اذهب إلى المحتوى

يختار الناس بين الصواب والخطأ وفقًا لقوانينهم الأخلاقية الشخصية. كما يتأثرون بالبيئة الأخلاقية التي صاغها رؤساؤهم في العمل. إليك العنوانان التاليان:

  • الحكم بالإعدام على ملياردير مصري في جريمة قتلِ مغنّية لبنانية.
  • القصة المدهشة لانحدار كارلوس غصن من رئيسٍ تنفيذي في قمة المجد إلى مُلاحَقٍ دوليًّا في حضيض العار.

تُظهِر هاتان القصتان الواقعيتان أن من شأن تدني المستوى الأخلاقي في عالم الأعمال عكسُ صورةٍ شديدة السلبية عن شركةٍ ما، وأن كلفة ثمن عدم مراعاة الجانب الأخلاقي في العمل يكون باهظًا للشركة وللمديرين التنفيذيين ذوي الصلة، أو لكِلَيهما، وأن هذا قد يوديَ بالشركة إلى الإفلاس وبمنتهكي الأخلاقيات إلى السجن. وبوسع الشركات والمؤسسات التقليلُ من احتمالية حصول ذلك النوع من المطالبات المتعلقة بالمسؤولية الأخلاقية عبر تثقيف موظفيها حول المعايير الأخلاقية، وجعلهم يقتدون بسلوك مديريهم، وتوفير برامج ذات صلة، رسمية وغير رسمية.

الاقتداء

يقتدي الموظفون عادةً بمديريهم؛ ويعني ذلك أن القادة والمديرين يرسخون أنماطًا سلوكية تحدد ما هو مقبول وما هو غير مقبول ضمن المؤسسة. وكمثالٍ على ما سبق، هناك مدير يُدعى بِن كوهين شغل منصب رئيس شركة بين آند جيري للآيس كريم، وقدِ اتَّبع هذا الرجل سياسةً مفادها أنْ ليس لأحدٍ من الموظفين أن يتقاضى راتبًا يفوق سبعة أصعاف أدنى راتبٍ يتقاضاه عاملٌ في شركته، وقد سعى من خلال ذلك ‘لى تكريس شعورٍ بالمساواة بين الموظفين. وقد بلغت مبيعاتُ شركته عندما استقالَ 140 مليون دولار، وبلغ أدنى راتب كان يتقاضاه بعض العمال في شركته 19000 دولار في السنة. وكان راتبه 133000 دولار وفقًا لقاعدة "سبعة أضعاف أدنى راتب" التي وضعها. وكان من الطبيعي أن يتقاضى أي مديرٍ تنفيذي لشركةٍ تبلغ مبيعاتها 140 مليون دولار عشرة أضعاف الراتب الذي تقاضاه كوهين، ولكنه أبى إلا الالتزامَ بقاعدته تلك. وقد ساهمت إنجازات هذا الرجل في صياغة القيم الأخلاقية لشركة بين آند جيري.

توفير برامج تدريب على الأخلاقيات

بالإضافة إلى أن الشركات تقدم نظامًا لحل المعضلات الأخلاقية، فهي توفر تدريباً رسميًا لتعزيز وعيٍ بالأنشطة المثيرة للتساؤل في عالم الأعمال، والتدرُّبِ على ردودٍ سليمة عليها. ولدى العديد من الشركات أحدُ أنواع برامج التدريب على الأخلاقيات. وتبدأ أكثرُ تلك البرامج فاعليةً، كتلك التي أقامتها شركات ليفي شتراوس، و أمريكان إكسبريس، و كامبل سوب، تبدأ بأساليب لحلّ المعضلات الأخلاقية كتلك التي ناقشنا مُسبقًا. ثم يُعرَض أمام الموظفين سلسلةٌ من المواقف الافتراضية ويُطلَب إليهم الإتيانُ "بأفضل" الحلول الأخلاقية لها. ومن الأمثلة على إحدى تلك المعضلات الأخلاقية ما سنعرضه في الفقرة التالية. ووفقًا لدراسة حديثة أجراها مركز أيثكس ريسورس سنتر (Ethics Resource Center)، فإن أكثر من 80% من الشركات في الولايات المتحدة تقدم نوعًا من التدريب الأخلاقي للموظفين والذي قد يتضمن أنشطةً عبر الإنترنت، وفيديوهاتٍ، وحتى ألعابًا.

معضلة أخلاقية لتدريب الموظفين

بيل جانون هو مدير متوسط لشركة تصنيع تجهيزات إضاءة كبرى في مدينة نيوآرك، التابعة لولاية نيوجيرسي. وقد ترقى بسرعة عبر المناصب في تلك الشركة، وكان واضحًا أنه في طريقه إلى تسلم مقاليد الإدارة العليا في غضون سنواتٍ قليلة. وكانت رئيسة بيل في العمل، دانا جونسون، تضغط عليه بشأن المراجعة شبه السنوية الخاصة بأحد الموظفين لديها، واسمه روبرت تالبوت. وقد بدا أن دانا لن تقبل أن يتضمن التقييم الذي سيجريه بيل أي انتقادٍ لأداء روبرت. وقد اكتشف بيل أن مديرًا سابقًا كان قد أعطى تقييمًا سيئًا لروبرت لم يعد يعمل في الشركة. وبعد أن راجع جون أداء روبرت لغرض منحه تقييمًا، وجد عدة جوانب لأداءٍ دون المعدل الوسطي المقبول. بالإضافة إلى ذلك فقد وجد أنه قدِ اتصلت مؤخرًا زبونةٌ مهمة مشتكيةً من أن روبرت كان قد لبّى طلبيةً بشكل غير سليم وتصرف بوقاحةٍ معها عندما طلبت تقديم شكوى حول ما جرى.

إنشاء مدوَّنة أخلاق

أصدرت معظم الشركات الكبرى وآلافٌ من تلك الصغيرة مدوناتِ أخلاقيات، وطبعتها، ووزعتها. وبنظرة عامة، توفر مدونةُ الأخلاقيات المعرفةَ للموظفين حول مسؤولياتهم وسلوكهم تجاه زملائهم في العمل، وتجاه الزبائن، والمورّدين. وتقدّم بعض تلك المدوناتُ مجموعة طويلة وتفصيلية من التوجيهات للموظفين. أما بعضها الآخر، فلا يصل إلى مستوى مدوّنات؛ بل لا يعدو كونه بياناتٍ مختصرة للأهداف والسياسات والأولويات. وتضع بعضُ الشركات تلك المدونات ضمن إطارات تُعلَّق على جدرانها، أو تُضمَّنُ كجزء أساسي من كتيّب الموظف، و/أو تُنشَر على الموقع الإلكتروني للشركة. ومن الأمثلة البارزة على مدونات أخلاقيات للشركات: ميثاق العمل الخاص بمجموعة زين للاتصالات.

هل تجعل تلك المدوناتُ الموظفين يُبدون تصرّفاتٍ ومواقف عملٍ أخلاقيّةً أكثر؟ يرى بعض الناس أن الجواب هو نعم. بينما يرى آخرون أن مدونات الاخلاقيات تلك لا تعدو كونها حِيَلًا من أجل تركٍ انطباعٍ عامٍّ جيّدٍ أو إيجابي. ولكن في حال التزام من هم في مستوى الإدارة العليا بتلك المدونات وشددوا عليها بانتظامٍ أمام الموظفين، فمن المحتمل أن تترك أثرًا إيجابيًا على السلوك في الشركة. ويجري اختيار "أفضل 100 شركة من ناحية مواطَنَة الشركات"، وفقًا للتصنيف الذي أجرته به مجلة كوربوريت ريسبونسيبيليتي (Corporate Responsibility)، بناءً على معايير سبعة تتضمن علاقات الموظف، وحقوق الإنسان، وحَوكمة الشركات (متضمِّنة مدونة الأخلاقيات)، والعمل الخيري، والدعم المجتمي، والأداء المالي، والبيئة، والتغير المناخي. وقد صُنفتِ الشركاتُ العشر الأولى من ناحية مواطنة الشركات في العام 2017 على النحو التالي:

  1. هاسبرو (.Hasbro, Inc).
  2. إنتل (.Intel Corp)
  3. مايكروسوفت (Microsoft Corp)
  4. مجموعة ألتريا (Altria Group)
  5. شركة كامبل سوب (Campbell Soup)
  6. سيسكو سيستمز (Cisco Systems Inc)
  7. أدفينتشر (Adventure)
  8. هورمل فودز (Hormel Foods)
  9. لوكهيد مارتن (Lockheed Martin)
  10. إيكو لاب (Ecolab Inc)

اتخاذ القرار الصائب

في حالات عديدة، قد يكون الأمر أعقد من أن تجيب عليه بنعم أو لا؛ ولكنّ هناك عددٌ من الأسئلة التي بوسعك طرحُها على نفسك، ومجموعة اختباراتٍ ذاتية يمكنك تجريبُها لتساعدك في اتخاذ القرار الأخلاقيّ السليم. ابدأ بالسؤال التالي: "هل هناك أي قيود قانونية، أو مخالفاتٌ قانونية ستترتب على الفعل؟" فإذا كان الجواب بالإيجاب، فلتقم بفعل آخر لا ينطبق عليه ذلك. أما إذا كان سلبيًا، فلتسأل نفسك: "هل يتعارض ذلك الفعل مع مدونة الأخلاقيات الخاصة بشركتك؟" فإن كان كذلك، فلتبحث مجددًا عن سلوكٍ آخر متّسقٍ مع تلك المدونة. وثالثًا اسأل نفسك: "هل يتفق ذلك الفعل مع فلسفتيَ الأخلاقية؟" فإذا كان الجواب على السؤال السابق "نعم"، فلا يزال عليك الخضوع لاختبارين آخرَين مهمَّين.

اختبار المشاعر

عليك أن تسأل هنا السؤال التالي: "بِمَ يُشعِرُني هذا الفعل؟" إذ يمكِّنُك هذا من اختبار مستوى الراحة التي تتولد لديك تجاه موقف بعينه. ويكتشف كثير من الناس بعد اتخاذهم قرارًا ما حول مسألةٍ معينة أنهم لا يشعرون بالارتياح، وهو ما ينعكس في قلة نومٍ أوِ انخفاض الشهية لديهم. ويمكن لهذه المشاعر، التي تُعزى إلى ما يُمليه الضمير، أن تعمل كموجّهٍ مستقبليّ لما يعرُض من معضلاتٍ أخلاقية في المستقبل.

اختبار الصحيفة أو وسائل التواصل الاجتماعي

يتعلق الاختبار الأخير هذا بصفحة الخبر الرئيس الأولى من صحيفةٍ ما، أو بمنشورات وسائل التواصل الاجتماعي. ويكون السؤال هنا: "كيف لمراسلٍ يلتزم الموضوعيةَ أن يصفَ ما قمتَ به من فعلٍ على الصفحة الأولى لتلك الصحيفة، أو على إحدى مواقع التواصل، أو منصات مواقع التواصل الاجتماعي، مثل تويتر أو فيسبوك؟" ويعيد بعضُ المديرين صياغة هذا الاختبار لموظفيهم، بقولهم: "ماذا سيكون العنوان لو قمتُ بهذا الفعل، أو ماذا ستكون ردّةُ فعلِ متابعيَّ على وسائل التواصل الاجتماعي تجاهه؟" ويفيد هذا الاختبار في تحديد حالات تعارض المصالح المحتملة وحلِّها.

صورة 2.3 فصل 2.jpg

الصورة 2.3: قد يعتمدُ اتخاذُك قراراً أخلاقيًا ما على شعورك تجاه ذلك القرار، أو على اختبار الصحيفة أو وسائل التواصل الاجتماعي. ويكون السؤال الذي تطرحه على نفسك هو: كيف لمراسلٍ يلتزم الموضوعيةَ أن يصفَ ما قمتَ به من فعلٍ على الصفحة الأولى لتلك الصحيفة، أو في منشور على إحدى مواقع التواصل مثل تويتر أو فيسبوك، والذي سيشاهده عدد كبير من الناس.وبالحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي، فهي اليوم تلعب دورًا محوريًا في عملية اتخاذ القرارات الأخلاقية عندما يستخدمها الناسُ لتوجيه انتقاداتٍ للأصدقاء والموظفين وزملاء العمل والمنافسين. هل على الشركات مشاهدة صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بموظفيها بشكل دوريّ؟ أم إن تلك المعلوماتِ يجب أن تكون خارج صلاحيات الشركات؟ (المصدر: مايك ماكينزي/فليكر/مشاع إبداعي)

إدارة عمل تجاري مسؤول اجتماعيًا

يُصنَّف التصرف بأسلوبٍ أخلاقي على أنه أحد العناصر المكوِّنة لهرَمِ المسؤولية الاجتماعية للشركات، والتي تعد محط اهتمامٍ لدى الشركات لغرض رفاه المجتمع برمّته. وتتكون تلك المسؤولية منِ التزاماتٍ تتجاوز ما يفرضه القانون أو عقود الاتحاد. وينطوي تعريف المسؤولية الاجتماعية للشركات على نقطتين مهمتين؛ الأولى: إنها طوعية؛ فالفعل المفيد الذي يفرضه القانون، مثل تنظيف المصانع التي تلوّث الهواء والماء، غيرُ طوعيّ. أما الثانية فهي أن الالتزاماتِ المترتبةَ على المسؤولية الاجتماعية للشركات واسعةُ النطاق؛ إذ تتجاوزُ المستثمرينَ لتصل إلى العمال، والمورّدين، والزبائن، والمجتمعات، والمجتمعِ ككل. وتُظهِر الصورة 2.4 المسؤوليةَ الاقتصادية كأساسٍ للثلاث الأخرى. ففي الوقت الذي تسعى فيه شركةٌ ما إلى كسب الربح (المسؤولية الاقتصادية)، فيُتوقَّعُ منها مع ذلك الالتزامُ بالقانون (المسؤولية القانونية) وأن تكون شركةَ مواطنةٍ جيدة (المسؤولية الخيرية). وتتمايز تلك العناصر الأربعة عن بعضها، ولكنها مع ذلك تكوّن وحدة واحدة. ومع ذلك، حتى لو لم تحققِ الشركةُ رِبحًا، فلا تتأثرُ المسؤوليات الثلاث الأخرى. ويستمر العديد من الشركات في العمل بجدٍّ لجعل العالم مكانًا أفضل للعيش. وتُشير بياناتٌ حديثة إلى أن الشركاتِ المُدرَجةَ على قائمة فورتشن 500 (Fortune 500) السنوية تُنفِقُ أكثر من 15 مليار دولار سنويًا على أنشطة المسؤولية الاجتماعية الخاصة بالشركات. إليك الأمثلة التالية:

  • تبرعت شركة ستاربكس بأكثر من مليون وجبة لصالح المجتمعات المحلية عبر برنامجها المسمى فود شير (FoodShare)، ومن خلال تعاونها مع منظمة فيدينغ أميركا (Feeding America)؛ إذ منحت 100% من الطعام الزائد في المتاجر السبعة آلاف المملوكة من قبلها في الولايات المتحدة.
  • تشجع شركة سيلز فورس (Salesforce) موظفيها على التطوع لصالح الأنشطة المجتمعية، وتدفع لهم لقاء ذلك ما يصل إلى 56 ساعة مدفوعة كل سنة. وتدفع هذه الشركة للموظفين الذين يكملون أسبوع تطوّع واحد في السنة منحةً من 1000 دولار ليتبرعوا فيها لمؤسسة غير ربحية من اختيارهم.
  • يمكن لموظفي شركة ديلويت (Deloitte)، وهي شركة عالمية تقدم خدمات مالية، ومحاسبية، واستشارية، يمكن لموظفيها أن يتقاضَوا أجرًا مقابل ما يصل إلى 48 ساعة عملٍ تطوعي كل سنة. وخلال السنة الماضية، شارك أكثر من 27000 خبيرٍ يعملون لدى الشركة بأكثر من 353000 ساعة تطوع لصالح مجتمعاتهم حول العالم.
  • تبرعت شركة ستاربكس بأكثر من مليون وجبة لصالح المجتمعات المحلية عبر برنامجها المسمى فود شير (FoodShare)، ومن خلال تعاونها مع منظمة فيدينغ أميركا (Feeding America)؛ إذ منحت 100% من الطعام الزائد في المتاجر السبعة آلاف المملوكة من قبلها في الولايات المتحدة.
  • تشجع شركة سيلز فورس (Salesforce) موظفيها على التطوع لصالح الأنشطة المجتمعية، وتدفع لهم لقاء ذلك ما يصل إلى 56 ساعة مدفوعة كل سنة. وتدفع هذه الشركة للموظفين الذين يكملون أسبوع تطوّع واحد في السنة منحةً من 1000 دولار ليتبرعوا فيها لمؤسسة غير ربحية من اختيارهم.
  • يمكن لموظفي شركة ديلويت (Deloitte)، وهي شركة عالمية تقدم خدمات مالية، ومحاسبية، واستشارية، يمكن لموظفيها أن يتقاضَوا أجرًا مقابل ما يصل إلى 48 ساعة عملٍ تطوعي كل سنة. وخلال السنة الماضية، شارك أكثر من 27000 خبيرٍ يعملون لدى الشركة بأكثر من 353000 ساعة تطوع لصالح مجتمعاتهم حول العالم.

استيعاب المسؤولية الاجتماعية

يقول بيتر دراكر (Peter Drucker)، خبيرُ الإدارة الراحل ذو السمعة العالمية الحسنة، يقول إنّ علينا النظر أولًا إلى ما تفعله منظمةٌ ما للمجتمع، ثم ننظر إلى ما يمكنها فعله لصالح المجتمع. وتشير هذه الفكرة إلى أن للمسؤولية الاجتماعية بُعدان؛ هما المشروعية والمسؤولية.

صورة 2.4 فصل 2.png

الصورة 2.4: هرَم المسؤولية الاجتماعية للشركات، (حقوق الصورة محفوظة لجامعة Rice،أوبن ستاك)

السلوك غير المشروع وغير المسؤول

أضحت المسؤولية الاجتماعية للشركات في وقتنا الحاضر منتشرةً انتشارًا كبيرًا، لدرجةٍ بات يصعبُ معها تصوُّر أنّ شركةً ما لا تنفكُّ ترتكب أفعالًا غير مسؤولة وغير قانونية ومن ثم تستمر في عملها دون رقابةٍ أو تأنيبٍ اجتماعي. وبالرغم من ذلك، تحدثُ بعض التصرّفات غير الأخلاقية أحيانًا، والتي يمكن أن تُودِيَ بالشركات إلى إفلاسٍ ماليٍّ، وبالعديد من الموظفين السابقين إلى ضائقاتٍ مالية، وبالمجتمعات التي تعمل ضمن نطاقها إلى معاناةٍ يعمُّ تأثيرها على أفراد تلك المجتمعات. وبكل أسف، ما يزال مديرون تنفيذيون رفيعو المستوى يهربون بالملايين، ولكنّ بعضهم سينتهي بهِ المطافُ مجبرًا على دفع غراماتٍ باهظة وقضاء وقت في السجن على ما اقترفت يداه من أفعال. وتحدد القوانينُ الفدرالية، والمحلية في بعض الدول الكُبرى، مثل الوايات المُتحدة ما إذا كانَ نشاطٌ ما قانونيًّا أم لا. وسنناقش القوانين التي تنظم مجال الأعمال التجارية لاحقًا في سياق مقالاتنا.

السلوك غير المسؤول ولكن القانوني

تتصرف الشركاتُ تصرّفاتٍ غير مسؤولةٍ أحيانًا، ولكنه يكون مع ذلك قانونيًا. فعلى سبيل المثال، غرَّمت ولايةُ كاليفورنيا شركةَ ماي بيلو (MyPillow)، ومقرها ولاية مينستوتا، بمبلغ مليون دولار لإطلاقها ادعاءاتٍ في منشوراتٍ دعائية تروّج للوسادات التي تصنّعها على أنها "أكثر الوسادات التي قد تمتلكها إراحةً"، وأنها تساعدك في التخفيف من المعاناة التي تقاسيها بسبب بعض الحالات المرضية مثل الشخير، والألم العضلي الليفي، والصداع النصفي، وغيرها من الأمراض. وقد ردَّ الرئيس التنفيذي للشركة المعنية إن الزبائن هم مَن أطلق تلك الادعاءاتِ فعلًا، وإنّ تلك الشهادات قد نُشرَت على موقع الشركة الإلكتروني قبل أن تُزال لاحقًا. ولم ينتهِ الأمر عند حد الغرامة؛ بل واجهتِ الشركةُ دعاوى قضائية جماعية وسُحِب الاعتمادُ الممنوح لها من قِبل مكتب الأعمال الأفضل (Better Business Bureau).

السلوك القانوني والمسؤول

تندرج الغالبية العظمى من أنشطة الأعمال تحت فئة السلوك القانوني والمسؤول. وتتصرف معظم الشركات بشكل قانوني، كما يحاول معظمها أن يكون مسؤولًا اجتماعيًاً. وتُظهِر الدراساتُ أن المستهلكين، وخصوصًا أولئك الذين دون سن الثلاثين، يميلون إلى الشراء من العلامات التجاريّة المعروفة بأن لديها نهجٌ عالي الأخلاق وانخراطٌ إيجابي في المجتمع. وقد صرَّحت مؤخرًا شركة التجزئة REI، المتخصصة في الأنشطة التي تُقام في الهواء الطلق، على سبيل المثال، بأنها أعادت حوالي 70% من أرباحها إلى جمعيات الأنشطة في الهواء الطلق. وبوصفها عضوًا في جمعية تعاونية، فقدِ استثمرت REI مبلغًا قياسيًّا بلغ 9.3 مليون دولار في المؤسسات غير الربحية الشريكة لها في العام 2016.

ترجمة -وبتصرف- للفصل (Making Ethical Decisions and Managing a Socially Responsible Business) من كتاب introduction to business


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...