اذهب إلى المحتوى

الجوانب السّلبية لاستخدام الشّركة النّاشئة لمُنتجها بنفسها Dogfooding


محمد أمين بوقرة

عندما يقوم المشاركون في بناء منتج ما باستخدامه بشكل دائم، يُقال عنهم بأنّهم يقومون بالـ dogfooding (يستخدمون مُنتجهم الخاص). يساعد الـ dogfooding على اتّخاذ قرارات تصميم جيّدة، ولكن له أيضا جوانب سلبيّة.

مثلما أشار إليه جارد سبوول، عندما تقوم فرق العمل بتصميم وبناء مُنتجات تستفيد منها وستخدمها بشكل مُباشر، فإنّها تعمل دائمًا على تحسين المهام التي يقومون بها بشكل متكرر، ولكنّهم يُهملون المهام الحسّاسة ويندر تكرارها.

dogfooding_480x300.thumb.jpg.a83e4396d3b

أكثر هذه المهام عرضة للإهمال هو عملية تسجيل مستخدم جديد والتحاقه أو ما يُعرف بـ onboarding . الكلّ يقوم بهذا مرّة واحدة ووحيدة، لذا فلا يكشف الـ dogfooding عن أيّة إمكانيّةٍ لتحسينها. لكنّ إهمال تجربة الالتحاق هو كإعادة تزيين المطعم من الداخل مع تجاهل الجُثّة المُلقاة على عتبة الباب. قد تتعجّب من عدم قدوم الضّيوف، لكن لا أحد غيرك يعجب من ذلك.

إليك بعض العلامات التّي تدلّ على أنّك تُفرط في استخدام الـ dogfooding.

1. جولة المُنتَج منتهية الصّلاحيّة

عند مرحلةٍ ما من خارطة طريق منتجك، قام أحدهم بتصميم جولةٍ للمنتج product tour لاستعراض كلّ المزايا التي كانت لديك. لقد كانت على اﻷرجح تعمل بشكل رائع مع كلّ مستخدم جديد حصلت عليه حينها.

بعد ذلك تغيّرت واجهة المستخدم. تمّ إضافة المزيد من المزايا، ومن المُفترض أنّه تمّ التّخلّص من أخرى. و صار تحديث جولة المنتج عملًا روتينيّا مُملًّا، تمّ إهماله لصالح الجديد من المزايا والمزيد من الإشراق.

out-of-date_480x300.thumb.jpg.ef0119c3f0

يأتي الآن مستخدم جديد، فلا يستطيع أن يجد معنًى لما يحصل. أمر ما كان في قائمة الخيارات هو الآن في قسم الإعدادات. بعض الشّاشات اختفت نهائيًا، وبعضها يبدو مختلفا تمامًا. لا يرى المستخدمون الجدد أنّ جولة المنتج هذه منتهية الصلاحية فحسب وإنما ستُصيبهم بالحيرة. فبدل أن يتّصلوا بخدمة العملاء فإنّهم سيتذمّرون فقط ويتذكّرون كم من الوقت مضى منذ أن وجدوا مُنتجًا جيّدًا. وهو ما يُشكّل خسارة مُحتملة للزّبون.

2. التوثيقات وتسجيلات الشّاشة لم تعد ذات صلة

بالإضافة إلى إهمال تجربة الالتحاق، لا يقوم فريق مُنتجك بقراءة التوثيقات documentation أو مشاهدة تسجيلات الفيديو الخاصّة بالمُنتج screencasts بشكل منتظم. لماذا سيقومون بذلك؟ هم يعرفون كيفيّة عمل كلّ شيئ بالضّبط، بل هم الذين بنوه بأنفسهم.

irrelevant-documentation_480x300.thumb.j

إذا لا أحد يدرك أن صلاحية التوثيقات قد انقضت بشكل مُحبط. لا أحد يلاحظ أن تسجيلات الفيديو تحمل الشّعار القديم، وتُبيّن كيفيّة استخدام المُنتج لكن بنسخة قديمة من واجهة المستخدم والتي لم تعد متوفرة أصلًا.

للمستخدمين الجدد، هذه التوثيقات عديمة الفائدة أكثر ممّا هي عليه جولة المنتج. تسجيلات الفيديو رائعة لكنّ المستخدمين لا يتمكّنون من إيجاد الشّاشات التي تظهرها، أيًّا كانت التبويبات التي ضغطوا عليها، هم حائرون. نحن نعرف ما يفعله المستخدمون الحائرون. سيعودون من حيث أتوا، وهو ما يُشكّل خسارة مُحتملة للزّبون

3. تواصل سيّئ عند الالتحاق

old-letter_480x300.thumb.jpg.53f6c2a2471

رسائل دورة الحياة، حملات drip marketing، التسويق الآلي – سمّها ما شئت، هي أيضا تتقادم كلّما ازداد المنتج نضجا. بل بإمكانها أن تصبح فوضى: قد تؤدّي أزرار Call to actions في رسائلك الإلكترونيّة إلى صفحات 404، قد لا تبقى بعض الخصومات الخاصّة صالحة، لقطات الشاشة و الشّروحات تنقضي صلاحيتها... هناك الكثير من المحتوى الذي ينبغي أن يبقى مُحدّثًا هنا، و لكنّ المشكلة أنّ فريق العمل لا يستقبلون الرّسائل التي تُرسل إلى المُستخدمين الجُدد بعد اليوم الثّالث من تسجيلهم. فهم يستخدمون المُنتج منذ أزيد من 300 يومًا . إذًا من سيلاحظ أن هذه الرّسائل منتهية الصلاحية؟ المستخدمون من سيُلاحظ ذلك، ومن جديد، عِوض أن يُبلغوا عن ذلك، سيقومون فقط بالضغط على إلغاء الاشتراك. تمّت خسارة مستخدم محتمل.

قم بالتّسجيل في منتجك كل أسبوع

الطريقة الوحيدة لتلاحظ أيّا من هذه المشاكل هي أن تجعل "الالتحاق" onboarding أمرًا تختبره بشكل منتظم. ستتدارك اﻷمور وستتمكّن من تحديثها قبل أن تخرج عن سيطرتك. هذا عمل شاقّ، لكنّ إطلاق مُنتج جيّد ليس سهلًا بالضّرورة.

هذه المهام الإضافيّة هي ما يدفع الشّركات النّاشئة أن تحنّ إلى اﻷيّام التي كانوا يضيفون فيها العديد من المزايا الجديدة كلّ أسبوع. لم تكن هناك توثيقات، أو تسجيلات فيديو، أو دليلٌ للمنتج، و لا رسائل دورة الحياة. بالتأكيد، كان المنتج أصغر، و لكن أكثر أهميّةً، لم تكن هناك موادّ تسويقيّة لتُصان. لم يكن هناك مستخدمون للتّواصل معهم أو لتبيع لهم مُنتجًا. كان هناك فقط "أضف هذه الخاصّيّة ثمّ لاحظ إن كانت ستعمل بشكل جيّد". أمّا الآن فصارت "وثّقها، حدّث جولة المنتج، عدّل تسجيلات الفيديو، أعد كتابة رسالة التّرحيب، ثم أضفها". أعلم ما تُفكّر به: البرمجة أيسر بكثير عندما لا يكون لديك مستخدمون لتهتمّ لأمرهم.

إلى الشّركات النّاشئة التي تقول أنّها تعتمد الـ dogfooding على الدّوام، أقول أنّ هذا جيّد. لكن تذكّروا، أنهّ يجب أن تقوموا ذلك بشكل مُستمر.

 

ترجمة -وبتصرّف- للمقال The Danger of Dogfooding لصاحبه Des Traynor (داس ترينور هو مُؤسّس خدمة intercom)


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...