عندما يتعلّق الأمر بالشركات، تعتبر المنصات الاجتماعية حلقة الوصل بين العلامة التجارية والعميل. وتفترض العديد من الشركات أنّه بمجرد إنشاء حساب مهني professional profile، فإنّ كل الاستراتيجيات الاجتماعية ستصبح بديهية ومن السهل تطبيقها. لكن هذه المنصات لا تصب في مصلحة طرف دون آخر، وأنّ النجاح يجب أن يكون من مسؤولية صاحب الحساب.
تويتر هو من الشبكات الاجتماعية الأكثر نجاحًا، حيث يتم تصوير جوهر كل رسالة في أقل من 140 حرف. وهذا التقييد بعدد الحروف يعتبر ميزانًا عادلًا للعلامات التجارية عندما يتعلّق الأمر بإيصال رسائلها في شكل وجيز. فالعلامات التجارية التي لا تملك رسالة ذات مغزى تختلف عن تلك التي تملك رسالة واضحة. لذا فإنّ استخدام تويتر يمكن أن يحسن الوعي بعلامتك التجارية إلى حد كبير.
مع ذلك، إذا استُخدم تويتر بدون استراتيجية صحيحة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى كشف نقاط ضعفك. وسيكون من السهل جدًا أن تقع في بعض هذه الأخطاء الشائعة عند محاولتك الترويج لشركتك على هذه المنصة الاجتماعية.
5 أخطاء شائعة عند الترويج لشركتك على تويتر
1. المبالغة في الترويج
يعرض تويتر تاريخ منشوراتك على الحسابات، وسيكون من السيئ أن يرى عميلك مبالغتك في نشر المحتوى الترويجي. وبالرغم من أنّ المنصة نفسها تملك قواعد حول عدد منشورات الترويج المكثّف، إلّا أنّ العميل المحتمل يمكن أن يشعر بعدم اهتمام العلامة التجارية ببناء علاقة معه بمجرّد لمحة بسيطة على حسابها، وبذلك سيصبح أقل ميلًا للبقاء على الصفحة والتفاعل مع العلامة التجارية.
لا يوجد ما يدفع الناس إلى متابعة العلامة التجارية على الشبكات الاجتماعية ما لم تعطهم سببًا ذلك. فالشبكات الاجتماعية وُجِدت لكي يتواصل الجميع من مختلف دول العالم والتفاعل حول الأحداث المهمة في حياتهم أو الأحداث الثقافية التي يعيرونها اهتمامًا. وفي حال رغب الناس في شراء منتج ما، سيتوجّهون إلى المتجر الإلكتروني، والذي عادة ما يكون الموقع الرسمي للعلامة التجارية. وعلى الأرجح سيكون هذا الموقع مليئًا بمواصفات المنتجات، الصور الاحترافية، المراجعات، والإعلانات. وكل ما يحتاجه العميل في الأساس هو البحث عن المنتج الذي يريده. وهذا هو الغرض من الموقع.
لذا من المنطقي أن تسأل نفسك لماذا يتوجّه الناس إلى الشبكات الاجتماعية ويقومون بمتابعة العلامة التجارية خارج الموقع. ومن المرجّح أن لا يحدث ذلك ما لم يوفّر الحساب الاجتماعي شيئًا إضافيًا إلى جانب المحتوى على الموقع. تكرار نفس محتوى الموقع على الشبكات الاجتماعية هو من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أغلب المسوقين.
الهدف من حسابك على تويتر هو جعل العميل يتذكّر منتجك. ومن ناحية أخرى، ما يهتم به العميل هو العثور على شيء مفيد على حسابك لكي يكوّن منه أساسًا يبني عليه علاقته مع العلامة التجارية. وبالنتيجة فإنّ المبالغة في نشر المحتوى الترويجي على تويتر يمكن أن يضر علامتك التجارية.
كيف تتجنّب هذا الخطأ؟
طبّق قاعدة 80/20. أي أنّ 20% من المحتوى يمكن أنّ يغطّي منشورات للترويج للمنتج وتسويقه. أمّا الـ 80% المتبّقية فيجب أن تركّز على التواصل مع العميل. قم بإنشاء محتوى مفيد، أصلي، وذي صلة بعلامتك التجارية وشاركه معهم. وبهذه الطريقة ستقوم بالترويج لمنتجك دون أن تبدو كما لو أنّك تبيعه بالإجبار.
2. قلة التفاعل مع العملاء
من الأمور المؤكدة حول الشبكات الاجتماعية هي أنّها ليست وسيلة للتواصل من طرف واحد.
تجد بعض الشركات أنّ قلة التفاعل مع عملائهم هي طريقة جيّدة لإظهار أنّ ثقافة الشركة جدّية وأنهم مشغولون في العمل على منتج عملائهم المفضّل. والبعض الآخر من الشركات ربّما لم يقوموا بتعيين شخص محدّد ليتولّى مسؤولية الإجابة على استفسارات العملاء والتواصل معهم.
يهتم مستخدمو تويتر ببناء مجتمع مترابط. ولا يكفي هنا أن تستخدم قاعدة 80/20 فقط من أجل أن تجذب القراء حتّى وإن حققت فائدة كبيرة منها. يجب أن تكون لعلامتك التجارية صفة المبادرة لبناء العلاقة مع العميل.
ستنخرط في عالم التفاعل عبر الإنترنت في اللحظة التي تقوم فيها بإنشاء حساب تويتر. عندها لن تصبح مخيّرًا بالإجابة على استفسارات العملاء، أو حتّى مجرد الرد عليهم عند عدم وجود أسئلة. بل سيكون التواصل والتفاعل معهم من مسؤوليات علامتك التجارية.
كيف تتجنّب هذا الخطأ؟
طوّر عادة الرد على عملائك وإعادة تغريد منشوراتهم بشكل يومي لكي تجعل عملية التواصل متبادلة. وتأكّد دائمًا أن تستخدم الأسلوب المناسب الذي ينسجم مع علامتك التجارية. وفي العادة يجب أن يكون الرد مرتبطًا بالمنشور الأصلي.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تطوّر العلاقة المتبادلة إلى أقصى حد. وعادة ما يتطلّب ذلك تعيين موظف مؤهل لتنفيذ هذه المهمة. بإمكانك مثلا أن تفتح وسيلة جديدة لدعم العملاء عبر محادثات تويتر. فالناس منفتحون أكثر للتواصل على تويتر، لذا سخّره لصالحك لمعرفة المشاكل في منتجك ولتشجيع العملاء على طرح الأسئلة المتعلّقة به على تويتر أيضًا.
3. عدم الاستفادة من إعلانات تويتر
يوجد على منصة تويتر أزيد من300 مليون مستخدم نشط مما يجعله بابًا مفتوحًا على قاعدة واسعة من الجمهور. لذا ليس من المستغرب أن تقرر فرق التسويق استخدام تويتر كمنصة لعرض منتجاتهم والترويج لها عندما أتاحت تويتر إمكانيات الإعلان عليها.
لكن من هذا المجتمع الكبير على تويتر، لا يوجد سوى 130,000 مُعلِن نشط، الأمر الذي يعتبر مضيعة لأحد الموارد السهلة والفعّالة. حيث أنّ ترويج التغريدات يمكن أن يؤدي إلى زيادة في المبيعات على أرض الواقع بنسبة 29%. صحيح أن الدفع مقابل التّرويج للتغريدات يمكن أن يدعو إلى التردّد قليلًا، لكنّ تويتر هو من أسرع الطرق لعرض علامتك التجارية أمام عملائك المحتملين والذين قد لا يملكون وسائل أخرى للوصول إليك. وعندما تهمل الإعلان على تويتر ستقع في أحد أخطاء الترويج الشائعة لأنّك ستفوّت فرصة الاستفادة من موارد كبيرة.
كيف تتجنّب هذا الخطأ؟
إعلانات تويتر مناسبة لكل من الشركات الصغيرة والكبيرة. وهناك طريقتان لاستخدامها:
- التغريدات المروّجة: وهي مشابهة للتغريدات الاعتيادية، لكنّ الاختلاف الوحيد هو أنّها تظهر كمنشور مُرَوّج. بإمكانك أن تحدد التركيبة السكانية لجمهورك بالإضافة إلى الميزانية التي تريد تحديدها لليوم الواحد. وسيتولّى تويتر بقية المهمة. إذ يقوم باختيار المستخدمين الذين تفاعلوا مسبقًا مع محتوى مشابه ثم يعرض منشورك المروّج أمامهم. وتقوم أنت بالدفع فقط عندما يتفاعل المستخدم مع منشورك أو ملفك الشخصي. لذا لن تضيّع أموالك بهذه الطريقة.
- الحساب المروّج: عندما تفعّل هذا الخيار المدفوع، سيظهر حسابك أكثر في قسم "Who to Follow". وستكون علامتك التجارية من بين أول حسابات تويتر الموصى بها، وهذه من الطرق السريعة لزيادة المتابعين. بالإضافة إلى ذلك، سيكون متابعوك الجدد ذوي صلة بمجالك، وسيكون لديهم اهتمام حقيقي بمنتجك.
يمكن أن تكون خيارات الإعلان على تويتر من طرق الترويج غير التطفّلية وستعمل تمامًا مثل استراتيجيات التسويق الطبيعية فيما لو استخدمتها بصورة صحيحة.
4. الاختيار العشوائي للوسوم hashtags
تقلل العديد من الشركات من تقدير الوسوم وأهميتها. فيُمكن استخدام فهذه الكلمات المفتاحية لتمثيل حملة تسويقية كاملة، كما تم إثبات فعّاليتها كأداة لتتبّع نشاط الحملة.
من الأمور الحاسمة لنجاح أي حملة تسويقية على تويتر هو الاختيار الصائب للوسم. وستجد الكثير من الأمثلة على الحملات الترويجية الناجحة التي يمكن أن تكون مصدرًا للإلهام في استخدام الوسوم. الأمر المهم الذي يجب أن تتذكّره الشركة عند اختيار وسوم الحملات التسويقية هو أنّ إهمال البحث حول الوسم قبل اختياره يمكن أن يدمّر نشاطها على تويتر بالكامل. وخير مثال على ذلك هو ما حدث لشركة Entenmann التي تبيع منتجات المعجّنات. اختارت الشركة الكلمة المفتاحية #notguilty كوسم يمثّل منتجاتهم منخفضة السعرات الحرارية. يبدو هذا الوسم للوهلة الأولى كأنّه الاختيار الأمثل للأشخاص الذين يريدون الاستمتاع بالطعام الشهي دون القلق حول السعرات الحرارية. لكن النتيجة كانت كارثة، فقد تبيّن أنّ الوسم نفسه استُخدم مسبقًا في قضية جريمة قتل لتغطية حكم القتل المثير للجدل الذي تم إقراره على Case Anthony. وكانت تكملة القصة كابوسًا بالنسبة لشركة المخابز.
كيف تتجنّب هذا الخطأ؟
قم بإجراء بحوثك وتأكّد من أنّ الوسم الذي ستستخدمه أصلي. كما أنّه يجب أن يمثّل علامتك التجارية نفسها. فإذا كانت تغريداتك تتسم بطابع طريف وترفيهي، يجب أن توصل الكلمات المفتاحية التي اخترتها نفس الرسالة. بالإضافة إلى ذلك، استفد من فعّالية الوسم في كل مرحلة من مراحل الحملة، حتّى أنّ بإمكانك طباعتها على نشرات وملصقات المنتج لترويجها في العالم الحقيقي أيضًا.
5. قلة التغريد أو مشاركة المحتوى
إنّ مفهوم الندرة scarcity هو من مبادئ Cialdini (بروفيسور في علم النفس والتسويق) الرئيسية لنجاح أي حملة تسويقية. ووفقًا لهذا المفهوم، بإمكانك أن تغري المتابعين بأجزاء قصيرة، موجزة، لكن غير مكتملة من القصة لكي تجعلهم يرغبون في معرفة المزيد. مع ذلك، يعتبر تويتر استثناءً من قاعدة Cialdini. ففي معظم الظروف، يعمل تويتر بشكل أفضل مع أدنى قدر من المحتوى.
وكما أكّدنا أعلاه، يجب أنّ يكون اهتمامك في تويتر منصبًا على جعل علامتك التجارية مرئية من قبل أكبر عدد ممكن من الناس. لذا فإنّ الاكتفاء بإنشاء المحتوى وتغريده أسبوعيًا فقط لن يكون في صالحك. بل على العكس، سيفقد متابعوك اهتمامهم بملفك الذي يفتقر إلى التنظيم، وسيتوجّهون لمتابعة منافسيك الذين يبهرون جمهورهم بالتحديثات الرائعة في مجالهم.
كيف تتجنّب هذا الخطأ؟
لا يوجد شيء من قبيل "ليس لدي شيء لتغريده في هذه اللحظة"، فعالم الإنترنت مليء بالمقالات المثيرة للاهتمام، كما تظهر بحوث أو دراسات حالة جديدة بشكل يومي. القيد الوحيد الذي لا أساس له هو أنّ الروابط التي تنشرها يجب أن تكون لموقعك الخاص فقط. فلا مانع من مشاركة مقالات خارجية فيها فائدة وقيمة تريد أن توصلها لجمهورك على تويتر. ويُنصح دائمًا أن تنشر المحتوى ذي الصلة بعلامتك التجارية. طوّر عادة النشر مرّة واحدة على الأقل يوميًا وشارك بتفاصيل جديدة، مفيدة، وذات صلة بمجالك.
خاتمة
لقد تطرّقنا إلى الأخطاء الخمسة الشائعة التي يجب أن تتجنّبها عند الترويج لشركتك على تويتر. ونوّد سماع أفكارك حول هذا الموضوع وكيف تمكّنت من تحقيق النجاح في التسويق باستخدام حسابك على تويتر.
ترجمة-وبتصرّف-للمقال (Five Common Pitfalls of Promoting Your Business On Twitter (and how to avoid them لصاحبته: Thea Millard
أفضل التعليقات
لا توجد أية تعليقات بعد
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.