التفكير بمنطق سليم في حل المشكلات والتخطيط الجيد قبل القيام بأي مهمة هو أحد أهم المهارات التي حدثتنا لانا عن اكتسابها بعدما درست البرمجة، وهي ذاتها المهارة التي مكنتها من الحصول على وظيفة بعقد ثابت في شركة أمنية للاتصالات، فكيف فعلت ذلك؟!
في هذه السلسلة وثقنا قصص مجموعة من المطورين من طلاب أكاديمية حسوب كانوا مثلك تمامًا في يوم من الأيام، بعضهم كان مترددًا بشأن قدرته في أن يكون مطورًا من الأساس، وبعضهم كانت لديه مخاوف حول تمكّنه من المنافسة في هذا المجال سريع التطور، ومنهم من كانوا طلابًا في هندسة الحاسوب تنقصهم الخبرة العملية، لكنهم جميعًا في لحظة ما، قرروا بذل جهود حقيقية في التعلّم فحصدوا ثمارها.
مرحبًا لانا، حدثينا قليلًا عنك؟
أنا لانا عبد الرازق من الأردن، أحب مجالات الهندسة عمومًا، لكني لم أحسم قراري في أن أتخصص في هندسة الحاسوب في البداية، لكن كما تعلمون نحن في عالم محاط بالتقنية من كل جانب، وفي الوقت الذي تتهدد فيه تخصصات كثيرة بالركود، تظل البرمجة وهندسة الحاسوب أكثر المجالات التي لها مستقبل وفرص كبيرة للعمل، لذلك اخترت هذا المجال لتخصصي الجامعي، وقد تخرجت في عام 2021 في جامعة البلقاء التطبيقية بمعدل جيد جدًا. وبعد تخرجي بشهر، قدمت في دورات أكاديمية حسوب وحضرت 3 دورات فيها، وبعد مرور 6 أشهر، حصلت على وظيفة بعقد ثابت في شركة أمنية للاتصالات.
لماذا اتجهتي إلى التعلم في دورات خارجية بالنظر إلى أن تخصصك الجامعي في هندسة الحاسوب؟
المواد التي كنت أدرسها بالجامعة كانت تتقاطع مع تخصصات هندسة أخرى مثل الكهرباء والاتصالات والشبكات، فلم يكن ثمة تركيز كبير على تعليم البرمجة، لذلك قررت أنه ينبغي أن أبحث عن طريقة تمكنني من دراستها باحتراف. وكنت أسمع عن أكاديمية حسوب من أيام الجامعة، ووجدت إعلانًا على يوتيوب للتقديم في دوراتها فتقدمت إليها.
وأحب أن أؤكد؛ أنا لست من الأشخاص الذين سيبالغون في التقييم السلبي للجامعات ويقولون إن الجامعات بلا فائدة حقيقية، فبغض النظر عن أي عوامل أخرى، إلا أن المعلومات التي حصّلتها في الجامعة كونت جزءًا لا بأس به من معرفتي بهذا المجال، خصوصًا لو تحدثنا عن تعلم طريقة التفكير في الحلول والمشكلات والمنطق البرمجي نفسه.
لكن في الوقت نفسه، يكتشف المرء بعد التخرج أن سوق العمل في البرمجة مختلف تمامًا عن بيئة الجامعة، فالدورات الخارجية بخلاف الجامعة تعطيك معرفة أكثر تخصصًا في المجالات التي تود العمل بها، لذلك أنا مؤمنة أن الدورات البرمجية مهمة لكل طالب في هندسة الحاسوب؛ وذلك لكي تعزز من فرصه في الحصول على عمل في المستقبل، خصوصًا أنه في البرمجة من المهم جدًا أن تُظهر لجهات التوظيف أنك تجيد التعلم الذاتي وأنك بذلت جهودًا حقيقيةً في التطوير من مهاراتك وأنك على اطلاع بأحدث الممارسات، وهو ما ستجده في الدورات دون الجامعة التي تكون المعلومات فيها أكثر عمومية ولا تواكب السرعة في هذا المجال.
بماذا تصفين تجربة التعلّم مع أكاديمية حسوب؟
صراحة دورات أكاديمية حسوب كان بالنسبة لي «إشي كتير فخم»، وأكثر ما أفادتني به أنها قدمت لي طريقًا واضحًا ومنظمًا ومتدرجًا لتعلم المهارات التي أردت تعلمها، فأنا شخصية تحب أن تتعلم الكثير من الأشياء الجديدة، لكني لا أعرف من أين أبدأ، فأمكث مكاني لا أفعل شيئًا. يعني كنت في حاجة كبيرة لمن يساعدني في الخطوة الأولى؛ تلك الخطوة التي توضح لي من أين أبدأ وكيف أتابع وكيف أتوسع، وهو ما ساعدتني به كثيرًا دورات الأكاديمية، إذ تجد أن الدورات منظمة والفيديوهات مرتبة بطريقة متسلسلة، بحيث كل معلومة تحصل عليها في أول فيديو مثلًا ستفيدك في الفيديو الذي يليه وهلم جرًا، وهذا سيدفعك إلى هضم المعلومات واستيعابها بسرعة من دون تشتت.
وأحد أكثر الأشياء الرائعة في الأكاديمية، هي عنايتهم بالتطبيق العملي لما ندرسه، إذ ستلاحظ أنهم في الامتحانات ومشاريع التخرج النهائية يهتمون جدًا بتدريبك على البحث عن حلول المشكلات بنفسك من دون الحاجة إلى مساعدة منهم حتي يتأكدوا تمامًا من أنك فهمت الدورات فعلًا وليس مجرد اجتياز للامتحان والسلام، وهذه من الأمور الرائعة جدًا. أنا الآن في بيئة العمل، وأقول لكم لن تجدوا من يساعدكم إن لم تكونوا قادرين على مساعدة أنفسكم!
كذلك من الأشياء المميزة في أكاديمية حسوب هو وجود متابعة تتسم بالمرونة، فالمتابعة كانت مهمة لكي ألتزم بإتمام الدورات، لكنها سمحت لي في الوقت نفسه باختيار توقيت الدراسة ومكانها، فلم أكن مقيدةً بوقت معين وهذا من الأمور التي أشعرتني براحة نفسية كبيرة.
ما هي التحديات التي واجهتكِ في أثناء التعلم، وكيف تغلبت عليها؟
أبرز التحديات التي واجهتني في أثناء تعلم البرمجة هي أنني لم أكن أحب البرمجة أصلًا 🙂 فكنت أشعر أنها صعبة عليّ وأنني لن أفلح فيها.. ثم جلست مع نفسي، وأخذت أحدثها أن المهارات المكتسبة تأتي بالتعلّم والاجتهاد وطردت كل تلك الهواجس التي كانت تحبط من عزيمتي وتشكك في قدرتي على التفوق فيها؛ ففي النهاية بإمكان أي إنسان أن يتعلم ما يشاء من المهارات المكتسبة والأمر عائد فقط إلى بذل الجهد والوقت في التعلّم، إضافةً إلى أنه لا بأس من التجربة.
بعدما جلست مع نفسي وأخذت قراري بتعلم البرمجة وبحثت عن أكاديمية حسوب، تيسرت أموري بعدها في هذا المجال، فإن لم تنجح هذه التجربة معك، فهذا ليس سببًا أيضًا لكي تيأس ففي الحياة آلاف الأشياء والمهارات الأخرى التي بإمكانك تعلمها.
التحدي الثاني الذي كنت أواجهه هو مشكلة البدايات، مع ذلك تعلمت أنه قبل البدء في كتابة الشيفرات يجب علي العمل على التنظيم الجيد لما سأعمل عليه في أي مهمة، وتقسيمها على مراحل وخطوات، ولا شك أنني كنت أصل إلى مرحلة أشد فيها شعري عندما أجد عطبًا ما في الشيفرة فيتعطل عملها، لكن بمجرد ما تعمل الشيفرة وتظهر النتائج التي تريدها فستختبر شعورًا جميلًا لا مثيل له في الحياة.
كيف وجدت الوقت للتعلم، احكي لي عن روتينك اليومي أيام الدراسة؟
اشتركت في دورات الأكاديمية بعد تخرجي، وكان روتيني اليومي غير واضح، لكن الدورة ساعدتني على تنظيم حياتي، فقد أصبحت أنظم مواعيد نومي ومواعيد خروجي وغير ذلك. واخترت للدراسة الأوقات التي يكون المنزل فيها هادئًا وهي عادةً ساعات الصباح الباكر.
فكنت أحيانًا أدرس 4 أو 5 ساعات في الصباح بلا انقطاع إلى الظهر، وكان معياري هنا ليس الوقت أو الساعات وإنما ما حددته لنفسي من دروس وموضوعات لإنجازها في هذا اليوم. وفي اليوم التالي، وقبل البدء في الدراسة كنت أطّلع سريعًا على ما درسته بالأمس من خلال الملخّصات التي كنت أعدها في أثناء متابعة الشروحات، إذ لم أكن أعتمد فقط على مشاهدة الفيديو، بل كان لا بد لي من أن تلخيص معلوماته كتابيًا، وقد ساعدتني هذه التلخيصات واختصرت عليّ الكثير من الأوقات، فلم أكن بحاجة إلى إعادة مشاهدة الفيديوهات إلا إن تعذر عليّ استيعاب بعض المعلومات التي لخصتها ابتداءً.
وهكذا في كل موضوع مترابط، كنت أرجع إلى الأوراق التي لخصت فيها الفيديوهات ذات الصلة من الدورات والدروس السابقة حتى أُلِم بالموضوع من عدة جوانب قبل أن أتابع مذاكرة الموضوعات الجديدة. الأمر الآخر والمهم هو عدم الاستهانة بالتطبيق مهما اعتقدت أن الفيديو سهل، فأول ما يبدأ المدرب بكتابة الشيفرة لا بد من أن تمارس ما فعله بنفسك، فكتابة الشيفرات تحتاج إلى سرعة وهذا السرعة لن تأتي إلا بطول ممارسة.
ما الذي كنت تتمنين معرفته أو تصحيحه في خلال رحلتك السابقة؟
لو عاد بي الزمن إلى الوراء، لكنت أوليت اهتمامًا أكبر في إنجاز دورة جافاسكربت وهي كانت آخر دورة درستها مع الأكاديمية، ولكنت ضغطت نفسي لكي أنتهي منها سريعًا، فالدراسة بجانب العمل لدوام كامل تحتاج إلى طاقة تنظيمية هائلة، لذلك استغلال أوقات الفراغ التي كانت لدي قبل العمل النظامي من الأشياء التي وددت لو كنت أحسنت استغلالها.
كيف كانت المقابلة النهائية والعمل على مشروع التخرج؟
كنت خائفةً جدًا من المقابلة، فقد كنت أخشى ألا أنجح في الدورة، لكن في الحقيقة المقابلة لا تستدعي أن تكون متوترًا، ففي النهاية هم لن يسألوك عن أشياء غريبة وإنما سيتم سؤالك عما درسته في الدورة، هذا إلى جانب أنهم يعرفون عن توترك هذا وسيستوعبونه تمامًا في الدقائق الأولى من المقابلة؛ أما عن مشروع التخرج فتتسم مرحلة المراجعة فيه بمرونة شديدة، حيث سيقومون بتوجيهك لتصحيح بعض الأخطاء فيما نفذته وسيعطونك مساحةً من الوقت لكي تعدّل فيه قبل أن تعرف النتيجة النهائية باجتياز الدورة أو لا.
كيف حصلت على وظيفتكِ الحالية، وكيف ساعدتك دورات الأكاديمية في تقوية فرصك الوظيفية؟
حصلت على فرصة لعقد مقابلة وظيفية كمهندسة بيانات في شركة أمنية للاتصالات عن طريق نقابة المهندسين، فهي ترسل لبعض خريجي الجامعات الفرص الوظيفية في شركات متعددة، وبعدما نجحت في امتحانات اختبار القدرات، تواصل معي أحد من الموارد البشرية من شركة أمنية وأرسل لي امتحانًا عبر البريد الإلكتروني وكان زمنه يومين، وبعدما أرسلت الإجابات، أرسلوا لي بموعد لعقد المقابلة الأولى وتبعته مقابلة ثانية.
سؤال أساسي في أي مقابلة عمل وهو ما الذي فعلتيه بعد التخرج؛ فكانت دورات أكاديمية حسوب جواب كافٍ للدلالة على أنني كنت أعمل على تطوير نفسي وهي من الأمور التي يبحث عنها الموظِفون في أي مرشح. إضافةً إلى ذلك، ساعدتني الدورات كثيرًا في جعلي إنسانة تفكر بمنطقية، فقد علمتني كيف أفكر في المشكلات وكيف أبحث عن الحلول، وهذا بالمناسبة يشمل كل المشكلات التي أواجهها في حياتي، فقد أصبحت قادرة على التفكير بتسلسل منطقي وأبحث بدأب عن الحلول.
- 4