البحث في الموقع
المحتوى عن 'سياسة الجدار الناري'.
-
استخدام الجدار الناري (firewall) يعتمد كثيرًا على السياسة (policy) التي ستتبعها في تصفية تدفّقات البيانات (data traffics) بنفس درجة اعتماده على تعلّمك للأوامر الأساسية وطريقة الاستخدام. بعض الجدران النارية مثل ـiptables تمتلك القدرة على فرض سياسات معيّنة يتم تحديدها من قبل مدير النظام، ولكن كواحدٍ من هؤلاء، يجب أن تعرف أفضل السياسات المناسبة لتطبيقها على البيئة الخاصّة بك. بينما تركّز دروسٌ أخرى على الأوامر اللازمة للحصول على جدار ناري فعّال، في هذا الدرس، سنناقش بعض الأمور التي يجب عليك فعلها عندما تقوم بتشغيل جدار ناري. ستؤثّر هذه الخيارات على الطريقة التي يتصرّف بها جدارك الناري، وعلى المدى الذي يجب إحكام إقفال خادومك إليه، بالإضافة إلى طريقة استجابته لمختلف الشروط التي قد تطرأ من حينٍ إلى آخر. سنستخدم iptables في درس اليوم، إلّا أنّ معظم ما سنتكلّم عنه سينطبق على أيّ أداة بغضّ النظر عن نوعها. اختيار السياسة الافتراضية عند بناء جدارٍ ناريّ فإن السياسة الافتراضية هي واحدة من الأشياء الأساسية التي يجب عليك التفكير فيها. تحدد السياسة الافتراضية ما يجب أن يحصل لتدفّقات البيانات في حال عدم مطابقتها لأيّ قاعدة (rule). يمكن افتراضيًا للجدار الناري أن يقبل أيّ تدفّق لا يطابق القواعد المعيّنة أو أن يرفضه. القبول افتراضيا مقابل الرفض افتراضيا سياسة "Accept" (قبول) الإفتراضية تعني أنّه سيتم السماح لأيّ تدفّق غير مطابق للقواعد المعيّنة مسبقًا بالمرور إلى الخادوم. لا ينصح باستخدام هذه السياسة افتراضيًا لأنّ هذا يعني أنّك ستقوم بعمل قائمة سوداء لمنع ما تريد منعه من الوصول إلى خادومك. القوائم السوداء صعبة الإدارة لأنّه يجب عليك متابعة وحظر جميع أنواع التدفّقات التي لا تريدها في خادومك. يمكن أن يؤدي هذا إلى الكثير من وجع الرأس بالإضافة إلى مشاكل تقنية في حال حصول غلطة بسيطة في القائمة السوداء مثلًا، لذلك هو أمرٌ غير مستحسن. الحلّ البديل هو "drop" (ترك) التدفّق افتراضيًا. هذا يعني أنّه لن يتم السماح لأيّ تدفّق لا يطابق القواعد المعيّنة مسبقًا بالوصول إلى الخادوم (أو الخروج منه)، وهو أمرٌ مشابه للقوائم البيضاء وقوائم تحكّم الوصول (Access Control List) حيث يجب السماح بشكلٍ استثنائي وخاصّ بأن يتم تشغيل وتنفيذ كلّ خدمة متوفّرة على حدى، والذي قد يحتاج الكثير من الوقت والجهد في البداية، ولكنّ هذا يعني أنّ السياسة الافتراضية الخاصّة بك ستكون أكثر أمانًا وستعرف بالضبط نوع تدفّق البيانات الداخل إلى خادومك. عليك الاختيار بين التوجّه نحو الخيار الأكثر أمانًا أو السماح للخدمات بالتحرّك بشكلٍ أكثر حرّية خارج الصندوق. صحيحٌ أنّ خيار استخدام سياسة "Accept" (قبول) افتراضيًا مع الجدار الناري قد يكون أفضل ما تفكّر به للوهلة الأولى، ولكن - في غالب الأحيان - من الأفضل في الواقع أن تستخدم سياسة "منع" افتراضيًا للجدار الناري. سياسة "drop" افتراضيا مقابل قاعدة "drop" نهائية الخيار السابق باستخدام سياسة "drop" (ترك) افتراضيًا يقود إلى قرارٍ مهم آخر. في iptables والجدران النارية المشابهة الأخرى، يمكن أن يتم تعيين السياسة الافتراضية باستخدام خصائص داخلية للجدار الناري، أو تضمينها عبر إضافة قاعدة "drop" (ترك) شاملة في نهاية قائمة قواعد الجدار الناري. الفرق بين هذين الطريقتين هو فيما سيحصل في حال تمّ مسح (flush) قواعد الجدار الناري. إذا كانت السياسة الافتراضية الداخلية في الجدار الناري الخاصّ بك معيّنة على "drop" (ترك) التدفّق وحصل يومًا ما وأن تمّ مسح قواعد الجدار الناري أو حذف بعضٍ منها عن طريق الخطأ مثلًا، فإنّ جميع الخدمات التي تشغّلها على الخادوم ستصبح غير قابلة للوصول. هذه غالبًا فكرة جيّدة عند ضبط الخدمات غير الحساسة على خادومك لكي لا يتم السماح للبرامج والأدوات الخبيثة بالمرور إذا اختفت القواعد فجأة. لكنّ الجانب المظلم في هذا التوجّه هو أنّ خدماتك ستصبح فورًا غير متوفّرة لمستخدميك إلى حين أن تقوم بإعادة تعيين قواعد الوصول مجددًا. يمكن أحيانًا أن تقوم بقفل الباب على نفسك وأنت في خارج الخادوم، الأمر سيّئ خاصّة إذا لم تكن تقدر على الوصول "فيزيائيا" إلى الخادوم أو وسيلةً أخرى للاتصال به (خواديم DigitalOcean قابلة للوصول دومًا بغضّ النظر عن إعدادات الشبكة عبر استخدام زرّ "Console Access" الموجود في قسم "Access" من لوحة التحكّم الخاصّة بالخادوم). إذا كنت أنت من يريد إعادة تعيين القواعد ومسحها بشكلٍ مقصود، فيمكنك ببساطة تجنّب هذه المشكلة عبر تغيير السياسة الافتراضية إلى "Accept" (قبول) مباشرةً قبل إعادة تعيين ومسح القواعد. الخيار البديل لما سبق هو تعيين السياسة الافتراضية الخاصّة بك إلى "Accept" (قبول) مع تضمين قاعدة "drop" (ترك) في النهاية مع القواعد الأخرى. يمكنك إضافة قاعدة عادية في نهاية قائمة القواعد الخاصّة بك تقوم بمطابقة ومنع كلّ التدفّق الباقي الغير مُطابق. في هذه الحالة، إذا تمّ إعادة تعيين قواعد الجدار الناري الخاصّة بك، فإنّ خدماتك ستكون قابلة الوصول ولكن غير محمية. اعتمادًا على خياراتك للوصول المحلّي أو البديل، يمكن أن يكون هذا شرًّا ضروريًا لكي تضمن أنّك قادر على الوصول إلى خادومك مجددًا في حال مُسحت قواعد الجدار الناري. إذا قررت استخدام هذا الخيار، فيجب أن تضمن أنّ قاعدة "drop" (ترك) التدفّق الغير مطابق هي دومًا آخر قاعدة في قائمة قواعد الجدار الناري. ترك التدفق مقابل رفضه هناك بضع طرق مختلفة لمنع حزمة بيانات (packet) من المرور إلى الوجهة التي تريدها. الاختيار المختلف لواحدٍ من هذه الطرق سيؤثر على الطريقة التي يقوم المستخدمون من خلالها بمحاولة الاتصال بالخادوم وسرعة إدراكهم أنّه لن يتم خدمة طلبهم الذي أرسلوه مسبقًا. الطريقة الأولى التي يمكن من خلالها منع حِزَم البيانات هي عبر "drop" (ترك) التدفّق. يمكن أن يتم استخدام الـ "ترك (drop)" كسياسة افتراضية أو ضمن قواعد الجدار الناري. عندما يتم ترك حزمة بيانات، يقوم iptables ببساطة برميها بعيدًا، حيث لا يقوم بإرسال أيّ رد إلى العميل الذي يحاول الاتصال ولا يقوم حتّى بإرجاع ردّ أنّه قد استلم الطلب بنجاح أم لا. هذا يعني أنّ العملاء لن يعرفوا ما إذا كان الخادوم قد وصله طلبهم أساسًا أم لا. لمحاولات الاتصال عبر بروتوكول TCP، سيتم الحفاظ على الاتصال إلى حين انقضاء مهلته (timeout). بما أنّ بروتوكول UDP هو بروتوكول غير اعتمادي على الاتصال (connectionless)، فإنّ عدم توفّر الردّ للعملاء يصبح أكثر إيهامًا. في الواقع، غالبًا ما يكون عدم تلقّي ردّ في هذه الحالة دليلًا على أنّ حزمة البيانات قد قُبلت. إذا كان عميل UDP يهتم بالجهة التي يرسل الحِزَم إليها، فسيقوم بإرسالها مجددًا لكي يتحقق مما إذا تمّ قبولها أو فقدانها أو رفضها. قد يزيد هذا من الوقت الذي يجب على البرمجيات والشفرات الخبيثة استغراقه للحصول على معلوماتٍ صحيحة عن حالة المنافذ في خادومك، لكنّه قد يسبب أيضًا مشكلة للتدفّق العادي. الخيار البديل هنا هو ببساطة رفض حزم البيانات التي لا تريدها بشكلٍ استثنائي. ICMP أو بروتوكول رسائل التحكّم بالإنترنت (Internet Control Message Protocol) هو عبارة عن بروتوكول وصفي (meta-protocol) يستعمل عبر الإنترنت لإرسال الحالة ومعلومات مواجهة الأعطال ورسائل الخطأ بين المضيفين (hosts) ضمن قناة لا تعتمد على اتصالات البروتوكولات التقليدية مثل TCP وUDP. عندما تقوم بـ "رفض" شيءٍ ما، فإنّ التدفّق سيتم منعه وسيتم إعادة حزمة ICMP إلى المُرسِل لإعلامه أنّ البيانات التي أرسلها قد تمّ استلامها إلّا أنّه قد تمّ رفضها. يمكن لرسالة الحالة أن تشير إلى السبب أيضًا. توجد العديد من العواقب لهذا، بافتراض أنّ تدفّق ICMP قادر على الرجوع إلى العميل، فإنّه سيتم إخطاره مباشرةً أنّ التدفّق الخاص به محظور. للعملاء العاديين، سيعني هذا أنّه يجب عليهم الاتصال بمدير الخادوم للاستفسار عن السبب أو التحقق من خيارات اتصالاتهم للتأكّد من أنّهم يتصلون عبر المنفذ الصحيح. أمّا بالنسبة للمستخدمين السيئين والذين يحاولون اختراق الخادوم، فإنّ هذا يعني أنّه يمكنهم إكمال عمليات بحثهم عن المنافذ المفتوحة والمغلقة والمُرشّحة في وقتٍ أقصر. هناك الكثير من الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عندما تقرر قبول أو رفض تدفّق البيانات. من بينها معرفة أنّ غالب تدفّق البيانات الخبيث الذي يتم إرساله بواسطة المخترقين يتم إرساله في الواقع عبر سكربتات وبرامج مؤتمتة، وبما أنّها ليست حساسة للوقت، فإنّ ترك التدفّق العادي لن يكون مفضلًا حيث أنّه سيؤثر على المستخدمين العاديين للخادوم. يمكنك قراءة المزيد عن هذا من هنا. جدول المقارنة بين ترك الطلب ورفضه يظهر الجدول أدناه كيفية حماية خادوم بواسطة جدارٍ ناريّ، حيث سيقوم بالاستجابة إلى طلباتٍ مختلفة بناءًا على السياسة التي يتم تطبيقها على منافذ معيّنة. يحدد العمود الأول نوع حزمة البيانات التي يتم إرسالها بواسطة العميل، بينما في الثاني، نقوم بذكر أمر nmap الذي سنستخدمه لاختبار كلّ سيناريو. يحدد العمود الثالث سياسة المنفذ المتبّعة على المنفذ، بينما الرابع يحدد الرد الذي سيتم إرجاعه إلى من طرف الخادوم. والخامس، هو ما يمكن للعميل أن يفهمه بناءًا على الرد الذي تلقاه. ترجمة -وبتصرّف- لـلمقال: How To Choose an Effective Firewall Policy to Secure your Servers لصاحبه Justin Ellingwood.
-
- 1
-
- policy
- سياسة الجدار الناري
- (و 4 أكثر)