هل سبق لك أن فكرت بصدق بما يعيقك كمستقل؟ هل هو ندرة الوقت المُتاح للاستثمار في شركتك، أم قلة الثقة بالنفس؟
هل هو الخوف من الفشل؟ أم تُراه الخوف من أنك قد تنجح بالفعل؟
تنضم إلينا ستيفاني ويليامز اليوم لتشاركنا الطرق الثلاث التي تمكنت بفضلها من التغلب على العقبات النفسية للعمل المستقل التي كانت تمنعها من إطلاق وتطوير شركتها.
نصيحة رائعة يا ستيفاني!
قبل عشرين عامًا، كنت على وشك دخول مجال الصحافة حينها اعترض الخوف طريقي. ثم تسائلت -ولسنين طوال- "كيف يمكن لأحدهم اقتحام مجال الكتابة المستقلة؟"
شعرت بالإثارة حين وجدت الإجابة في الدورة التدريبية التي حملت اسم (30 يومًا أو أقل للنجاح في الكتابة المستقلة). ورغم أن الدورة التدريبية منحتني خطوات محددة لتحقيق ذاك النجاح، إلا أنه -بعد أشهر من انتهائها- لم يكن لديّ سوى القليل لأفخر به.
كنت أكتب لنفسي، في حين أتعلم عن دخول مجال الشركات. لكن على الأرجح، كنت مُستنزفة فحسب بأفكار بدء مسيرة عملي ككاتبة مستقلة؛ لذا لم اتخذ الخطوات العملية -المدرّة للدخل- والضرورية لامتلاك واحدة بالفعل.
خطوات مهمة مثل التقدم للعروض!
امتلكت العديد من الأعذار لتقصيري، وكان على رأسها ضيق الوقت. حظيت دائمًا بخطة لأطبّقها يومًا ما في المستقبل، حين لن يتطلب الأمر سوى أن ابدأ. كنت أحدّث نفسي قائلةً "عندما ينتهي العام الدراسي واتهيئ للعمل في الصيف، سأبدأ!"
حان الوقت لمواجهة الحقائق
جاء حزيران/يونيو وذهب. ومع منتصف تموز/يوليو، كنت ما زلت أفكر في الأمر. من الواضح أن ضيق الوقت لم يكن مشكلتي الوحيدة. حان الوقت لأرضخ للواقع واسعى خلف وظيفة "حقيقية" بدوام كامل للعام الدراسي.
لم يُجدِ تأجيل قرار بدء عملي المستقل -في حين أقضي جُل وقتي أفكر به- نفعًا.
إن وجدت نفسك تسعى للعمل كمستقل، لكن الوقت يمر مسرعًا دون نتائج، فقد حان الوقت لمعرفة ما الذي يعيقك.
لهذا بدأت أسأل نفسي سؤالين بسيطين يوميًا. كانت الإجابات على السؤالين بمثابة دواء مرّ الطعم عليّ ابتلاعه. ولكن "مواجهة الحقيقة" قادتني أخيرًا لبدء شركتي وتحقيق دخل لعائلتي من العمل المستقل.
سؤالان يمكنهما تغيير حياتك أو عملك
يمكن لهذين السؤالين أن يساعداك في أي وقت تواجهك فيه مشكلة، بما في ذلك مع عملك المستقل.
اسال نفسك:
- ما هي العقبات أمامك؟
- كيف يمكنك تجاوزها؟
مفاجأة! اتضح أنني كنت العقبة الوحيدة، معظم الوقت على الأقل.
كنت أسوأ عدو لي. ها أنا ذي على أعتاب الأربعين، وقد تصالحت أخيرًا مع عدد المرات التي تعارض فيها عقلي مع تحقيق النتائج في الحياة.
4 عقبات نفسية للعمل المستقل مُعرقلة للإنتاجية
دعني أعرف إن كان أي من هذا يبدو مألوفًا لك:
- المثالية
- القلق
- قلة الثقة بالنفس
- الخوف من الفشل / الخوف من النجاح
عندما يتعلق الأمر بتأسيس وتطوير عمل مستقل، فيمكن لهذه العقبات النفسية أن تعترض طريقك. في أسوأ الأحوال، قد تمنعك حتى من البدء إذا لم تُحددها وتتغلب عليها مُسبقًا.
عندما تبدأ العمل المستقل، لن تمتلك جميع الإجابات؛ لكن إذا كنت تريد الحصول على نتائج، فسيتعين عليك التحرك على أية حال. سوف تسمع من زملائك المستقلين عبارات كـ: "ابدأ فقط" و "انطلق قبل أن تكون جاهزًا".
ربما تكون تلك أفضل نصيحة ستُسدى إليك على الإطلاق، ولكن إذا كنت تميل إلى المثالية، أو القلق، أو قلة الثقة بالنفس أو الخوف من الفشل/النجاح، فستُضطر غالبًا لبذل المزيد من الجهد للأخذ بها.
إليك ثلاث طرق تغلبت بفضلها على العقبات النفسية للعمل المستقل ومضيت قُدمًا في عملي:
1. قرر أنه بات واقعًا
الاستسلام ليس خيارًا. سهلٌ للغاية، أليس كذلك؟ في الواقع، الأمر ليس كذلك. بل يتعلق به كل شيء.
لا تحسم الأمر على شاكلة "سأبدأ عملي الحرّ، لكن عليّ أولاً ... (عُذر) ..." بل "هذا بات واقعًا. وأنا أشق طريقي وسط أي عقبة تعترضني". العقلية الصحيحة هي سرّ إحراز التقدم. كان من المستحيل أن أنتظر لدقيقة أخرى. فقد أضعت 20 عامًا بالفعل! قرر أن هذا يحدث .. الآن. قرر أن اليوم هو اليوم الذي سيتغير فيه كل شيء.
بدلاً من تكديس الأعذار لعدم بدء عملك الخاص حتى الآن، أو عدم تطويره كما يجب، ابدأ في حل المشكلات. هذه هي نقطة التحول التي ستأخذك من «يومًا ما» إلى «ها أنا ذا انطلق». النجاح أو عدم التقدم (وليس الفشل!) يبدأ في العقل. فالعقل هو منطلق نماذج الخطط والخطوات العملية.
كان ذلك صحيحًا، كان ضيق الوقت مشكلة إلى حدٍ معين، إلا أنيّ كنت استخدمه كذريعة. لكن بمجرد أن قررت أن هذا بات واقعًا الآن، أصبح بإمكاني التخلي عن الأعذار وبدء العمل على حل المشكلة.
أعدت ترتيب جدولي الزمني لإفساح المجال أمام العمل الحر بدوام جزئي. وفتحت حسابًا مصرفيًا للأعمال وأعددت حساب بايبيال جديدًا للعمل المستقل فقط. الآن يمكنني القول أنني بدأت، حيث تعاملت مع العمل المستقل باعتباره وظيفة "حقيقية"، مع تحديد الحد الأدنى لساعات العمل أسبوعيًا.
2. غيّر منظورك للفشل
يُعرّف الأشخاص الأكثر نجاحًا الفشل بطريقة مختلفة. الفشل أمر لا مناص منه في طريق النجاح. لذا، فإن التعلم من أخطائك يحوّل ما يُدعى "إخفاقات" إلى نجاحات. الفشل هو الطريقة الأكثر فعالية للتعلم لأن يتضمن الدروس التي لن تنساها أبدًا.
هناك العديد من الإقتباسات الرائعة حول الفشل. والمفضل لديّ هو:
"افشل بقوة. لا يمكن أن تكون ناجحًا دون فشل" (روبرت كيوساكي)
مررت بالاقتباس مصادفةً. كانت عبارة "افشل بقوة" على ظهر قميص "استحوذت عليه". (نعم، أحتاج خزانة لملابسي! الاستعارة من أطفالي تمثل مشكلة عليّ حلّها يومًا ما)
في كل مرة أرتدي فيها القميص، يسألني الناس: "افشل بقوة؟ ماذا يفترض بهذا أن يعني؟"
كانوا يقفون حيارى تمامًا حيال العبارة، إلا أنها بدت منطقيةً بالنسبة لي. عَنَت -بالنسبة لي- أنه يجب عليك أن تبذل قصارى جهدك، حتى لو كان ذاك يعني أن تسقط بقوة. (كان قميص كرة طائرة).
كل يوم، أذّكر نفسي بأن أفشل بقوة. إنها الطريقة الممتازة التي تضع هوسي بالكمال تحت السيطرة. أتقبل واقع أنني سأقع في أخطاء حينما أتعلم. التزم بالتعلم منها.
فضلًا عن ذلك، أتقبل حقيقة أنني سأفشل، وأسعى لأن يكون فشل اليوم أعظم من الأمس. يبدو الأمر غير منطقي، لكنه يُجدي نفعًا.
إذا كنت تعاني من المثالية والقلق وانعدام الثقة بالنفس و/أو الخوف المصاحب للفشل/النجاح، فمن المحتمل أن تطفو هذه المشاكل على السطح بشكل مستمر.
يمكن لإبقاء اقتباس كهذا أمام ناظريك أن يكون بذات أهمية هدفك.
3. تقبّل عدم الارتياح
ربما تشعر بأن "هذا مؤلم، لا أصدّق أنني فعلت ذلك للتو، ظننت أنني سأمرض، والآن ما هي الخطوة التالية؟"، وهو أمرٌ جيّد.
عندما تواجه هذا الشعور، تذكر دلالته: النمو. أنت تزيد قدراتك، وترتقي بنفسك وعملك إلى المستوى التالي.
هناك مقولة أخرى رائعة لتُبقيها نصب عينيك من جون أكوف:
"كن شجاعًا بما يكفي لتكون سيئًا في شيء جديد". استمر رغم أي مخاوف.
-
التمس هذا الشعور غير المريح: علّم نفسك الاحتفال به فهو يعني أن التقدم في طريقه إليك. اختبرت الشعور بعدم الراحة في العديد من مجالات عملي المستقل، بما في ذلك الكتابة والتحرير المستقلين، وتعليم البيانو كآلة مستقلة وأخرى مُصاحَبة، والخطط المستقبلية للدخل السلبي.
-
الكتابة / التحرير: في البداية، كان تقديم العروض يُصيبني بالغثيان. الذي سرعان ما يتحول إلى شعور بعدم الارتياح عندما اُضطر لمناقشة السعر. الآن، لا يزال إتمام العمل وتسليمه يُقلقني. ولا أشعر أبدًا بأن العمل "جيد بما فيه الكفاية"، لكنني أبذل قصارى جهدي ملتزمة بـ "افشل بقوة" واُرسله.
-
مصاحبة البيانو: زدت معدل تمرني من مرة كل ثلاثة أشهر إلى مرتين في الشهر. وما زال يخيفني كل مرة. رغم ذلك لا زلت أتمرن. تُصبح بعض المقاطع أكثر سهولة. كثيرًا ما أخفقت بشكل ملحوظ (على الأقل، هذا ما يبدو عليه الأمر، لكنني أتعلم ما عليّ تجنبه في كل مرة أُخفق فيها).
-
الدخل السلبي: لدي خطط لتطوير دخل سلبي بحلول نهاية عام 2017. وكجزء من الترويج، سأقف قبالة الكاميرا. (يا للهول!) سأجرب YouTube و Facebook Live.
لو لم أكن مستعدة لتقبّل الشعور بعد الراحة، لما كان لينطلق عملي أصلًا. الاستعداد للخروج من منطقة راحتك جزءٌ أساسي من النمو.
لا تضيّع لحظة أخرى
لمدة عشرين عامًا من سنوات شبابي، حرمتني العقبات النفسية من النجاح. لا تدع هذا يحدث لك. تصّور الفرص، واكتشف عقباتك، وضعّ خطة (مع موعد نهائي) للتغلب عليها، ثم انطلق .. اليوم!
أين يمكن أن تكون بعد 5-10-20 سنة إذا "بدأت للتو" اليوم؟ هل ستكون ضمن طريقك للنجاح؟ كيف يمكنك الخروج من منطقة راحتك اليوم؟ شاركنا بالتعليقات.
ترجمة -وبتصرف- للمقال 3 Strategies to Break Through Freelancing Mental Barriers لصاحبته Stefanie Williams
أفضل التعليقات
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.