اذهب إلى المحتوى

مخططات التصنيف: كيف تجمع أفكارك وتكشف عن وجهات النظر


محمد ناولو2

مخططات التصنيف أو مخططات التقارب وهي طريقة رائعة يمكنك استخدامها عندما تريد فهم كمية كبيرة من المعلومات والحقائق والبيانات المختلطة والأفكار النابعة من العصف الذهني، إضافةً إلى آراء المستخدمين واحتياجاتهم، وكذلك مشكلات التصميم ووجهات النظر وغيرها من الأمور التي يمكن تنظيمها ضمن مخططات التصنيف.

تساعد مخططات التصنيف على تجميع المعلومات بطريقة منظمة، وبالتالي يمكننا أن نَعُدَّ هذه الطريقة واحدةً من أفضل الطرائق التي يمكن استخدامها خلال عملية التصميم، وبعبارة أخرى، تساعدك مخططات التصنيف على تجميع المعلومات والأفكار، لذا فهي تُستخدم في العديد من مراحل التفكير التصميمي، بما في ذلك مرحلتي التعريف والتفكير.

اقتباس

يقول الكاتب الإنجليزي آلان ألكسندر ميلن A. A. Milne: "التنظيم هو الخطوة التي يجب أن تسبق كل مهمة تريد أن تؤديها، بحيث لا تختلط عليك الأمور عندما تبدأ في أدائها".

مخططات التصنيف في التصميم

يصعب عليك معرفة المكان الذي يجب أن تبدأ عنده عندما يكون عقلك وطاولة مكتبك وحاسوبك مليئين بالأفكار والآراء الكثيرة المستمدة من عمليتي البحث والتفكير، فكيف يمكنك الانتقال من مرحلة فوضى الملاحظات الملونة إلى مرحلة تسيطر فيها على نقاط الاهتمام الرئيسية والأنماط في بياناتك؟ لا داعي للخوف، توجد مخططات التصنيف هنا لتجنبك الشعور بالارتباك بسبب الحجم الهائل للبيانات التي جمعتها، فهي تساعدك على تجميع المعلومات والأفكار والبيانات الهائلة، لذا يمكنك استخدام هذه المخططات في العديد من مراحل التفكير التصميمي، فما هي مخططات التصنيف؟ ولماذا هي مفيدة؟ وكيف يمكن تطبيقها على عملية التصميم؟

ما هي مخططات التصنيف؟

مخططات التصنيف هي كميات كبيرة من البيانات المنظمة والمرتبة في مجموعات متعددة بناءً على تشابه البيانات وتقاربها، وتُعَد عملية رسم مخططات التصنيف مُهمة جدًا عندما تريد فهم الأفكار ووجهات النظر التي جُمعت خلال عملية البحث، وكذلك عندما تريد تنظيم الأفكار التي وُضعت أثناء جلسات التفكير.

كيف تنشئ مخطط التصنيف؟

أفضل طريقة لإنشاء مخطط التصنيف هي أن تنشئه بالتعاون مع فريق التصميم، أو مع الأشخاص الذين شاركوا في المرحلة السابقة من عمليتي البحث والتفكير، كما يمكنك إنشاء مخطط التصنيف لوحدك، ولكن من المحتمل أن تجد العملية أكثر قيمةً إذا كان معك أفراد آخرون ذوو عقلية تصميمية يتناقشون معك جميع الجوانب المختلفة، وسواءً كنت تعمل مع فريق أم كنت تعمل بمفردك، فيمكنك استخدام الخطوات أدناه كدليل لإنشاء مخططات التصنيف.

الخطوة الأولى: تجميع البيانات المتشابهة

  1. اجمع البيانات الرئيسية لديك، مثل الحقائق والرسومات والأفكار والاقتباسات والملاحظات وغيرها من البيانات المختلفة، ثم اكتبها على أوراق صغيرة منفصلة أو على بطاقات متعددة، بحيث تضع كل معلومة ضمن قطعة ورق خاصة بها.
  2. ضع الأوراق على الحائط أو السبورة أو ضعها على الطاولة، ويُفضَّل استخدام الأوراق اللاصقة في هذه المرحلة لأنها تتيح لك تثبيت الورقة وتغيير مكانها لتجميع الأجزاء المتشابهة من المعلومات معًا.
  3. اختر ورقةً عشوائيةً من الأوراق السابقة واجعلها أول ورقة من المجموعة الأولى.
  4. خذ ورقةً أخرى واسأل نفسك: "هل هذه الورقة مشابهةً للورقة الأولى أم أنها مختلفة عنها؟" ثم ضعها في المجموعة الأولى إذا كانت مشابهة للورقة الأولى، أو ضعها في مجموعتها الخاصة إذا كانت مختلقةً عن الورقة الأولى، ويجب أن تنتبه في هذه الخطوة إلى أنك قد ترى من وجهة نظرك أن ورقة ما تنتمي منطقيًا إلى إحدى المجموعات، في حين يراها أعضاء الفريق الآخرون أنها تختلف عن تلك المجموعة، لذا من المهم أن تناقش مع أعضاء الفريق المجموعة المناسبة لكل ورقة.
  5. استمر في توزيع قطع الورق الصغيرة على المجموعات، بحيث تضع الأفكار المتشابهة معًا وتنشئ مجموعات جديدة للأفكار المختلفة.

ملاحظة أولى: من المقبول في هذه المرحلة أن يكون لديك ورقة يتيمة لا تنتمي إلى أي مجموعة، إذ يمكن لقطع الورق التي لا تتشابه مع أي أوراق أخرى أن تبقى لوحدها ضمن مجموعة خاصة.

ملاحظة ثانية: لا تتردد في تغيير مجموعاتك أو الأوراق التي تنتمي إليها في هذه المرحلة، لأن المرونة هي الهدف الذي جعلك تستخدم قطع الورق الصغيرة.

عندما تنتهي من فرز البيانات إلى مجموعات متعددة، سيبدأ مخطط التصنيف بالظهور، وسيحصل أعضاء فريق التصميم على فهم أفضل لنطاق المشكلة، كما ستكون قادرًا على مشاركة النتائج والأفكار والبيانات ونقلها بطريقة أكثر فاعلية.

الخطوة الثانية: مناقشة وتوضيح المجموعات التي أنشأتها

  1. يجب أن يكون لديك الآن بعض المجموعات التي تحتوي على البيانات المتشابهة، لذا فقد حان الوقت للتحدث عن كل مجموعة بمزيد من التفصيل. ناقش بقية خطوات العملية مع أعضاء الفريق وأكملها معهم واحدةً تلو الأخرى.
  2. ناقش مع أعضاء الفريق أي أجزاء مثيرة للجدل من المجموعات أو البيانات، ويمكنكم أن تعيدوا تنظيم الأفكار في مجموعات مختلفة إذا رأيتم أن ذلك مناسبًا.
  3. عندما يكون جميع أعضاء الفريق راضين عن المجموعات، امنح المجموعة اسمًا يمثل معنى البيانات التي تحتويها.
  4. الخطوة الأخيرة هي خطوة اختيارية، وهي استخدام الخطوط لربط المجموعات المتشابهة، إضافةً إلى دمج بعض المجموعات لتشكيل مجموعات أكبر.

تتطلب المرحلة الأخيرة من عملية إنشاء مخطط التصنيف ربط المجموعات المتشابهة، بحيث تبقى البيانات والأفكار المتقاربة مرتبطة مع بعضها البعض فيما تبقى من عملية التصميم.

عندما تنتهي من إنشاء مخطط التصنيف، ستجد بياناتك منظمةً ومرتبةً، وستجد نفسك في وضع أفضل بكثير، مما يساعدك على التعامل مع البيانات وتحديد المشكلة والانتقال إلى المرحلة التالية من عملية التصميم.

يمكن أن تساعدك مخططات التقارب على الانتقال من حالة الفوضى الكاملة مع عدم القدرة على أخذ نظرة عامة على معلوماتك، إلى الحالة الهادئة التي تمتلك فيها عددًا من المجموعات التي تحتوي على معلومات منظمة ومرتبة، والتي أنشأتها وسميتها بناءً على البيانات التي تحتويها.

مخططات التصنيف: تشكيل المجموعات

كيف تستخدم مخطط التصنيف؟

كما هو الحال مع كل طريقة وتقنية تستخدمها، لن تكون هناك أي فائدة من مخططات التصنيف إذا لم تستخدمها جيدًا، ويمكنك استخدام مخطط التصنيف من أجل:

  • إنشاء خرائط التعاطف.
  • بناء شخصيات تمثل جمهورك المستهدف بأفضل طريقة ممكنة.
  • تجميع الأفكار بصورة أفضل وتحديد مشكلة عملية التصميم.
  • توفير أساس أفضل للتفكير.

في الختام

مخططات التصنيف هي طريقة يمكنك استخدامها لتجميع كميات كبيرة من البيانات، مثل الحقائق والبيانات المتداخلة والأفكار النابعة من العصف الذهني، إضافةً إلى آراء المستخدمين واحتياجاتهم. يمكنك من خلال مخططات التصنيف تسمية بياناتك وترتيبها في مجموعات منظمة، والحصول على فهم أفضل لكيفية ارتباط المعلومات المختلفة.

تُعَد مخططات التصنيف طريقةً رائعةً تساعدك على الحصول على نظرة عامة وتنظيم نتائجك بطريقة مباشرة، ولا سيّما إذا أنشأت مخطط التصنيف بالخطوات التي ذكرناها، وأخيرًا، تمنحك مخططات التصنيف إمكانية التركيز على الأفكار الرئيسية واحتياجات المستخدم ومشكلاته، وبمجرد الانتهاء من ذلك، يمكنك البدء في ترجمة البيانات التي نظمتها إلى خرائط التعاطف، وبناء الشخصيات التي تمثل جمهورك المستهدف، مما يساعدك على التقدم في عملية التصميم.

ترجمة -وبتصرّف- للمقال Affinity Diagrams: How to Cluster Your Ideas and Reveal Insights لصاحبته Rikke Friis Dam.

اقرأ أيضًا


تفاعل الأعضاء

أفضل التعليقات

لا توجد أية تعليقات بعد



انضم إلى النقاش

يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.

زائر
أضف تعليق

×   لقد أضفت محتوى بخط أو تنسيق مختلف.   Restore formatting

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   جرى استعادة المحتوى السابق..   امسح المحرر

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.


×
×
  • أضف...