إن البدء في العمل مع العملاء يعدّ من أفضل الاستراتيجيّات البديهيّة التي تساعدك في أن تصبح مقدّم منتجات عظيم. ولكن مع ذلك فإنّ الكثير من النّاس يميلون نحو التّسرع والاندفاع ويتخطّون هذه الخطوة المهمّة. مثلاً إذا كنت تملك فكرة حول منتج ما ربما تقودك غريزتك أوّلًا إلى التّفكير في إنشاء وصناعة المنتج أليس كذلك؟ سوف تحسّ بصوتٍ داخليٍّ يدفعك للّتفكير في الخطوة التّالية، ولكنّ الأمر ليس كذلك بالضّبط. من المحتمل أن تكون الفكرة عظيمة، ولكن طالما أنّك لم تتحدّث مع مجموعة من الأشخاص، ولم تحاول فهم السّبب وراء حاجتهم إلى المساعدة في مشكلتهم، وإن كانت هذه المشكلة مهمّة كفاية ليتم حلّها بمنتج مدفوع القيمة، فإنّ طريقك لبيع هذا المنتج بالشّكل الّذي تريده سوف يكون شاقًا للغاية.
إنه من الصّعب حل مشكلة محدّدة من خلال صناعة منتجٍ ما، وخاصّة عندما لا يكون لديك المعلومات الكافية حول المشكلة التي تقدّم منتجك كحلٍّ لها، فلا يمكن أن يكون هذا المنتج متاحًا للجميع.ولكن الأسهل من ذلك هو أن تقوم بصناعة منتج يحل مشكلة شخص واحد، وذلك من خلال العمل لحسابهم الخاص مثل تقديم الاستشارات والكتابة والتّحرير والّتصميم وما إلى ذلك، يمكنك أيضًا أن تتعلّم كيف تمّ تقديم هذه الخدمة لشخص معيّن وما هي الإيجابيّات أو الأخطاء التي قمت بها، وما هي القيمة التي أضفتها للعميل، ثمّ تكرّر ذلك مرّة أخرى مع شخص آخر وتتعلّم منه مرّة تلو الأخرى. هل هذا العمل حصل على تقييم ممتاز لكي يكون لديك فهم عميق ليس فقط لما يحتاجه النّاس ولكن لماذا هم بحاجة إليه.
وهو الأمر الذي يدفعني إلى تبنّي وجهة نظري: "إنّ القيام بعمل يحصل على تقييم 1 على 1 (منتج واحد) هو أكثر سهولة من القيام بعمل يحصل على نتيجة 1 للعديد من المنتجات في بداية العمل". وبعبارة أخرى، إذا لم تكن قد حدّدت جمهورك أو كيف يمكن أن تخدمهم بشكل نهائي، فإنّ العمل مع العملاء سوف يكون أكثر منطقيّة كخطوة أولى لصناعة المنتجات. بالتأكيد، هناك أمثلة على النّاس الذين اتّجهوا مباشرة إلى المنتجات وقاموا بتخطّي العمل مع العملاء ولكنّ الأمر كان أكثر صعوبة بالنّسبة لهم.
لماذا؟ إذا كنت لا تعرف ما هي الأمور المعّينة التي يريد عملاؤك أن تتواجد في المنتج، فمن الصّعب أن يتم بيع المنتج بشكل جماعي. ولكن إذا كنت تعمل بشكل فردي مع العملاء وتعلم حقًا ما يريدون ولماذا يريدون ذلك وتعلم كيفيّة الحفاظ على مكانتك التي تتمنّاها عند العملاء، فإنّ هذه الأشياء سوف تسهّل عليك بيع الخدمات التي تريدها على شكل مجموعة في المستقبل.
ليس من المفروض عليك أن تقوم بعمل واحد إلى الأبد، ولكنّ تفعيل فكرة المنتج كخدمة يتم تقديمها لأول مرّة يمكن أن يكون مفيدًا جدًا.
تعدّ دانييلا ألبورت الرّائعة خير مثال لشخص اتّبع هذا المنهج وقد عملتُ معها لمدة 12 سنة مضت، وقد بدأت بإجراء الاستبيانات مع النّاس ذات مرة بشكل مميّز وقامت بكتابة كتاب حول ذلك، كما أنها بدأت بتقديم دورات ودروس " Fire Starter" إلى النّاس. ولكي تصل إلى بيع منتجات جنوني قامت دانييلا بالعمل مع 100 من عملائها واحدًا تلو الآخر وبدأت في فهم أعمق للأشياء الّتي يحبّونها و يحتاجونها. ولذلك عندما بدأت دانييلا بتقديم المزيد والمزيد من المنتجات للعملاء وكانوا يبدون رضاهم وسعادتهم لأنّها استطاعت تمامًا أن تفهم جمهورها، فقد كانت تتحدّث إليهم كثيرًا وبشكل فردي وعلى مدى سنوات. إذا كنت أستطيع أن أقّدم نفسي كمثال، فأنا حقًا أشعر بالرّضى تجاه المنتجات التي أقدّمها والحاجة التي دعت إليها لأنّني قضيت سنوات في التّعرف على جمهوري وبناء العلاقات والثّقة معهم.
عملت لعقود كمصمّم، وبشكل دوري مع العملاء واحدًا واحدًا، وقضيت سنوات مفعمة بالمقابلات والدّردشات والحصول على تقييمات النّاس من خلال الهاتف.
وأنا الآن بصدد كتابة كتاب حول ذلك فالكثير من العملاء كان يطلب منّي هذا، بالإضافة لإقامة دورات وبرامج مبنيّة على أساس معرفة احتياجات النّاس ومتطلباتهم مرّة أخرى من خلال الاعتماد على التّفاعل والاستماع للعملاء بشكل فردي.
إذا كنتَ قد بدأتَ للتو وكنت لا تملك أيّ عملاء بعد ولكنّك تتمتّع بمهارات المجموعة مثلي فأنا لا أحبّذ أن تبدأ بصناعة أيّ منتج. أولًا، قمتُ بالبحث عن العميل الذي يستطيع الاستفادة من مهاراتي، و كنت أحتاج إلى عميل واحد في البداية. لم أكن أعمل معهم لتقديم حلٍّ لما جاؤوا به، بل كنت أعمل لأتعلّم ما هو السّبب الذي دفعهم للمجيء إليّ في المقام الأوّل، وبعد اكتساب هذه المعرفة كان بإمكاني إيجاد عميل آخر بشكل أسهل. كنت أقوم بهذا بشكل متكرّر مع إيلاء الاهتمام برغبات واحتياجات العملاء طوال الوقت.
لم يكن مفروضًا عليّ أن أنتظر لسنوات أو عقود لبدء صناعة المنتج الخاص بي، ولكنّني كنت أنتظر معرفة اتّجاهات الجمهور والعملاء لأنّ ذلك من شأنه أن يقودني إلى أفضل طريقة لأكون الرّقم 1 للكثير من المنتجات.
ولو أنّني انتظرت لذلك (وهو أمر يصعب القيام به، لأنّ الصبر يمكن أن ينفذ مع مرور الوقت) ، لكنتُ حصلت على تحديد ما يتوجّب علي صنعه بالضّبط، لأنّ ذلك كان يساعدني بالفعل على حل مشاكل العملاء المحدّدة من خلال المنتج الذي أقدّمه. ليس الهدف من هذه الملاحظة التّثبيط.
أنا فقط أذكر ما ألاحظ أنه بالتّأكيد طريق أسهل، وعادة ما يكون له عوائد أفضل، إذا كنت لم تعمل على نظريّة 1 على 1 وكنت تملك فكرة لمنتج ما فإنّك لا تزال في مرحلة عظيمة وغاية في الأهميّة، حيث أنّه ما زال بإمكانك تغيير طريقة تفكيرك، وإعادة تعريف ما تقوم به، وأيضًا الحصول على فهم أعمق لما يريده العملاء من الخدمة، إنها محطّةٌ جيّدة لكي تكون بأفضل حال بدون الحاجة للتسرّع.
ترجمة -وبتصرّف- للمقال Freelancers make the best products لصاحبه Paul Jarvis
الصور ضمن المقال والصورة البارزة من Pexels
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.