البحث في الموقع
المحتوى عن 'ثقة بالنفس'.
-
الخوف. عدم الثقة بالنفس. القلق. ماذا لو ارتكبت خطأ فادحًا؟ في الواقع، اختبرنا جميعًا مثل هذه المشاعر. لا أعرف شخصًا واحدًا انتقل لحياة العمل الحرّ دون قلق. لا يوجد شخصٌ واحدٌ دخل أسلوب الحياة الجديد هذا دون بعض الأفكار السلبية المزعجة. لكنني أعرف بعض الأشخاص ممن سمحوا للخوف والقلق أن يعترضا مسيرتهم. متمسكين بحجة "ماذا لو ارتكبت خطًأ فادحًا؟" في حين يستمرون في ممارسة العمل الذي يجعلهم بائسين، يومًا بعد يوم، وأسبوعًا تلو الآخر. ما يحتاجه هؤلاء هو خطة للتعامل مع قلقهم، والتي ستُشعرهم بدورها أنهم أكثر استعدادًا لتقلبات حياة العمل الحرّ. وهذا بالضبط ما ستحدثنا عنه كارولين بيترسون، ضيفتنا لهذا الأسبوع. شكرًا لمشاركتنا أفكارك، كارولين! عالم الفوضى المنظّمة هل قررت أن تبدأ عملك الخاص أو تقفز إلى عالم العمل المستقل؟ أهلًا بك في نادي الفوضى المنضبطة! في مطلع العام، تركت عملي في الشركة ككاتبة تسويقية خبيرة سعيًا خلف إطلاق شركتي لصناعة المحتوى. لم يكن قرارًا مفاجئًا، إذ كنت أخطط له لفترة طويلة قبل أن أسلّم استقالتي. منذ ذلك الحين، وجدت نفسي أختبر أعنف منحنى تعلم كان من دواعي سروري أن خضته. كان شعاري الدائم «استشعر الخوف وواجه بأي حال» حيث أجد نفسي مضطرةً لمقاومة قلة ثقتي بنفسي (وذاك الشعور المزعج المتمثل في ضرورة إنجاز شيء آخر على قائمة مهامي التي لا تنتهي أبدًا). ومذ بدأت عملي الخاص، كانت هناك بعض النصائح الواقعية التي ساعدتني. والتي ستساعدك فيما إذا كنت تعاني تدهورًا في ثقتك بنفسك كمستقل. 1. ضع خطة قبل الانطلاق حتى إذا كنت تعمل كمستقل إلى جانب عملك اليومي الحالي، فمن الضروري إعداد جدول زمني يوفق بين البحث عن عملاء والعمل على المشاريع. بالنسبة ليّ، التقيت بعميلين وتعاونت معهما في مجال الكتابة التسويقية قبل الدوام وبعده، وكذلك في عطلات نهاية الأسبوع. وهو ما منحني فكرة جيدة عن حجم العمل الذي يمكنني إنجازه إن انتقلت للعمل كمستقلة بدوام كامل. والأهم من ذلك، خططت لمقدار الوقت والمال الذين سأحتاجهما لتدشين مشروعي الخاص. كان لهذه المرحلة الانتقالية دورها الكبير في انقاذي من التشتت عندما أطلقت شركتي. من المؤكد أنك تستطيع أن تُنهي عملك لدى الشركة التي تدفع لك جيدًا وتنطلق فورًا، لكن بالنسبة لمُخططة من الطراز الممتاز مثلي، كان من الجيد امتلاكي لمدخرات تكفيني أثناء تكيّفي مع الدخل غير المنتظم للعمل المستقل. 2.إعداد الأهداف كتذكيرات لا يختلف اثنان على أن بعض أيام العمل الحر ستكون صعبة (بل ربما أسابيع!). وفي تلك الأيام، أفضّل أن ألتقط ورقة صغيرة تتضمن الأسباب التي دفعتني لبدء عملي الخاص. يمكن لأمرٍ بسيطٍ مثل "العمل وفق جدولي الخاص" أن يمنحني الحافز الذي أحتاجه لمواصلة التقدم في أيام الركود. فضلًا عن ذلك، تستطيع إعداد أهداف شهرية لإبقائك على الطريق الصحيح. بالنسبة لي، كانت الأشهر القليلة الأولى من إنشاء شركتي تعني القيام بالكثير من المهام الروتينية، مثل البحث عن برنامج محاسبة، وإعداد نماذج للعقود، وإيجاد برنامج لإدارة المشاريع لاستخدامه (بالمناسبة، أحب شركة Asana)، ربما كانت أهدافًا مملة، ومع هذا تبقى أهدافًا. تذكّر أنّ جزءًا كبيرًا من ساعات عملك، إن لم يكن النصف، سيُكرّس للمهام الإدارية البسيطة والمملة. ولا بأس بذلك! ربما كانت لدي تلك الأوهام العظيمة أنني سأقضي اليوم في الكتابة من على الشاطئ، بدلاً من الكدح خلف طريقة إرسال الفاتورة لعميلي والبرامج التي عليّ استخدامها لهذا الغرض. كلمة السرّ هنا هي التحليّ بالواقعية مع أهدافك. 3. ضع جدولًا زمنيًا يناسبك في البداية، أخبرت الجميع أنني سألتزم بساعات العمل العادية للشركة: من 9 إلى 6. لكن سرعان ما أدركت أن بدء شركة جديدة، مع عدد قليل من العملاء، يعني أنه لن يكن لدي الكثير من العمل لأقوم به في البداية و سينتهي بيّ الأمر مقيدًا إلى مكتبي طوال اليوم دون داعٍ. كان هذا محبطًا جدًا! الآن، أخصص بداية اليوم لجذب عملاء جدد والرد على رسائل البريد الإلكتروني للعملاء الحاليين أو المحتملين. بعد ذلك، اقضي بقية اليوم في العمل على مشاريع العملاء الحاليين أو تحديث موقعي الإلكتروني. خصصت أيضًا أيامًا وأوقاتًا محددة -خلال فترة ما بعد الظهيرة- لتجميع الصور وتعديلها وجدولة منشوراتي لشبكات التواصل الاجتماعي والإجابة على التعليقات في أي موقع ويب أو شبكة تواصل اجتماعي، إضافةً لأخذي دروسًا احترفية في كتابة النصوص التسويقية. مجرد وجود هذا الجدول الزمني المنتظم، يمنحني فكرة جيدة عن مقدار الوقت الذي أقضيه في مهام معينة، وهو ما يساعدني على إعداد الجداول الزمنية الصحيحة لأسابيع قادمة، وعلى تجنب الإرهاق. في البداية قد تشعر بالإحباط عندما تستغرق بعض المهام وقتًا طويلاً لإكمالها. اعتدت لوم نفسي على المدة التي يستغرقها إرسال عرض إلى أحد العملاء، ولكنني الآن استخدم ذاك العرض كنموذج لعروض العمل القادمة. امنح نفسك قليلًا من التقدير وكُن متسامحًا معها. فلن تتقن عملًا جديدًا منذ البداية. 4. الانضمام إلى شبكة مستقلين يمكن أن يكون العمل الحر أو إطلاق شركتك الخاصة دافعًا للعزلة بشكل مذهل، لذا من الضروري أن تجد أشخاصًا يتمتعون بنفس التفكير. كان الفيسبوك بطلي في هذه الحالة! انضممت إلى مجموعة لمؤلفي الإعلانات، ولم يكن الأمر مهمًا فحسب، بل مضحكًا حين كنا نرى كيفية تعاملنا مع المواقف المزعجة المتشابهة وطلبات العملاء الطريفة. من المهم أن تلجأ لأشخاص يشاركونك طريقة التفكير ذاتها عندما لا يستطيع أي شخص آخر حولك الإجابة عن أسئلتك. هؤلاء "الزملاء" هم مورد لا يقدر بثمن، وكلما سارعت إلى الانخراط معهم، كانت الفائدة أكبر. في الحياة الواقعية، هناك الكثير من المنظمات المحلية للشركات الصغيرة أو المستقلين التي يمكنك الانضمام إليها. العديد منها لا يتقاضى رسوم عضوية، لكنهم يجتمعون مرة كل شهر في المقاهي لاستكشاف أشياء جديدة في مجال العمل. عادةً ما تكون غير رسمية إلى حد ما وغالبًا ما يرحبون بالوافدين الجدد، لأن الجميع كان كذلك يومًا ما! إذا كان هناك نصيحة واحدة فقط لتأخذها من هذه القائمة، فهي العثور على شبكتك الخاصة إما عبر الإنترنت أو على أرض الواقع لتعلم أنك لست وحيدًا، وأنه شعورك بالإرهاق والإحباط هو دليل على أن شركتك ستنجح، لأن الجميع شعر بهذا في وقتٍ ما! 5. طوّر نظام دعم بقدر أهمية تكوين شبكتك الخاصة، يأتي معها نظام دعمك الشخصي، سواءً كان ذلك من عائلة أو أصدقاء أو زملاء سابقين. إن تمعّنت في الأمر، ستجد أن نظام دعمك الشخصي يعرفك حقًا، لذا عندما تبحث عن القليل من الدعم المعنوي، من المفيد التواصل معهم. حتى إذا كان الأمر يتعلق فقط ببعض التشجيع أو لتذكيرك بأنك قمت بذاك الشيء الطريف، مثل ارتداء قميص فرقة Spice Girls في الثانوية، يمكنك الاعتماد دومًا على الأشخاص الذين يعرفونك لرسم الابتسامة على وجهك. وهو أمر في غاية الأهمية خلال فترة التقلبات. لقد وجدت أنه عندما تحدثت عن نضالي أو عن معاناتي -كمستقلة- من قلة الثقة بالنفس المستمرة. اعترف الكثير من أصدقائي أو أفراد أسرتي بأنهم واجهوا معاناة مماثلة في حياتهم المهنية. كنت ألتقي زملائي القدامى -بين حينٍ وآخر- لتناول الغداء. كان من المفيد التماشي مع ما يجري في عالم وكالات الإعلان، وكذلك تحديث دليل هاتفي (هل لا زال هناك من يستخدمه؟) حتى أعرف من عليّ الاتصال به إذا كنت بحاجة إلى مخرج فني أو مصور لمشروعٍ معين. يكمن السر في الاعتماد على الأشخاص الذين تحترمهم في نظام دعمك الشخصي. تواصل معهم واسألهم بشكلٍ مباشر: "ما الذي أُجيده برأيكم؟"، غالبًا ما ستُفاجئ بسماع بعض إجاباتهم وستندهش أيضًا لما يعتقده الآخرون عنك فيما يتعلق بقدراتك العملية. 6. ضع في حسابك أنه مجال متقلب بدء شيء ما خارج منطقة راحتك، سواء كان ذلك الانتقال للعمل المستقل أو بدء شركتك، سيكون مليئًا بالتقلبات. كنت واثقةً عندما بدأت نشاطي التجاري أنه سيكون ناجحًا، ورغم أن هذا لا يزال صحيحًا حتى اليوم، إلا أن هناك أوقات شعرت فيها بالضيق لأن البداية كانت أبطأ مما توقعت. المهم أن تستعد، وتعلم أنها ستكون رحلة ممتعة ومجنونة، ثم تنطلق! ما أن أحظى بعميل حتى أجده متمسكًا بيّ لأنه أحبّ العمل معي، إنما المشكلة هي العثور على المزيد من هؤلاء العملاء خلال فترات الركود. ربما يكون هذا البحث هو الجزء الأكثر إحباطًا. لذا، من الضروري أن تتحلى بالثقة، وتُخرج قائمة الأسباب التي دفعتك لبدء شركتك أو العمل كمتسقل، والاعتماد على شبكتك ونظام دعمك الشخصي. التزامك بأن تحفز نفسك بنفسك وتذكّرها بسبب قيامك بهذا لهو أمر صعب! لكن من المهم أن تصبح «بطلك الخاص» وأن تحيط نفسك بأشخاص يفعلون الأمر ذاته. هل لديك أي نصائح أو حيل ساعدتك على التغلب على عدم ثقتك بنفسك كمستقل؟ سنكون سعداء بمشاركتك إليها في التعليقات. ترجمة -وبتصرف- للمقال Starting Your Own Business: 6 Steps to Conquer Freelancer Self-Doubt لصاحبته Caroline Peterson