ربما سمعت عن التّسويق بالعمولة من قبل، وتتساءل إن كان بإمكانك كمستقل زيادة مداخيلك من خلاله. سنحاول في هذا المقال إلقاء الضّوء على ذلك.
التسويق بالعمولة يمكن أن يكون طريقة عظيمة لتنويع نشاط عملك الحر (إذا قمت به بشكل صحيح)، ومن منا بأي حال ﻻ يريد بعض الدخل الإضافي في حياته؟
تذكير سريع: إن التسويق بالعمولة هو ترويج باﻷساس لمنتجات، أدوات، أو خدمات لجمهورك في مقابل ربح عمولة على عمليات بيع تلك المنتجات.
أسطورة الدخل الخامل (Passive Income)
إن الدخل الخامل (Passive Income) وفقًا لويكيبيديا (أكثر مصدر موثوق على ظهر الأرض ;)) هو ذلك الدخل الذي يأتيك بشكل منتظم، دون أن يتطلب منك الكثير من الجهد للحفاظ على تدفقه.
والسبب الذي يجعل الدخل الخامل ضربًا من الخيال هو أن هناك مجهودًا ضخمًا يبذل في سبيل إنتاجه. ربما ﻻ يكون هذا الأمر بشكل دائم، لكن بين الحين والآخر يتم بذل ذلك الجهد مقدمًا، مما يعني أن عليك بذل الكثير من العمل عليه في البداية.
فعلى سبيل المثال في حالة التسويق بالعمولة، ﻻ بد من بناء قاعدة مشتركين مخلصين لك ويتفاعلون معك، وذلك سيستغرق وقتًا ومجهودًا ليس بالقليل (مجهود يذهب في إنتاج محتوى ذا جودة عالية، والترويج لمحتوى سبق ذكره من قبل، والتفاعل مع جمهورك، إلخ).
إﻻ أن هذا يبدو كالمجهود الذي تبذله في أي أمر يستحق العناء، أليس كذلك؟ فلو كان هذا الدخل الخامل (أو أي شيء آخر) أمرًا سهل المنال لكان باستطاعة كل الناس أن تحصل عليه وتنجح فيه أيضًا، لكن ذلك لا يحدث في الحياة الواقعية.
إن شخصًا مثل بات فلين Pat Flynn، وهو الذي يضع كلمة الدخل الخامل في عنوان مدونته (الدخل الخامل الذكي Smart Passive Income)!، سيرفض ذلك التعريف الذي ذكرته آنفًا من ويكيبيديا، ﻻ أستطيع الجزم بذلك بالطبع، لكني أعلم أنه يعمل بجد ليبني نشاطه الإلكتروني ويحافظ عليه.
باختصار: إن الدخل الخامل يتطلب مجهودًا أكثر بقليل مما يقترحه التعريف بالأعلى.
أنى لي أن أعرف؟ إني أتابع بودكاست بات فلين وأضعها في قائمتي المختارة، وهذه الحلقة التي يتحدث فيها مع عائلته عن اﻷعوام الأخيرة في حياته لهي مثال رائع عما يدور خلف الكواليس في حياته، وعلى كم المجهود الذي يبذله. أضف إلى ذلك أنه الآن يستعين بطاقم كامل من الموظفين.
إن الأمر يتعلق بالالتزام
واﻵن، لمجرد أني ذكرت أن الدخل الخامل هو مجرد أسطورة ومحض خيال، فإن ذلك ﻻ يعني أن تزيله من قائمة أهدافك إن كان ضمنها، وإنما تنظر إليها ربما بتعديل تعريفه قليلًا.
إن بذل الجهد مقدمًا خطوة ذكية من أجل العائد المستقبلي، ويسمى القيام بذلك التزامًا في الحقيقة، وقد صادفني الأمر (أي الالتزام) في أكثر من مكان في حياتي اليومية.
على سبيل المثال، لقد ركضت نصف ماراثون مع صديقتي في إجازة الأسبوع الفائت للمرة الخامسة، وقد كان اﻷمر أشق علي من ولادة طفل.
لقد اختارت صديقتي نويل هذا السباق، ولن تختار سباق العام القادم (نحن نركض كل عام في سباق أو ماراثون). ولكي أكون عادلة، فقد ذكر وصف السباق أنه طريق وعر(ممتع، أليس كذلك؟)، كما ذكر أن المضمار "به مرتفعات"، ولقد استهنّا بتلك الكلمة الأخيرة في الوصف.
كان يجب أن أكتشف الأمر منذ خط البداية حين قال المذيع في السباق أن المسافة ستكون أقرب إلى 16-18 ميلًا حين تحتسب المنحدر، .. ماذا؟ لقد تدربت على 13.1 ميلًا فقط، وأطول مسافة قطعتها كانت 12 ميلًا تامة.
وقد أنهكني السباق، فلم أرغب في الاستسلام في حياتي كما رغبت في تلك المرة، وأوشكت على رمي المنشفة بالفعل حين وصلت إلى الميل الرابع، لقد كان الأمر صعبًا جدًا.
لكننا تمكنا أخيرًا من عبور خط النهاية بعد ثلاث ساعات وربع (أكثر بساعة من المعدل الطبيعي). كيف؟ إنه الالتزام، وقليل من العزم، فقد قرّرنا من قبل أن ننهي ذلك السباق، ولقد تدربنا بما يكفي (حسب ظننا على أي حال)، لذا كان علينا أن ننهيه، ولم يكن هناك خيار آخر، وأنا سعيدة لقول أننا نجحنا في الأمر.
التسويق بالعمولة بشكل صحيح
كيف يمكن أن تكون هناك علاقة بين ركض نصف ماراثون وبين التسويق بالعمولة؟ قد ﻻ تصدق أن هناك علاقات أكثر مما تظن بين الأمرين، وها أنا أشاركك خمس طرق مستفادة من التمرن ﻹنهاء ماراثون، تعرف عليها لتطبيقها إن أردت تحقيق دخل من التسويق بالعمولة.
1. يستغرق اﻷمر وقتًا
إن التمرن من أجل نصف ماراثون يستغرق وقتًا بالتأكيد، وكذلك الأمر بالنسبة للسباق الحقيقي. وفي حين تبدو فكرة إنشاء مدونة أو موقع والبدء بجني الأرباح من أيهما بعد شهر فكرة مثالية، فإن الأمر ﻻ يحدث بتلك الطريقة غالبًا. فأنا ﻻ أذكر بالتحديد متى حصلت على أول عمولة من التّسويق بالعمولة، لكني أتذكر جيدًا أنها كانت بعد ستة أشهر من دخولي لهذا المجال، وقد تطلب الأمر مني أكثر من سنتين كي أصل إلى معدل 2500$ شهريًا.
هل يمكنك فعلها بشكل أسرع؟ بالطبع، فقد رأيت آخرين غيري يفعلونها (بعضهم مشترك في فريقي للتسويق بالعمولة). وذلك أني لم أجعل هدفي منذ البداية زيادة أرباح موقعي عبر الدخل اﻹضافي من التسويق بالعمولة، بل كان هدفي بناء مسيرة عمل مستقرة ككاتبة مستقلة.
واكتشفت أني بمشاركتي لما كنت أتعلمه عن الموضوع قد جذبت جمهورًا جديدًا مهتم باﻷمر، الشيء الذي قادني في النهاية إلى إيجاد فرصة للترويج لمنتجات مناسبة.
2. ليس ضرورة أن يكون الأمر قطبيًا (كل شيء أو ﻻ شيء)
أنا ﻻ أدخل السباقات لأفوز فيها، بل أسجل وأتدرب من أجل أن أنهيها فقط، وأربح خلال ذلك بعض النشاط البدني، وأشعر بإنجاز أحققه عبر التزامي بأمر ما.
وكذلك التسويق بالعمولة من حيث المبدأ، فهو جزء صغير من دخلي من العمل عبر الإنترنت (نحو 10% في الشهر الماضي)، فليس بالضرورة أن يكون هو المصدر الوحيد لك لجني المال، بل يصلح أن يكون جزءًا صغيرًا من دخلك، أو مصدرًا ثانويًا لك، كما في حالتي بالضبط.
ولعل هذا يبدو منطقيًا من منظور هدفك من وراء العمل الذي تقوم به، على الأقل في البداية. لماذا؟ ﻷنه ينقل الضغط من "تحقيق المبيعات" إلى "ترويج منتجات قيمة وذات جودة عالية تنفع الجمهور"، وذلك هو مفتاح النجاح طويل المدى.
3. ﻻ تروِّج لمنتجات رديئة
لعل هذا يرتبط في ذهنك بالنصيحة التي تخبرك أن تتجنب الطعام الرديء قليل الفائدة الصحية حين تتدرب من أجل ماراثون. غير أني لست متأكدة من أني اتبعت تلك القاعدة. لعل مقصدي واضح بالفعل، لكني سأقوله على أي حال.
ﻻ تروج لمنتجات ﻻ تعرفها أو لم تستخدمها بنفسك. ... دعني أطبق تلك القاعدة على نفسي، هل استخدمت كل المنتجات التي روَّجْتُ لها في السابق؟ كلا.
لكني في الحالات التي لم أستخدم فيها المنتج، فإني كنت أبني علاقة بيني وبين الشخص الذي يبيع تلك السلعة، أو أضع ثقتي في رأي شخص استخدمها بالفعل. إن هذا الأمر مهم ﻷني أضع اسمي عليها، فلابد أن أكون قادرة على ضمانها، ﻷن سمعتي تكون على المحك في كل مرة أُسوِّقُ فيها لمنتج رديء.
4. ﻻ تجعل هدفك البيع لجمهورك، بل خدمتهم
دعني أخبرك مرة أخرى أن هدفي لم يكن الفوز في السباق، بل إنهاؤه، وإنهاؤه عبر الركض فقط، وليس عبر استئجار سيارة من أوبر أو سيارة طرق غير ممهدة (والتي قد عُرِضت علينا بالفعل).
فإذا كنت تستطيع النظر لعملك من منظور خدمة جمهورك بدلًا من البيع لهم، فستفوزون جميعًا، ذلك أن اﻹلحاح في ترويج منتج ما ﻻ يجب أن يكون هدفك اﻷساسي، بل يجب أن يكون هدفك هو تقديم القيمة، التعليم، أو التشجيع. وإن حدث أن يكون لديك أداة، خدمة، أو منتج يساعد في تقديم تلك القيمة فلا بأس. أما إذا لم تكن لديك أيّة فائدة تُقدّمها لمتابعيك وزوّارك فلا حاجة لأن تملأ صفحات موقعك كيفما اتّفق (بأي منتجات تجدها أمامك)، فلن تستفيد من الأمر، بل ستؤذي سمعتك وستؤذي متابعيك بسبب ذلك.
5. ﻻ تخف من المحاولة
إنني أحب تحدي نفسي رغم أني أندم أحيانًا على ذلك، إذ أنها الطريقة التي أنمو بها وأرى نتائج عملية. وإني أشجعك على فعل المثل، فلتتحدى نفسك بتجربة أمر جديد وﻻ تخش من أن ينفر منك جمهورك.
كمثال، لمجرد أنك تقدم خدمات (يعني لا تبيع منتجات) ﻻ يعني أنك ﻻ تستطيع الترويج لمنتجات بالعمولة، إذا كانت تلك المنتجات جيدة وتستحق، فستربح أنت مالًا وسيربح جمهورك فائدة. وإليك ما في الأمر، إن بناء مدونة أو موقع مُميّز هو عمل يتطلّب جُهدًا كبيرًا، لذا لمَ ﻻ تعوض نفسك عن ذلك الوقت الضائع؟ إن أكثر الناس ﻻ يملكون وقتًا ينفقوه في هواياتهم، لذلك من المنطقي أن تزيد دخل موقعك بتسويق إلكتروني صحيح.
ترجمة -بتصرف- للمقال Diversifying Your Freelance Business with Affiliate Income لصاحبته Gina Horkey
حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ freepik
أفضل التعليقات
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.