يحدُث كثيرا في مشاريع التعهيد الخارجي Outsourcing البرمجية أن تجد أن العميل لا يدري بالضبط مالذي يريده، ليس فقط على مستوى وظائف المنتج الذي تطوّره له، بل أيضًا على المستوى التقني. ما يجعل الموقف أسوأ أن العميل يظن نفسه يعرف ويفهم بما يكفي. يمكن أن تتساءل هنا: كيف يمكنني أن أجعله يفهم؟ كيف أدرّبه وأعلّمه؟ إياك أن تفعل.
ستجد، رغم هذا التحذير، أنك متحفّز لفعل ذلك؛ فأنت تظن أن العميل صديق لك. ستريد مساعدته. ستشعر بحماسة كبيرة لجعل المنتج أفضل. علاوة على ذلك، أنت تمتلك المعرفة الكافية، فلماذا لا تشاركها؟ أليس هذا صحيحاً؟
خطأ. خطأ جسيم على مستويات كثيرة.
أولًا، وقبل كلّ شيء؛ العميل ليس صديقك. ليس شريكا، و لا مساعدا، ولا زميلا، و لا حتى عضو فريق. العميل هو صاحب مصلحة في المشروع مثلك تماما، إلا أنّ رغباته تختلف تمامًا عن رغباتك؛ و هو يعي الأمر تماما. هو يريد إنهاء المشروع في أقرب وقت ممكن وينفق من جيبه أقل مبلغ ممكن. رغباته على النقيض منك تماما. كلاكما يعمل على نفس المشروع, لكن من زاويتين مختلفتين جداً.
عاجلا، عندما يفشل المشروع (سيفشل غالبا، مثل ما هي حال 94% من جميع مشاريع البرمجيات، طبقاً لتقرير CHAOS ) سيبحث العميل عن شخص ليلقي اللوم عليه. لا داعي لإخبارك، لن يلقي باللوم على نفسه، سيوبخك أنت. طبقًا لنفس التقرير، سبعة بالمئة فقط من الإخفاقات كان سببها عدم الكفاءة التقنية. ومن ثم مشروعك سيفشل على الأرجح بسبب الفهم غير الصائب للمتطلبات والتخطيط دون المستوى وعدم ترتيب الأهداف الإدارية.. إلخ. هل تريد حقًا أن يُلقى اللوم عليك بسبب الأمور التي لا خبرة لك بها؟ دع العميل يفشل، إنه مشروعه، حياته و نقوده.
أدّ عملك التقني بطريقة صائبة، و دع عنك عن الأشياء الأخرى. هذا هو ما تكون عليه الاحترافية الحقة، التركيز على الأشياء التي تستطيع عمل كل ما بوسعك فيها و بطريقة أفضل من أغلب الطرق التي يستخدمها الآخرون. ومع ذلك، لو لاحظت أنه يفعل أمرًا خاطئًا وأنه بحاجة ماسة إلى المساعدة، فانصحه بتوظيف مستشار. يوجد كثيرون في السوق يمكنهم مد يد العون في تحديد متطلبات المشروع، تجربة المستخدم، تحليل الأعمال، التسويق و العلامة التجارية إلى غيرها من الأمور التجارية.
لا يدري العميل - غالبا - بوجود هؤلاء، أو أنه يظن أن الخدمات التي يقدّمونها هي فقط هدر للمال. حاول إقناعه بعدم صحة هذه النظرة، لكن لا تقحم نفسك في شيء لا تفهمه. وظيفتك هي كتابة الشفرة البرمجية، لذا ركّز عليها، عليها هي فقط.
ترجمة - بتصرّف - لمقال How to Teach a Customer لصاحبه Yegor Bugayenko.
حقوق الصورة البارزة محفوظة لـ Freepik
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.