البحث في الموقع
المحتوى عن 'شحن المنتج'.
-
يصبح البرنامج ذو قيمة فقط عند شحنه إلى المستخدم، قبل ذلك يكون عبارة عن مجرد مزيج من العمل الشاق والتكلفة والافتراضات. الشحن يفتح دائرة آراء العملاء لتؤيد صحة افتراضاتك أو تتحداها، فهو يتيح أمورًا جديدة لعملائك، بينما يسمح لك بالانتقال إلى الخطوة التالية. يعيد الشحن الحياة إلى فريقك ومنتجك وعملائك، لذا فهو نبض قلب شركتك. سيحاول الشحن أن يقتلك! التهافت على إنجاز الخاصية الأخيرة، الليال الطوال الشاقة، التنازلات، الشعور بالانهيار عند وجود خلل في شيء مهم، الفحص المتواصل والعذاب، كل هذه المعاناة لتصل إلى مرحلة الشحن، ولكن لو كان الأمر بهذه السهولة لاستطاع كل إنسان فعل ذلك. الشحن يظهر العيوب التي تشعرنا بالغضب والتردد والتي تحمل في طياتها مخاطرًا أكبر، أعني مزيد من التوتر والاستياء في المستقبل. تكلفة الشحن هي صفر تقريبًا منذ وقت ليس بالبعيد، كان شحن برنامج ما يتطلب وجود وسائل شحن كالسفن وربما اسطوانات أو كتيبات مطبوعة؛ لم يكن إصلاح الأعطال أوتوماتيكيًا عن طريق الإنترنت كما هو الحال اليوم، كان كل شيء بطيء وأكثر تحكمًا، كما كانت تكلفة الشحن هائلة، وكانت عواقب وجود خطأ ما وخيمة، أمّا الآن أصبحت تكلفة توزيع برنامج تقارب الصفر، ومعظم الناس يستطيع التوزيع في ثوان أو دقائق معدودة بضغطة زر واحدة أو أمر واحد، وبقليل من التفكير يمكنك القيام به دون حتى ملاحظة عميلك، ومن خلال خواص المراقبة الآلية، يمكنك اكتشاف وجود أي خطأ في الحال. رغم أن تكلفة توزيع البرنامج أصبحت تساوي صفر تقريبًا، يتشبث العديد من الناس بعادات الشحن القديمة. إيقاع الشحن يعبر عن شركتك الإيقاع المبكر يؤدي إلى اتباع نهج منظم في التصميم - البناء- دائرة الاختبارات، فيستغرق البناء أشهرًا قليلة ويتم إجراء التعديلات في الوقت المتبقي؛ قد ينضم المهندسون إلى فريق العمل ويتركوه قبل أن يروا عملهم الشاق في أيدي العملاء. وأصبح نهج التصميم يرتكز على توقّع كل الحاجات الممكنة والتركيز عليها دون الحاجات المهمة. التوقف يعني الركود يؤثر إتخاذ نهج صحيح نحو الشحن على شركتك وإنتاجية فريق عملك وسعادته ورضاك الوظيفي تأثيرًا إيجابيًا؛ وفي الناحية الأخرى، الشحن بصورة غير منتظمة يعد عائقًا، كما أن الشحن البطيء سيؤدي إلى ظهور مشاكل تجعل من عملية الشحن أبطأ وأبطأ؛ لذا حاول أن يتم الشحن بصورة منتظمة كي تري النتائج الإيجابية في كل مكان في شركتك، على سبيل المثال، دعنا نستعرض كيف يؤثر تنوع انتظام الشحن على سلوك الشركة بشكل كبير من خلال سيناريو بسيط مثل معالجة طلب أساسي من أحد العملاء. لنتخيل أن عميلًا تواصل معك وقال "لا أستطيع حفظ اسمي بشكل صحيح مهما فعلت، أعتقد أن هناك مشكلة تتعلق برمز الواصلة". إذا كانت شركتك تقوم بالشحن بانتظام، ستجد الأمور تجري على هذا النحو، أولًا ستقول في نفسك: "حسنًا المسألة بسيطة، سأجري تعديلات بسيطة على التعابير النمطية وسأقوم باختبار، كما سأحصل على مراجعة للشيفرة البرمجية من أحد زملائي، بعد دقيقة واحدة يصبح الإنتاج جاهزًا حينها نرد على العميل كالآتي: "نحن آسفون، لقد أصلحنا الأمر الآن، نشكرك على إخبارنا بذلك". سيكون رد العميل على هذا النحو:" مذهل، أشكركم لأنكم أصلحتوه بهذه السرعة". رائع أليس كذلك؟! أمّا إذا قمنا بمد الوقت المستغرق في الإنتاج (TTP، اختصارٌ للعبارة time to production) قليلًا، 10 دقائق مثلًا، سيتغير السلوك، فإما أن تفعل الشيء ذاته أو تجيب قائلًا أن المشكلة سيتم حلها في التوزيع القادم (10 دقائق على الأرجح)، أو سوف تنتظر كي تتأكد قبل أن تتواصل مع العميل. الانتظار سيستغرق وقتًا، ناهيك عن أنك ستفقد تركيزك للانشغال بشيء آخر، ولكن ستظل متابعة المشكلة تشغل تفكيرك. في هذا الوقت، ربما ستقول لنفسك أنك بحاجة لبعض القهوة تحتسيها سريعًا، وربما ستترك هذه المهمة وتنتقل إلى غيرها بعد ذلك. وبالرغم أن توزيعك قد تم بشكل أوتوماتيكي، إلا أنك ستخسر الوقت بسبب الانتظار أو فقدان التركيز. تخيّل أن الوقت المستغرق في الإنتاج (TTP) أصبح أكثر من ساعة، سيؤدي ذلك إلى تغير السلوك مجددًا، وسوف تحاول تقسيم المهمة إلى تعديلات صغيرة وسوف تؤجل الرد حتى يتسنى لك الوقت لتنفيذها، وربما نسيتها تمامًا، أو ربما كلفت نفسك عناءً بسيطًا وقمت بكتابتها في قائمة مهامك؛ ولأن الإنتاج يستغرق ساعات، سيتقيد فريقك بالعمل في ساعات الصباح فقط، ونسيان هذه التفاصيل الصغيرة يعني مزيدًا من التأخير. دعنا نفكر الآن ماذا الذي سيحدث لو أصبح الوقت المستغرق في الإنتاج أيامًا، حينها ربما سترد قائلًا للعميل "شكرًا لإخبارنا بذلك، سنعمل على الأمر بسرعة"، وستتراكم هذه المهمة مع غيرها من المهام الصغيرة ذات الأولوية المنخفضة، وستكلفك المناظرة والتقدير وتحديد الأولوية وقتًا أكبر من ذلك الوقت الذي سيستغرقه صاحب المثال الأول في إصلاح الأمر والرد على العميل، ربما فوّتَّ توزيع بداية الأسبوع مما يؤدي إلى مزيد من التأخير. بعد ذلك ستجيب العميل قائلًا بأن الأمر تم إصلاحه، ليعود إليك مرات ومرات أخرى من أجل إصلاحات متفرقة. في النهاية سيؤدي كل ذلك إلى ازدياد قاعدة بيانات المشكلات، وهي مليئة بتفاصيل من المحتمل ألا تستطيع إصلاحها أبدًا. ماذا لو أصبح الوقت المستغرق في الإنتاج أيامًا؟ سيصبح الوضع أكثر سوءّا، ربما ستضطر الإجابة على هذا النحو:"أنا آسف، سنتواصل مع فريق التطوير لدينا بهذا الشأن" أو أي إجابة من هذا القبيل الذي يراه العملاء سخيفًا من وجهة نظرهم. مع مرور الوقت ستدرك أنّه لن يتم إصلاح أي شيء، وأن الحديث إلى العملاء أصبح مجرد تضييع وقت أو صراع بدلًا من كونه فرصة لتطوير منتجك وإسعاد عملائك ورضاك عن عملك. الشحن باستمرار اتخاذ طرق جيدة لكتابة البرنامج أو اختباره تساعدنا على تكرار الأمر بصورة سريعة وبثقة أكبر، لكن النتائج تكون محلية بالنسبة إلى فِرَق الهندسة. من ناحية أخرى، الشحن المستمر ومزاياه والسلوك الذي يتخذه يؤثر على كل أركان شركتك. فالمنتجات الجيدة هي ثمرة جمع أشخاص متميزين وفكرة رائعة وبيئة نشطة تعاونية تساعد هؤلاء الأشخاص على التفوق، ولا تنس أن موقفك تجاه الشحن هو جزء أساسي في هذه البيئة التي تنشئها. الشحن يعطي قوة وحياة للطريقة التي نفكر بها، كما أن أراء العملاء تساعدنا على التعلم واكتساب الثقة على إتخاذ قرارات سريعة ويعطينا قوة تدفعنا للأمام، هذه القوة التي تساعدنا على تطوير منتجنا وتثير حماسة عملائنا. بالإضافة إلى أن مشاهدة نتائج عملنا الجاد بسرعة تحفزنا لنحقق المزيد، كما أن بناء فريق يعمل فيه الأفراد ويكون مصدر قوة لهم هو وسيلة جذب لمزيد من الأشخاص، مما يسهل عملية التوظيف مستقبلًا. الشحن المستمر ليس عبارة عن إنجاز تحققه أو نقطة تصل إليها ثم تمضي في طريقك، بل هو شغف وأسلوب عمل، وإذا آمنت بثماره الذي يؤتيها، حينها ستكون قادرًا على إنجاز ما يحتاج 20 دقيقة خلال دقيقة واحدة أو أقل، وستهتم به أيما اهتمام عند بناء أنظمة جديدة، لأنه يعطي حياة لشركتك ومنتجك. ترجمة - بتصرف - للمقال shiping is your company's heartbeat لصاحبه Darragh Curran
- 1 تعليق
-
- توصيل المنتج
- شحن المنتج
-
(و 2 أكثر)
موسوم في: