البحث في الموقع
المحتوى عن 'إنفوجرفيك'.
-
تحدثنا في المقالات السابقة من هذه السلسلة عن مفهوم الإنفوجرافيك عمومًا موضحين أهميته وأنواعه، بعدها انتقلنا للحديث عن أهم البرامج والأدوات المستخدمة في إنشاء الإنفوجرافيك وقدمنا لكم مجموعة متنوعة من الخيارات في هذا المجال. ثم تناولنا هيكلية الإنفوجرافيك وأهم الأشياء التي ينبغي تضمينها لأي إنفوجرافيك وكيفية التعامل مع الأبعاد والألوان، بعدها تطرقنا إلى مراحل إنشاء الإنفوجرافيك. وحاولنا خلال هذه السلسلة تقديم معلومات كافية تساعد المختصين في مجال التسويق أو رواد الأعمال وأصحاب المواقع والمستقلين، على التعاطي مع الإنفوجرافيك بصورة صحيحة وأكثر فاعلية، بالإضافة إلى تقديم فكرة متكاملة حول الموضوع. وفي هذا الجزء "الأخير" من السلسلة سنستعرض معكم بعض النصائح والإرشادات الهامة والنهائية لإنشاء إنفوجرافيك فعال ويحقق الفائدة المرجوة منه، وستكون هذه النصائح في جميع النقاط التي قمنا بتغطيتها في المقالات السابقة. فدعونا نبدأ. البساطةسأبدأ بهذه النصيحة لأنها تشمل كل الأجزاء المتعلقة بالإنفوجرافيك، من اختيار الموضوع وجمع المحتوى والبيانات إلى التصميم والنواحي الفنية. في أي خطوة تتخذها عند إنشاء الإنفوجرافيك تذكر هذه الكلمة "البساطة"، فالمستخدمين يرغبون بقراءة الإنفوجرافيك ظنًا منهم أنه يُقدم طريقة أبسط في شرح الموضوع، وبالتالي حين تغيب هذه الميزة عن الإنفوجرافيك لن تحقق أي فائدة تُذكر. صدقني لن تستفيد أي شيء. مثلاً وضوح النص، عدم حشو كمية كبيرة من البيانات في مساحة صغيرة، تجنب إضافة نصوص لا فائدة منها، الترتيب المنطقي والخالي من الفوضى، استخدام الألوان بطريقة صحيحة، استخدام أبعاد مناسبة، تجنب البهرجة الفنية، كل هذه الأشياء تعكس بساطة الإنفوجرافيك. لذا عند إضافتك لأي شكل أو صورة أو بيانات إلى داخل الإنفوجرافيك حاول أن تسأل نفسك، هل هذه الإضافة ستعمل على تشويش الإنفوجرافيك وجعله أكثر تعقيدًا، أم ستساهم في تبسيطه؟ المعلومات والبياناتالنصيحة الوحيدة التي يمكنني أن أخبرك بها عند الحديث عن البيانات والمعلومات المدرجة في الإنفوجرافيك هي أن تكون هذه المعلومات مقنعة، وافية، موثوقة ومثيرة للجدل. ربما جميعكم يتفق معي على البنود الثلاث الأولى، لكن لماذا مثيرة للجدل؟ حسنًا، لا شك أن الكثير منا يعلم بأن المحتوى التقليدي مثل "المقالات أو مقاطع الفيديو" الذي يتناول مواضيع مثيرة للجدل هو الأكثر انتشارًا عبر الشبكات الاجتماعية، وبالتالي فإن تناول هذه المواضيع عبر الإنفوجرافيك سيضمن لك تحقيق نسب مشاركة أقوى عبر الإنترنت، وستخلق فرصة أكبر للنقاش والردود بين المستخدمين. دعوني أضرب لكم هذا المثال البسيط لتوضيح الفكرة: نفترض أنني أعمل في تغطية ما يتعلق بالرياضة العالمية بإحدى المدونات أو المواقع أو عبر صفحة تواصل اجتماعي، وأرغب باختيار موضوع لإنفوجرافيك يحقق شروط المعلومات الأربعة التي ذكرتها، بكل بساطة سأقوم بعقد مقارنة بين لاعبين في أندية متنافسة، مثلاً ميسي ضد رونالدو، أو بين أندية متنافسة مثل تشيلسي ضد أرسنال، وبالتالي سأقوم بجمع معلومات موثوقة ورسمية لإدراجها في الإنفوجرافيك وبنفس الوقت سأقوم بعقد المقارنة لمعلومات مقنعة مثل متوسط عدد الأهداف في كل مباراة، الألقاب التي حصل عليها كل لاعب وهكذا، لا أن أذهب لعقد مقارنة في أمور فرعية قد لا تعكس مهارة اللاعب مثل قيمة الصفقة الخاصة بكل منهما، وهكذا ينطبق الأمر على بقية المواضيع. بمعنى، ابحث عن مسألة مثيرة للجدل ضمن تخصصك، ثم دعمها بمعلومات موثوقة ومقنعة ووافية، بعدها سيتكفل المستخدمين بنشر الإنفوجرافيك بالنيابة عنك، ولا بأس لو تلقيت بعض الانتقادات من قبل المتعصبين، فهذا سيدل على نجاحك في تنفيذ الفكرة بالصورة المطلوبة. تحديد الغرض والجمهورلا تبدأ بإنشاء الإنفوجرافيكس لأن الجميع يفعل ذلك، فليس لذلك أي أهمية. ولا يعني اختيار الموضوع المناسب وطرحه بواسطة الإنفوجرافيك، أنك تسير في الاتجاه الصحيح. ما تحتاجه قبل إنشاء أي إنفوجرافيك هو أن تأخذ دائمًا خطوة إلى الوراء، وهي تحديد الغرض والهدف من الإنفوجرافيك والرسالة التي ترغب بإيصالها عند اختيارك للموضوع. فالأفكار والمواضيع التي يُمكن أن تتناولها لا نهائية ومتجددة باستمرار، لذلك لن تجد مشكلة إطلاقاً عند إيجاد فكرة مناسبة، الأهم أن تحدد الهدف من وراء هذه الفكرة. من المهم أيضاً أن تحدد الجمهور المستهدف بصورة جيدة، وربط الأهداف الخاصة بالإنفوجرافيك مع الاتجاهات الخاصة بالجمهور، اسأل نفسك قبل تحديد الهدف من الإنفوجرافيك: ما الذي أريده من المستخدم بعد انتهائه من قراءة الإنفوجرافيك؟ ما الشيء الذي أرغب بأن يفكروا به؟ ما هي المعلومة التي أرغب بوصولها لجميع القراء وبصورة واضحة؟ حاول أن تطرح الأسئلة على الدوام. لا تنشر إنفوجرافيك لجمهور غير مهتم بالموضوع ولا تعنيه المعلومات الواردة بداخله، وفي عالم الإنترنت عليك أن تفترض دائمًا انشغال المستخدم، فهو يريد أن يتخطى ما تطرحه لأشياء أخرى وبسرعة، وبالتالي فإن تحديد الأهداف الخاصة بالإنفوجرافيك تساعدك على إنشائه بصورة تضمن جذب اهتمام القارئ المستهدف. تمثيل المحتوى بصورة مفهومةتعتبر مرحلة تمثيل المحتوى على هيئة إنفوجرافيك من أصعب المراحل بالنسبة للكثير من المستخدمين، فهي تحتاج إلى اختيار دقيق لشكل التصميم العام، ومن الملاحظ أن الكثير من الإنفوجرافيكس تحاول التركيز على الناحية الفنية أكثر من تمثيل المحتوى بصورة مفهومة، وبالتالي قد يخلق المستخدم لنفسه العديد من الصعوبات عند التعامل مع التصميم سواءً كان التصميم عبر متخصص في هذا المجال أو من خلال المستخدم نفسه وذلك عبر الأدوات التي سبق وذكرنها في الجزء الثاني. وفي الحقيقة فلا يجب أن تشغل نفسك بمسألة التصميم بصورة زائدة عن الحد، ما عليك فعله هو التفكير في كيفية إيصال المحتوى بصورة مفهومة وسلسلة للقارئ، وأشرنا أكثر من مرة إلى أن الوظيفة الأساسية للإنفوجرافيك هي جعل المعلومات بسيطة ومفهومة، وبالتالي ما حاجتي بإنفوجرافيك مبهر ورائع من الناحية البصرية لكنني لم أفهم كلمة واحدة بداخله؟ وظيفة المصمم لا تقتصر على جعل الإنفوجرافيك يظهر بصورة جميلة ومذهلة من الناحية الفنية، ما يجب التفكير به عند التصميم وتمثيل المحتوى هو جعل البيانات سهلة للفهم بأقصى درجة ممكنة. ولا شك أن استخدام الألوان والأشكال المناسبة والصور يلعب دورًا هامًا عند تصميم الإنفوجرافيك، لكن الأهم من ذلك هو خلق توازن منطقي بين الناحية الفنية وعملية استيعاب المحتوى بصورة سلسلة. تقسيم الإنفوجرافيكوأعني بذلك ضرورة وجود مقدمة، ووسط، ونهاية للإنفوجرافيك. هذه الطريقة تساعد على ظهور الإنفوجرافيك بصورة أكثر احترافية، وتدفع المستخدم لقراءة كل المعلومات الواردة به حتى نهايتها. فمثلاً، ليس من المنطقي أن تبدأ إنفوجرافيك حول أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري بدون طرح مقدمة صغيرة عن الظاهرة، تخيل أنك استبدلت المقدمة بهذه العبارة "أكسيد النيتروز أصبح أعلى بحوالي 18% من مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية" أو استبدلتها بمخطط يوضح ارتفاع نسبة الغازات عبر السنوات الماضية، على الأرجح حينها أنني سأغلق الصفحة وأذهب لتناول عصير بارد للتخفيف من حدة الصدمة. لا تعتمد على رأيك فقط عند انتهائك من إنشاء الإنفوجرافيك لا تتعجل بنشره مباشرة، بل حاول أن تستشير بعض من لديهم معرفة داخل هذا المجال، أو يُمكنك معرفة رأي أصدقائك كمستخدمين عاديين، والأشياء التي لم تعجبهم به. وتذكر دائمًا، أن هناك خيط رفيع بين "معلومات كافية" و"معلومات زائدة عن الحد"، فقد ترى أن محتوى الإنفوجرافيك يتضمن معلومات مناسبة، بينما يرى غيرك أن المعلومات كثيرة ومرهقة، لذا حاول أن تتلقى بعض ردود الأفعال حول الإنفوجرافيك قبل نشره، وهل هناك أشياء مشتركة في هذه الردود، بعدها عليك إعادة تقييم الإنفوجرافيك وفقاً لهذه الملاحظات. التسويق باحترافيةأشرنا في مقال سابق من هذه السلسلة على ضرورة الإشارة لعلامتك التجارية في الإنفوجرافيك وإضافة روابط مهمة قد تفيد المستخدم في نهاية الإنفوجرافيك، لكن هذا لا يعني أن تقوم باستخدام علامتك التجارية بصورة صارخة، والإفراط في التسويق لها من خلال الإنفوجرافيك، وتذكر أنك تقوم بتقديم محتوى مفيد لجمهورك، لا إغراقهم بأشياء ليست مرتبطة بالموضوع، فمثلاً هناك من يضع علامة مائية خاصة بموقعه خلف الإنفوجرافيك وبصورة مؤثرة على البيانات الواردة بداخلة، ويدافع عن ذلك بأن لصوص المحتوى يقومون بسرقة الإنفوجرافيك، وبالتالي فهو يضطر لفعل ذلك. حسنًا، يسعدني أن أقول لك، تبًا لك وتبًا لأولئك اللصوص، لأن لا أحد سيتابع ما تقدمه عبر هذه الإنفوجرافيكس المشوهة واللعينة. وعلى العكس تمامًا، يقدر المستخدمون الترويج لعلامتك التجارية بصورة أنيقة وبسيطة، ويدفعهم ذلك لمشاركة الإنفوجرافيك مع أصدقائهم عبر الشبكات الاجتماعية، طالما أن المحتوى المطروح مميز ومفيد، لذلك لا تُفكر كثيرًا في كيفية إظهار علامتك التجارية بواسطة الإنفوجرافيك، فكر في محتوى عالي الجودة، وبعدها سيشير الجميع إلى علامتك التجارية. أخيرًا، من الضروري أن تعلم بأن استخدام الإنفوجرافيك لا يعني حل أي مشكلة من المشاكل التي تواجهك أثناء عملية التسويق، وعلى الرغم من أن الإنفوجرافيك يحظى بشعبية واسعة ويجذب الكثير من الجمهور إلا أن استخدامه بصورة مكثفة، وازدياد أعداد الإنفوجرافيكس المنشورة يومياً قد يؤدي إلى تراجع اهتمام المستخدمين بهذه النوعية من المحتوى مع مرور الوقت، وبالتالي يجب عليك دائمًا كمسوق إيجاد وسائل وطرق بديلة عند حدوث شيء كهذا، ومن الطبيعي أن يحدث. وبالطبع لا أقصد أنه في مرحلة من المراحل يجب علينا عدم استخدام الإنفوجرافيك، بل ما أقصده هو استخدام الإنفوجرافيك باعتدال وبدون مبالغة، وبشكل يتوافق مع استراتيجية التسويق التي تتبعها. حقوق الصورة البارزة: Designed by Freepik.