هل أتعرّق بغزارة؟ نعم، هل هناك بقعة غامضة على قميصي؟ نعم، هل توجد شعرة من رأسي ترفض الانسدال مع بقية شعري؟ نعم!، … إن مظاهر القلق السابقة تلك تدل على أني بصدد مقابلة عميل حول كوب من القهوة والتحدث معه.
أتعلم أنه من السهل أن تنسى أحيانًا من هو عميلك حين يكون تواصلك معه عبر البريد الإلكتروني و-أحيانًا- مكالمة هاتفية؟!، فإن العميل يصبح سريعًا مُجرّد "اسم" أو "أيقونة" أو مجرد إِشعارات في Gmail أو إشعارات مقلقة على الهاتف.
وبينما تحدث تلك الحالة معك، كن على ثقة أنك أيضًا تتحول بدورك إلى نفس الأمر بالنسبة لعميلك. ولذلك السبب تحديدًا فإننا نفضل اللقاءات الشخصية.
كن على ثقة أن العمل من المنزل ﻻ يعني دائمًا أن تعمل وحيدًا، فإن الاجتماعات تحمل قيمة حقيقية من النوع الذي يحقق لك ربحًا إضافيًا ويجلب لك أطنانًا من التوصيات ﻷعمال جديدة.
ولعلك تعلم، كونك مستقلًا، أن التجربة الشخصية تمثل جزءًا كبيرًا من علاقتك مع العملاء المتعاقدين معك، فالعملاء يريدون أن يروا وجهك ويثقوا بقراراتك، وتلعب الاجتماعات هنا دورًا كبيرًا في بناء تلك العلاقة، فها قد أرسلت دعوة من Google invite في الليلة التي تسبق الاجتماع، ثم بقيت قلِقًا ﻻ تعرف كيف ستتصرف.
دعني الآن أقدم لك بعض الحيل البسيطة التي تعلمتها في طريقي، والتي ستساعدك على زيادة ثقتك بنفسك وتجعل الاجتماع يسير بسلاسة.
الممارسة تصنع التميز
نصيحة من خبير: الناس -وعملاؤك من ضمنهم- يحبون أن يضحكوا.
إنَّ نقل العملاء إلى صفك أمر بسيط إن عرفت كيف تجعلهم سعداء، كيف؟ يخبرنا العلم أنه إذا كانت أدمغتهم تفرز هرمونات تشعرهم بالسعادة فسيرغبون برؤيتك مجددًا، وذلك يعني مشروعات أكثر، احترامًا أكثر، وتوصيات أكثر، لذلك، فكّر جيّدًا قبل لقاء عميلك فيما ستقوله له، جهز قصصًا مضحكة ومسلية (ابتعد عن الدّين والسّياسة أو أيّة مواضيع حسّاسة)، وجهز كذلك الأسلوب الذي ستقوده من خلاله إلى المشروع.
يمكنك أيضًا أن تستخدم الموضوعات التي تتفقون حولها أو الأمور التي يحبها عميلك لصالحك أثناء الحديث، فهي التي ستقوي علاقتكما. إن الهدف هنا هو بناء علاقة بشرية مع عميلك، فهو ﻻ يريدك أن تنظر إليه على أنه محرر شيكات فقط!، وﻻ تريده بدورك أن ينظر إليك على أنك مجرد يدين طافيتين خلف شاشة حاسوب.
ولعل فكرة التحضير المُسبق والجيّد لما ستقوله في اللقاء أمر مبالغ فيه، لكنه سيُساعدك على فهم أسلوبك بشكل جيّد وستُطوره مع مرور الوقت وستفهم بشكل أفضل ما يريده عميلك، كما ستعينك على بناء نمط أفضل لاجتماعاتك مع العملاء فيما بعد.
اكتسب صديقًا جديدًا
أتذْكُر آخر مرة خرجت فيها لأول مرة مع صديق جديد؟ إنني أعلم أن أيًا من تلك اللقاءات لم تكن سهلة في البداية، لكنها تحمل جميعًا نفس الهدف، وهو أن تجعل شخصًا آخر يُعجب بك. تصرف مع عميلك كأنه صديق جديد، إن الأمر سهل:
- ﻻ تتكلم في السياسة أو الدين في البداية، إنكما حديثا عهد ببعضكما، ولم يحن الوقت بعد للحديث في تلك الموضوعات، حافظ على اللقاء خفيفًا.
- ﻻ تكن فظًا غليظًا، أغلق فمك وأنت تأكل، ﻻ تمضغ علكة بصوت عال، وﻻ تأكل سوشي أو إسباجيتي (هذه الأخيرة مسألة شخصية ترجع إليك).
- لكي تكتسب عميلًا يأتيك مرة بعد مرة، تأكد أﻻ تطيل مدة اللقاء معه، وﻻ تلقي بكل ما في جوفك في أول مرة. تأكد أن عميلك (أقصد صديقك الجديد) سيقابلك ثانية، وثالثة، ورابعة كي تحصل على معلومات أكثر عن المشروع.
البس أزياء للناضجين
إن أحد الأمور التي أخشاها في عملي الحر هو أن "يكشفني" عملائي، وأعني بذلك أن تبدو أعمالي وإنجازاتي أقل مما هي عليه حقيقة، وأخشى أن يدرك عملائي ذلك فتصير تلك نهايتي إلى الأبد.
يطلق على هذا الأمر "متلازمة المُحتال" impostor syndrome ، وليس من السهل أبدًا أن تتغلب على تلك الحالة، لكن ربما تبدأ بداية موفقة بأن ترتدي ثيابًا توحي بأنك مُتحكّم في نفسك، وأن اﻷمر ﻻ يمثل لك مشكلة بالفعل.
فمثلًا، حين أذهب للقاء عملائي، أحرص على أن أرتدي ثيابًا شبه رسمية -لون أسود، نظارات، حذاء بكعب عادي مسطح-، وسيعرف عملائي ما عليهم توقعه حين يروني، ولن يجدوا شيئًا غير مألوف عما أبدو عليه، فأنا أبدو ثابتة واثقة، وأُشعرهم بالراحة، وأنهم في أيادٍ أمينة، وأنهم يستطيعون الوثوق بي ويشعرون باﻷمان في علاقتهم معي، اﻷمر الذي يجعلهم مطمئنين إلى جودة عملي.
ركّز على الجوانب الإيجابية (روّج لنفسك في حدود المعقول)
إن هذه اللقاءات السريعة مع عملائك ليست هي السبب الذي حببك في العمل الحر ودفعك لتكون مستقلًا بالطبع، لكنها لن تمثل مشكلة مع التفكير الحذر وبعض التخطيط الجيد، وسيعود ذلك المستقل الذي يرتدي قميصًا ذا بقعة غامضة إلى التحكم مرة أخرى باﻷمر.
هل تريد أن تشعر أنك مسيطر على الوضع أكثر؟ اعرف كيف تسوق لنفسك. تعلم كيف تستخدم شبكة علاقاتك لصالحك، وتتحدث عن نفسك بطلاقة، وتجمع بعض المشاريع الجانبية التي ستجعل مسيرة عملك ترتفع أكثر.
ترجمة -بتصرف- للمقال Nailing The Face-To-Face Meeting لصاحبته Shanya Hodkin
حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ freepik
تم التعديل في بواسطة يوغرطة بن علي
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.