ملفّ إعدادات مركزيّ، وكما هو معروف يُستخدم هذا الأسلوب مع مزودات الاستضافة المُشتركة (shared hosting providers) لصون والحفاظ على الإعدادات الرئيسية مع إمكانيّة منح العُملاء أفضليّة التحكّم بمسارات مُعيّنة. فلسفة Nginx في الإعدادلا يُفسّر Nginx ملفّات .htaccess، ولا يُقدّم أي آليّة للتعامل مع كل مسار من دون استخدام ملفّ إعدادات رئيسي، قد يبدو هذا الأسلوب أقل مرونةً من أسلوب أباتشي، ولكن من ناحية أُخرى فلهذا الأسلوب أفضليته. إن عدم الاعتماد على نظام ملفّات .htaccess الخاصّ بالإعداد على مستوى المسارات يُقدّم سرعةً في الأداءً، فخادم أباتشي عليه القيام بتفحّص المسار الجذر لكل طلب يصله، وعند وجود ملفّ أو أكثر خلال عمليّة البحث، يتم قراءة محتوياته وتفسيرها، ولكن Nginx لا يفعل ذلك، فهو يخدم الطلبات بسرعة أكبر بالاعتماد على مكان وحيد للبحث عنه. أفضليّة أُخرى مُتعلّقة بالحماية، فإن توزيع ملفّات الإعدادات على مستوى المسارات يوزّع مسؤوليّة الحماية على كل المُستخدِمين، الّذين قد يكونوا في معظم الأحوال غير موثوقون لتولّي هذه المُهمّة بالشكل الأمثل، فعندما يقوم مُدير النظام بتولّي مُهمة التحكم بالخادم ككل، يمنع ذلك من حدوث أخطاء، والتي قد تحدث في حال منح صلاحيات وصول لأطراف أُخرى. يجدر الذكر أنّه من المُمكن تعطيل تفسير ملفّات .htaccess’ فيأباتشي`، في حال أنها تُشكل نوعًا من القلق لمُدير النّظام. الاختلاف بين تفسير الملفّات وتفسير URIلا يقتصر الاختلاف بين الخادومين على ما سبق فقط، فيظهر الاختلاف الآخر في كيفيّة تفسير كلٍ منهما للطلبات (requests) وربطها مع المَوارد المُتواجدة على النّظام. كيف يُفسر Apache الطلباتيقدّم أباتشي القدرة على تفسير الطلب إما كمَورد فيزيائي (حقيقي) على نظام الملفّات (filesystem) أو عنوان URI الّذي قد يحتاج أسلوب أكثر تجرّد، ويستخدم أباتشي بشكلٍ عام للأسلوب الأول كتل (blocks) وهي إما <Directory> أو <Files>، بينما يستخدم كتل <Location>للمَوارد الأكثر تجرّدًا. صُمّم أباتشي من الأساس كخادم ويب، لذلك في مُعظم الأحيان فإن السلوك الافتراضيّ هو تفسير الطلبات كمَوارد نظام ملفّات (filesystem)، حيثُ يبدأ بتتبّع جذر المُستند وإلحاقه بجزئية الطلب متبوعًا باسم المُضيف (host) ورقم المنفذ في مُحاولة لإيجاد الملفّ المطلوب، بمعنى آخر وببساطة، تتمثّل هرميّة نظام الملفّات على الويب كشجرة مُستند. يُقدّم أباتشي عددًا من البدائل عندما لا يتوافق الطلب مع نظام الملفّات المقصود، فمثلًا من المُمكن استخدام الموجّه Alias لربط عنوان البديل، مع العلم أنّ استخدام الكتل <Location> هو طريقة للتعامل مع URI نفسها بدلًا من نظام الملفّات، كما يُمكن استخدام التعابير النمطيّة (regular expression)، والّتي من المُمكن استخدامها لتطبيق الإعداد بسهولة أكبر في كامل نظام الملفّات. يُعوّل أباتشي على نظام الملفّات بشكل كبير، يظهر ذلك جليًا في اعتماده على ملفّات .htaccessلإعداد كل مسار، حتّى أنّ التوثيق الرسميّ الخاصّ به يحذر من استخدام كتل مُعتمدة على URI في تقييد الوصول عندما يكون الطلب يَعتمد بشكل أو بآخر على نظام الملفّات. كيف يُفسّر Nginx الطلباتأُنشِأ Nginx ليكون خادمًا للويب وخادمًا وكيلًا/وسيطًا (proxy server)، ونظرًا إلى المعماريّة المطلوبة للعمل بهذه الأدوار، فإنه يعمل بشكل رئيسي مع URIs، والتحويل إلى نظام الملفّات عند الضرورة. يُمكن رؤية ذلك في بعض جوانب بناء وتفسير ملفّات إعدادات Nginx، فلا يوفّر Nginx آليّة لتحديد إعدادًا لمسار نظام الملفّات، بل يَستعيض عنها بتحليل URI نفسه. يُمكن توضيح ذلك بالمثال، كتل الإعداد الأوليّ لـ Nginx هي: server و location، الكتلة serverتُفسّر المُضيف الجاري طلبه، بينما الكتل مسؤولة عن مُطابقة أجزاء من URI التي تأتي بعد المُضيف والمنفذ، في هذه المرحلة يتمّ تفسير الطلب كـ URI، وليس كعنوان على نظام الملفّات. يتوجّب في نهاية المطاف على جميع الطلبات أنّ تُربط مع عنوان على نظام الملفّات وذلك للملفّات الثّابتة، فأولًا، سيَختار Nginx كتل server و location الّتي سوف تتولّى الطلب، ومن ثم ضم جزر المُستند مع الـ URI. إن تحليل ومُعالجة الطلب قبل كل شيء على شكل URIs بدلًا من عناوين نظام الملفّات يَسمح لـ Nginxالعمل بسهولة وعلى حدٍّ سواء كخادم وسيط (بروكسي)، وكخادم بريد، وخادم ويب، فقد تمّ إعداده ليُلائم كيف له أنّ يستجيب لأنماط الطلبات المُختلفة، ولا يفحص Nginx نظام الملفّات حتّى يكون جاهزًا ليَخدم الطلب، وهذا يُفسّر لماذا هو لا يُطبّق نمط ملفّات .htaccess. الوحداتيتوسع كلا الخادومان عن طريق نظام الوحدات، ولكن طريقة عملهما تختلف عن الآخر بشكل كبير. كيف يستخدم أباتشي نظام الوحدات (Modules)؟يَسمح نظام وحدات أباتشي بطريقة آليّة وديناميكيّة بتركيب ونزع الوحدات ليتناسب مع مُتطلّبات مُدير النظام خلال عمليّة تشغيل الخادم، وتتواجد نواة أباتشي دائمًا بكل جاهزية، بينما يُمكن تشغيل أو تعطيل الوحدات، أو حتّى حذفها أو إضافة ما يلزم إلى الخادم. يستخدم أباتشي الوحدات في العديد من المهام، ونظرًا للباع الطويل لمنصة أباتشي، فيتوفّر عدد هائل من مكتبات الوحدات، والّتي من المُمكن استخدامها في تعديل بعض الوظائف الداخليّة في بنية خادم أباتشي، فمثلًا الوحدة mod_php تقوم بدمج مُفسّر PHP داخل كل عامل (worker). لا تنحصر الوحدات لمُعالجة المُحتوى الديناميكي (المُتغيّر) فقط، فيُمكن استخدامها في العديد من الوظائف، فيُمكن استخدامها في: rewriting URLs: إعادة كتابة العناوينauthenticating: المُصادقةlogging: التّتبّعcaching: التخبئةcompression: الضغطproxying: الوساطةencrypting: التشفيركيف يتعامل Nginx مع نظام الوحدات (Modules)يُطبّق ويتعامل Nginx مع نظام الوحدات، ولكن يختلف الأمر عما هو في نظام أباتشي، فلا تُحمّل الوحدات بشكل ديناميكي في نظام Nginx، لذلك يجب على هذه الوحدات أنّ تُختار وتُترجم (compiled) إلى النواة. قد يبدو الأمر صعبًا للعديد من المُستخدمين وخاصّة لهؤلاء الذين لا يُحبذون صيانة برمجياتهم المُترجمة (compiled) بدون الاستعانة بنظام حزم تقليدي، وعلى الرغم من أنّ حزم الموزّع تتضمّن الوحدات الأكثر استخدامًا، ولكن عند الحاجة إلى وحدة غير شائعة، سيتوجب على مُدير النظام بناء الخادم من المصدر بنفسه. تَبقى وحدات Nginx مع ذلك ذات فائدة، وتسمح لمُدير النّظام بتحديد ماذا يجب على الخادم أنّ يحتوي من وظائف، أيضًا بعض المُدراء ينظر إلى الأمر من منظور الحماية، حيثُ أنّ المُكوّنات الاعتباطيّة لا يُمكن أن تُدرج داخل الخادم. تُقدّم وحدات Nginx مقدرات مُماثلة للوحدات الّتي المُقدّمة من أباتشي، على سبيل المثال، توفّر وحدات Nginx: proxying support: الوساطةcompression: الضغطlogging: التّتبّعrewriting: إعادة كتابة العنوانauthentication: المُصادقةencryption: التشفيرالدعم والتوافُقيّة والتوثيقيجب دائمًا التأكد من آليّة بناء الخادم ومُتطلباتها، وما الّذي على مُدير النّظام عمله لبناء خادم يعمل بأبسط الإمكانيات، وما هو حجم الدعم والمُساعدة المتوفّر لهذه البرمجية. الدعم في أباتشييُعرف الخادم أباتشي بباعه الطويل في هذا المجال، ولذلك فإن الدعم الخاصّ به متواجد وبقوّة، حيثُ يتوفّر توثيق مُمتاز لمكتباته الخاصّة به ومكتبات الطرف الثالث (الخارجيّة)، وعلى كافّة المُستويات، سواء كان لنواة الخادم أو للجزئيات المُرتبطة ببرمجيات أُخرى. يتوفّر بجانب التوثيق، العديد من الأدوات ومشاريع الويب لتسريع بدء العمل مع بيئة الخادم، وهي موجودة ضمن المشاريع نفسها أو مُتوفّرة ضمن برمجيات الحزم المعروفة. يَملك أباتشي بشكلٍ عام دعمًا قويًا من قِبل مشاريع الطرف الثالث، وذلك بسبب حصته السوقيّة، وقِدَمه، كما يَملك مُعظم مُدراء الأنظمة بشكل أو بآخر معرفة جيّدة بخادم أباتشي، ليس فقط بسبب انتشاره، ولكن أيضًا بسبب أنّ معظمهم بشكل أو بآخر يستخدم الاستضافة المُشتركة (shared-hosting)، والّتي تعتمد على خادم أباتشي بشكل حصري، لمقدرته الإدارية الموزّعة باستخدام ملفّ .htaccess. الدعم في Nginxيكسب Nginx المزيد من الدعم مع ازدياد المُستخدِمين بسبب أدائه العالي، ولكن يبقى عليه التطوير من نفسه في بعض الجزئيات. قد كان من الصعب إيجاد توثيق مفهوم وواضح بالغة الإنكليزية للخادم Nginx في البداية، نظرًا إلى أنّ تطويره وتوثيقه تمّ بالغة الروسية، ومع ازدياد الاهتمام بالمشروع، أصبح هناك وفرة من المصادر على الموقع الرسميّ وغيره من الدعم الخارجي. أصبح الدعم متوفّرًا أكثر من ذي قبل فيما يخص تطبيقات الطرف الثالث، وبدأت بعض الحزم بتقدم خيارات الإعداد التلقائي سواءً لـ أباتشي أو Nginx، وعند عدم توفّر الدعم، فإن إعداد Nginx مع البرمجيات البديلة عادةً ما يكون واضحًا ومُيسرًا طالما أنّ برمجية الطرف الثالث تملك توثيقًا جيّدًا لمُتطلّباتها. استخدام Apache و Nginx معًاتمّ عرض فوائد وقصور كلا الخادومين، ويجب على مُدير النّظام في هذه المرحلة أنّ يُحدّد أيًا منهما يُناسب احتياجاته، ولكن يجد العديد من المُستخدِمين أنّه من المُمكن تقوية خادوم الويب عند استخدام كلٍ من أباتشي و Nginx جنبًا إلى جنب. إن إتمام هذه الشراكة يتمّ عن طريق تَمَوْضُع Nginx أمام أباتشي كوكيل/وسيط عكسي (reverse proxy)، وهذه يسمح لـ Nginx بمُعالجة جميع الطلبات من العُملاء، الأمر الّذي يَسمح بالاستفادة من سرعة Nginx وقدرته على تولّي عدد كبير من الاتصال في وقتٍ واحد. إن خدمة الملفّات الثّابتة بسرعة كبيرة ومباشرةً إلى العُملاء، هو الأمر الّذي يتفوّق به Nginx، ولكن وللمُحتوى الديناميكي، ملفات PHP مثلًا، سيُوكل Nginx الطلبات إلى أباتشي لمُعالجتها والعودة بصفحة بالنتيجة النهائيّة، ليستطيع Nginx عندها تمرير المُحتوى إلى العميل. يعمل هذا الإعداد بشكل جيّد للعديد من مُدراء الأنظمة، وذلك بسبب أنّه يسمح لـ Nginx ليعمل كآلة فرز وتصنيف، بمعنى أنّه سيتولّى مُعالجة جميع الطلبات طالما أنّه يستطيع ذلك، وتمرير ما لا يستطيع التعامل معه، وبتخفيض الطلبات المطلوب من خادم أباتشي تولّيها، سيُخفف بعضًا من الاستيقاف (blocking) الّذي قد يحدث عندما يستهلك أباتشي المزيد من المُعالج. يَسمح هذا الإعداد أيضًا لمُدراء الأنظمة بالتوسّع عن طريق إضافة خادم خلفي (backend) على حسب الحاجة والضرورة، ومن المُمكن إعداد Nginx لتمرير الطلبات إلى تجمّع (pool) من الخوادم بسهولة، الأمر الّذي يزيد من الأداء والفعاليّة. الختاميُقدّم كلًا من أباتشي و Nginx مُرونة في الاستخدام، وقوّةً في الأداء، والتفضيل بينهما هو لأمرٌ يَعتمد على تقدير مُتطلبات ووظائف الخادم، وعلى مُدير النّظام أنّ لا يسأل: هو أفضل خادم ويب؟، بل السؤال الّذي يجب سؤاله هو، ما هو أفضل خادم ويب لمشروعي الّذي يتطلّب كذا وكذا؟ يوجد بالفعل اختلافات بين المشروعين، هذه الاختلافات من شأنها أن تأثر على الأداء، والقدرات، والوقت المُستغرق في إتمام أي منهما للعمل بالجاهزيّة الكاملة، ولكي يتمّ اختيار الأفضل يُنصح بعمل تسوية أو مقايضة بين المحاسن والمساوئ، ففي نهاية المطاف لا يوجد خادم يُلبي كافة الاحتياجات، ويَكمن الحلّ في ترتيب الأولويات. ترجمة –وبتصرّف– للمقال Apache vs Nginx: Practical Considerations لصاحبه Justin Ellingwood.1 نقطة