منذ سنوات بدأت عدد من الشركات، كما الأفراد، تقديم خدمات تسميها بخدمات تحسين الظهور في محركات البحث. لكن كل الشركات التي صادفتها تخدع عملاءها بخدمات من نوعية إدراج الموقع في عدد كبير من محركات البحث وأدلة المواقع، مع شراء الروابط في المواقع الأخرى. وتقول إن ذلك كل ما يلزم لتحسين ظهور الموقع في محركات البحث!
في الحقيقة عمليات الـ SEO بسيطة جدا. إنها أبسط مما يدعيه أي شخص. بل المصطلح نفسه مجرد تضخيم تسويقي، أريد به خلق سوق جديدة، كما تم لاحقا مع مصطلح ويب 2. لكن رغم بساطته هو ليس سهلا ولا متوفرا دون بذل جهد حقيقي.
ترتكز معايير SEO الحقيقية على مبدأين: المحتوى، والتوصيف الدلالي للمحتوى. أما باقي الأمور الأخرى التي تحشر ضمن ”الباقات التجارية“ لـ SEO فهي تندرج في الأصل ضمن الخدمات التسويقية. لكن يمكن تنفيذها كخدمات فرعية (وليست أساسية) ضمن SEO.
ما يفعله الأغلبية الآن هو التركيز على التسويق (أو الدعاية لو شئت الدقة) مع التقليل من أهمية المحتوى وتجاهل كامل للتوصيف الدلالي.
المحتوى (نصوص، صور، فيديو…) هو ما يبحث عنه المستخدم. لذلك هو جوهر عملية النشر الإلكتروني. تحسين المحتوى يعتمد على جودة المضمون وحسن الصياغة.
يمكن للشركات التجارية توظيف فريق محررين أو شركات استشارية لصياغة المحتوى بالشكل المطلوب لإيصال المعلومة بشكل سليم. أما المواقع الشخصية والمدونات فيمكن لأصحابها تحسين مهاراتهم اللغوية وتحسين معرفتهم بالمجال الذي يكتبون عنه.
أما مسألة التوصيف الدلالي للمحتوى فهي عملية تقنية محضة تعتمد على استخدام الرموز المناسبة من لغة HTML لتوصيف كل جزء من المحتوى بشكل سليم ومنطقي، بحيث تتعامل محركات البحث مع المحتوى حسب أهميته الحقيقية وتعرف كيف تعرضه بالشكل المناسب والمتوافق مع استعلامات البحث.
إذن، كل المطلوب للوصول إلى الصفحات الأولى لمحركات البحث هو: (أ) تحسين المحتوى من حيث جودة المضمون وسلامة الصياغة، (ب) واستخدام رموز التوصيف الدلالي HTML المناسبة للتعبير بشكل سليم عن المحتوى بشكل يساعد محركات البحث على فهم المحتوى.
النقطة الأولى تشمل أيضا فهم الفئة المستهدفة من القراء وتوقع عمليات البحث الممكن إجراؤها من الباحثين للوصول إلى ذلك النوع من المحتوى. وهو ما يعني ضرورة صياغة المحتوى بشكل يتناسب مع القراء المستهدفين والتركيز على الكلمات المفتاحية التي يكثر من البحث عنها. لكن دون الوقوع في فخ ”الكتابة لمحركات البحث“ بدل الكتابة للبشر، حيث أن التركيز المبالغ فيه على الكلمات المفتاحية المهمة قد ينتج عنه صياغة ركيكة لغويا للمحتوى. لذلك يجب الاحتراس والتوازن في صياغة المحتوى، بحيث تكون الكلمات المفتاحية المهمة بارزة -لتسهيل تحسين الظهور في محركات البحث- وفي نفس الوقت يبقى الأسلوب اللغوي سلسا محفزا على القراءة.
أفضل التعليقات
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.