عندما تكون الشركات قائمة على أساس العمل عن بُعد، فإن حاجتها تزداد للبحث عن الأدوات المناسبة لإمكانية تحقيق التواصل بأفضل الطرق مع فريق العمل والتي من الممكن اعتبار هذه الأدوات كمساحات عمل مشابهة للمكاتب التقليدية.
كما أن تصميم هيكلية الشركة يحدد الأشخاص المؤهلين للمشاركة في نقاشات العمل، ويحدد الأشخاص الذين يمتلكون إمكانية الوصول إلى جميع المعلومات ضمن نطاق الشركة، وبالتالي يؤثر ذلك على مقدرة الموظفين في التركيز على أداء مهامهم، وبالتالي تحديد ثقافة فريق العمل.
يُفضل العمل على بناء مساحات مكتبية رقمية لفريق العمل عن بعد بشكل تساوي في كفاءتها مساحات العمل المكتبية التقليدية الموجودة على أرض الواقع.
يمكن الإستفادة من بعض النصائح التي تساعد على بناء مساحات مكتبية رقمية لمجموعات عمل كبيرة تضم العديد من البلدان باختلاف الفترات الزمنية، كما يمكن تعلّم الطريقة المثلى في إختيار الأدوات المناسبة لبناء نظام تواصل فعال، وتشكيل ثقافة منتجة وشفافة لفريق العمل.
التواصل في الشركات التقليدية والرقمية
معرفة الفروق بين آلية التواصل بين موظفي الشركات التقليدية والرقمية يساعد على فهم آليات العمل عن بعد، لأن مكاتب العمل التقليدية تعتمد بشكل أساسي على تواجد الموظفين في نفس المكان في نفس الفترة الزمنية، يتضمن ذلك عقد الاجتماعات المجدولة أو الطارئة، بالإضافة إلى أن تواصل الموظفين في مكاتب العمل التقليدية يحتاج إلى رد فعل فوري لتسيير العمل.
أما جوهر التواصل في الشركات الرقمية أو للعاملين عن بعد هو إمكانية اختلاف التواجد الزمني والمكاني، ربما تقوم بإرسال بريد إلكتروني وتحصل على الرد لاحقًا، في الغالب يتوقع الحصول على الرد خلال 24 ساعة من التواصل.
هذا المفهوم بسيط للغاية، لكن لديه تأثير كبير على كل ما يتعلق بمجال العمل عن بعد، فيمكّن الموظفين من البقاء على تواصل بغض النظر عن اختلاف المناطق الزمنية، مع الحفاظ على معدلات عالية من الإنتاجية، ويمكن استخلاص بعض الفوائد من تجارب العاملين عن بعد:
- لا يضطر الموظف للانقطاع عن عمله بشكل مستمر بسبب الرسائل التي تحتاج إلى رد فوري.
- إمكانية البقاء بشكل غير متصل مع الانترنت لساعات للتركيز على انجاز العمل وتسليمه في الموعد المحدد.
- إمكانية وضع جدول عمل مرن يناسب الظروف الخاصة بغض النظر عن ساعات عمل باقي فريق العمل.
- إمكانية إجراء المحادثات بغض النظر عن الفرق الزمني أو جدول العمل.
- إمتلاك الوقت اللازم للتفكير حول أفضل الردود على رسائل العمل.
- الاحتفاظ بسجلات مكتوبة للمحادثات تتعلق بجميع المعلومات والقرارات التي تم الإتفاق عليها، وإمكانية الرجوع لها لاحقًا.
المحادثات الجماعية والرسائل الخاصة
المحادثات الجماعية غير فعالة بما فيه الكفاية، فقد تتم إضاعة الكثير من المعلومات المهمة في فوضى المحادثات الجماعية، بالإضافة إلى أن هذه الآلية في التواصل من شأنها إقصاء الموظفين من المناطق الزمنية المختلفة من النقاشات المهمة لأنه يصبح من الصعب إيجادها.
لذا يوجد العديد من التطبيقات كخيار بديل وأكثر فعالية لإدارة المشاريع والمحافظة على هرمية التواصل داخل المؤسسات الرقمية، يمكن استخدام التطبيق المعروف Slack لإدارة المشاريع والتواصل بين أعضاء الفريق.
يوجد تطبيق آخر يمكن اعتباره أكثر فعالية لتنظيم العمل وهو تطبيق تويست Twist فقد تم تصميمه لتنفيذ المشاريع بطريقة أكثر تنظيمًا سواء في تنظيم تسلسل المحادثات بين أعضاء الفريق أو الرسائل المباشرة.
تسلسل المحادثات
هذه الأداة تسمح بتنظيم المحادثات بشكل تسلسلي على حسب الموضوع ضمن القنوات العامة، فعلى سبيل المثال، إذا أردت الحصول على رأي فريق العمل حول تدوينة جديدة قبل النشر، بالإمكان إنشاء محادثة جديدة داخل القناة المخصصة للمدونة، وتدعو الأعضاء المعنيين للتعليق على التدوينة.
تسمح هذه الآلية في إبقاء المحادثات منظمة بشكل دائم مع إمكانية البحث عن أهم المعلومات خلالها، كما تعتبر آلية مثالية لاستخدامها على المدى البعيد، وتمكن من التعمق في المحادثات، ومفيدة بشكل خاص لأعضاء الفريق المتواجدين في مناطق زمنية مختلفة، يمكن استخدام تسلسل المحادثات لمتابعة العديد من المجالات الأساسية والتي تساعد على إنجاز العمل بكفاءة، ومن هذه المجالات:
- التحديث على المنشورات
- تقارير الأخطاء
- مقترحات المشاريع
- المسودات الأولية ونماذج العمل
- التنسيق والتخطيط للمشاريع
- حل المشاكل
- اتخاذ القرارات
- ملخصات أسبوعية
- أفكار ملهمة
- الإعلانات والخدمات اللوجستية
الرسائل
بينما تُعتبر المحادثات التسلسلية أساس عمل تطبيق تويست، لكن الرسائل الخاصة أو الجماعية تُقدم نموذج متكامل للتواصل مع أعضاء الفريق وبطريقة تفاعلية وديّة.
تُعتبر المحادثات التسلسلية والرسائل في تطبيق تويست ضمن المراسلات الغير تزامنية، لأنه لا يتطلب الرد الفوري على هذه الرسائل، والهدف منها تنظيم المعلومات وجعل إمكانية الوصول لها سهلة.
سياق المحتوى
المستوى الثاني في هرمية التواصل للشركات الرقمية هو العمل على المحتوى ضمن سياقه المحدد، وكمثال على ذلك استخدام تطبيق Todoist لإنشاء قائمة المهام ومتابعة إنجازها مع فريق العمل، أو استخدام مستندات جوجل لمشاركة نصوص المحتوى، استخدام تطبيق Paper لوصف المنتجات، وتطبيق Marvel لمشاركة نماذج التصاميم، والعديد من التطبيقات المختلفة.
ويمكنك استخدام بعض التطبيقات كما يلي:
تطبيق Todoist
يساعد هذا التطبيق على تنظيم مشاركة المشاريع، وتحديد المهام والمواعيد النهائية للتسليم، ويمكن في هذا الإطار استخدام تطبيق Twist لهذا الغرض أيضًا عبر إضافة محادثة تسلسلية خاصة تحت مسمى قائمة المهام لتحويل المحادثات إلى نتائج.
بالعودة لتطبيق Todoist بالإمكان استخدام خانة تعليقات المهام أو task comments لرفع الملفات المتعلقة بالعمل، وتبادل المعلومات، أو الإستفسار عن مواضيع محددة.
مستندات جوجل
يتم استخدام ٍمستندات جوجل في الغالب لمشاركة جميع ما يتعلق بالعمل سواء في التدوينات والإيميلات وصفحات الهبوط، يساعد هذا على إضافة أي اقتراحات أو تعديلات مطلوبة على المحتوى بشكل مباشر داخل المستندات.
تطبيق Marvel
يمكن لفريق التصميم الإستعانة بتطبيق Marvel لعرض النماذج الأولية من التصاميم، ليتمكن فريق العمل من إبداء أي ملاحظات أو تعديلات بشكل مباشر ضمن القسم الخاص بالتعليقات داخل التطبيق.
تطبيق Paper
يتم استخدام هذا التطبيق عبر الخدمة السحابية Dropbox لإنشاء وصف مفصل للمنتجات أو المشاريع، ويعمل هذا التطبيق بشكل متكامل مع تطبيق Marvel للتفاعل والتعليق على نماذج المنتجات المعروضة بالحجم الطبيعي وتوجيهها بشكل مباشر إلى تطبيق Paper.
كما يمكن مشاركة المحتوى في هذا التطبيق ضمن المحادثات التسلسلية عبر تطبيق تويست مع تحديد جميع أعضاء الفريق المعنيين بالموضوع، يتم الإستفادة من المحتوى المستمد من تطبيق Paper لإبداء الملاحظات أو توجيه الأسئلة، بينما يتم الإحتفاظ بأهم المعلومات ضمن المحادثات التسلسلية في تويست.
تطبيقي Github و Azure
يمكن لمطوري الويب الإستفادة من هذين التطبيقين في إدارة البرمجيات الخاصة بالمواقع، وإدارة النقاشات حول برمجيات محددة مع فريق العمل، كما يمكن استخدام الأدوات المتوفرة في التطبيقات للتخطيط ومتابعة تطور العمل.
تطبيق Zeplin
يساعد تطبيق Zeplin بأن يكون حلقة الوصل مابين المصممين ومطوري الويب، يقوم المصممين بإنشاء مشروع جديد ضمن التطبيق لمشاركة جميع التصاميم ليتمكن مطوري الويب من الإطلاع على جميع التفاصيل بالإضافة إلى إمكانية اطلاعهم على النسخ الأولية من التصاميم، كما يتم إشعار مطوري الويب بأي تحديثات يتم العمل عليها في التصاميم.
المستوى الثالث: محادثات الفيديو
يمثل هذا المستوى الشكل التزامني في التواصل ضمن الشركات الرقمية، وكما هو معروف عن اجتماعات العمل في الشركات التقليدية بأنها تأخذ الكثير من الوقت لإعدادها، بالتالي صرف المزيد من الوقت والجهد، نفس الشيء قد ينطبق على اجتماعات الفيديو لفريق العمل عن بعد، لذا من الأفضل إقامة هذه الاجتماعات فقط لإضافة قيمة للعمل لا يمكن إنجازها عبر التواصل في محادثات تطبيق تويست
تختلف معايير الإجتماعات بشكل عام، لكن يمكن إجمالها كما يلي:
اجتماعات شهرية لشخصين
يقوم المشرف المباشر على فريق العمل بإقامة اجتماعات مع كل شخص من الفريق بشكل منفصل، تتيح هذه الاجتماعات مناقشة العمل بشكل مفصل وإمكانية إعطاء ملاحظات متبادلة تساعد على دفع إنتاجية العمل.
اجتماع الفريق
يوجد اجتماعات على مستوى أعضاء الفريق لوضع خطة سير العمل وتحديد الأولوية لبعض المهام، يمكن إقامة هذه الاجتماعات بشكل شهري أو كل اسبوعين أو بشكل أسبوعي، يتم ذلك حسب الحاجة وحسب اختصاص كل فريق سواء كان فريق التصميم، التسويق، أو فريق مطوري واجهات الويب.
اجتماع انطلاق المشروع
يتحدد ذلك على حسب دورة كل مشروع، فعلى سبيل المثال، إذا كانت دورة كل مشروع لشهر واحد، فيتم عقد اجتماع لتحديد انطلاق المشروع، وتوضيح سير العمل لأعضاء الفريق، يتضمن ذلك الأهداف والمسؤوليات، والجدول الزمني لسير المشروع، ومناقشة المشاكل التي من الممكن مواجهتها وكيفية التعامل معها.
الإجتماعات الطارئة
يوجد دائما احتمالية ظهور مسألة طارئة بحاجة لمناقشتها بشكل خاص، وبالتالي يتم عقد اجتماع من قبل مدير المشروع مع الأشخاص المعنيين، ويكون للاجتماع هدف واضح ومحدد مسبقًا، ويشمل الاجتماع فقط الأشخاص المشاركين في اتخاذ القرار.
بعض الأدوات التي من الممكن الاستفادة منها لعقد اجتماعات لفريق العمل عن بعد:
-
موقع Appear.in: يوفر طريفة سريعة لإقامة اجتماعات صغيرة، ويمكن ربط تطبيق تويست مع هذا الموقع والإعلان ضمن التطبيق عن زمن ورابط الإجتماع.
-
موقع Google Meet: يمكن استخدام الموقع لعقد الاجتماعات متوسطة الحجم أو الاجتماعات التي تم تحديدها مسبقًا عبر تقويم جوجل، بحيث يتم إضافة رابط بشكل تلقائي لحضور الإجتماع، كما يمكن استخدام البرنامج الشهير سكايب.
-
موقع Zoom: يتم استخدام الموقع لانضمام ما يزيد عن 10 أشخاص من فريق العمل، ويُعتبر الموقع ذو مصداقية في توفير جودة عالية للاجتماعات التي تتم عبر الفيديو، وقد تشكل جودة الاتصال العامل الأساسي في نجاح الاجتماع.
تم ترجمة المقال أثناء اجتياح وباء كورونا، وتطبيق سياسات الحجر الصحي على ما يقارب مليار شخص حول العالم، وصل عدد مستخدمي التطبيق في هذه الفترة 200 مليون مستخدم يوميًا بسبب اتباع السياسات الجديدة التي فرضت على الأشخاص العمل من منازلهم.
المستوى الرابع: الاجتماعات الشخصية
يعتمد العمل عن بعد بشكل أساسي على الاتصالات الكتابية، لكن لا يمكن تقوية الروابط بين أعضاء فريق العمل دون الإلتقاء بشكل شخصي، لذا تعمل بعض الشركات على عقد اجتماعات دورية لجمع شمل فريق العمل في مكان واحد.
وتشمل هذه الرحلات ثلاث أنواع:
-
رحلات على مستوى الشركة: الهدف من هذه الاجتماعات العمل على توفير تجارب متنوعة لفريق العمل، قد تشمل اقامة العروض أو ورش العمل الفترة الصباحية، والذهاب في رحلات استجمام مساءً.
-
رحلات على مستوى الفريق: كما من الممكن تقسيم هذه الرحلات في مجموعات صغيرة للاجتماع ومناقشة مواضيع أو مشاريع محددة، والعمل على تطوير أولويات العمل لدى الفريق.
-
رحلات للموظفين الجدد: التواصل الشخصي مهم جدًا للشعور بالانتماء لفريق العمل، وقد تكون فكرة مهمة إشراك الموظفين الجدد في رحلة تمكنهم من العمل بشكل مباشر مع المشرف لتعزيز العلاقات بين أعضاء الفريق.
-
المؤتمرات: بعض الشركات تعمل على إرسال موظفيها للمؤتمرات التي تُعقد على المستوى المحلي أو الإقليمي، تساعد هذه المناسبات لمواكبة آخر التطورات التقنية والتي قد تساعد في تطوير عمل الشركة.
المستوى الخامس: خطة الطوارئ
التواصل الغير متزامن يُشكل نسبة كبيرة من آلية التواصل، لكن قد يواجه فريق العمل خلل قد يؤدي لتعطل الخدمة أو فقدان المعلومات، وبالتالي يحتاج فريق العمل للتصرف بشكل سريع واللجوء إلى خيارات بديلة، يمكن العمل على حفظ جميع البيانات المتعلقة بالعمل بشكل مشفر عبر مواقع سحابية تقدم هذه الخدمة، مثل موقع Telegram، فعند فقدان أي معلومات مهمة أو تعطل إحدى الأدوات الرئيسية في تواصل فريق العمل، يكون من السهل استرجاع جميع المعلومات من موقع تلجرام.
البريد الإلكتروني
يُستخدم البريد الإلكتروني في العادة للاتصالات الخارجية، ويمكن الإستفادة من جهات الاتصال الخارجية والتعاون معهم للعمل داخل الشركة كوسيط بين الشركة والعملاء الآخرين.
بالمجمل، لا يمكن الإستغناء عن البريد الإلكتروني بشكل كامل للتواصل، لكن إذا اعتمد فريق العمل عليه، فإنه سيفقد العديد من الفرص لمشاركة وتنظيم المعرفة التي يمتلكونها والإستفادة منها بأفضل طريقة ممكنة.
في فرق العمل التي تعمل عن بعد، يُعتبر التواصل الفعال العامل الأكثر أهمية للتعامل مع جميع المشاكل، وإذا لم يستطع فريق عمل مكون من عدد قليل من الأفراد حل المشاكل التي تواجهها الشركة، فإن زيادة عدد الموظفين لن يحل المشكلة، طالما لا يوجد آلية منظمة للعمل.
ستظهر دائما مشاكل متعلقة بالتواصل بين أعضاء الفريق، لكن من الممكن تطوير نظامًا يعمل على:
- ربط كل فرد في الفريق بالأشخاص والمعلومات التي يحتاجونها لأداء مهامهم.
- العمل مع جميع الأشخاص بغض النظر عن المناطق الزمنية المختلفة.
- الحرص على إزالة أي مخاوف من فقدان أي معلومات مهمة، عبر وضع خطط احتياطية.
- السماح للجميع إمكانية البقاء غير متصلين بشبكة الإنترنت للتركيز على العمل لتقديم النتائج المطلوبة للعملاء.
ترجمة -وبتصرف- للمقال The Pyramid of Remote Team Communication Tools للكاتب
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.