البحث في الموقع
المحتوى عن 'xforms'.
-
أنا منبهر كثيرًا بجميع نواحي المحادثة ذات 23 عامًا، التي أدت إلى إنشاء عنصر HTML الذي استعمل في كل صفحة ويب تقريبًا. خذ بعين الاعتبار أنَّ: HTTP ما زال موجودًا، ونجح بالتطور من الإصدار 0.9 إلى 1.0 ثم إلى 1.1، وما يزال يتطور. HTML ما زالت موجودةً، صيغة البيانات البدائية تلك التي لم تكن تدعم تضمين الصور! تطورت إلى الإصدار 2.0 ثم إلى 3.2 ثم إلى 4.0، أي أنَّ خط تطويرها لم ينقطع، لكنه بالتأكيد خطٌ ملتوٍ ومتعرج، وفيه العديد من النهايات المغلقة. لكن ها نحن ذا في عام 2016، وما زالت صفحات الويب من عام 1990 تُعرَض بشكلٍ جيد في المتصفحات الحديثة. ولقد فتحتُ إحداها في متصفح هاتفي الحديث العامل بنظام أندرويد، ولم أحصل على رسالة تقول "الرجاء الانتظار إلى أن يتم استيراد الصيغة القديمة". نتجت HTML من النقاشات بين صانعي المتصفحات والمطورين وواضعي المعايير والأشخاص الذين يحبون التحدث عنها. أغلبية الإصدارات الناجحة من HTML كانت عبارة عن إضفاءِ صفةٍ رسميةٍ لما هو موجودٌ مُحاوِلَةً توجيهه نحو الطريق الصحيح. أي شخص يخبرك أنه يجب أن تكون HTML «صرفة» (أي على الأرجح بتجاهل صانعي المتصفحات أو المطورين أو كليهما) هو شخصٌ لديه معلوماتٌ خاطئة. لم تكن HTML صرفةً أبدًا، وأيةّ محاولات لجعلها كذلك قد باءت بالفشل. لم يبق أي متصفح منذ عام 1993 موجودًا كما هو. فتم التخلي عن متصفح Netscape Navigator في 1998، ثم أعيدت كتابته من الصفر لإنشاء Mozilla Suite، ثم تم الاشتقاق لإنشاء Firefox. وكانت لمتصفح Internet Explorer بداياتٌ متواضعة في «Microsoft Plus!» لويندوز 95، حيث حُزِّمَ مع بعض سمات سطح المكتب ولعبة pinball (لكن بالطبع يمكن تتبع تاريخ المتصفح إلى أبعد من تلك النقطة). بعض أنظمة التشغيل من عام 1993 ما زالت موجودةٌ، لكن ليس لها صلة بالويب الحديث الذي نعرفه. فأغلبية مستخدمي الويب الآن بدؤوا باستعماله على حاسوب مكتبي يعمل بنظام ويندوز 2000 أو أحدث منه، أو على جهاز Mac يعمل بنظام OS X، أو على حاسوب مكتبي يعمل بتوزيعة من توزيعات لينُكس، أو على هاتف محمول مثل هواتف أندرويد أو iPhone. لكن كان إصدار ويندوز 3.1 في عام 1993، وكان لينُكس يوزَّع عبر Usernet. بقي بعض الأشخاص موجودين وما يزالون منهمكين في العمل على ما ندعون «معايير الويب»، حيث بقي هؤلاء الأشخاص يعملون لأكثر من 20 عامًا، وعمل بعضهم على اللغات التي تسبق HTML التي يمكن تتبع تاريخها إلى ثمانينيات القرن الماضي. بالحديث عن اللغات التي سبقت HTML، أصبح من السهل نسيان الصيغ والأنظمة التي كانت موجودةٌ عند إنشاء HTML بعد الانتشار الواسع والكبير للغة HTML والويب. ماذا عن Andrew؟ أو Intermedia؟ أو HyTime؟ لم تكن HyTime مشروعًا بحثيًا أكاديميًا لا شأن لها، وإنما كانت من معايير ISO، ولقد كانت تُستعمل لأغراضٍ عسكرية. لم يُجِب كل ما سبق عن تساؤلنا الأصلي: لماذا لدينا عنصر <img>؟ لماذا ليس عنصر <icon>؟ أو عنصر <include>؟ لماذا ليس رابطًا مع خاصية include، أو مجموعةٌ من قيم الخاصية rel؟ لماذا عنصر <img>؟ الجواب بسيطٌ للغاية، لأن Marc Andreessen قام بتنفيذ (بناء) وتوفير العنصر <img> في مُتصفّحه والذي يقوم ببناء العنصر وتوفيره في متصفّحه سيربح. لكن هذا لا يعني أنَّ مَن يبني العُنصر وينشره سيربح دائمًا، فلا تنسَ أنَّ Adnrew و Intermedia و HyTime قامت بذلك أيضًا، فبناء العنصر وتوفيره هو شرطٌ لازمٌ لكنه غير كافٍ للنجاح؛ وأنا هنا لا أقصد أنَّ بناء العُنصر قبل المعيار هو الحل الأمثل، ووسم <img> لم يكن يستعمل صيغة صور شائعة، ولم يُعرِّف كيف يلتف النص حول الصورة، ولم يكن يدعم النص البديل أو محتوى احتياطي للمتصفحات القديمة، وبعد 23 عامًا، ما زلنا نعاني مع مشكلة Content Sniffing، وما تزال هذه المشكلة مصدرًا للثغرات الأمنية. ويمكنك تتبع كل هذا إلى 23 عامًا مضت، مرورًا بحرب المتصفحات، إلى 23 شباط/فبراير عام 1993، عندما قال Marc Andreessen بشكلٍ عابر «ربما في يوم ما سنعتمد الـ MIME» ومع ذلك نشر العنصر الذي قام ببنائه وتضمينه في مُتصفّحه. التسلسل الزمني لتطوير HTML من 1997 إلى 2004 في كانون الأول/ديسمبر من عام 1997، نشرت رابطة الشبكة العالمية (W3C) نسخة HTML 4.0 ثم أغلقت مجموعة عمل HTML (HTML Working Group) في الحال. وبعد أقل من شهرين، نشرت مجموعة عمل أخرى من W3C معيار XML 1.0، وبعد ذلك بثلاثة أشهر، أنشَأ القائمون على W3C ورشة عمل (workshop) اسمها "بلورة مستقبل HTML" (Shaping the Future of HTML) للإجابة عن هذا السؤال: "هل تخلت W3C عن HTML؟" وكان جوابهم: منحت W3C مجموعة عمل HTML هذا التكليف لإنشاء "مجموعة من وسوم XML"، كانت أول خطوة –في كانون الأول/ديسمبر 1998– هي كتابة مسودة لمعيار مؤقت (انتقالي) الذي كانت مهمته إعادة قولبة HTML في XML دون إضافة أيّة عناصر أو خاصيات جديدة، عُرِفَ هذا المعيار لاحقًا باسم "XHTML 1.0" وعرَّف نوع MIME جديد لمستندات XHTML "application/xhtml+xml"، لكن لتسهيل انتقال صفحات HTML 4 الموجودة من قبل، فقد تضمن المعيار "الملحق C" الذي "يلخص إرشادات التصميم للمطورين الذين يريدون تشغيل مستندات XHTML في متصفحات HTML الموجودة من قبل"، إذ قال الملحق C أنك تستطيع كتابة ما يسمى "صفحات XHTML" لكن تستطيع تخديمها عبر نوع MIME القديم text/html. الهدف الجديد هو النماذج (forms)، ففي آب/أغسطس 1999، نشرت مجموعة عمل HTML نفسها أول مسودةٍ لنماذج XHTML الموسعة ولقد وضعوا التوقعات التي يرمون إلى تنفيذها في أول فقرة: وبعد عدِّة أشهر أُعيدت تسمية "XHTML Extended Forms" إلى "XForms" وانتقلت إلى مجموعة العمل الخاصة بها، وعَمِلَت هذه المجموعة على التوازي مع مجموعة عمل HTML ونَشرت في النهاية الإصدار الأول من XForms 1.0 في تشرين الأول/أكتوبر 2003. وفي تلك الأثناء -وبعد اكتمال التحويل إلى XML- حطَّت مجموعة عمل HTML أنظارها إلى إنشاء "الجيل الجديد من HTML"، ففي أيار/مايو 2001، نشروا الإصدار الأول من XHTML 1.1، الذي أضاف بعض الميزات الصغيرة على XHTML 1.0، لكنه أزال الملحق C، فيجب -بدءًا من الإصدار 1.1- تخديم مستندات XHTML بنوع MIME الخاص بها application/xhtml+xml. كل شيء تعرفه عن XHTML خاطئ لماذا أنواع MIME مهمة جدًا؟ لماذا أذكرها بين الحين والآخر؟ لسبب واحد: draconian error handling (أي عدم التساهل في معالجة الأخطاء). فكانت المتصفحات "متسامحة" مع HTML، فلو أنشأت صفحة HTML ولكن نسيت وسم الإغلاق </head>، فستُظهِرها المتصفحات على أيّة حال (لأن هنالك وسومًا معيّنة تشير إلى نهاية قسم <head> وبداية <body>)، فيجب عليك أن تضع هيكلية معيّنة عند تداخل الوسوم (أي إغلاق الوسوم المفتوحة بنمط "last-in-first-out" أي أن آخر وسم مستعمل سيُغلق أولًا) لكن إن كتبتَ <b><i></b></i>، فستتعامل المتصفحات معها (بطريقةٍ ما) وستكمل عرض الصفحة دون إظهار رسالة خطأ. وكما قد تتوقع، أدت عدم كتابة شيفرات HTML بطريقة سليمة تمامًا إلى جعل المطورين يكتبون شيفرات غير سليمة. ففي بعض التقديرات، أكثر من 99% من صفحات HTML على الويب فيها خطأ واحد على الأقل، لكن لما كانت هذه الأخطاء لا تسبب عرض رسالة خطأ مرئية من المتصفحات، ولهذا لن يصلحها أحد. رأت W3C هذه المشكلة الأصولية في الويب، ثم همّوا لتصحيحها. لغة XML، المنشورة في 1997، تخلصت من العملاء المتساهلين وقالت بأن جميع البرامج التي تستعمل XML يجب أن تعامل الأخطاء المتعلقة "بطريقة الكتابة السليمة" على أنها أخطاء (Fetal Errors). اشتهر مفهوم توقف المعالجة عند أول خطأ بالاسم "draconian error handling" وذلك نسبةً إلى القائد الإغريقي Draco الذي شرَّع عقوبة الموت لأيّة تجاوزات (ولو صغيرة نسبيًا) لقوانينه. فعندما أعادت W3C صياغة HTML بمفردات XML، اعتبرت أنَّ جميع المستندات التي تُخدَّم بنوع MIME الجديد application/xhtml+xml ستخضع إلى سياسة draconian error handling، فلو كان هنالك خطأٌ ما في أسلوب صياغة صفحة XHTML -نسيان وسم الإغلاق </head> أو تداخل غير صحيح للوسوم على سبيل المثال- فلن يكون لمتصفح الويب خيارٌ إلا إيقاف معالجة الصفحة وإظهار رسالة خطأ إلى المستخدم النهائي. لم تكن هذه الفكرة شائعةً على نطاقٍ واسع، لأن النسبة المُقدَّرة للأخطاء في صفحات الويب هي 99%، هذا يعني أن رسائل الخطأ ستُعرَض على المستخدم طوال الوقت، ولقلة الميزات التي توفرها XHTML 1.0 و 1.1، فقرر مطورو الويب تجاهل application/xhtml+xml، لكن هذا لا يعني أنهم تجاهلوا XHTML بالكلية، لأن الملحق C من معيار XHTML 1.0 أعطى مطوري الويب ثغرةً يمكنهم استعمالها: "اكتب شيئًا يشبه بنية XHTML، لكن خدِّمه بنوع MIME القديم text/html"، وهذا ما فعله الآلاف من مطوري الويب، إذ «حدَّثوا» صفحاتهم إلى بنية XHTML لكن بقيت تلك الصفحات مُخدَّمة بنوع MIME القديم text/html. ولليوم، ما تزال تعلن ملايين الصفحات أنها XHTML، فيبدؤون بنوع المستند doctype الخاص بلغة XHTML في أول سطر، ويستعملون أحرفًا صغيرةً لأسماء الوسوم، ويستعملون علامات الاقتباس حول قيم الخاصيات، ويضيفون خطًا مائلًا بعد العناصر الفارغة مثل <br /> و <hr /> لكن قلّة قليلة من تلك الصفحات تُخدَّم بنوع MIME الجديد application/xhtml+xml، الذي سيُفعِّل عدم التساهل في الأخطاء الخاص بلغة XML. فأيّة صفحة تُخدَّم بنوع MIME القديم text/html -بغض النظر عن doctype أو بنية الوسوم- ستُفسَّر باستعمال مُفسِّر HTML المُتساهل، وسيتم تجاهل الأخطاء دون إظهار أيّة رسالة، ودون تحذير المستخدم (أو أي شخص آخر) حتى لو كانت الصفحة فيها أخطاء تقنية. فتحت XHTML 1.0 هذه النافذة، ولكن XHTML 1.1 أغلقتها، والنسخة التي لن تُصدَر XHTML 2.0 استمرت في منهج عدم التساهل في الأخطاء، وهذا هو السبب وراء ادعاء ملايين الصفحات على أنها XHTML 1.0 وأنَّ حفنة قليلة منهم هي XHTML 1.1 (أو XHTML 2.0)، فهل أنت تستعمل XHTML حقًا؟ تحقق من نوع MIME (في الواقع، إن لم تكن تعرف ما هو نوع MIME الذي تستعمله، فأنا أضمن لك أنك ما زلتَ تستعمل text/html)، فما لم تُخدِّم صفحاتك بنوع MIME الجديد application/xhtml+xml، فإن «XHTML» هي XML بالاسم فقط. رؤية تنافسية في حزيران/يونيو 2004، أقامت W3C ورشة عمل حول تطبيقات الويب والمستندات المجمّعة، حضر هذا الاجتماع ممثلون عن مصنعي ثلاثة متصفحات، وشركات تطوير الويب، وأعضاء آخرون من W3C، ومجموعة من الجهات المهتمة بما في ذلك منظمة Mozilla وشركة Opera Software، وأعطوا رؤيتهم لمستقبل الويب: تطوير معيار HTML 4 لتضمين ميزات جديدة تساعد مطوري تطبيقات الويب الحديثة. تمثِّل المبادئ السبعة الآتية ما نظن أنه أهم المتطلبات اللازمة لهذا العمل: التوافقية مع الإصدارات القديمة، ومسار واضح للهجرة يجب أن تكون تقنيات تطبيقات الويب مبنية على تقنيات مألوفة للمطورين، بما في ذلك HTML و CSS و DOM و JavaScript. يجب أن تُطبَّق الميزات الأساسية لتطبيقات الويب باستعمال السكربتات وصفحات الأنماط في IE6، لذا يكون هنالك مسارٌ واضحٌ للهجرة نصب عيني المطورين. أي حل لا يمكن أن يستعمل مع المتصفحات ذات الشعبية الكبيرة حاليًا دون حاجة إلى إضافات لن يكون ناجحًا. نظام معالجة أخطاء مُحدَّد بدقة يجب تفصيل كيفية معالجة الأخطاء إلى درجة لا تحتاج المتصفحات فيها إلى اختراع نظام معالجة أخطاء خاص بهم، أو أن يبنوا واحدًا مشتقًا من المتصفحات الأخرى. لا يجب عرض الأخطاء على المستخدمين يجب أن تُحدِّد المعايير السلوك اللازم اتباعه عند حدوث أي نوع من الأخطاء، ويجب أن يكون نظام معالجة الأخطاء متساهلًا (كما في CSS) بدلًا من أن يكون واضحًا للمستخدم وكارثيًا (كما في XML). الاستعمال العملي يجب أن تُبرَّر إضافة كل ميزة إلى معايير تطبيقات الويب بحالات الاستعمال العملي لها، لكن العكس ليس صحيحًا بالضرورة: ليست كل حالة استخدام تتطلب إنشاء ميزة جديدة. يُفضَّل أن تكون حالات الاستخدام ذات أساس في مواقع حقيقة استخدم فيها المطورون حلًا ليس مثاليًا للالتفاف على القصور في التقنية. سيبقى استخدام السكربتات قائمًا لكن يجب الابتعاد عنه إذا توفرت وسوم مناسبة. ويجب أن لا تتدخل السكربتات في طريقة العرض، وأن تكون مستقلة عن الجهاز المشغل لها. يجب تجنب التفريق بين الأجهزة يجب أن يتمكن المطورون من استخدام نفس الميزات الموجودة في نسخة سطح المكتب ونسخة الهواتف المحمولة لنفس المتصفح. عملية مفتوحة استفاد الويب من كونه مطوَّرًا في بيئة مفتوحة. وستصبح تطبيقات الويب أساسية في المستقبل، ويجب أن يكون تطويرها في بيئةٍ مفتوحةٍ أيضًا، ويجب إتاحة القوائم البريدية والأرشيفات ومسودات المعايير للجميع. سُئِلَ المشاركون في ورشة العمل في استطلاعٍ للرأي: «هل يجب على W3C تطوير إضافات لوظائف جاهزة في HTML و CSS، وإضافات لأساس DOM لكي تتحقق متطلبات تطوير تطبيقات الويب متوسطة التعقيد. أم عليها تطوير واجهة برمجية (API) كاملة على مستوى النظام (OS-level)؟ (هذا الاقتراح من Ian Hickson، من Opera Software)» كان التصويت 11 إلى 8 ضد هذا الاقتراح، وكتبت W3C في ملخص الورشة: وبعد هذا القرار، كان لدى الأشخاص الذين اقترحوا تطوير HTML ونماذج HTML خياران فقط: الاستسلام، أو إكمال عملهم خارج إطار W3C، وقرروا المضي قدمًا في الخيار الثاني، وسجلوا النطاق whatwg.org، وفي حزيران/يونيو 2004، وُلِدَت مجموعة عمل WHAT. مجموعة عمل WHAT ما هي مجموعة عمل WHAT؟ سأقتبس من كلامهم: الجملة الأساسية في الفقرة السابقة هي "دون التسبب بمشاكل تتعلق بالتوافقية"، ليست XHTML (دون الثغرة التي وفرها الملحق C) متوافقةً مع HTML، وتتطلب نوع MIME خاص بها، وXForms ليست متوافقة مع نماذج HTML لعدم القدرة على استعمالها إلا مع الصفحات المُخدَّمة بنوع MIME الخاص بصفحات XHTML، هذا يعني أن XForms تتطلب عدم التساهل في التعامل مع الأخطاء. فبدلًا من أن نرمي ما يقارب عقدًا من الزمن من العمل على HTML ونجعل 99% من صفحات الويب الموجودة حاليًا غير قابلة للاستخدام، قررت مجموعة عمل WHAT أن تنتهج منهجًا آخر: توثيق خوارزميات التعامل مع الأخطاء «المتسامحة» التي تستعملها المتصفحات. كانت وما زالت المتصفحات متساهلةً مع أخطاء HTML، لكن لم يُتعِب أحدٌ نفسه ويوثق آلية التساهل بالضبط. لدى متصفح NCSA Mosaic خوارزميات خاصة به للتعامل مع الأخطاء، وحاول Netscape أن يقلده، ثم حاول Internet Explorer تقليد Netscape، ثم حاول Opera و Firefox تقليد Internet Explorer، ثم حاول Safari تقليد Firefox، وهلّم جرًا حتى يومنا هذا. إذ ضيع المطورون آلاف الساعات محاولين جعل منتجاتهم متوافقة مع منتجات منافسيهم. استغرقت مجموعة عمل WHAT خمسة أعوامٍ من العمل للنجاح في توثيق كيفية تفسير HTML (ما عدا بعض الحالات الخاصة جدًا والغامضة) بطريقة متوافقة مع جميع المحتوى الموجود على الويب. فلا يوجد في الخوارزمية النهائية أيّة حالة يتوقف فيها مفسر HTML عن إكمال تفسير صفحة HTML ويعرض رسالة خطأ للمستخدم النهائي. وفي الفترة التي كانت تجرى فيها الهندسة العكسية، كانت تعمل مجموعة WHAT بصمت على أشياءٍ أخرى أيضًا، منها معيارٌ سُمي في بادئ الأمر "Web Forms 2.0" الذي أضاف بعض عناصر التحكم إلى نماذج HTML (ستتعلم المزيد عن نماذج HTML في درسٍ لاحق). ومسودة معيار أخرى باسم "Web Applications 1.0" التي حَوَت ميزات أخرى رئيسية مثل canvas والدعم المُضمَّن لتشغيل الصوت والفيديو دون إضافات. العودة إلى W3C لمدة تقارب السنتين ونصف، تجاهلت W3C ومجموعة عمل WHAT بعضهما البعض، على الرغم من أن مجموعة عمل WHAT كانت تركز على نماذج الويب وميزات HTML الجديدة، ومجموعة عمل W3C مشغولة بإصدار 2.0 من XHTML، لكن بحلول تشرين الأول/أكتوبر، كان جليًا أن مجموعة عمل WHAT قد أحدثت زخمًا كبيرًا، بينما كانت XHTML 2.0 تقبع على شكل مسودة لم يتم تطبيقها من أيّ متصفح رئيسي. في تشرين الأول/أكتوبر، أعلن Tim Berners-Lee -مؤسس W3C- أن W3C ستعمل مع مجموعة عمل WHAT لتطوير HTML. واحد من أول الأشياء التي قررت مجموعة عمل W3C الجديدة فعلها هي إعادة تسمية "Web Applications 1.0" إلى "HTML5"، ومن هنا بدأت رحلة هذا السلسلة. حاشية في تشرين الأول/أكتوبر 2009، أغلقت W3C مجموعة عمل XHTML 2 وأصدرت هذه الإفادة لشرح قرارها: مراجع إضافية The History of the Web، مسودة قديمة كتبها Ian Hickson HTML/History كتبها Michael Smith، و Henri Sivonen، وآخرون A Brief History of HTML لكاتبها Scott Reynen ترجمة -وبتصرّف- لفصل A Quite Biased History of HTML5 من كتاب Dive Into HTML5 لمؤلفه Mark Pilgrim. اقرأ أيضًا المقال التالي: اكتشاف دعم المتصفحات لميزات HTML5 المقال السابق: نظرة على تاريخ HTML - الجزء الأول النسخة الكاملة من كتاب نحو فهم أعمق لتقنيات HTML5 دليل: تعلم لغة HTML