اذهب إلى المحتوى

إذا حاولتَ وصف خصائص المدير الناجح، فيُحتَمل مرورك بالعديد من سمات الشخصية، مثل: العاطفي، والمسؤول، والمنفتِح فكريًا، والموثوق، إلخ. كما تزخر شبكةُ الويب بتوصيفات رنّانة لشخصية المدير الناجح. ولكن، ما الغرض من كل تلك الأوصاف الجامدة ما دمتَ تبحث عن تعزيز مهاراتك القيادية على نحو نشِط وملموس. هل تود معرفة كيف تصبح مديرًا أفضل؟ إذًا، أنت بحاجة إلى اتّباع بعض القواعد الذهبية، حيث تُجمِل هذه المقالة تلك القواعد في خمس شعارات إدارية.

تعلم كيف تصبح مديرا أكثر نجاحا باتباع هذه الاستراتيجيات الخمس البسيطة

1. يفكر المديرون العظماء مثل المدربين

ماذا يعني أن تفكر مثل المدربين؟ حاوِل مقاطعة الفكرة التي لديك عن المدرب مع تلك الخاصة بالمدير في العمل، إذ يضع المدير الرؤساء في مواجهة المرؤوسين، كما يريد الحصول من كل موظف لديه، على أكبر قدر ممكن من العمل. وبالمقابل، يطوِّر المدربون الأشخاصَ مُتلقِّي التدريب، فيتواصلون معهم غالبًا لاستيعاب احتياجاتهم وإمكاناتهم.

ووفقًا لمؤسسة غالوب:

اقتباس

يتحدَّث أفضل المديرين كثيرًا إلى موظفيهم وفِرَق العمل الخاصة بهم. ولكنَّ العبرة ليست بعدد الكلمات التي يتفوّهون بها، بل بنوعية ذلك الحديث.

كيف تنمي ذهنية المدرب؟

  • فكِّر في الأسئلة، لا في الإجابات: ساعِد الموظفين في إيجاد حلولهم الخاصة، وذلك بطرح أسئلة، مثل: "ما الذي ستفعلونه بصورة مختلفة في المرة القادمة؟" بدلًا من إخبارهم مباشرةً بما عليهم فعله.
  • تواصَل في أغلب الأوقات: اعقد اجتماعات فردية مع الموظَّفين للحديث وطرح أسئلة عن كل شيء، مثل: كيفية سير العمل، والصعوبات التي يواجهونها، وعمّا يستمتعون بفعله، وعن الأفكار التي لديهم. أي ببساطة، تحدَّث في الجوهر، وتحدّث في أغلب الأوقات.
  • وسِّع المَدارِك: لكي تساعد موظفيك على النمو، عليك دفعُهم خارج حدودهم. فكِّر في وضع "أهداف ممتدة" تُطوِّر الموظفين.

ما فوائد ذهنية المدرب؟

  • يقدِّم الموظَّفون كل ما لديهم عندما يعلمون أنك تتوخّى مصلحتهم في الأساس.
  • يُنجِز الموظفون بكل ثقة عندما يشعرون بأنهم ممنُوحُوها.
  • ما دام المدرِّب جزءًا من الفريق وليس رئيسًا يمارس سلطته عليه، فسيعزِّز الروح التعاونية بدلًا من تكريس جو يتّسم بالعدائية.

2. لا تكن مغترا بنفسك

يقتضي منك العمل مديرًا التحلي بالتواضع إذا ما أردتَ تحقيق النجاح، فالمدير الناجح لا يكون مغرورًا ولا مُنغلِق الفكر، بل تجِده مع موظفيه في أحلك الظروف، ويُمهّد لهم الطريق نحو النجاح.

فلا يكفي أن يكون المدير رفيع المرتبة في الهرم المؤسسي للجزم بمعرفته للطريقة الأفضل في كل المسائل. وهذا ما يقتضي منك التخلُّص من النهج المُتعالي في التعامل مع موظفيك لصالح آخر يتّسم بالتعاون معهم، وذلك بالرغم من المتعة المصاحِبة لتقديمك توجيهات دقيقة في المهام والمشاريع التي تُدير. تذكَّر أنه بوسعك تعلُّم الكثير من الخبراء ضمن فريقك.

كيف تتخلص من غرورك؟

  • اطلب مساهمة الموظفين: عندما تخطط لمشروع أو مهمة، اجمع كلَّ من سيشارك فيهما، واطلب منه المساهمة بأفكاره، لتحظى برؤىً جديدة.
  • أثنِ على أداء موظفيك: عندما ينجح فريق موظفيك في تحقيق الأهداف المطلوبة، أو يتفوَّق أحدهم في أمر ما، فلتُقدِّر جهودهم، ولتسألهم عن الطريقة التي عملوا وفقًا لها بحيث تتعلم منهم أيضًا.
  • تحمَّلِ العبء: عند ظهور عَقَبة في أي مشروع أو مهمة، فلا تجعل همَّك البحثَ عن المُخطِئ ولومَه، بل تحمَّل بعض المسؤولية بوصفك مديرًا ناجحًا، واسأل نفسك ما إذا كان بوسعك توجيه فريقك على نحو مختلف، ولكنك لم تفعل.

ما النتائج الإيجابية للإدارة بتواضع؟

  • سينظر إليك الموظَّفون بوصفك شريكًا، وليس رئيسًا يتملّكه الغرور، مما يعني أنهم سيصبحون أكثر رغبةً في اتّباع تعليماتك، وأكثر جرأةً في اقتراح أساليب جديدة.
  • إذا وجدكَ الموظفون مغرورًا، فقد يُحجِمون عن إعلامك بالمشاكل. أي بعبارة أخرى، يُجنّبك التواضع إخفاء الموظَّفين لتلك المشاكل عنك.
  • يتعزَّز اندماج الموظَّفين، وتحفيزُهم، ورضاهم، عندما يشعرون بأنهم أكثر انخراطًا في عملية اتخاذ القرارات، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بمهامهم وأدوارهم.

نصيحة: اعترِف بأخطائك. فإذا وضعتَ أهدافًا مبالغًا فيها، أو ارتكبت خطأً متهوِّرًا بمشاركة معلومات، أعلِن أنك قد أخطأت. فهذا تواضعٌ منك، ويُمثِّل سابقةً سيقتدي بها موظفوك.

3. ابتعد عن الإدارة التفصيلية

قد تظنُّ أنّ القاعدة الأهم للإدارة الناجحة هي معرفة ما يفعله كل موظف لديك على نحو دائم، غير أنّ ذلك من شأنه كبت إبداع موظفيك وتحفيزهم، كما أنه يكرِّس جوَّ عمل سيّئًا يسوده الخوف وفقدان الشعور بالارتياح. وبالنتيجة، يؤدي اتباع المدير منهجَ الإدارة التفصيلية إلى إظهار موظفيه بمظهر المتفانين في العمل، ولكن النتائج في الحقيقة تكون بالكاد كافية، لأنَّ الخوف هو ما يدفعهم للعمل على تحقيق تلك النتائج.

وتعني الإدارة الكلّية- أي المقتصرة على ممارسة أقل قدر من الإشراف المباشر من طرف المدير، وهي عكس الإدارة التفصيلية-، التحقق من المشاريع عالية المستوى التي يعمل عليها موظَّفوك، ولا تتضمن مراقبة الكيفية التي يختارون تنفيذها وفقًا لها. حيث يساعد امتلاكك لهذه النظرة عالية المستوى للمبادرات ضمن فريق موظفيك، على تحذيرهم بخصوص النقاط التي يغفلون عنها، وعلى تدريبهم عبر التشكيك في قراراتهم للتأكد من صوابها.

كيف توسع نظرتك؟

  • لا تمارس دور الرَّقيب: إياك أن تدور حول مقعد أحد الموظَّفين لترى ما يفعل، ولا تبعث برسائل وبريد إلكتروني، لطلب إبلاغك بكل جديد.
  • حدِّد أوقاتًا للتواصل بموظفيك: بعدما تحدِّد المهام مع موظفيك، اسألهم عن الوقت الذي سيحتاجونه قبل تفقِّدك للتقدم الذي أحرزوه في إنجازها.
  • استوعبِ العمليات: لا تكتفِ بالمطالبة برؤية العمل المُنجَز والحكم عليه، بل استفسر عن العملية التي أُجريَ وفقًا لها، وعن سبب اتخاذ القرارات، بحيث تخطى برؤية شاملة حولها.

مزايا الإدارة الكلية

  • قد يساعد تخفيف الضغط المُرافق للإدارة التفصيلية في تقليل الأخطاء الناتجة عنه، وفي تخفيض معدَّل غياب الموظَّفين عن العمل.
  • قد يجد الموظفون سُبُلًا جديدةً أكثر فعالية لإنجاز المهام، أو تنظيم أعباء العمل؛ أو قد يقدِّمون نتائج أفضل من المتوقع.
  • يوصِل المديرون التفصيليون رسالةً مفادها أنَّ نِتاج الموظف يعود لهم. وبالمقابل، يُشعِر المديرون الكُلِّيون الموظَّف بأنه أكثر ارتباطًا بنتائج عمله.

نصيحة: لا يعني ابتعادُ المدير الكلي عن مراقبة عمل موظفيه أن يختفيَ تمامًا من المشهد، بل عليه تذكير موظَّفيه بسياسة الباب المفتوح التي يتبنّى؛ فيمثِّلُ ذلك طريقةً ممتازةً ليطّلع ذلك المدير على المرحلة التي وصل إليها موظفوه دون مراقبته لهم عن كثب.

4. استقطب التقييمات

تتمثل القاعدة الرابعة للمدير الناجح، في التقييم الدائم لطريقة استجابة موظفيه لقيادته. ويعني ذلك إبقاءُ التواصل متاحًا ومستمرًا لضمان ديمومة الحوار المتعلق بالتطوّر.

وتكمن المشكلة في أنَّ الموظفين ليسوا مستعدين دائمًا لإعطاء مديرهم تقييماتٍ بنّاءة، مما يجعل طلب التقييمات والملاحظات من موظفيك أمرًا مهمًا على الصعيد الاستراتيجي، وذلك ضمن بيئة يرتاحون فيها للإفصاح عما يدور في أذهانهم من أفكار وآراء.

كيف تحصل على تقييمات صادقة ومنتجة

  • اجعلها مجهولة المصدر: امنح موظفيك خيار مشاركة تقييماتهم وآرائهم دون الكشف عن أسمائهم. فلا تخفى أهمية تطبيق هذا المستوى من الأمان على المحادثات في الحصول على تقييمات وآراء أكثر صدقًا وموضوعيةً حول مهاراتك الإدارية.
  • كرِّسها عادةً: كلما ازداد تكرار طلبك لتقييمات موظفيك وآرائهم، زاد ارتياحُهم بمشاركتها معك. اجعل من ذلك عادةً بعدَ المشاريع الكبرى التي تنجزون بحيث يمكنهم إبداء تقييماتهم، وآرائهم حول انخراطك في العملية وتوجيهك لها.
  • تصرَّف بناءً على تلك التقييمات: إنَّ تصرُّفك وفقًا للتقييمات والآراء التي تتلقى من موظفيك، والتي تحتاج إليها للتقدم، هو خير سبيل لضمان استمرارهم في إبدائها. أي بعبارة أخرى، إن لم تفعل شيئًا لأخذ تلك التقييمات والآراء بالحسبان، ووضعها موضع التنفيذ، فستفقد ثقة موظفيك فيك وفي الجدوى من إبدائها.

ما مزايا تلقي تقييمات بانتظام؟

  • إظهار أنك تصقل مهاراتك القيادية والإدارية على نحو دائم، بدلًا من الرُّكون إلى الأساليب والإمكانات الحالية بوصفها ثابتة، وتمثل أقصى ما يمكن تطبيقه.
  • إنَّ إظهار تَوقِك إلى تلقي تقييمات موظفيك يجعلهم يدركون قيمتها.
  • يُجسِّدُ المديرون طالِبو التقييمات ديناميكيةً تبثُّ الروح في مكان العمل، إذ لا تجد موظفًا يريد العمل في جو يسوده الجمود ولا يُجرى فيه أي تغيير كان.

5. انظر للأمام

تتمثل القاعدة الأخيرة لتكون مديرًا ناجحًا، في التطلُّع نحو المستقبل. ويعني ذلك- من ناحية الإلهام- استنفار جهود موظفيك نحو مهمة مشتركة وحِسٍّ هادف، إذ سيضمن لك تحفيزهم برؤية وبصيرة، تحويل العمل اليومي إلى أداء مهني منتِج، وهو الشغل الشاغل للمديرين المتميزين.

ويعني ذلك -على الصعيد الاستراتيجي- توقُّع الخطوة التالية أو التنبؤ بالعوائق التي قد تظهر مستقبلًا، ويتلخص الأمر في تبنّي ذهنية استشرافية تستبق الأمور بخطوة تركّز بثبات على القادم بدلًا من الانشغال فيما فات.

كيف تصبح قائد فريق ذا رؤية مستقبلية؟

  • اربط العمل بالهدف: عندما يتمكن الموظفون من الربط بين مهامهم اليومية من جهة، وبين مهمة المؤسسة وأهدافها البعيدة من جهة أخرى، فسيمكنهم تكريس معنىً لعملهم والإحساس بالتأثير الذي يُحدِثون.
  • خطِّط للمستقبل: قد يكون تركيز فريقك مُنصبًّا على العمل المطلوب منه في الربع الأول من العام، ولكنَّ عليك توقع الآتي. راقب بعناية المنافسين الجدد، وتوجهات السوق الحديثة، والتغيرات الوشيكة في استراتيجيات الشركات، والخصائص المستقبلية للمنتج خاصتك، إلخ.
  • ناقِش فرص التطور: اعقد لقاءات فردية لمناقشة مساهمة موظفيك بعيدًا عن مهامهم اليومية، وتحدَّث عن كيف يرون تطوُّرهم الذاتي ضمن المؤسسة، وكيف يريدون توظيف نقاط قوتهم بالتزامن مع تطور الشركة.

النتائج المذهلة للرؤية المستقبلية

  • يُضفي الحديثُ عن المستقبل معنى للحاضر، فيجعل الصعوبات اليومية تبدو استثمارًا في المستقبل بدلًا من مجرد مهام يومية.
  • إنَّ ربط موظفيك بين عملهم اليومي ومستقبل الشركة، يجعلك تقدم رؤيةً تجعلهم يلمسون التقدم الذي يحرزونه بالتوازي معك ومع الشركة ككل. ويعني ذلك مزيدًا من الالتزام طويل الأمد، وانخفاض معدّل تبديل الموظَّفين.
  • يساعد التفكير خارج دائرة الحاضر موظَّفيك على استشراف المستقبل، إذ تمثّل الاستباقية والتوقع عنصرين رئيسين للتخطيط الناجح.

ترجمة وبتصرّف للمقال How to be a good manager: 5 golden strategies to live by لصاحبه Michael Scheiner.


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...