بخصوص دراسة الدورة

نعم الجزء العملي يغطي الكثير من الجوانب المهمة والتي يتم استخدامها بشكل كبير من قبل المبرمجين ، ويتم شرح كل الأساسيات بطريقة سهلة ومبسطة للمشتركين كما أنه في المسارات التي بعد مسار الأساسيات سوف ترى الكثير من التطبيقات العملية والنماذج الفعلية .  كما أن الدورات دائماً في تطور لمواكبة أحدث الإصدارات من اللغات البرمجية وأهم التقنيات التي يستخدمها المبرمجين ، لكن يبقى عليك أنت كطالب عند شرح معلومة جديدة من قبل المدرب عليك القيام بالبحث حول المعلومة وكسب معلومات إضافية وترى كيفية استخدامها من قبل المبرمجين الأخرين  . 

لا يمكن لأي دورة في العالم تغطية كل شيء بالحرف، حيث أن أي مجال من مجالات البرمجة و التقنية ستجد العشرات و أحيانا المئات من المراجع المكتوبة عنه، فهل يجب تغطيتها كلها؟

بالطبع لا، إن جودة الدورة ليس بكمية ما تغطيه، بل بأهمية ما تغطيه، قد تعمل لمدة سنوات في مجال ما بدون أن تستعمل أكثر من جزء صغير من التقنيات المتواجدة فيه، و لذلك الدورة الجيدة هي من تقدم لك التقنيات التي غالبا ستعمل بها و تستعملها.

باقي التقنيات يمكنك تعلمه عند الحاجة فقط، و غالبا سيكون سهلاً عليك بعد أن تكون قد فهمت الأساسيات و آلية العمل.

إن دورات حسوب تكفل لك أنك ستتعلم هذه الأمور الهامة لسوق العمل، و ليس مجرد حشو للمعلومات بدون فائدة فعلية.

في بداية تعلم البرمجة يجب إختيار ما يتم تقديمه في محتوى الدورة بعناية، فلا يمكن أن تحتوي الدورة على كافة التفاصيل ولا يوجد دورة توفر ذلك أبدًا.

بل الدورة الجيدة تقدم ما يحتاجه الدارس ليتقن المهارة التي يريد تعلمها وبشكل إحترافي دونّ إرهاقه بكم هائل من المعلومات التي لن يحتاجها في بداية مساره البرمجي وسينساها وسيعود إليها لاحقًا بعد اكتساب الخبرة للازمة لتعلمها.

فليس العبرة بكم المعلومات بل بمقدار الاستفادة منها وتوفيرها في الوقت الصحيح عند الحاجة، ويتم التوجيه دائمًا لضرورة تعلم مهارة البحث بدلاً من توفير معلومة معينة وذلك لتحفيزك لاكتساب مهارة لا غنى عنها لأي مبرمج.

فالبحث والقراءة هما الأساس لأي مبرمج يريد أن يصبح ذا شأن في مجاله وإلا لن يصل بعيدًا، ومن خلال التطبيقات العملية يتم التوسع في المعلومات المقدمة وذكر كافة التفاصيل الهامة التي ستحتاجها في بناء المشاريع باستخدام اللغة الخاصة بالدورة.

والمشاريع ليست عبارة عن نماذج بسيطة و لعبة XO بل مشاريع حقيقية تضعها في معرض أعمالك عند التقدم للوظيفة بعد الإنتهاء من الدورة، فتلك هي نوعية المشاريع التي تؤهلك لسوق العمل بالفعل والتي يتم النظر إليها عند التقدم لوظيفة في مجال البرمجة وليس النماذج البسيطة.

وهناك فخ دائمًا ما يقع فيه الكثير، وهو مقارنة مدة الفيديو أو حجم الدورة بدلاً من مقارنة القيمة والمعلومات التي يتم توفيرها والتي أنت بحاجة إليها فعلاً لتصبح مبرمج محترف، فهناك الكثير من المعلومات التي يمكن ذكرها لكن لن تستخدمها في بداية حياتك كمبرمج أو ربما لن تستخدمها إلا نادرًا حتى بعد اكتساب الخبرة.

لماذا لا تغطي دورات البرمجة لغة البرمجة أو التقنية كاملة؟

هذا سؤال مهم يطرحه الكثير من المتعلمين الذين يرغبون في تعلم البرمجة بشكل أعمق وأوسع. إن تغطية اللغة كاملة في دورة واحدة هو أمر صعب وغير عملي لعدة أسباب:

- أولاً، اللغات البرمجية تتطور وتتحدث باستمرار، وقد تضيف ميزات جديدة أو تغير قواعدها بمرور الوقت. لذلك، فإن محاولة متابعة كل التغييرات وتحديث المحتوى التعليمي هو عبء كبير على المدربين والمتعلمين على حد سواء.

- ثانياً، اللغات البرمجية تحتوي على الكثير من المفاهيم والأدوات والتقنيات التي قد لا تكون ضرورية أو مفيدة لجميع المشاريع أو المجالات. فمثلاً، قد لا يحتاج مبرمج ويب إلى معرفة كيفية التعامل مع الذاكرة أو الخوارزميات المعقدة بقدر ما يحتاجها مبرمج نظم. لذلك، فإن تعلم كل شيء عن اللغة قد يكون مضيعة للوقت والجهد بدلاً من التركيز على المهارات الأكثر أهمية و لها صلة بالهدف.

- ثالثاً، اللغات البرمجية هي وسيلة لتحقيق غاية، وليست غاية بحد ذاتها. إن هدف تعلم البرمجة هو حل المشكلات وإنشاء التطبيقات والبرامج التي تسهل حياتنا وتحسن عالمنا. ولهذا الغرض، فإن المبادئ الأساسية للحوسبة والتفكير المنطقي والإبداعي هي أكثر أهمية من معرفة كل تفصيل عن اللغة. فالبرمجة هي فن وعلم يتطلب مزج بين المعرفة والخبرة والابتكار.

إذن، فإن دورات البرمجة تهدف إلى تزويد المتعلم بالأساسيات التي تمكنه من استخدام اللغة بشكل فعال وسريع، وتشجعه على استكشاف باقي المزايا والإمكانات بنفسه من خلال الممارسة والبحث والتجربة. فبهذه الطريقة، يصبح المتعلم قادراً على التكيف مع التغيرات