إن وظيفة البحث هي تحليل المشكلات المعقّدة حتى يفهم فريقك أبعاد المشكلة التي هم بصدد التعامل معها.
لكن عند تقديم بيانات معقّدة وجديدة للزملاء، لن يفلح تقرير أنيق مكوَّن من 10 صفحات في استثارة ردِّ الفعل المناسب. ذلك لأنَّه عندما يتعلق الأمر بمشاركة بحثك مع الزملاء، تكون طريقة العرض في غاية الأهميّة.
إن عرض المسألة بالصورة الصحيحة قد يحوِّل الملفّ الذي يوضع على مكتب زميلك ليُغطى بالأتربة إلى معرفة تفيد فريقك بالفعل. من أفضل الطرق لتقديم البيانات المعقّدة أو ذات الأهميَّة القصوى أو المثيرة للجدل أو كبيرة الحجم هي رواية القصص.
تأثير رواية القصص على فريق منتَج ما
تساعد رواية القصص الناس على فهم البيانات المعقّدة بسهولة. إذا كنت تعمل مع فريق ذي مهارات متنوِّعة ومعرفة متباينة بالتكنولوجيا، ستكون رواية القصص أداة فعّالة. بتقديم مشروعك في صورة حكاية، لن تجعل بياناتك سهلة الفهم وحسب، بل تعطي فريقك أرضية مشتركة للعمل عليها معًا أيضًا. سيؤدّي هذا إلى المزيد التعاون والمشاركة من أعضاء الفريق كلِّهم.
إذا كنت تريد أن يتذكَّر فريقك المعلومات، ستساعدك الحكايات على تحقيق ذلك. في الواقع، أثبت العلم أنه تذكُّر الحكايات من تذكُّر الحقائق، مما يعني أن عرضك سيكون له تأثير طويل الأمد على الفريق. كيف إذن يمكنك استخدام البيانات لرواية أكثر القصص تأثيرًا؟
الخطوة الأولى: حدِّد عناصر قصَّتك
في البداية، عليك أن تدرك ما النقطة الأساسيَّة التي تريد أن توصلها إلى الجمهور. بعد الانتهاء من عرضك، ما هي الأفكار التي تود أن تنطبع في ذهن الحضور؟ يجب أن يشكِّل ذلك محور قصتك.
في أثناء بحثك في مجموعة من الأفكار لانتقاء محور قصَّتك، عليك أخذ أمرين بعين الاعتبار:
- أهميّة تلك الفكرة بالنسبة للبيانات المقدَّمة
- نوعيّة الجمهور
إن أفضل فكرة محوريَّة هي التي تجد صدى لدى الجمهور، كما يجب أيضًا أن تكون:
- أكثر الأفكار أهميّة بالنسبة للبيانات المقدمة أو
- مجموعة كبيرة من الأفكار تؤيد جميعها نفس النقطة الأساسيّة التي ترغب في أن يستخلصها الجمهور
حين تجد تلك الفكرة المحوريّة، كل ما عليك هو نسج باقي الأفكار معًا لتكوين العرض التقديميّ الذي يروّج لتلك الفكرة.
حين تشرع في تأليف قصَّتك، من الضروريّ اتّباع نهج معين. يتحمَّس معظم الناس لإنتاج عرض تقديميّ لكي يستطيعوا مشاركة أفكارهم فيقومون بسكب البيانات في فكرة أساسيَّة قبل تحديد القصَّة التي سوف يروونها. قد يتسبَّب ذلك في تعطيلك وتعقيد قصَّتك.
من أفضل الطرق التي تساعدك على تحديد تفاصيل قصَّتك بسرعة، قبل الدخول في تفاصيل العرض التقديميّ، هي أن تنشئ عرضك التقديميّ عن طريق بطاقات الملاحظات اللاصقة (sticky notes). تعامل مع كلِّ بطاقة لاصقة كشريحة مستقلّة. ليس من الضروري أن يكون لديك المحتوى النهائيّ في هذه المرحلة، لكن كلَّ بطاقة لاصقة يجب أن تحتوي على الفكرة الرئيسة لكل شريحة.
بينما تبدأ في تضمين تفاصيل قصتك، يمكنك تغيير ترتيب البطاقات لضمان أن توصل القصَّة التي ترويها الفكرة بدقَّة ووضوح. حين تصبح راضيًا عن ما فعلته، اقرأ عناوين البطاقات بالترتيب. حين تجد نفسك مرتاحًا لترتيب المعلومات المقدَّمة، تكون قد انتهيت من إعداد العرض.
حين تصبح القصًّة مفهومة، تفقَّد الأفكار كلَّها وحدِّد النقاط التي قد تبدو معقَّدة، والأجزاء التي قد يجدها جمهورك غامضة.
الخطوة الثانية: استخدم الوسائل البصريَّة كأداة من أدوات رواية القصص
إن تقديم الأفكار بطريقة بصريَّة يخيف الكثير من الناس ممن يتعاملون مع البيانات، لكنه يصبح أفضل مرحلة في عمليَّة التقديم إذا ما أجدت التعامل معها. في البداية، حدِّد نوع الوسيلة البصريّة التي تتناسب مع موضوع عرضك لتحقِّق أفضل تأثير.
لتقديم مراحل تطوُّر منتج ما، عليك استخدام خطٍّ زمنيٍّ، للمقارنة، يمكنك استخدام مخطّط فِن Venn diagram، أما لتوضيح مجال الفرص ستحتاج إلى مصفوفة من الدرجة الثانية.
بعد أن تختار الوسيلة البصريَّة، عليك أن تحضر ورقة وقلمًا وتشرع في رسم تلك المخطّطات. بينما ترسم، إليك بعض النقاط التي يجب عليك أن تنتبه لها:
- سهِّل الأمر باختيار الأشكال البسيطة في البداية. ابدأ بالمربَّعات والدوائر ثم انتقل إلى الأشكال الأكثر تعقيدًا.
- اختر الألوان بعناية. لا تدع الجمهور يفكِّر في سبب استخدامك للون ما.
- في البداية، ابدأ بلون واحد. إذا وجدت أن المخطَّط لا يسهل فهمه، أضف المزيد من الألوان إذا كان ذلك سوف يفيد.
بينما تفعل ذلك، ستلاحظ أن حتى أبسط الوسائل البصريَّة تعرض عدة معلومات يحتاج فريقك إلى أن يفهمها. حتى إذا كانت الوسيلة البصريَّة تبدو لك مفهومة، ربما لا يكون الأمر كذلك بالنسبة شخص يرى المعلومة لأول مرة. لذا، بعد أن تنشئ وسيلة بصريَّة تناسب قصتك، فكِّكها. قسِّمها إلى أجزاء لكي تضمن أن الفكرة وصلت بوضوح شديد لأعضاء الفريق.
الخطوة الثالثة: أنشئ العرض التقديميّ الرقميّ
بعد وضع التصميم النهائي للقصَّة التي سترويها، يمكنك الانتقال إلى إنشاء العرض الرقميّ. ابدأ بإنشاء الوسيلة البصريّة النهائيّة أولاً، ولا تنس أن تترك مساحة في أعلى الشريحة لإضافة العنوان. حين تصبح راضيًا عن الشكل النهائيّ، انسخ الشريحة وابدأ في تفكيك الوسيلة البصريّة. سيضمن ذلك أن تظلَّ الوسائل البصريّة التي تستخدمها متناسبة من حيث الحجم واللون والموضع من شريحة إلى أخرى.
حين تنتهي من إنشاء القصَّة البصريّة، عليك إضافة عنوان إلى كل شريحة. بدلًا من وصف الوسيلة البصريّة، أضف عناوين فعالة. تضيف العناوين الفعَّالة معلومات ذات أهميّة كبرى بينما تنتقل من شريحةٍ إلى أخرى، وهي تساعد المشاهدين على إدراك الأفكار التي يجب عليهم الانتباه إليها في أثناء مشاهدة العرض. يجب أن يوصِّل العنوان الرسالة الأساسية التي تريد إيصالها للحضور. بعد الانتهاء من إنشاء جزءٍ من العرض، أتصفح العناوين فقط، فإذا وجدت عقبة في تدفُّق الأفكار، أو إذا لم أستطع فهم المغزى من إحدى الشرائح، فهذا يعني أن عليك إعادة النظر في العناوين. بعد الانتهاء من العناوين والرسوم التوضيحيّة، ما عليك سوى إضافة التفاصيل النهائيّة إلى العرض التقديميّ كما تفعل عادةً.
رغم أن كتابة تقرير يتطلَّب وقتًا أقلّ بكثير، تحوِّل رواية القصَّة العمل من كونه مثيرًا للاهتمام إلى أن يصبح فعَّالًا وجاهزًا للتطبيق للشركة بأكملها. تترك القصَّة تأثيرًا طويل الأمد، يستمرُّ بعد انتهاء العرض بفترة طويلة. إذا كنت باحثًا أو عالم بيانات أو حتى مسؤول تسويق، سيمنحك تقديم أفكارك عن طريق رواية القصَّة القدرة على التأثير على الشركة بأكملها في أيِّ وقت.
مترجم بتصرف عن مقال Get the most out of your research with storytelling لصاحبه Jillian Wells
أفضل التعليقات
انضم إلى النقاش
يمكنك أن تنشر الآن وتسجل لاحقًا. إذا كان لديك حساب، فسجل الدخول الآن لتنشر باسم حسابك.