البحث في الموقع
المحتوى عن 'information architecture'.
-
نعتقد جميعنا أننا نفهم هندسة المعلومات، ومع ذلك فإن هذا المجال مجال خاص نوعا ما والأشياء التي نظنّ أننا نعلمها قد لا تكون صحيحة. لم نعد نسمع عن مصطلح هندسة المعلومات كثيرًا في هذه الأوقات، هناك الكثير من الحديث عن فهم احتياجات المستخدمين وتقديم المحتوى المناسب لهم، ولكن القليل منه حول كيف يجد المستخدم هذا المحتوى. يعود هذا الأمر إلى أنّ هذا الموضوع مغطّى بشكل كامل، يوجد بعض الكتب الرائعة حول الموضوع، وعليه لا يشعر المدونون أنّ هناك المزيد لإضافته. المشكلة هي أنه عندما تتم تغطية الموضوع بشكل جيد، فإنه ينتقل إلى عالم المعرفة العامّة. إن مشكلة المعرفة العامّة أنّه يعلوها الغبار مع مرور الوقت، تظهر معلومات خاطئة وتكبر بعض الخرافات.هذا الأمر يتكرّر دائمًا، مثلما هو عليه الحال مع فكرة أن المُحتوى يجب أن يكون فوق خط الطّي الوهمي above the fold بحجة أن المُستخدمين لا ينزلون أسفل الصّفحة users don’t scroll. للأسف أصبحت هندسة المعلومات مشبعة بمثل هذه الخرافات، ولهذا أود أن آخذ القليل من الوقت لتبديد بعضٍ منها. أريد أن أبدأ مع الاعتقاد السّائد بأنه يُفترض ببنية المواقع أن تكون منطقيّة. يجب أن تكون بنية موقعك منطقيّةعندما أعمل على بنية موقع مُعيّن فعادة ما أدفع العميل وحتى زملائي إلى حافّة الجنون، حيث أنني لا أجعل بنية موقعي منطقية دائمًا. يوهم الناس أنفسهم بأن هندسة المعلومات تدور حول تنظيم المحتوى بطريقة منطقيّة. ولكنّ الأمر ليس كذلك. المشكلة هي أنّ الناس ليسوا منطقيين، نحن ندعيّ ذلك ولكننا نقوم باتخاذ القرارات بناءً على النزعات الثقافيّة، التنشئة، الأفكار المبلورة سابقًا وغيرها من العوامل. خذ على سبيل المثال سوق الخضر. عندما تقوم بزيارته أين تبحث عن الطماطم؟ تبحث عليها في قسم الخضروات أليس كذلك؟ ولكن لماذا لا تضع الأسواق الطماطم في قسم الفاكهة، فهي فاكهة ولا يُمكن تصنيفها مع الخضروات، حيث أن هذا هو التصّرف المنطقي إلا أنهم لا يقومون بذلك لأن الناس تتوقع رؤية الطماطم مع الخضروات وذلك بسبب أفكارهم المبلورة سابقًا. يجب علينا أن نتخلى عن فكرة أن تكون بنية مواقعنا منطقية بالنسبة لعقولنا، وعوضًا عن ذلك يجب أن تتناسب مع النموذج العقليّ لمستخدمينا سواء كان هذا الأمر منطقيًّا أم لا. يجب على المستخدم أن يكون قادرا إلى الوصول إلى المحتوى بثلاث نقراتفيما يخص المنطق دائمًا، هناك خرافة أخرى قد تبدو منطقيّة وتنصّ على أنه يجب على المستخدم أن يصل إلى المحتوى بـ 3 نقرات كأقصى حدّ، قد يبدو هذا الأمر منطقيّا إلا أنه لسوء الحظ ليس كذلك. بدأت هذه الخرافة من الأيام الأولى للويب عندما كان المستخدمون يستخدمون صلات dial-up. جعلت السرعات البطيئة المستخدمين يشعرون بالإحباط أثناء التصفّح بين العديد من الصفحات، وفسّر هذا الأمر بشكل مغلوط على أنّه مرتبط بعدد النقرات. في الواقع لا يوجد هناك أي دليل لدعم هذه الفرضية بل أن هناك من يقترح بأن عدد النقرات لا يهم. ما يهم عوضًا عن ذلك هو الشعور بالتقدّم إلى الهدف المطلوب. فإن شعر المستخدمون بأنهم يتقدمون، سيكونون سعيدين بالتقدّم بشكلٍ جيد بعيدًا عن النقرات الثلاث السحريّة. يجب أن يكون لديك فقط 7 خيارات (زائد أو ناقص 2)إحدى خرافات الأرقام السحرية الأخرى هي فكرة أنه لا يجب أن يكون لديك أكثر من 7 خيارات (زائد أو ناقص 2) أثناء التصفّح. يعود أصل هذا الاعتقاد إلى بحث في علم نفس أعدّه جورج ميلر. يُعلّل جورج ميلر ذلك بأن الأشخاص لا يستطيعون استيعاب أكثر من 7 خيارات (زائد أو ناقص 2) في ذاكرتهم قصيرة الأمد. إلا أنّ هذا الفرضية خاطئة لسببين: أولًا، هناك بحثُ آخر يقول أننا نجد صعوبات لكي نبقي أكثر من 4 أشياء في ذاكرتنا قصيرة الأمد، ولهذا فإن بطاقات الدّفع الإلكتروني تقوم بجمع الأرقام في مجموعات من أربعة أرقام. ثانيًا، إن صفحة الويب لا تطلب من المستخدم أن يقوم بحفظ الخيارات في الذاكرة قصيرة الأمد وذلك لأن المعلومات تظهر أمامه بشكل بصريّ.تكمن المشكلة في أن الأشخاص يحبون مثل هذه القواعد. قواعد يمكنك متابعتها والتي تجنبك القيام بأمور قد لا ترغب فيها مثل اختبار قابلية الاستخدام. ولكن في الحقيقة هذه هي الطريقة الوحيدة للتأكد مما يصلح من غيره. وبحكم أننا نتحدّث عن الأشياء التي يرغب النّاس في تجنّبها، لنُعرّج على ترتيب الأولويات. من المستحيل تجنب تحديد الأولوياتيُدهشني عدد المنظمات التي تكره تحديد الأولويات. سواء تعلّق الأمر بتحديد الأولويات للأهداف التجارية أو الجمهور. وذلك لأن تحديد الأولويات هو أمر مثير للخلاف. وهذا يعني القول إن قسما ما أكثر أهمية من قسم آخر أو مجموعة واحدة من المستخدمين لديها قيمة أكثر من غيرها. يمكن أن يكون هذا الأمر مشكلة في بعض المنظمات والتي يتراجع أداؤها بسبب غياب تحديد الأوليات. والنتيجة هي موقع على شبكة الإنترنت يحاول إرضاء الجميع وينتهي به المطاف بعدم إرضاء أيّ أحد. فتجدهم يُرتّبون عناصر التّصفّح أبجديا لتجنّب الإساءة لطرف أو لآخر، كما أن عناصر الصّفحة الرّئيسية تظهر بنفس الشّكل لتجنب مشكلة تفضيل عنصر على حساب آخر. ما لا تدركه هذه المنظمات أن تجنب تحديد الأولويات هو أمر مستحيل. فحتى ولو تم ترتيب العناصر أبجديّا، فإن العناصر التي تظهر في أعلى القائمة ستكون مُفضّلة على غيرها. بإمكانك عرض جميع عناصر الصّفحة بنفس الشّكل، لكن سيبدأ المستخدمون بتصفّح الموقع من الزاوية العلوية اليسرى. حاول أن تقوم بذلك، لكنه لا يُمكنك تجنب تحديد الأوليات وبالتالي فمن باب أولى أن تُعطي الأولية لما هو أكثر أهمّيّة. لا يهم إن لم يفهم المستخدم مصطلحا ما، ما لم يكن موجها إليهإحدى الجامعات التي كان لي شرف العمل مثال واضح عن هذا المُشكل، كان لدينا بعض التحفظات حول إذا ما كان مصطلح Alumni مناسبا لوضعه في قائمة التّصفّح الرّئيسية حيث توقّعنا أن بعض الزّوار لن يتمكّنوا من فهمه. في بداية الأمر عارضت الجامعة فكرة تغيير المصطلح، بحجة أن الناس الذين لا يقدرون على فهم مصطلح Alumni هم غير مناسبون لمؤسستهم، لكنهم قاموا بتغيير رأيهم عندما أشرنا لهم أن الطّلبة الذين لا تكون الإنجليزية لغتهم الأم لن يفهموا المُصطلح، حيث أن نسبة ليست صغيرة من مداخيل الجامعة مصدرها الطّلبة الأجانب. ثم ما لبثوا أن وقعوا في فخ المُغالطة التي يقع فيها الكثيرون: "سيتجاهل الزوّار المُصطلح إذا لم يفهموه وسيعتقدون بأنّه غير مُوجّه لهم". ولسوء الحظ هذا ليس صحيحا، فإن واجهت الزّائر مجموعة من الخيارات ولم تكن أيها هي الخطوة القادمة (الصفحة القادمة) التي يجب أن يذهب إليها فإنه من المُحتمل جدًا أن يذهب إلى قسم ما حتّى وإن لم يفهم ما يعنيه له ظانا بأنه سيحتوي على الإجابة التي يبحث عنها. والمزيد من الخرافاتخلاصة القول: القليل من المعرفة خطير ومُضرّ والأمر صحيح حتّى في مجال هندسة المعلومات ونفس الأمر مع تجربة المُستخدم. يجب أن نحذر أي النّظريات والقواعد يجب أن نُصدّق ونتّبع، حيث أنه يجب علينا أن نبحث ونحقّق من الأمر بأنفسنا ونُبث صحّته أو خطأه عبر التّجربة. ترجمة -وبتصرّف- للمقال What you know about information architecture, might not be true لصاحبه Paul Boag. حقوق الصورة البارزة: Infographic vector designed by Freepik.
-
- 1
-
- information architecture
- هندسة المعلومات
- (و 3 أكثر)